Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ابنة "نجيب محفوظ": "التكية" تليق بأديب نوبل وتعيده إلى "أولاد حارتنا"

أم كلثوم: غرفة "الحرافيش" ردّ اعتبار كبير بعد تعرضهم للتهميش... وكيف يغيب الغيطاني ويحضر الرخاوي؟

استقبلت الأوساط الثقافية المصرية والعربية افتتاح متحف الروائي المصري العالمي نجيب محفوظ بمنطقة تكية أبو الدهب بالعاصمة المصرية القاهرة باحتفاء بالغ، وهو الاحتفاء نفسه الذي أبدته أسرة أديب نوبل، متمثلة في ابنته، أم كلثوم، خصوصا وأن المتحف واجهته عقبات كثيرة أخّرت خروجه إلى النور لنحو 13 عاما.

في تصريحات خاصة لـ"اندبندنت عربية"، قالت ابنة الأديب الراحل أم كلثوم "سعادتي بالمتحف لا توصف بخاصة أنه واجه عراقيل كثيرة وتأجيلات متكررة على مدار أكثر من 13 عاما، ولحظة افتتاح المتحف كانت بمثابة شريط ذكريات عامر بكل التفاصيل تجاه والدي وأسرتي، بخاصة أن كلهم رحلوا عن الحياة، والدتي وشقيقتي الوحيدة  فاطمة".

وعن بداية فكرة المتحف تكشف أم كلثوم قائلة "الفكرة كانت قديمة جدا، بل وفي حياة والدي، وأذكر أن الدكتور إسماعيل سراج الدين، رئيس مكتبة الإسكندرية السابق، تحدّث إلى والدتي السيدة عطية الله عن فكرة إنشاء متحف وأن تقدم الأسرة المقتنيات الخاصة بوالدي احتفاء به وهو على قيد الحياة، لكن الذي أذكره أنه كان هناك مناقشات استمرت فترة لكن لم تخرج للنور، حتى بعد وفاة والدي 2006".

وتضيف "كان من المفترض أن يتم افتتاح المتحف منذ ما يقارب الـ13 عاما، وكان المقر المقترح مبدئيا في مكتبة الإسكندرية، لكن الأحداث السياسية المتسارعة بدءا من ثورة 25 يناير 2011 وتغيّر أكثر من وزارة حالت دون اتّمام المشروع طوال تلك الفترة".

أكثر من 1000 كتاب

تشير أم كلثوم إلى أن مقتنيات الأديب الراحل تنوعت ما بين ملابسه، ونظاراته الطبية، وكتبه وغيرها، موضحة "أهدينا المتحف ما يقارب 1000 كتاب من المكتبة الخاصة بوالدي، وهذا ليس كل العدد كاملا، لكننا رأينا أن هذه الكتب الأندر والأهم، كما شملت مقتنيات محفوظ نظاراته الطبية وأقلامه التي كان يكتب بها وملابسه والنياشين والميداليات وشهادات التكريم المصرية والعربية والعالمية، فضلا عن مخطوطات بخطّ يده في فترة النقاهة بعد تعرضه لمحاولة الاغتيال الفاشلة، والتي كان يسميها (كراسات التمرين)، والتي كان يحاول فيها إعادة الكتابة مرة أخرى بتدريب يديه على الإمساك بالقلم".

أندر المقتنيات

تصف أم كلثوم "كل قطعة في المتحف بأنها الأقرب لقلبها ولا تقل أهمية عن الأخرى، وأن توصيف الأندر أو الأكثر قيمة لا محل له من الاعتبار، فكل ما لمسه والدها هو نادر وغالي جدا"، لكنها تضيف "لعل من المقتنيات التي كان يعتز بها والدي بشكل شخصي كان كتاب للأديب (باولو كويلو) وعليه إهداء منه بخط يده، وكتاب آخر عليه إهداء بخط يد توفيق الحكيم، فضلا عن قلم حبر أهداه له الحكيم بمناسبة عيد ميلاده".

البالطو الأشهر في طريقه للمتحف

هذا وتشير ابنة الأديب العالمي إلى أنه ما زال هناك بعض القطع التي سيتم إرسالها للمتحف قريبا لتضاف إلى باقي المقتنيات الخاصة بوالدها، قائلة  "ما زال في حوزتي البالطو الشتوي الأشهر له، والذي اعتاد أن يرتديه بشكل مستمر وعرف به كثيرا في صوره، وهذا البالطو كان  من أعز المقتنيات لوالدي، وقد أهدته له أختي الراحلة فاطمة بعد زيارة لها إلى السعودية، وهو من ماركة فالنتينو".

 

 

تكية أبو الدهب... اختيار يليق بشغف محفوظ

اختيار مكان إقامة المتحف الحالي في تكية أبو الدهب بحي الأزهر لم يكن الاختيار الأول لمكان المتحف، حيث تشير أم كلثوم "في البداية كان هناك مقترح بأن يقام المتحف في منزل نجيب محفوظ القديم في حي الجمالية، المنزل الذي ولد به، لكن في الحقيقة المنزل لم يعد موجودا، وكان الاختيار الثاني هو مكتبة الإسكندرية، إلى أن تم الاستقرار على تكية أبو الذهب في حي الأزهر".

وتضيف "اختيار هذا المكان تحديدا يليق بشغف نجيب محفوظ بحياة البسطاء من المصريين، وهو ما عبّر عنه في كتاباته".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتشير أم كلثوم إلى أن "وجود غرفة تحمل اسم (الحرافيش) وتضمّ صورهم، هو ردّ اعتبار كبير لهم، إذ إنهم تعرّضوا للتهميش والنسيان بسبب ظهور بعض الأشخاص في حياة والدي في السنوات الأخيرة كانوا بمثابة تلاميذه وليسوا أصدقاءه المقربين حاولوا طمس الحقيقة واحتكار اسم نجيب محفوظ لهم وحدهم، لذلك أنا سعيدة لأن التاريخ لم ينسهم فأصبحت لهم غرفة خاصة بهم، بل إن هؤلاء حاولوا طمس هوية عائلة نجيب محفوظ كلها وإلغاء وجودها بعدما حاولوا أن ينسبوا إلى أنفسهم كل ما له علاقة بنجيب محفوظ بشكل شخصي في تعدٍ واضح على خصوصية أسرته التي هي معنية بالمقام الأول بكل ما له علاقة به، بغية الشهرة والظهور في دائرة الضوء".

أم كلثوم أبدت من ناحية أخرى أسفها على عدم وجود صورة للأديب المصري الراحل جمال الغيطاني ضمن غرفة (الحرافيش)، بخاصة أنه كان من المقربين من والدها، قائلة  "فعلا اتخضيت عندما لم أجد صورة الغيطاني، وحاولت الاتصال بأبنائه، بخاصة ابنته ماجدة لكن حالت ظروف سفرها خارج مصر دون إرسال هذه الصور، وإن كنت على تواصل معها لكي ينضم اسم الغيطاني لتلك البوتقة الحقيقية في قربها من والدي، وعلى العكس من ذلك حضرت صورة الدكتور يحيى الرخاوي والذي لم يكن ضمن الحرافيش لذا استغربت وجود صورته".

وعن اختيار تكية أبو الدهب مقراً للمتحف بعيداً من الجمالية التي ولد فيها محفوظ، يؤكد المعماري الشاب كريم الشابوري، الذي تولى تصميم المتحف، أن المسافة من البيت الذي ولد فيه والمتحف أقل من كيلومتر واحد، كما أن الوكالة أكثر ملاءمة من الأماكن التي تم التفاوض بشأنها مع وزارة الآثار عند العمل فعلياً على تأسيس المتحف. ويلفت إلى أن محفوظ يشير في أحد الأفلام الوثائقية إلى الدلالة الرمزية للتكية كمقصد لعابري السبيل والمتصوفين والدراويش وطلاب العلم، وكساحة للنجاة من صراعات داخل الحارة التي هي فضاء رمزي للإنسانية كلها.

المزيد من ثقافة