Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تعاقب أهالي منفذي الهجوم في القدس وسط "دوامة الموت"

تل أبيب تدرس إلغاء "بطاقات الهوية" وماكرون يدعو إلى عدم "تأجيج دوامة العنف"

فلسطينيون يتجمعون بالقرب من منزل راتب حطب شقيرات بعد أن دمرته الجرافات الإسرائيلية (أ ف ب)

أغلقت إسرائيل، أمس الأحد، منزل عائلة فلسطيني في القدس الشرقية استعداداً لهدمه بعد قتله سبعة أشخاص بالقرب من كنيس في إطار الإجراءات الرامية إلى حرمان أقارب المهاجمين من حقوق معينة.

وأعلن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، ليل السبت، سلسلة تدابير لحرمان "عائلات إرهابيين" من حقوق معينة بينها إلغاء حقهم في الضمان الاجتماعي.

في الأثناء قتل حراس مستوطنة كدوميم الإسرائيلية، صباح الأحد، الشاب الفلسطيني كرم علي أحمد سليمان (18 سنة) بالقرب من المستوطنة المتاخمة لمدينة قلقيلية في الضفة الغربية المحتلة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه كان "مسلحاً بمسدس".

وجاء في إعلان مجلس الوزراء الأمني أن منزل خيري علقم (21 سنة) الذي أردته الشرطة بعد اعتداء الكنيس، الجمعة 27 يناير (كانون الثاني)، "سيغلق فوراً قبيل هدمه".

وشاهد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية القوات الإسرائيلية، الأحد، على شرفة المبنى بعدما أغلقت مداخله بينما حزمت العائلة أغراضها، وقال أحد أفرادها إن جد منفذ الهجوم قتل على يد مستوطن إسرائيلي قبل 25 عاماً.

وأشار مدير القسم القانوني في منظمة "هموكيد" الإسرائيلية الحقوقية داني شنهار إلى أن إغلاق المنزل ليلاً يعكس "رغبة (الحكومة) في الانتقام من العائلات" وأضاف أن الإجراء "تم في إطار تجاهل كامل لسيادة القانون"، مؤكداً أن "هموكيد" تنوي الاحتجاج عليه أمام النائب العام.

وقالت الشرطة إن والدة علقم واحدة من خمسة أشخاص ظلوا رهن الاحتجاز من بين 42 مشتبهاً فيهم هم أوقفوا بعد إطلاق النار في حي نيفي يعقوب (النبي يعقوب) الاستيطاني.

وتهدم تل أبيب منازل الفلسطينيين الذين يقتلون إسرائيليين على رغم أنه يتوجب عادة إبلاغ العائلات مسبقاً وترك مجال للطعن في القرار.

لكن الحكومة أعلنت أنه سيتم إغلاق منزل عائلة فتى يبلغ 13 سنة أطلق النار على إسرائيليين اثنين "على رغم أن هجومه تسبب في إصابة الضحيتين بجروح خطرة وليس وفاتهما" وأطلق النار على الصبي واعتقل بعد تنفيذه الهجوم في سلوان، وهو حي خارج البلدة القديمة المسورة في القدس الشرقية.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إلغاء بطاقات الهوية الإسرائيلية لأقارب المهاجمين موضوع مطروح على جدول أعمال الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، في حين ذكر وزير دفاعه يوآف غالانت بعد تقييم أمني في الضفة الغربية "بينما لن نتردد في التحرك ضد الإرهاب، نأمل في استعادة الهدوء والاستقرار على الأرض".

وتتوافق الإجراءات المعلنة مع مقترحات شركاء نتنياهو السياسيين من اليمين المتشدد في الحكومة الذين مكنوه من العودة إلى السلطة في أواخر ديسمبر (كانون الأول).

ويرجح أن تطبق التدابير بشكل أساسي على الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، أي عرب إسرائيل، والفلسطينيين الذين يحملون تصاريح إقامة في القدس الشرقية.

في الأثناء أكدت متحدثة باسم مستشفى "شعاري تسيديك" في القدس لوكالة الصحافة الفرنسية أن فلسطينياً آخر أصيب في اشتباكات سابقة مع القوات الإسرائيلية في سلوان توفي متأثراً بجروحه.

البابا يدين

من جهته دان البابا فرنسيس، الأحد، تصاعد العنف في الشرق الأوسط، داعياً الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الدخول في "بحث صادق عن السلام".

وقال بعد صلاة التبشير الملائكي في ساحة القديس بطرس إن "دوامة الموت التي تتصاعد يوماً بعد آخر تغلق الباب على القلة القليلة من الثقة الموجودة بين الشعبين".

ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجانبين إلى "أكبر قدر من المسؤولية" وتجنب أي تدهور جديد للوضع، وذلك خلال اتصالين هاتفيين بنظيريه الإسرائيلي والفلسطيني.

وأوضحت الخارجية الروسية في بيان أنه خلال الاتصالين، "شدد الجانب الروسي على أن موسكو تشعر بقلق بالغ حيال دوامة العنف الجديدة" في المنطقة.

ويزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن القدس ورام الله، يوم غد الإثنين وبعد غد الثلاثاء، لمناقشة خطوات خفض التصعيد، علماً أنه وصل إلى القاهرة الأحد، المحطة الأولى في جولته بالمنطقة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، إن بلينكن ناقش الجهود الجارية لخفض التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين خلال اجتماع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة.

ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونتنياهو بشكل منفصل مع بلينكن لإجراء محادثات أصبحت ملحة وسط التصعيد المتزايد، وسيكون ذلك اللقاء الأول على هذا المستوى لنتنياهو مع الجانب الأميركي منذ عودته للسلطة على رأس الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.

ماكرون يدعو إلى عدم تأجيج دوامة العنف

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الأحد، الإسرائيليين والفلسطينيين إلى "عدم تأجيج دوامة العنف"، بعد الهجومين اللذين شهدتهما القدس الشرقية ومقتل فلسطيني على يد حراس إسرائيليين.

وخلال محادثات هاتفية أجراها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "ذكر رئيس الجمهورية بضرورة أن يتجنب الجميع اتخاذ تدابير من شأنها تأجيج دوامة العنف"، وفق بيان للرئاسة الفرنسية.

وذكر الإليزيه أن ماكرون "أبدى مجدداً استعداده للمساهمة في استئناف الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين". وقدم الرئيس الفرنسي تعازيه إلى الشعب الإسرائيلي في "ضحايا الاعتداء الإرهابي" الذي قتل فيه سبعة أشخاص، الجمعة الماضي، قرب كنيس في القدس الشرقية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ودان مجدداً الهجوم معبراً عن "تضامن فرنسا التام والكامل مع إسرائيل في حربها ضد الإرهاب"، مكرراً "تمسك فرنسا الراسخ بأمن" هذا البلد.

كما ناقش الزعيمان الوضع الإقليمي، وخصوصاً التقدم الذي يحرزه البرنامج النووي الإيراني، في انتهاك للاتفاق الدولي الذي تم التوصل إليه في 2015.

وشدد ماكرون على أهمية إظهار "الحزم اللازم في مواجهة التطورات المقلقة بشكل متزايد وافتقار الإيرانيين إلى الشفافية" في هذا الملف. وقال الإليزيه إن ماكرون "ذكر بأن الدعم الإيراني للعدوان الروسي في أوكرانيا يعرض إيران لعقوبات وعزلة متزايدة".

حمل الأسلحة النارية

وقرر مجلس الوزراء الأمني، السبت، تسهيل الإجراءات اللازمة للحصول على تراخيص حمل الأسلحة النارية.

وقال وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير لصحافيين "عندما يحمل المدنيون مسدسات، يمكنهم الدفاع عن أنفسهم".

بالتوازي، تم رفع درجة تأهب القوات الإسرائيلية، بينما أعلن الجيش تعزيز قواته في الضفة الغربية، في وقت توالت الدعوات الدولية إلى ضبط النفس.

وجاء هجوما القدس بعدما قتل 10 فلسطينيين في مخيم جنين للاجئين في عملية تعد بين الأعنف التي نفذها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة منذ نحو عقدين. وكان عدد القتلى تسعة، إلا أن فلسطينياً توفي الأحد متأثراً بإصابته في جنين، الخميس 26 يناير.

وقالت تل أبيب إن العملية استهدفت عناصر من حركة "الجهاد" التي أطلق عناصرها وحركة "حماس" لاحقاً صواريخ من غزة باتجاه إسرائيل التي تمكنت دفاعاتها الجوية من اعتراض معظمها، بينما قصف الجيش أهدافاً لـ"حماس" في غزة، ولم ترد أنباء عن إصابات في صفوف الجانبين، لكن الفصائل الفلسطينية المسلحة تعهدت بتحركات إضافية.

وأثار ارتفاع مستوى العنف مخاوف من تصعيد أكبر، ففي حادثة تعكس حدة التوتر ميدانياً، أحرق مستوطنون سيارة أمام منزل في قرية ترمسعيا شمال رام الله، وفق ما أفاد سكان من القرية واندلعت النيران في مدخل المنزل الذي يعود لفلسطينيين يقيمون في الولايات المتحدة.

 

وقال مسؤول أمني إسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية إن متطرفين إسرائيليين هم المشتبه فيهم بهذا الهجوم.

وذكر عواد أبو سمرة الذي تعرض منزل شقيقه للتدمير، الأحد، في القرية أن المستوطنين الإسرائيليين يهاجمون المزارعين في المنطقة كل أسبوع تقريباً وأضاف أنهم يعتدون على أي شيء يملكه فلسطينيون.

كما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن 120 سيارة لفلسطينيين أصيبت بالحجارة، مؤكدة أن مستوطنين هاجموا أيضاً 22 متجراً في منطقة نابلس، ليل السبت.

ويقدم نتنياهو نفسه على أنه الزعيم الأكثر قدرة على حماية أمن إسرائيل، بالتالي يواجه تحدياً حقيقياً أمام الإسرائيليين في ظل التوترات الأمنية الحاصلة.

وأثار اعتداء الكنيس ردود فعل غاضبة في أوروبا والولايات المتحدة، فيما نددت به حكومات عربية عدة تقيم علاقات مع إسرائيل بينها الأردن ومصر والإمارات.

واعتبرت السلطة الفلسطينية السبت أن تل أبيب تتحمل "المسؤولية الكاملة عن التصعيد الخطر الذي وصلت إليه الأوضاع".

في هذا الوقت واصل معارضو نتنياهو احتجاجاتهم، السبت، إذ شارك الآلاف في تظاهرة في تل أبيب للاحتجاج على خطته المثيرة للجدل لإصلاح القضاء والتي تمنح السياسيين مزيداً من الهيمنة على المحكمة العليا ووقف المحتجون دقيقة صمت تكريماً لضحايا اعتداء الكنيس.

تحد

ويمثل إطلاق النار عند المعبد اليهودي منذ يومين تحدياً لنتنياهو الذي عاد للسلطة في ديسمبر الماضي على رأس حكومة هي الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، متعهداً بتعزيز السلامة الشخصية للإسرائيليين بعد سلسلة هجمات شنها فلسطينيون في شوارع إسرائيل العام الماضي.

وأعطت حكومة نتنياهو التي أدت اليمين قبل شهر الأولوية لبناء المستوطنات على الأراضي التي يطالب بها الفلسطينيون لإقامة دولة، لكنها لم تتخذ بعد خطوات كبيرة على الأرض في هذا الصدد.

ولا تعترف معظم القوى العالمية بمشروعية المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وهي أراض استولت عليها إسرائيل في حرب عام 1967.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، نشر قوات إضافية في الضفة الغربية، لكن لا توجد مؤشرات إلى أن تل أبيب تستعد لرد عسكري واسع النطاق على إطلاق النار.

ولم يعلق الرئيس الفلسطيني محمود عباس على هجوم الكنيس وألقى بالمسؤولية على إسرائيل، السبت، في تصاعد العنف، وقالت الشرطة الإسرائيلية إن منفذ الهجوم عند المعبد اليهودي تصرف منفرداً على ما يبدو وإن عناصر الشرطة قتلوه بالرصاص أثناء محاولته الفرار من المكان.

المزيد من الشرق الأوسط