Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موسكو تتحدث عن مكاسب كبيرة حققتها في شرق أوكرانيا

ألمانيا والولايات المتحدة ترفضان إرسال قوات إلى كييف وفرنسا لا تستبعد تزويدها بطائرات مقاتلة

أعلنت القوات الروسية أنها تحقق مكاسب متزايدة في شرق أوكرانيا اليوم الإثنين لتضيف المزيد إلى ما كسبته في الأشهر الأخيرة، بعد معارك بلا هوادة تصفها كييف بأنها موجة من الهجمات البشرية التي تظهر أن موسكو لا تضع أرواح رجالها بعين الاعتبار.
وقال دينيس بوشيلين، الحاكم الذي نصبته روسيا على منطقة دونيتسك التي تسيطر عليها، إن القوات رسخت موطئ قدم لها في فوليدار، وهو منجم فحم كانت أطلاله معقلاً أوكرانياً منذ بداية الحرب.

وعلى وقع المكاسب التي تحدثت عنها روسيا، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الإثنين، أن تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة لتعزيز قدرتها على التصدي للهجوم الروسي "ليس أمراً مستبعداً"، محذراً في الوقت نفسه من خطر تصعيد النزاع.

وفي أعقاب محادثات أجراها في لاهاي مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، قال الرئيس الفرنسي رداً على سؤال في شأن إمكان تزويد كييف بطائرات مقاتلة "لا شيء مستبعد من حيث المبدأ".

3 معايير

لكن ماكرون شدد على أن هناك "معايير" لاتخاذ أي قرار في هذا الشأن، هي أن يكون هناك "طلب" بهذا المعنى قد "صاغته" أوكرانيا، وألا يكون هذا الأمر "تصعيدياً" وألا "يطال الأراضي الروسية، بل أن يساعد جهود مقاومة" الهجوم، وألا "يضعف قدرة الجيش الفرنسي".

وأضاف "من حيث المبدأ، لا شيء مستبعد"، مشدداً على أن الأوكرانيين "لا يطلبون ذلك اليوم".

وأوضح الرئيس الفرنسي أنه "في ضوء هذه المعايير الثلاثة، سنواصل، على أساس كل حالة على حدة، النظر" في شحنات الأعتدة العسكرية إلى كييف، مشيراً إلى أن هذه المعايير تنطبق أيضاً على مسألة تزويد أوكرانيا بدبابات "لوكلير" الفرنسية.

ولفت ماكرون إلى أن بلاده ستدرس الطلبات الرسمية التي تتلقاها من أوكرانيا وليس ما يتم تداوله في الإعلام، مشيراً إلى أن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف سيزور باريس الثلاثاء لإجراء محادثات مع نظيره الفرنسي سيباستيان لوكورنو.

"لا محظورات"

من جهته، شدد رئيس الوزراء الهولندي مارك روته على أنه "لا محظورات، لكنها ستكون خطوة كبيرة" إذا تم تسليم كييف طائرات مقاتلة.

وأكد روته أن هولندا، على غرار فرنسا، لم تتلق بعد أي طلب رسمي من أوكرانيا بهذا المعنى، مشيراً إلى أنه يوافق على المعايير التي طرحها نظيره الفرنسي.

وكان رئيس مجموعة "فاغنر" العسكرية الخاصة قال أمس الأحد، إن مقاتليه ضمنوا السيطرة على قرية "بلاهوداتني"، قرب شمال باخموت، وهي مدينة كانت موضع تركيز للهجمات الروسية المستمرة منذ أشهر.
وقالت كييف إنها صدت هجمات على بلاهوداتني وفوليدار، لكن مواقع القتال تكشف عن مكاسب روسية واضحة تحدث بشكل تدريجي، بعد نحو شهرين من تجمد خطوط المواجهة إلى حد كبير في مكانها.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب مصور في وقت متأخر من يوم الأحد، إن "الوضع صعب للغاية. هناك هجمات روسية مستمرة في باخموت وفوليدار وقطاعات أخرى في منطقة دونيتسك".
وأضاف أن "العدو لا يضع جنوده في الحسبان ويواصل هجماته المكثفة على رغم حجم خسائره".

تكثيف المساعدات

من جهة أخرى، دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ كوريا الجنوبية، اليوم الإثنين، إلى "تكثيف" مساعدتها العسكرية لأوكرانيا، مقترحاً عليها مراجعة سياستها المتمثلة في عدم تسليح الدول المتحاربة. وقال ستولتنبرغ، اليوم الإثنين، في معهد "تشي" Chey في سيول، "إذا كنا نؤمن بالحرية والديمقراطية، وإذا كنا لا نريد أن تسود الأنظمة الاستبدادية والشمولية، فإنهم (الأوكرانيين) يحتاجون إلى أسلحة"، داعياً سيول إلى بذل مزيد من الجهد من أجل كييف.

وكان ستولتنبرغ التقى قبل يوم كبار المسؤولين في حكومة كوريا الجنوبية، بمن فيهم وزير الخارجية بارك جين، في إطار جولة لتعزيز العلاقات بين "الناتو" وحلفائه في آسيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتعد كوريا الجنوبية مصدرة مهمة للأسلحة على الصعيد العالمي، ووقعت في الآونة الأخيرة عقوداً لبيع مئات الدبابات إلى دول أوروبية، بما في ذلك بولندا، لكن قوانينها تمنعها من بيع أسلحة لدول في حال حرب، وهو ما يجعل من الصعب تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا التي زودتها سيول معدات غير مميتة ومساعدات إنسانية.

صراع

في هذا الوقت أكد المستشار الألماني أولاف شولتز أن بلاده لن تسمح بتحول الحرب في أوكرانيا إلى صراع بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، وذلك بعد لقائه الرئيس التشيلي في إطار جولة له في أميركا اللاتينية. وقال شولتز "لقد أسهمنا في ضمان عدم حدوث تصعيد للصراع، لأن ذلك ستكون له عواقب وخيمة على العالم بأسره. وسيؤدي ذلك على سبيل المثال إلى حرب بين روسيا ودول الناتو، وهذا لن يحدث، وسنمنعه بكل جهودنا. لقد نجحنا حتى الآن، وسنواصل القيام بذلك". وأضاف "الأمر يتعلق بدعم أوكرانيا. إنه يتعلق بإجراء نقاش جدي لاتخاذ القرارات التي يجب اتخاذها، وهذا ينبغي أن لا يكون منافسة (لمعرفة) من يرسل أسلحة أكثر".

"إرسال قوات إلى أوكرانيا"

وأوضح شولتز في سانتياغو دي تشيلي أنه والرئيس الأميركي جو بايدن يرفضان "إرسال قوات إلى أوكرانيا" تجنباً لتصعيد الصراع. كما قال المستشار الألماني، أمس الأحد، إن بلاده لن ترسل مقاتلات إلى أوكرانيا، وذلك بعد أن كثفت كييف دعواتها الغرب إلى تسليمها أسلحة أكثر تطوراً لمساعدتها في صد الهجوم الروسي.

وبعد أسابيع عدة من التردد وافقت برلين على إرسال 14 دبابة "ليوبارد 2" ألمانية الصنع إلى أوكرانيا. وترافق قرار شولتز إعطاء الضوء الأخضر لتسليم أوكرانيا دبابات "ليوبارد 2" مع إعلان الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا 31 دبابة أبرامز الأميركية.

وأشار شولتز إلى أن بلاده "قدمت الدعم، مثل بلدان أخرى، في شكل شحنات مالية وإنسانية وأسلحة. هذا هو التزامنا"، مشدداً على أنه "لا يوجد بلد يدعم أوكرانيا أكثر من ألمانيا".

من جهته، وعد الرئيس التشيلي غابرييل بوريك بـ"المساهمة في السلام" عبر حل "متعدد الأطراف".

ووصل المستشار الألماني بعد ظهر السبت الماضي إلى بوينس آيرس في إطار جولته في أميركا اللاتينية، وزار تشيلي أمس الأحد قبل أن يتوجه من الإثنين إلى الأربعاء إلى البرازيل، أكبر اقتصاد في القارة. وبذلك سيكون أول زعيم غربي يلتقي الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا منذ إعادة انتخابه.

خطر التصعيد

وحذر شولتز في المقابلة من تزايد "خطر التصعيد"، ولا سيما أن موسكو دانت بالفعل خطوة برلين وواشنطن. وقال المستشار الألماني "لا حرب بين حلف شمال الأطلسي وروسيا. لن نسمح بتصعيد من هذا النوع".

وشدد على "ضرورة" مواصلة الحوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأُجري آخر اتصال بين الرجلين في أوائل ديسمبر (كانون الأول).

وقال "سأتحدث مع بوتين عبر الهاتف مجدداً". وأضاف "لكن من الواضح أيضاً أن الوضع الحالي لن يتغير ما دامت روسيا تواصل شن الحرب من دون هوادة".

وقال زيلينسكي، أمس الأحد، إن بلاده تواجه "وضعاً صعباً للغاية" في منطقة دونيتسك الشرقية وتحتاج إلى إمدادات أسلحة أسرع وأنواع جديدة من الأسلحة لمقاومة الهجمات الروسية.

وأضاف في خطابه الليلي المصور، "هناك هجمات روسية مستمرة في باخموت وفوليدار وقطاعات أخرى بمنطقة دونيتسك".

وأشار إلى أن روسيا "تريد أن تطول الحرب وتنهك قواتنا، لذلك علينا تسريع الأحداث والإسراع بالإمدادات وإتاحة خيارات أسلحة جديدة لأوكرانيا".

سقوط صاروخ على مبنى سكني في خاركيف

ميدانياً،  قال حاكم منطقة خاركيف الأوكرانية أوليه سينيهوبوف إن صاروخاً سقط على مبنى سكني في مدينة خاركيف، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة ما لا يقل عن ثلاثة وإلحاق أضرار واسعة النطاق. وأظهرت صورة لـ"رويترز" من مكان الحادثة حريقاً يلتهم جزءاً من مبنى سكني في ثاني كبرى المدن الأوكرانية من حيث عدد السكان. وقال الحاكم إن الهجوم وقع في منطقة كييف بوسط المدينة.

وأضاف على موقع "تيليغرام"، "أصيب ثلاثة أشخاص بجروح طفيفة. للأسف، لقيت امرأة مسنة حتفها. كان زوجها في مكان قريب عندما وقعت الضربة، ونجا بأعجوبة من التعرض لإصابات خطرة".

وقال سينيهوبوف لوسائل الإعلام إن فرق الإنقاذ تبحث عن امرأة مسنة أخرى مفقودة ربما تكون تحت الأنقاض الناجمة عن الضربة. ونقلت وسائل الإعلام عنه القول "الطابق الرابع دمر. هذا مبنى قديم. نعلم أن الطابقين الثاني والثالث لحقت بهما أضرار جسيمة". 

ثلاثة قتلى في خيرسون

وأعلن زيلينسكي أن قصفاً روسياً، أمس الأحد، على خيرسون في جنوب أوكرانيا أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة ستة بينهم ممرضتان في ضربة طاولت مستشفى المدينة.

وقال إن "الجيش الروسي قصف خيرسون بوحشية طوال اليوم. وأصيب مستشفى ومكتب بريد ومحطة حافلات بأضرار. كما أصيبت ممرضتان في المستشفى. في المجموع، وهناك ستة جرحى وثلاثة قتلى".

في المقابل، أشارت السلطات التي نصبتها موسكو في منطقة خاضعة للسيطرة الروسية في منطقة زابوريجيا المجاورة في جنوب البلاد، إلى مقتل أربعة أشخاص في ضربة أوكرانية على جسر للسكك الحديدية.

واتسمت أخيراً الجبهة في جنوب أوكرانيا، حيث اضطر الجيش الروسي إلى التخلي عن خيرسون في نوفمبر (تشرين الثاني)، بالهدوء مقارنة بخطوط المواجهة في شرق البلاد، حيث يدور قتال عنيف، لكن القصف من الجانبين لم يتوقف، كما استؤنف القتال هذا الأسبوع في منطقة زابوريجيا.

من جهته، اتهم رئيس الإدارة الموالية لروسيا في زابوريجيا يفغيني باليتسكي، القوات الأوكرانية بشن "ضربة بواسطة قاذفات صواريخ (هيمارس) استهدفت جسراً للسكك الحديدية يعبر نهر مولوتشنايا".

وأضاف باليتسكي "قتل أربعة من عمال السكك الحديدية فيما جرح خمسة، وهم بصدد تلقي العلاج". ويقع الجسر في قرية شمال مدينة ميليتوبول الخاضعة للسيطرة الروسية، ويتم العمل على إصلاحه، بحسب المسؤول.

عودة روسيا للأولمبياد

من جانب آخر، قال الرئيس الأوكراني، أمس الأحد، إن السماح لروسيا بالمشاركة في أولمبياد باريس 2024 سيكون معادلاً لإظهار أن "الإرهاب شيء مقبول".

وفي رسالة مسائية عبر الفيديو، قال الرئيس الأوكراني "محاولات اللجنة الأولمبية الدولية لإعادة الرياضيين الروس إلى الألعاب الأولمبية تمثل محاولات لإبلاغ العالم بأسره أن الإرهاب شيء مقبول".

وأضاف أنه يجب عدم السماح لروسيا "باستغلال (الأولمبياد) أو أي حدث رياضي آخر كدعاية لعدوانها".

المزيد من دوليات