Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

في عامها الخمسين حري بالهيب هوب أن تعتذر عما مضى

يتتبع فيلم وثائقي جديد من إنتاج تشاك دي مؤسس فرقة بابليك إينيمي نمو ظاهرة موسيقية، لكنه يفشل في مواجهة كراهية النساء ورهاب المثلية الجنسية وفضائح سوء المعاملة التي تسود هذا النوع الموسيقي.

اعتقد أن موسيقى الهيب هوب نفسها باتت بحاجة إلى إعادة تقييم أيضاً، كرمى لإرثها، إن لم يكن من أجل أي شيء آخر (غيتي)

بعد انفصال مؤلم استغرق طويلاً العام الماضي، تضمنت مهمتي الأخيرة في عملية الانتقال من السكن سحب صناديق ثقيلة جداً تقسم الظهر من الأسطوانات الموسيقية صندوقاً تلو الآخر. كانت تجربة محزنة بالتأكيد، لكن ما جعل أعمال العتل والسخرة كئيبة حقاً هو إدراكي أن جزءاً كبيراً من تلك التسجيلات - بخاصة تسجيلات موسيقى الهيب هوب التي اشتريتها عندما كنت شاباً ولم أبعها - هو في الواقع رديء جداً اليوم وعبارة عن قمامة كريهة ومتعصبة ومسيئة. أهلاً بكم في حياة عشاق الموسيقى البالغين في كل مكان، القلقين حيال المراعاة الثقافية وآلام الظهر بالقدر نفسه.

لم تكن الحال هكذا دائماً، فقد اكتسبت خبرتي كمنسق موسيقي "دي جيه" بالاستعانة بموسيقى الهيب هوب. المرة الأولى التي شاركت فيها بحفل في ناد كانت كمساعد ثانوي لرائد فن الدي جيه غراندماستر فلاش الذي بذل جهداً إضافياً مثل شخص متمرد ليخبرني أثناء سوء فهم يدور حول معدات الدي جيه أنني عار على موسيقى الهيب هوب. ربما كان على حق في النهاية. كانت المقطوعات التي أستخدمها في ذلك الوقت تعود إلى "العصر الذهبي" لموسيقى الراب المشحونة سياسياً وذات العقلية الاجتماعية - والتي يشكل كثير منها المحور الرئيس لسلسلة وثائقية جديدة صدرت هذا الأسبوع بعنوان "حارب السلطة: كيف غيرت موسيقى الهيب هوب العالم" Fight the Power: How Hip-Hop Changed the World. تولى المغني الرئيس في فرقة بابليك إينيمي للهيب هوب، تشاك دي، مهمة المنتج التنفيذي للعمل (وهي إنتاج مشترك بين بي بي سي وبي بي أس) المكون من أربع حلقات ويستعرض تاريخ النوع الموسيقي على خلفية الضغوط المجتمعية على نطاق أوسع في تلك الحقبة.

يصدر الوثائقي في بداية عام مهم بالنسبة إلى موسيقى الهيب هوب التي ستحتفل بمرور 50 عاماً على إقامة أولى حفلات هذا النوع في حي برونكس بنيويورك، وهو تاريخ سيكون حجة لإقامة الفعاليات الاحتفالية والأفلام الوثائقية وما إلى ذلك. لطالما كان النظر إلى الأيام الخوالي عادة ثابتة غريبة في موسيقى الهيب هوب. حتى في عام 1986، بدأت إحدى الأغاني المحورية في تطوير موسيقى الراب - أغنية "الجسر" The Bridge للمغني أم سي شان - المتميزة بافتتاحيتها: "أنت تحب سماع القصة/ مراراً وتكراراً/ عن كيف بدأ بها كل شيء/ في قديم الزمان لما حدثت". يلتزم وثائقي "حارب السلطة" بشدة بأسلوب سردي تقليدي، فهو لا يتطرق إلى مغنية الراب كاردي بي ذات الأصول الإسبانية والأفريقية ولا مغني الراب ليل ناس إكس الأسود والمثلي جنسياً، كما أن محتوى الوثائقي من موسيقى الهيب هوب الفعلية ضئيل جداً، حيث يضحي بها مقابل "الموسيقى المرافقة الحقيقية" لمعظم الأفلام الوثائقية، أشياء مثل موسيقى الملحن هانز زيمر وليس مغني الراب غوست فيس كيلا.

كما يمكنكم أن تتوقعوا من عرض أنتجه قائد فرقة بابليك إينيمي، يتمتع "حارب السلطة" بإحساس راسخ بالظروف السياسية التي كانت محيطة بصعود هذا النوع الموسيقي. هذه حقائق لا ينبغي نسيانها أبداً. إنها قصة عن وحشية الشرطة، والأحياء المحرومة من التمويل عمداً بأسلوب شديد البرودة لدرجة يمكن الخلط بينه وبين التطهير العرقي، والعنصرية على كل المستويات التي يمكن تصورها، وما قد يثير الاهتمام أكثر هو الجيل الضائع من الأميركيين السود المسجونين في الخفاء تحت قيادة حكومة كلينتون التي كانت تحاول تطبيق القانون والنظام بشدة. كانت أميركا السوداء تمر برحلة تغيير حقيقي عبر موسيقى الهيب هوب، كما عبر عن ذلك ببراعة رائد موسيقى الراب أم سي لايت في مرحلة ما: "إذا كنت تعتقد أن العالم سيئ الآن، فتخيله من دون موسيقى الهيب هوب".

لكن إذا كان عام 2023 هو الوقت المناسب للتقييم، فأعتقد أن موسيقى الهيب هوب نفسها باتت بحاجة إلى إعادة تقييم أيضاً، كرمى لإرثها، إن لم يكن من أجل أي شيء آخر. لأن الشعور المربك هنا لا ينتابني وتسجيلاتي القديمة الغبية فقط. أخشى أنه بعد مشاهدة فيلمه الوثائقي، لن يتمكن موسيقي هيب هوب رفيع المستوى ولديه آراء راسخة مثل تشاك دي، من رؤية أن موسيقى الهيب هوب تشبه حرق القمامة بالنسبة إلى معظم الناس الذين يعيشون بموجب الأخلاقيات السائدة في عام 2023.

هناك طريقة بديلة للنظر إلى موسيقى الهيب هوب في الوقت الحالي وهي أنها نوع موسيقي مليء بكل أنواع العبث الإشكالي. لم يكشف كثير منها إلا في السنوات الأخيرة، في فضاء غريب من المناقشة أو التحليل. خذوا على سبيل المثال أحد الآباء المؤسسين لهذا النوع، أفريكا بامباتا. لقد كان بطلاً حقيقياً بالنسبة إليَّ. لا يمكن القول إن أحداً صنع الهيب هوب بيديه أكثر منه. من خلال فرقته "زولو نيشن" قام الدي جيه والزعيم المجتمعي بتوجيه ثقافة العصابات السامة إلى شكل فني إيجابي وناشئ يمثل الطبقة العاملة يسمى الهيب هوب، لكن في عام 2016، بعد مزاعم عدة بقيامه بالاعتداء الجنسي والاتجار بقصر لا تتجاوز أعمارهم 12 سنة يعود تاريخها إلى عام 1980، تبرأت منه فرقة زولو نيشن، وأصدرت اعتذاراً مفتوحاً للأشخاص الذين زعم أنهم تعرضوا للإيذاء من قبل بامباتا. قطعاً لم تتجاوز موسيقى الهيب هوب على المستوى الثقافي الأوسع هذا الحدث ولم تعلق عليه، وبالتأكيد لم يرد ذكرها في الفيلم الوثائقي، الذي يقدم اسم بامباتا وصورته في الحلقة الأولى بشكل خاطف يكاد لا يلحظ.

عرض صورة بامباتا (من دون أي إشارة إلى عاره الحالي) هو واحد من عدة خيارات لم يتم التفكير بها بشكل غريب في "حارب السلطة" والتي تشير إلى تجاهل فظ للقيم التي نعيش في ظلها اليوم. الآن يمكنكم القول إن حساسيتي شديدة تجاه هذه الأشياء، بصفتي شخصاً ساخطاً مختلط العرق، متعدد الميول الجنسية، يعيش في لندن، وقد انهارت علاقته العاطفية للتو وأصيب بفتق بسبب جر صناديق الأسطوانات الموسيقية، لكن ماذا عن خطاب الكراهية؟ 

هناك مقطع من عام 1986 لمغنية الراب اللامعة المولودة في منطقة كوينز بنيويورك، روكسان شانت، وهي تستخدم كلمة "متخلف عقلياً" (كما لو أنها ليست قدحاً يستخدمه الأصحاء ضد ذوي الحاجات الخاصة معروفاً اليوم) أو مقطع أغنية "الرسالة" The Message لفرقة "غراندماستر فلاش أند ذا فيرياس فايف" التي تبدأ بجملة عن "سيدة مجنونة، تعيش في كيس التخييم" اعتادت أن "تخرج مع المثليين"، وهذا خيار آخر غريب حقاً من جانب صانعي الوثائقي، لكون القافية توحي أن حياتها تحولت إلى خراب بمجرد أنها بدأت الخروج مع هؤلاء المثليين البائسين (كما لو أن موسيقى الهيب هوب لا تتمتع للتو بسمعة سيئة على نطاق واسع في ما يتعلق برهاب المثلية، لكنني سأتطرق بالتفصيل إلى هذه النقطة بعد قليل). 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يعرض الفيلم الوثائقي أيضاً شخصيات بارزة التي تبدو سمعتها سامة بغرابة بالنسبة إلى هذا النوع. أشخاص مثل نجم موسيقى الهيب هوب ذي النفوذ راسل سيمونز، الذي استقال من مجموعة من الشركات في عام 2017 بعد أن اتهمته أكثر من 10 نساء بارتكاب اغتصاب أو اعتداء جنسي (وهي تهمة ينفيها سيمونز) في الفيلم الوثائقي "من السجلات" On the Record. أو دكتور دري، الذي يتطرق إليه "حارب السلطة" على أنه فقط عبقري ساحر وليس كما يعرفه كثير من الشباب، الرجل الذي ضرب بعنف المراسل دي بارنز في عام 1991 بينما كان حارسه الشخصي يمنع الحشود بمسدس. هناك مشاركة للوب فياسكو الذي لا يبدو أن الجهتين المنتجتين المشتركتين للوثائقي، بي بي سي وبي بي أس، منزعجتان من حقيقة أنه انتقد "الرؤساء التنفيذيين اليهود القذرين" الذين سرقوا أموال الفنانين في مسابقة فنية حرة عام 2016، ثم هناك مغني الراب كيللر مايك من فرقة "رن ذا جويلز" الذي لديه انجذاب محير للحاكم الجمهوري بريان كيمب الذي هزم الناشطة السوداء البارزة ستيسي أبرامز. أصدر كيمب تشريعات للحد من المناقشات حول العرق في الفصول الدراسية في جورجيا (الولاية التي يمثلها) ويعتقد على نطاق واسع أنه قمع حقوق الناخبين السود. لكي نكون منصفين بحق الفيلم الوثائقي، لقد نجح في عدم استضافة كاني ويست الذي كان سيظهر بقميصه الذي يحمل عبارة "حياة البيض مهمة". 

احتاج وثائقي "حارب السلطة" ساعتين و41 دقيقة ليذكر كراهية النساء. وسرعان ما ينحرف بعيداً عنها مرة أخرى، لكن ليس قبل أن يصور بشكل غير منصف السياسية المخضرمة والناشطة التي خرجت في مسيرة "سيلما"، سي ديلوريس تاكر (التي قامت بحملة ضد الهيب هوب الكاره للنساء في التسعينيات) باعتبارها سيدة عجوزاً متحفظة وطفيلية. إنها المرة الوحيدة التي تتعرض فيها موسيقى الهيب هوب للانتقاد على مدى الساعات الأربع بأكملها، مما يمنح "حارب السلطة" إحساساً بأنه فيلم شركات شغوف بدلاً من عمل تلفزيوني موضوعي. لم يتم التطرق إلى حركة مي تو #MeToo أبداً. إنه لأمر مخز، بالنظر إلى أن مؤسسة الحركة - تارانا بيرك - نشأت في برونكس كمعجبة بموسيقى الهيب هوب. يمكنكم بالتأكيد تخيل أن أي تحليل عالي الجودة للهيب هوب سيرغب في سماع وجهة نظرها، أليس كذلك؟ قالت بيرك في عام 2019: "الهيب هوب مبني على ثقافة الاغتصاب من نواح عديدة" بينما كانت تتحدث عن كيف أن مجتمع الهيب هوب المتماسك لم يعترف بالعنف الجنسي كواحد من أشكال الاضطهاد المتعددة المعترف بها بخلاف ذلك. 

غياب هذه الأشياء هو خيبة الأمل الحقيقية هنا. سواء في الفيلم الوثائقي أو عبر مؤسسة الهيب هوب ككل في الوقت الحالي. على سبيل المثال، لم يتم تضمين أي من مغنيات الراب المعاصرات الرئيسات. لا نيكي ميناج، أو دوجا كات، ولا حتى ميغان ذي ستاليون، وهو أمر مخز، لأنه إذا كان هناك شخص يستطيع رواية هيب معاصرة فإنه هي. دين شريك ميغان السابق، مغني الراب الكندي توري لينز، أخيراً بإطلاق النار على قدمها بعد مشادة في عام 2020. تردد أنه كان يصرخ "ارقصي أيتها العاهرة" بينما كان يطلق النار على قدميها. لحسن الحظ، لم تصب شظايا الرصاصات الثلاث الأوتار والعظام. خلال الأشهر التي سبقت المحاكمة، بذل عديد من الأعضاء الأثرياء الأقوياء في نادي شباب الهيب هوب جهوداً استثنائية لإذلالها في محاولة لمناصرة لينز. لمح زميله الكندي دريك إلى أن ميغان كانت كاذبة في أغنيته "تسيركو لوكو" Circo Loco الصادرة عام 2022 التي يقول فيها ("هذه العاهرة تكذب حول استهدافها برصاصات، لكنها لا تزال حصاناً جامحاً" [كنية المغنية ستاليون تعني الحصان الجامح])، بينما شارك "50 سنت" صورة كاريكاتورية تقارنها بالممثل جوسي سموليت الذي دين بالكذب على الشرطة في شأن جريمة كراهية ملفقة العام الماضي. كان هذا مثالاً على ما شخصه الكاتب أندريه غي أخيراً على أنه جبهة جديدة في معاداة موسيقى الراب للنساء، والتي تغذي بشكل متزايد "الأوساط الرجالية" السامة على الإنترنت.

قد يبدو أن الأمور تزداد سوءاً ولا تتحسن، بخاصة عندما تأخذون في الاعتبار عدد مغني الراب الشباب مثل دا بيبي وإكستنتاشن وكوداك بلاك و6ix9ine الذين تم ربطهم بالعنف الجنسي في السنوات الأخيرة، لكنني أعتقد أنه كان ينبغي منذ زمن طويل أن يشير شخص ما أيضاً إلى بعض المواقف الإشكالية من نجوم "العصر الذهبي" الأكثر وعياً، ما عليكم سوى إلقاء نظرة على أغنية "كي آر أس ون" ذات النبرة الشهوانية المحيرة تجاه الأطفال "في الثالثة عشرة وجيدة" 13 and Good أو أغنية "جورجي بورجي" Georgie Porgie لفرقة "ترايب كولد كويست" التي ربما تكون المقطوعة الموسيقية الأكثر معاداة للمثليين تم تسجيلها على الإطلاق. ودعونا لا ننسى أن المغني "كام"رون" نشر عبارة "لا مثليين" من خلال أغنيته "حريري" Silky الصادرة عام 2009. يتعلق هذا بمشكلة أكبر بكثير بالطبع ويشير إلى أن عقيدة الهيب هوب (كما يعرضها هذا الفيلم الوثائقي) لا تزال ترى المثليين والشواذ بعدسة تهاب المثلية. وبطريقة مثيرة للغضب، يتجاهل العمل الظهور المتفجر الأخير لفنانين ينتمون إلى مجتمع الميم مثل ليل ناس إكس، وميكي بلانكو، وبيغ فريديا، وكيك سدا كيلا، وإينجل هيز، وكيترانادا، وبرينسس نوكيا والنجم فرانك أوشن الذي يقدم موسيقى قريبة من الهيب هوب. لم يتم ذكر أي من هؤلاء، وكانت الإشارة الوحيدة للمثليين التي استطعت رؤيتها خلال أربع ساعات هي "تخرج مع المثليين" المذكورة أعلاه.

ربما تعتقدون أنني أشير إلى جميع النقاط الإشكالية في الهيب هوب لأن لديَّ ضغينة ضد هذه الموسيقى (فقط لأن غراندماستر فلاش قد طردني قبل زمن طويل). قد تعتقدون أن لديَّ تحيزاً شخصياً ضد الأشخاص الذين يصنعون الهيب هوب. قد تقولون لأنفسكم "نراهن أنه لن يكتب أبداً عن الأشخاص الإشكاليين في الأنواع الموسيقية الأخرى، مثل الروك. مثل الادعاءات القائلة إن ديفيد بووي مارس الجنس مع فتاة كانت في الثالثة عشرة من العمر. أو أن إيغي بوب كان يمارس الجنس مع طفلة في الثالثة عشرة. أو أن بيل وإيمان نجم فرقة رولينغ ستونز تزوج امرأة التقاها عندما كانت تبلغ من العمر - كما خمنتم - 13 سنة. أو أن دي جيه راديو 1 الراحل جون بيل تسبب في حمل فتاة في سن 15 سنة، أو أن إريك كلابتون عبر عن آراء عنصرية حقيرة، أو أن فان موريسون كان من المتشككين في وباء كورونا (أوه، مهلاً، لقد كتبت عن هذا الأخير فعلاً). 

الحقيقة بصراحة هي أنني لم أهتم أبداً بأي من هؤلاء الفنانين وموسيقاهم بقدر ما اهتممت بالهيب هوب نفسها، على وجه التحديد فرقة بابليك إينيمي. أجد صعوبة أحياناً في تذكر رقم هاتف والدتي، لكنني قادر وبشكل فوري على استحضار كل جملة في تحفتها الفنية، ألبوم "إعاقتنا تتطلب أمة من ملايين" It Takes a Nation of Millions to Hold Us Back الصادر عام 1988. كان هذا ثاني ألبوم أقتنيه على الإطلاق (كان الأول "في تجويف الأدغال" In the Jungle Groove لجيمس براون - الأب المؤسس الآخر لموسيقى الهيب الإشكالي بعمق الذي أواجه صعوبات معه على مدى الساعة). لقد منحتني بابليك إينيمي شغفاً وحماسة للعدالة الاجتماعية وللموسيقى ذات المعنى وللكلمات الهادفة. من المفارقات أنني وصلت إلى هنا في نهاية المطاف، غاضباً من فيلم وثائقي من إنتاج تشاك دي، ويحتفي بشكل مرح بأسلوب فني يبدو اليوم غير مبال بالأشخاص المهمشين. حتى إن تشاك قال في مقابلة أجراها الأسبوع الماضي مع صحيفة ذا غارديان للترويج للبرنامج: "33 في المئة من إنتاج موسيقى الهيب هوب في جميع أنحاء العالم تأتي من النساء، وهذا رائع". ليست النسبة 50 في المئة؟ بالتأكيد كان هذا سيبدو "رائعاً" أكثر. 

إذا كان من المفترض أن يدور هذا البرنامج حول الهيب هوب والسياسة، فأين هي السياسة الجندرية؟ أين سياسة الكويرية [مظلة عامة تشمل جميع الهويات الغير مغايرة متضمناً مختلف التوجهات الجنسية والهويات الجندرية]؟ أين لحظة التنديد بالقدرة أو الإشارة إلى مشكلة الهيب هوب تحديداً مع العنصرية تجاه شعوب شرق آسيا وجنوب شرقي آسيا؟ في عامها الخمسين، تحتاج موسيقى الهيب هوب إلى تنمية حس بالاعتذار أكثر من الحاجة إلى رواية حكايتها مثل سير القديسين. يجب أن تكون في حالة ثورة مستمرة، توجه اللكمات للظالمين الجدد وكذلك القدامى، وتمد إليهم أيادي متضامنة وليس تلك التي تضربهم. تبدو مثل هذه البرامج مثل قيام جورج بوش بالوقوف على مركبة حربية أمام لافتة تقول "المهمة أنجزت".

هذه هي المشكلة في تقديم أفلام وثائقية رفيعة المستوى عن شخصيات رئيسة في أي مجال ثقافي أو فني، وهو أمر يجب أن تفكر فيه بي بي سي وبي بي أس أكثر (أوصي بمشاهدة عملين وثائقيين هامشيين آخرين حديثين من إنتاج بي بي سي كبديلين مناسبين للوقت الحالي أكثر: "تيم ويستوود: إساءة استخدام السلطة" Tim Westwood: Abuse of Power أو الوثائقي الإذاعي "مستقبل الهيب هوب" The Future of Hip-Hop عن الموسيقي كيكس دا كيلا). لا يتعلق هذا بمحاولة تجميل التاريخ أو الأشخاص الذين يشملهم ذلك التاريخ. يتعلق الأمر بكونك شجاعاً وفخوراً وقوياً بما يكفي لتسلط الضوء على الأخطاء. إذا لم تكن موسيقى الهيب هوب واثقة كفاية للقيام بذلك، فربما هي ليست ذاك النوع الفني العظيم كما نعتقد.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة