Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بلينكن من مطار بن غوريون: السلام "الطريق الوحيد" للمضي قدما

طالب الإسرائيليين والفلسطينيين بعدم "تأجيج التوتر" ونتنياهو يدعو مواطنيه إلى حمل السلاح كإجراء احترازي

حث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الإسرائيليين والفلسطينيين على تهدئة التوتر خلال زيارته لإسرائيل، اليوم الإثنين، التي تأتي وسط أسوأ موجة من أعمال العنف منذ سنوات. وأكد النظر إلى عملية السلام المتوقفة منذ فترة طويلة باعتبارها "الطريق الوحيد" للمضي قدماً.

وقال وزير الخارجية الأميركي لدى وصوله إلى مطار بن غوريون في تل أبيب "تقع على عاتق الجميع مسؤولية اتخاذ تدابير لتخفيف التوترات بدلاً من تأجيجها".

وبينما ركز بلينكن سهام النقد على واقعة إطلاق نار نفذها فلسطيني خارج معبد يهودي، مما جعل إسرائيل في حال تأهب قصوى، حذر الوزير الأميركي أيضاً من أي عمل رداً على ذلك.

وقتل سبعة أشخاص بالرصاص في هجوم يوم الجمعة على يد رجل من القدس الشرقية، لم تكن له صلات معروفة بجماعات مسلحة، قبل أن ترديه الشرطة قتيلاً. وذلك في أعقاب مداهمة إسرائيلية لبلدة جنين بالضفة الغربية يوم الخميس قتل فيها عشرة فلسطينيين معظمهم مسلحون.

ووفقاً لمسؤولي الصحة فقد قتل 35 فلسطينياً على الأقل، منهم مسلحون ومدنيون، خلال أحداث العنف منذ الأول من يناير (كانون الثاني). في مداهمات شبه يومية يشنها الجيش، مما يجعل هذا الشهر الأكثر دموية في الضفة الغربية منذ 2015.

أكثر من هجوم

وقال بلينكن للصحافيين بعد هبوط طائرته في تل أبيب إن حادثة الجمعة "كانت أكثر من مجرد هجوم على أفراد. إنها هجوم على ممارسة المرء لعقيدته، ونحن نندد بها بأشد العبارات".

وأضاف "نستنكر أيضاً كل احتفاء بهذه الأعمال الإرهابية وأي أعمال إرهابية أخرى تودي بحياة الأبرياء، بغض النظر عن هوية الضحايا أو ما يؤمنون به. الدعوات إلى الانتقام من مزيد من الضحايا الأبرياء ليست الحل".

ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي التقي بلينكن في وقت لاحق اليوم الاثنين، مزيداً من المواطنين إلى حمل السلاح كإجراء احترازي في مواجهة مثل هذه الهجمات في الشوارع، لكنه حذر الإسرائيليين أيضاً من اللجوء إلى العنف.

ومن المقرر أن يلتقي بلينكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، غداً الثلاثاء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال مسؤولون فلسطينيون إن مستوطنين إسرائيليين أضرموا النيران اليوم، في سيارتين بالقرب من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، ورشقوا منزلاً بالقرب من رام الله بالحجارة، بعد هجوم مماثل، أمس الأحد.

وفي إراقة جديدة للدماء، قال مسؤولون فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية قتلت رجلاً يبلغ من العمر 26 سنة عند نقطة تفتيش بالضفة الغربية. وقال الجيش إن القوات فتحت النار على سيارة الرجل بعد أن صدم أحد أفراده وحاول الفرار من التفتيش.

وتقع مثل هذه الحوادث بصورة متكررة من دون أن تلفت اهتماماً كبيراً، لكنها تسهم في ظل الأجواء الحالية في تزايد احتمالات تفاقم العنف.

وتوقفت آخر جولة من المحادثات التي كانت ترعاها الولايات المتحدة في شأن إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل عام 2014.

وتضم حكومة نتنياهو المتشددة الجديدة شركاء يعارضون قيام دولة فلسطينية.

وقال بلينكن للصحافيين في القاهرة قبل مغادرته متوجهاً إلى تل أبيب "لا شك في أن هذه لحظة صعبة للغاية. رأينا، على مدار أشهر عدة، تصاعداً في العنف يلحق ضرراً بكثيرين".

وأضاف بلينكن أنه سيشجع "الأطراف على اتخاذ خطوات لتهدئة الأمور وخفض التوترات" في اجتماعاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وتابع بلينكن، خلال تصريحاته بالقاهرة، إن واشنطن لديها إيمان راسخ "بحل الدولتين عبر المفاوضات، باعتباره السبيل الوحيد لحل دائم للصراع".

مع ذلك تشير أحدث البيانات إلى أن التأييد لحل الدولتين وصل إلى مستوى تاريخي متدن. ووفقاً لمسح نشره، الأسبوع الماضي، المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، فإن 33 في المئة فقط من الفلسطينيين و34 في المئة من اليهود الإسرائيليين يقولون إنهم يؤيدون ذلك، مما يمثل انخفاضاً كبيراً مقارنة ببيانات جرى رصدها في 2020.

وقال ثلثا الفلسطينيين و53 في المئة من اليهود الإسرائيليين إنهم يعارضون حل الدولتين.

وتعبر الولايات المتحدة عن دعمها لأمن إسرائيل ولتمتع الفلسطينيين بإجراءات متساوية تكفل لهم الكرامة.

ذئاب منفردة

لكن احتواء العنف يتعقد بسبب الأعمال التي يقوم بها من يطلق عليهم "الذئاب المنفردة" مثل الشاب البالغ من العمر 21 سنة الذي نفذ هجوم يوم الجمعة، ولا يرتبط على ما يبدو بالفصائل الفلسطينية المسلحة.

وقتل الجيش الإسرائيلي، صباح الإثنين، شاباً فلسطينياً في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وفق ما ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية، فيما أكد الجيش أنه أطلق النار نحو "مركبة مشبوهة".

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان مقتضب "مقتل نسيم نايف سلمان أبو فودة (26 سنة) متأثراً بإصابته برصاصة في الرأس أطلقها عليه جنود إسرائيليون في مدينة الخليل".

في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان إنه "رصد مركبة مشبوهة، وطلب الجنود من السائق إيقاف المركبة لتفتيشها"، مضيفاً أن "جندياً اقترب من السيارة فصدم السائق ساق" الجندي.

وتابع البيان "أطلق الجنود النار باتجاه السيارة أثناء محاولتها الفرار من المكان، لكنها واصلت التحرك ثم تعطلت".

وأكد الجيش أن أبو فودة أجلي بواسطة طواقم جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني قبل "أن تعلن وفاته لاحقاً".

وقال أحد شهود العيان، ويدعى حازم أبو سنينة، أن أبو فودة عاد بمركبته إلى الخلف بعد أن تجمع حوله أربعة أو خمسة جنود.

وأضاف أبو سنينة "كان خلفه جندي وبدؤوا بإطلاق النار نحوه، أصيب وارتطمت مركبته بعدد من المركبات وهو يصرخ".

وأضاف الشاهد الذي قال إنه جار أبو فودة "بقي يصرخ إلى حين وصول إسعاف الجيش بعد ساعة ثم تأكدت وفاته".

وكانت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) أفادت بأن أبو فودة قتل بعد أن أطلقت القوات الإسرائيلية "الموجودة على الحاجز العسكري 160 جنوب الحرم الإبراهيمي الرصاص الحي صوب مركبة الشاب".

ومنذ أيام تصاعدت وتيرة العنف بين الفلسطينيين وإسرائيل، فقد قتل فلسطيني الجمعة، سبعة أشخاص بينهم طفل خارج كنيس يهودي في القدس الشرقية على إثر مقتل عشرة فلسطينيين خلال عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين للاجئين الخميس، قال الجيش إنها استهدفت نشطاء في حركة الجهاد الإسلامي.

وتتوالى الدعوات الدولية إلى ضبط النفس والهدوء.

وسيلتقي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي وصل، اليوم الإثنين، إلى مطار بن غوريون في تل أبيب، في وقت لاحق اليوم، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على أن يلتقي خلال زيارته أيضاً التي ستشمل رام الله الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

واللقاء بين بلينكن ونتنياهو هو الأول منذ عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى ترؤس حكومة هي الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية.

وسبق وصول بلينكن زيارة لرئيس الاستخبارات الأميركية ويليام بيرنز، الذي التقى عباس في رام الله.

المزيد من الشرق الأوسط