Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تستطيع أوروبا أن تستغني عن الديزل الروسي؟

الواردات البديلة تصطدم بمعوقات انخفاض السعة وكلفة الشحن ومشكلات الإمدادات

استطاعت أوروبا أن تفطم نفسها عن النفط الروسي لكن استبدال الديزل الروسي قد يكون أكثر صعوبة (رويترز)

ارتفعت أسعار التجزئة للديزل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 5.816 دولار للغالون في 19 يونيو (حزيران) الماضي، وهذا جزء من الارتفاع الكبير في كلفة الطاقة الذي شهده العالم في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي أدى إلى إجهاد ميزانيات النقل وغذى الضغوط التضخمية.

وعلى رغم انخفاض الأسعار بأكثر من دولار واحد للغالون منذ ذلك الحين، فإن عديداً من العناصر نفسها التي أدت إلى ارتفاع الأسعار لا تزال حاضرة.

وفي جميع أنحاء الولايات المتحدة لا تزال إمدادات الديزل شحيحة، كما تم الضغط على عمليات الاستخراج في الساحل الشرقي على وجه الخصوص لإبقاء الخزانات ممتلئة بالكامل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واستناداً إلى بيانات من إدارة معلومات الطاقة، فإن مخزونات نواتج التقطير الأميركية، والتي تشمل الديزل، تقل 28 مليون برميل على الأقل عن متوسط السنوات الخمس، في حين يمثل الساحل الشرقي أكثر من نصف هذا العجز.

ويعود بعض مشكلات الإمداد إلى أحداث ما قبل "كوفيد-19"، بما في ذلك حريق في يونيو 2019 أدى إلى تدمير مصفاة رئيسة في الساحل الشرقي، مما تسبب في اعتماد الساحل الشرقي على الإمدادات من خط الأنابيب الممتد من ساحل الخليج والواردات الخارجية، فضلاً عن المصافي المحلية، فيما قدمت مصفاة فيلادلفيا لحلول الطاقة ما بين 30 في المئة و35 في المئة من الديزل إلى أسواق وسط المحيط الأطلسي والشمال الشرقي.

ونتيجة للتغيرات العالمية من المرجح أن تحافظ أسعار المنتجات المكررة مثل البنزين والديزل ووقود الطائرات على أسعارها عند مستويات عالية نسبياً خلال الربع الثاني.

الاستبدال قد يكون أكثر صعوبة

توقع دنتون سينكويجرانا محلل النفط الرئيس في خدمة معلومات أسعار النفط (أو بي أي إس) وهي شركة مملوكة لـ"داو جونز" أن يكون هذا العام موسم الصيانة الضخمة للمصافي في الولايات المتحدة. ويشير سينكويجرانا إلى أن المصافي أرجأت العمل المهم خلال عامي 2020 و2021 بسبب جائحة "كوفيد-19"، والذي حد كثيراً من حركة مقاولي الصيانة الخارجيين في مواقعهم.

وأضاف أنه في عام 2022 تم تأجيل أعمال الصيانة، حيث سعت الشركات إلى دعم هوامش الربح المتدهورة، "لا يمكن تأجيل صيانة المصافي إلى الأبد، مع وجود فواتير مستحقة من حيث الكلفة ووقت التعطل في المنشآت".

ومن المقرر أن تبدأ مصفاة "ذا فيليب 66 بايواي" في نيوجيرسي أعمال الصيانة في الثاني من فبراير (شباط)، مما قد يؤثر في الإنتاج، وتعد المصفاة مزوداً مهماً للديزل منخفض الكبريت، وما يعرف باسم "آر بي أو بي"، أو مزيج البنزين قبل إضافة الإيثانول.

وستتسبب أي تعقيدات أو أزمات في إعادة تشغيل المنشأة إلى رفع أسعار الديزل والغاز بمجرد اكتمال الصيانة. وإضافة إلى توقيت وكلفة الصيانة ستسهم القيود التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على المنتجات المكررة الروسية، والمقرر أن تبدأ في الخامس من فبراير في اضطراب جديد.

واستطاعت أوروبا أن تفطم نفسها عن النفط الخام والغاز الطبيعي الروسي، لكن استبدال الديزل الروسي قد يكون أكثر صعوبة، كما قد تشعر الأسواق العالمية بالتأثير، حيث تحاول روسيا العثور على عملاء جدد.

وتعني العقوبات المفروضة على المنتجات الروسية أن واردات أوروبا من الديزل ستأتي من أماكن أبعد من روسيا، أي إنها ستغطي مسافات أطول على متن ناقلات عابرة للمحيطات، مما يجعلنا نصطدم بمعوقين، السعة وكلفة الشحن.

كانت أسعار الديزل مستقرة نسبياً في يناير (كانون الثاني) بفضل الشتاء المعتدل في نصف الكرة الشمالي، باستثناء بعض التغيرات الكبيرة في طقس القطب الشمالي، ومن المتوقع أن تتغير هذه الأنماط في فبراير، حيث من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة في الشمال الشرقي إلى مستويات أقل من المتوسط، مما يزيد الطلب على زيت التدفئة.

ولا تزال سوق العقود الآجلة للديزل منخفض الكبريت في بورصة نيويورك التجارية (NYMEX ULSD) مستقرة، ويتم تداول العقود الآجلة لـلديزل منخفض الكبريت (ULSD) عند أعلى مستوياتها منذ ما قبل عيد الشكر، في الوقت الذي تتداول فيه أسعار الديزل على مستوى التجزئة في الولايات المتحدة في نطاق 4.60 دولار للغالون في المتوسط، ومن المفترض أن تقترب أسعار التجزئة للديزل من 4.75 دولار للغالون بحلول نهاية يناير (كانون الثاني) الحالي، ولا ينبغي استبعاد زيادة السعر إلى أكثر من خمسة دولارات في المدى القريب.

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز