Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تحذير من ارتفاع إصابات الأطفال بمرض خطير في بريطانيا

يمكن علاجه باستخدام "الغلوبولين المناعي" المستخلص من بلازما الدم البشري

يظهر المرض غالباً عند الأطفال دون سن الخامسة (غيتي)

في المملكة المتحدة سجل عدد الأطفال الذين يتلقون العلاج من داء "كاواساكي"، أو "متلازمة العقدة اللمفية المخاطية الجلدية" ارتفاعاً كبيراً تجاوز الضعف خلال السنوات الخمس الماضية.

ومع تصاعد عدد الحالات، وخصوصاً في صفوف الأطفال تحت سن الخامسة، ناشدت "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" (أن أتش أس NHS) الناس التقدم للتبرع بمزيد من بلازما الدم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أحدث الأرقام الصادرة عن الجهة الصحية المعنية بخدمتي "نقل الدم وزرع الأعضاء" NHS Blood and Transplant (NHSBT) التابعة لـ"أن أتش أس"، كشفت عن حاجة ما مجموعه 706 أطفال إلى علاج لهذا المرض بين 2020 و2021.

وجاءت الأرقام الجديدة في مقابل متوسط 336 طفلاً في السنة احتاجوا إلى علاج لهذه الحالة الصحية على مدى السنوات الخمس الماضية.

المرض قد يؤدي إلى الموت إذا ترك من دون علاج. والحال أن السبب وراء ظهور "كاواساكي" ليس معروفاً تماماً، ولكن ثبت أنه ليس داءً معدياً ولا ينتشر من شخص إلى آخر. ومن أعراضه أنه يسبب انتفاخاً في الأوعية الدموية يتبدى في طفح جلدي وارتفاع في درجة حرارة الجسم.

ومع التورم المحتمل للأوعية الدموية حول القلب، يشكل الداء السبب الرئيس لأمراض القلب بين أوساط الأطفال دون الخامسة من العمر.

وفي تصريح أدلت به إلى الموقع الإلكتروني "إيفري داي هيلث" Everyday Health، قالت الدكتورة فيجايا سوما، من قسم طب الأطفال في كلية غروسمان للطب في "جامعة نيويورك"، "إن التهاب الأوعية التي تمد القلب بالدم يمثل النتيجة المحتملة الأكثر خطورة التي يتسبب فيها هذا الداء". وأضافت، "في الأساس نعالج المرضى من داء "كاواساكي" للحيلولة دون الوصول إلى هذه المضاعفات المحتملة في القلب"، أضافت الدكتورة سوما.

يكمن العلاج الناجع للمرضى في أخذ جرعات عالية من "الغلوبولين المناعي" immunoglobulin المستخلص من بلازما دم الإنسان، من طريق المحلول الوريدي. والمعلوم أن بلازما الدم مليئة بأجسام مضادة ذات فاعلية في علاج الأمراض المعدية.

بين عامي 1998 و2021، قامت الحكومة البريطانية بفرض قيود على تحضير "الغلوبولين المناعي" من بلازما الدم كتدبير احتياطي، مما أدى إلى الاعتماد على إمدادات مستوردة من هذه الجرعات. ولكن، عادت الحكومة عن قرارها أخيراً، وقررت استئناف جهودها الوطنية في جمع بلازما الدم، بعد أن أصبحت الواردات الدولية أكثر ندرة نتيجة مشكلات في الإمدادات على الصعيد العالمي.

حالياً، يبلغ عدد الأشخاص المسجلين للتبرع ببلازما الدم خمسة آلاف و850 شخصاً فقط، أي ما يزيد قليلاً على نصف العدد المطلوب لتوفير الإمداد الكافي البالغ 10 آلاف و200 متبرع.

 

جيري غوغارتي، مدير برنامج "الأدوية المشتقة من بلازما الدم" Plasma for Medicines في Blood and Transplant التابعة لـ"أن أتش أس" كشف لشبكة "سكاي نيوز" عن الحاجة المتزايدة لمتبرعين ببلازما الدم من أجل المساعدة في علاج الاضطرابات المناعية التي تتهدد حياة المرضى المصابين بأمراض مثل "كاواساكي".

وتوجه إلى الناس قائلاً "يمكنك تقديم المساعدة من طريق التبرع ببلازما الدم أو الدم، أنت تحمل دواء في دمك".

تذكيراً، كان "كاواساكي" محور بحوث نهض بها العلماء في خضم جائحة "كوفيد-19"، إذ ظهرت أعراض مشابهة للداء على عدد كبير من الأطفال خلال خضوعهم للعلاج بعد أن أصيبوا بأشكال شديدة الخطورة من "كوفيد-19".

وتحدثت تقارير في مختلف أنحاء العالم عن حالات مماثلة طوال عام 2020، مما دفع الحكومة البريطانية إلى إصدار تحذير أوصت فيه الآباء والأمهات بضرورة التنبه للأعراض.

وأثبت البحوث لاحقاً اكتشاف اضطراب جديد يسمى "متلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة لدى الأطفال" (PIMS)، وهي حالة نادرة ومختلفة من الالتهاب لدى الأطفال مرتبطة بعدوى "كوفيد-19".

تحدثت في هذا الشأن الدكتورة إليزابيث ويتاكر، مستشارة في أمراض الأطفال المعدية والمناعة في مركز "إمبيريال كوليدج للرعاية الصحية" التابع لـ"أن أتش أس"، والباحثة الرئيسة في المشروع، فقالت "كنا نستند في خياراتنا العلاجية إلى تجاربنا السابقة في علاج "كاواساكي" و"متلازمة الصدمة التسممية [عدوى خطرة تهدد الحياة، تسببها البكتيريا العنقودية الذهبية والبكتيريا العنقودية القيحية]، ولكن كان لا بد من أن نتأكد أي علاجات هي الأكثر فاعلية ضد "متلازمة الالتهاب متعدد الأنظمة لدى الأطفال".

"نعلم الآن أن العلاج المبكر والمراقبة الدقيقة عاملان أساسيان للوقاية من المضاعفات الخطرة"، أضافت الدكتورة ويتاكر.

وتشرح أنه إذا "بدأ العلاج في مرحلة مبكرة، في المستطاع إيقاف العملية الالتهابية وتقليص خطر دخول الطفل إلى العناية المركزة".

وترى الدكتورة ويتاكر أنه "من المهم جداً أن نجد إجابات عن هذه الأسئلة الرئيسة في سبيل مساعدة الأطفال والشباب، والمضي قدماً في الاعتماد على المجهود الجماعي المذهل الذي شهدناه طوال الجائحة".

هذا، وتستقبل هيئة الخدمات الصحية الوطنية الآن المتبرعين ببلازما الدم في برمنغهام وريدينغ وتويكنهام، منذ أن فتحت مجدداً باب التبرعات ببلازما الدم لاستخدامه في "الغلوبولين المناعي" في 2021.

في هذا الصدد، أشار وزير الصحة البريطاني نيل أوبراين إلى "حاجة البلاد إلى مزيد من المتبرعين ببلازما الدم لاستخدامها في علاجات "كاواساكي"، ونحن نتعاون مع NHS Blood and Transplant لتعزيز الإمدادات كي نقدم أفضل رعاية صحية ممكنة للمرضى".

وأضاف الوزير، "تتوجه بالشكر إلى المتبرعين الحاليين الذين تبرعوا بكل سخاء. إذا أمكنك ذلك، الرجاء فكر في التبرع بالدم أو بلازما الدم، لأنه ربما ينقذ حياة شخص ما".

© The Independent

المزيد من صحة