Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الملياردير غوتام أداني يتراجع للترتيب السابع بين أثرياء العالم

ساعات قاسية وخسائر ثقيلة وفقد 33.3 مليار دولار في 2023

ثري هندي يحمل لقب "متسرب الجامعة" يربح 113 مليار دولار خلال عامين (رويترز)

في ما يزيد قليلاً على ست ساعات من التداول في بورصة "مومباي"، خسرت مجموعة غوتام أداني أكثر من 50 مليار دولار من قيمتها السوقية، مما كلف أداني ما يزيد على 20 مليار دولار، أو نحو خمس ثروته خلال ساعات. وتعد هذه أكبر خسارة تتكبدها ثروة أداني على الإطلاق وأعنف انخفاض مدفوع بالسوق لثروة أي ملياردير في آسيا، وهي بمثابة ضربة عنيفة لرجل صعد على مدى الأعوام الأخيرة بقائمة الأكثر ثراء في العالم بوتيرة بدت وكأنه لا يمكن وقفها.

وخلال العام الماضي كان الثري الهندي أداني مفاجأة العام، بحيث تمكن من القفز إلى المركز الثالث بين قائمة أكبر 10 أثرياء في العالم وذلك بعدما صعدت ثروته بنسبة 64.7 في المئة بأرباح بلغت نحو 49.5 مليار دولار، وسجلت ثروته ارتفاعاً من مستوى 76.5 مليار دولار في بداية عام 2022 إلى نحو 126 مليار دولار في نهاية العام.

لكن منذ بداية 2021 وحتى نهاية العام الماضي، تمكن الثري الهندي من مضاعفة ثروته بنحو 9.6 مرة، بعدما قفزت ثروته من مستوى 13 مليار دولار في بداية 2021 إلى نحو 126 مليار دولار خلال العام الماضي بأرباح بلغت نحو 113 مليار دولار ليتصدر بهذا الرقم الترتيب الثالث بين قائمة أكبر 10 أثرياء في العالم. لكن منذ بداية العام الحالي، وحتى الآن، تراجعت ثروته بنسبة 26.4 في المئة بخسائر بلغت نحو 33.3 مليار دولار، وذلك بعدما انخفضت ثروته من مستوى 126 مليار دولار في بداية 2023 إلى نحو 92.7 مليار دولار في الوقت الحالي.

عمليات استحواذ جريئة ومكلفة

ويعرف قطب البنية التحتية بإجراء عمليات استحواذ جريئة ومكلفة في مجالات متنوعة. ومع ذلك، فإن محاولاته لامتلاك تلفزيون "نيودلهي" أثارت القلق لدى الصحافة الهندية وأعادت إشعال المخاوف في شأن تقلص الحريات داخل أكبر ديمقراطية في العالم، بخاصة أن محطة "نيودلهي" هي واحدة من عدد قليل من المحطات التي تضم عدداً من المذيعين الرئيسين في الهند الذين غالباً ما ينتقدون رئيس الوزراء ناريندرا مودي وحزب "بهاراتيا جاناتا" الحاكم. ويعتبر أداني البالغ من العمر سنة عاماً أحد أقرب الحلفاء التجاريين لرئيس الوزراء الهندي.

وكان رد فعل المستثمرين أكثر حماسة واكتسب سهم تلفزيون "نيودلهي" أكثر من 50 في المئة في الأيام التي أعقبت الإعلان، وهم يراهنون على قدرة الصناعي العصامي على تنمية أعماله في القطاعات التي أعطاها مودي الأولوية للتطوير.

وتشير بيانات سابقة لـ"رفينيتيف" إلى أن أسهم شركات أداني السبع المدرجة في قطاعات تتراوح من الموانئ إلى محطات الطاقة، ارتفعت بين 10 إلى 260 في المئة منذ بداية هذا العام مع تضاعف قيمتها تقريباً خلال الأشهر التسعة الماضية. ونتيجة لذلك أصبح أداني لفترة وجيزة ثاني أغنى رجل في العالم في سبتمبر (أيلول) الماضي، متجاوزاً مؤسس "أمازون" جيف بيزوس. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يحتل فيها أي شخص من آسيا مرتبة عالية في قائمة أكبر أثرياء العالم التي لطالما هيمن عليها رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا البيضاء.

من أين جاءت ثروة غوتام أداني؟

جزء كبير من ثروة أداني مرتبطة بمجموعته المترامية الأطراف التي أسسها منذ أكثر من 30 عاماً، وأنشأت المجموعة التي بلغت قيمتها أكثر من 220 مليار دولار في نهاية العام الماضي، شركات في صناعات تتراوح من الخدمات اللوجستية إلى التعدين والتي ازدهرت في السنوات الأخيرة، كما توسع بشكل مذهل وانتقل إلى مجالات متنوعة مثل الوسائط ومراكز البيانات والمطارات والأسمنت.

وقبل الخسائر الأخيرة كانت تتم مقارنة أداني، المتسرب من الكلية في بداية حياته، في بعض الأحيان برجال الأعمال مثل روكفلر و"غيلديد إيج" الذي بنى أعمالاً احتكارية ضخمة في القرن الـ19.

وبدأ أداني، بصفته رائد أعمال من الجيل الأول، مسيرته المهنية في تجارة الألماس قبل أن يؤسس شركة لتجارة السلع الأساسية عام 1988، وبعد فترة وجيزة أطلقت الهند إصلاحات رائدة، مما شحن نموها الاقتصادي، وزاد أداني ثروته جنباً إلى جنب. في عام 1994، أصبحت شركة تجارة السلع أولى شركاته المدرجة في البورصة في مومباي.

وبعد عام بدأ تشغيل ميناء "موندرا" في ولاية غوجارات، وهي ولاية في غرب الهند ينحدر منها رجل الأعمال ورئيس وزراء الهند. ويعد ميناء "موندرا" الذي يطلق عليه غالباً "جوهرة التاج" للمجموعة، أكبر ميناء تجاري في البلاد من حيث الحجم. وتعمل شركة تجارة السلع كحاضنة لأعمال أداني وتحولت الشركة مع الوقت إلى لاعبة كبيرة في سوق الأوراق المالية بعدما تصدرت قطاع تجارة السلع في الهند.

كما يمتلك أكبر مشغل موانئ خاص في الهند وأكبر منتج خاص للطاقة الحرارية، إنه ليس فقط واحداً من أكبر مطوري ومشغلي مناجم الفحم في الهند، ولكنه يدير منجم "كارمايكل" للفحم المثير للجدل في أستراليا الذي واجه معارضة شرسة من قبل نشطاء تغير المناخ الذين يقولون إنه "حكم بالإعدام" على الحاجز العظيم للشعاب المرجانية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في بعض القطاعات، أصبحت شركة أداني رائدة من خلال عمليات الشراء الاستراتيجية، ففي مايو (أيار) الماضي، باعت شركة "هولسيم" شركة الأسمنت الهندية إلى أداني مقابل 6.4 مليار دولار، مما جعل مجموعته ثاني أكبر شركة لتصنيع الأسمنت في البلاد.

في الآونة الأخيرة، أصبح أكبر مشغل للمطارات في الهند، وذلك باستحواذ المطارات من خلال حملة الخصخصة الحكومية، على رغم أنه لم تكن لديه خبرة سابقة في هذا المجال. وفي حين أن إمبراطوريته مبنية على الوقود الأحفوري، يستثمر رجل الأعمال مليارات الدولارات في الطاقة النظيفة وهو طموح يتوافق مع أهداف المناخ طويلة الأجل للهند.

ومعظم الشركات في إمبراطورية أداني مملوكة بشكل وثيق من قبل الملياردير وعائلته والشركات المرتبطة بها، بما في ذلك ما يقرب من 75 في المئة من الأسهم في شركة تجارة السلع و"أداني باور" و"أداني ترانس ميشن". كما استقطب شراكات مع كبرى الشركات العالمية، بما في ذلك إدارة مشاريع مشتركة مع شركة الطاقة الفرنسية العملاقة "توتال إنرجيز" ومجموعة الأعمال الزراعية السنغافورية "ويلمار إنترناشيونال".

المخاوف قائمة منذ عام 2015

لكن المخاوف في شأن النمو الممول من الديون في مجموعة أداني ليست جديدة. ففي تقرير صدر عام 2015 بعنوان "هاوس أوف ديبت"، حذر بنك "كريدي سويس" من أن مجموعة أداني كانت واحدة من 10 تكتلات هندية تعاني "ضغوطاً مالية" متزايدة بسبب قروضها. ومع ذلك، استمرت المجموعة في جمع المليارات من البنوك الهندية والأجنبية.

ووفقاً لتقرير حديث لبنك "كريدي سويس" في سبتمبر، ارتفع مستوى الدين الإجمالي للمجموعة خلال الأعوام الخمسة الماضية من تريليون روبية (حوالى 12 مليار دولار) إلى 2.6 تريليون روبية (32 مليار دولار). وأعرب البنك عن مخاوف شديدة في شأن سقوط الملياردير الهندي في أزمة ديون عنيفة. وحذر المحللون لاكشمانان آر وروهان كابور وجوناثان تان من أن المجموعة تخاطر بنشر نفسها بشكل ضئيل للغاية، مضيفين أنهم ظلوا "يقظين بحذر" من شهيتها للتوسع. وأضافوا "في أسوأ السيناريوهات، يمكن لخطط النمو المفرطة في الطموح الممولة بالديون أن تتحول في النهاية إلى فخ ديون هائل، وربما تتوج إلى وضع متعثر أو تخلف عن سداد شركة واحدة أو أكثر من شركات المجموعة".

وردت مجموعة أداني بتقرير مكون من 15 صفحة، قائلة إن "نسب الرفع المالي" لشركاتها "لا تزال سليمة وتتوافق مع معايير الصناعة في القطاعات المعنية" وإنها "تراجعت باستمرار" في الأعوام التسع الماضية، وقام محللو "كريدي سايتس" لاحقاً بمراجعة بعض الأرقام لكنهم أضافوا أن "وجهات نظرهم لم تتغير عن تقريرها الأصلي".