Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تصاعد التوتر في القدس يدفع مصر والأردن إلى التدخل قبل زيارة بلنكن

أكد مسؤولو البلدين دعم فلسطين وشعبها وأعربا عن خشيتهما من خروج الأمور عن السيطرة

جاءت زيارة رئيس الاستخبارت المصرية إلى رام الله على أثر مناقشة بلينكن مع السيسي في القاهرة "سبل خفض التصعيد" (وفا)

دفع وقف السلطة الفلسطينية تنسيقها الأمني مع إسرائيل بسبب "ضرب الأخيرة بالاتفاقات الموقعة عرض الحائط" والتصعيد الميداني رئيسا الاستخبارات المصرية والأردنية إلى زيارة عاجلة وغير معلنة لرام الله، قبيل لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

ومع أن زيارة بلينكن إلى رام الله وتل أبيب كانت مجدولة منذ أسابيع، فإن زيارة المسؤوليين الأمنيين المصري والأردني جاءت بشكل مفاجئ على وقع تصاعد التوتر إلى مستويات مرتفعة والخشية من خروج الأمور عن السيطرة.

أفق حل الدولتين

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن رئيسي جهاز الاستخبارات المصري عباس كامل والأردني أحمد حسني، نقلا "رسالة تضامن" بلديهما وتأكيدهما على "دعم الرئيس محمود عباس وفلسطين وشعبها الشقيق والحرص على الأمن والاستقرار في المنطقة".

وجاءت زيارة عباس كامل إلى رام الله على أثر مناقشة بلينكن مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القاهرة "سبل خفض التصعيد واستعادة الهدوء".

وكشف بلينكن خلال مؤتمر صحافي في القدس عن قراره إبقاء بعض مساعديه في تل أبيب ورام الله للعمل على "متابعة وضع خطوات عملية لنزع فتيل التوتر"، مشيراً إلى أنه استمع خلال زيارته للمنطقة إلى "أفكار بناءة" لتحقيق ذلك.

وأوضح أن الجهود الأميركية "ستنجح إذا أبدى الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي استعدادهما للقبول بذلك حتى يتمتع الفلسطينيون والإسرائيليون بالحرية والأمن والعدالة والكرامة عبر الحفاظ على حل الدولتين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد بلينكن معارضة واشنطن لكل "خطوة إسرائيلية أو فلسطينية من شأنها أن تفشل حل الدولتين، بما في ذلك توسيع البناء الاستيطاني وهدم البيوت وخرق الوضع القائم في الأماكن المقدسة".

وفي ما يعتبر تكثيفاً غير مسبوق في عدد زيارات المسؤوليين الأميركيين ونوعيتها، وصل قبل أسبوعين إلى إسرائيل وفلسطين مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان وقبل أيام مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليم بيرنز.

وتهدف تلك الزيارات إلى "حث جميع الأطراف على ضرورة اتخاذ خطوات لإعادة الهدوء"، وفق بلينكن الذي شدد على أن "أفق الأمل للفلسطينيين يتقلص ولا بد من أن يحدث تغيير".

وقال مسؤولون فلسطينيون رفيعو المستوى لـ"اندبندنت عربية" إن وقف السلطة تنسيقها الأمني مع إسرائيل دفع المسؤولين الأمنيين المصري والأردني إلى زيارة رام الله في محاولة لمنع انزلاق الأوضاع إلى ما لا تحمد عقباه".

وأوضح المسؤولون أن "القضية الفلسطينية أصبحت مهملة ولا يهتم أحد بها"، مضيفاً أن الإجراءات الفلسطينية الأخيرة "أسهمت في بعض الحراك الدبلوماسي والأمني".

بعد أن تديرا ظهريهما

وشدد مسؤول فلسطيني على أن الرسالة الفلسطينية التي وصلت إلى عمان والقاهرة وواشنطن واضحة، "فلا تراجع فلسطينياً قبل وقف إسرائيل إجراءاتها الأحادية من قتل واجتياح للمدن الفلسطينية وتنكر للاتفاقات الموقعة وحل الدولتين على أساس حدود 67".

لكنه أوضح أن عباس "يتعامل بانفتاح كامل ومرونة مع أية آفاق لإطلاق عملية سياسية جادة بعد وقف الإجراءات الأحادية وتهيئة المناخ اللازم لذلك".

وأردف أن عباس "لم يعد يثق لا بتل أبيب ولا بواشنطن"، مشيراً إلى أن أية وعود من قبلهما "تتبخر بعد أن تديرا ظهريهما".

وخلال لقائه وزير الخارجية الأميركية لفت عباس إلى أن السلطة الفلسطينة "بدأت تنفيذ إجراءات عدة بعد أن استنفدت كل الوسائل مع تل أبيب لوقف انتهاكاتها والتحلل من الاتفاقات الموقعة وعدم التزام وقف أعمالها أحادية الجانب".

وحمل عباس الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن التدهور الأمني "بسبب ممارساتها التي تقوض حل الدولتين وتخالف الاتفاقات الموقعة"، مضيفاً أن "عدم بذل الجهود الدولية لإنهاء منظومة الاستيطان" يسهم في ذلك، مشدداً على أن الأمن القومي "لن يتعزز باستباحة المقدسات ودهس كرامة الشعب الفلسطيني وتجاهل حقوقه المشروعة في الحرية والكرامة والاستقلال".

وأوضح أن "الوقف الكامل للأعمال الإسرائيلية أحادية الجانب هو المدخل الأساس لعودة الأفق السياسي وصنع السلام والاستقرار والأمن للجميع في منطقتنا والعالم".

مع ذلك أبدى الرئيس الفلسطيني التزامه "نبذ العنف والإرهاب واحترام الاتفاقات الموقعة والاستعداد للعمل مع الإدارة الأميركية لعودة الحوار السياسي".

المزيد من الشرق الأوسط