تحول لافت في "وول ستريت" مع تسجيل ارتفاعات قوية منذ بداية العام، تعكس حال التفاؤل بين المستثمرين بقرب انتهاء رفع الفوائد بالربع الأول من هذه السنة. وتنتظر الأسواق أسبوعاً حاسماً حيث يعقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه حول السياسة النقدية في 31 يناير (كانون الثاني) والأول من فبراير (شباط)، وتجمع غالبية التوقعات على أن "الفيدرالي" سيرفع الفائدة بنسبة 0.25 في المئة في تغيير للسياسة النقدية المتشددة.
توقعات "وول ستريت"
وتفاعلت "وول ستريت" مع هذه التوقعات، إذ قفز مؤشر "ناسداك" بنسبة 11 في المئة منذ بداية العام، بينما ارتفع مؤشرا "ستاندرد أند بورز 500" و"داو جونز" بنسبة ستة في المئة و2.5 في المئة على التوالي.
ومن بين أربعة أسابيع في يناير (كانون الثاني)، سجل "ستاندرد أند بورز" و"داو جونز" ثلاثة أسابيع من المكاسب، بينما حقق مؤشر "ناسداك" الذي يقيس الأسهم التكنولوجية تقدمه للأسبوع الرابع على التوالي.
ارتفاعات التكنولوجيا
وكانت الأسهم التكنولوجية الأكثر تأثراً بالتراجعات، العام الماضي، حيث هوى المؤشر بنسبة تجاوزت 30 في المئة مع نهاية 2022، لكن المستثمرين يرون أن الأسعار أصبحت جاذبة بتقييمات منخفضة ما يخلق موجة شراء على قطاع التكنولوجيا، وما حققته من مكاسب حتى الآن محا ثلث الخسائر المسجلة العام الماضي.
تحذير مركزي
لكن هذه الارتفاعات تأتي على رغم تحذيرات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بوضوح أن معركة البنك المركزي ضد التضخم المرتفع لعقود لم تنته بعد. وعلى رغم ذلك، لا تزال الأسواق المالية تعتقد أن البنك المركزي سيرفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماعين المقبلين للبنك المركزي في فبراير ومارس (آذار)، ثم يتوقف عن رفع الفوائد حتى نهاية العام.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت تقارير التضخم الأخيرة دعمت التوقعات بنهاية مسار رفع الفوائد في الربع الأول من هذه السنة حيث تراجع التضخم للشهر السادس على التوالي.
نتائج الشركات
وشهد، الأسبوع الماضي، زخماً قوياً من نتائج الشركات الأميركية، ويستمر موسم الإعلان عن الربع الرابع، فقد أفادت 143 شركة في مؤشر "ستاندرد أند بورز" إذ تجاوزت نحو 68 في المئة من الأرباح توقعات السوق، وهو معدل أقل من معدل 76 في المئة الذي تم توقعه خلال الأرباع الأربعة الماضية، وفقاً لبيانات "رفينيتيف". ويتوقع المحللون الآن انخفاض أرباح "ستاندرد أند بورز" الإجمالية بنسبة 2.9 في المئة على أساس سنوي، مقارنة مع توقعات سابقة 1.6 في المئة.
نتائج شركات النفط
ومن بين النتائج اللافتة كانت شركات الطاقة، ومنها شركة "شيفرون" التي سجلت أرباحاً قياسية في عام 2022، لكن أرباحها في الربع الرابع كانت أقل من التوقعات، مما أدى إلى انخفاض السهم بنسبة 4.4 في المئة. وكان سهم الشركة ارتفع بنسبة خمسة في المئة، الأسبوع الماضي، بعد الإعلان عن خطط لشراء ما قيمته 75 مليار دولار من أسهمها.
قطاع الطاقة
وكان قطاع الطاقة الأكثر إيجابية في العام الماضي، بعد أن ارتفع مؤشر القطاع ضمن مؤشر "ستاندرد أند بورز" بنسبة قاربت 60 في المئة خلال 2022، مقارنة مع هبوط مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بنسبة قاربت 20 في المئة. ومنذ بداية العام، ارتفع القطاع عند 4.2 في المئة، وسط توقعات متباينة حول أسعار النفط لهذه السنة. وما زال القطاع يتداول بمعدل 10 أضعاف السعر إلى الأرباح الآجلة، مقارنة مع 17 مرة لسوق الأسهم.
أسعار النفط
ومع ذلك، يشعر بعض المستثمرين بالقلق من أن شركات الطاقة قد تجد صعوبة في زيادة أرباحها بعد قفزات هائلة في عام 2022، خصوصاً مع التباطؤ الاقتصادي المتوقع على نطاق واسع في الولايات المتحدة. وتوقع محللون اقتصاديون في مسح أجرته "رويترز" أن يبلغ متوسط سعر الخام الأميركي 84.84 دولار للبرميل في عام 2023، مقارنة بمتوسط سعر بلغ 94.33 دولار، العام الماضي، بسبب توقعات ضعف الاقتصاد العالمي. وتداولت أسعار النفط الخام الأميركي عند نحو 80 دولاراً للبرميل.
نتائج الشركات المرتقبة
ومع إعلان 30 في المئة من شركات القطاع البالغ عددها 23 شركة حتى الآن، من المتوقع أن ترتفع أرباح شركات الطاقة للربع الرابع بنسبة 60 في المئة عن العام السابق، و155 في المئة للعام 2022 بأكمله، وفقاً لبيانات "رفينيتيف"، لكن من المتوقع أن تنخفض الأرباح بنسبة 15 في المئة هذا العام، ومن بين النتائج المالية المقرر صدورها، الأسبوع المقبل، لقطاع الطاقة ستكون "إكسون موبيل"، بينما في قطاعات أخرى من المنتظر إعلان نتائج "أبل" و"أمازون" و"ألفابت" المالكة لـ"غوغل" و"ميتا" المالكة لـ"فيسبوك".
