Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماكينة "السرية" في الولايات المتحدة تعمل بشكل مفرط

يوجد فيض من الوثائق المصنفة في فئات حساسة على رغم أن معظمها ليس كذلك

في عام 2016 كشف تقرير للكونغرس الأميركي عن أن 50 إلى 90 في المئة من المواد المصنفة سرية ليست كذلك (أ ف ب)

أعاد اكتشاف وثائق مصنفة سرية في منازل دونالد ترمب وجو بايدن ومايك بنس إشعال نقاش حول عادة قديمة تتمثل بتصنيف الحكومة الأميركية ملايين الوثائق كل عام تحت خانة "سري" أو "سري جداً" وغيرهما من التصنيفات المماثلة.

أسرار نووية وأسماء جواسيس وبرقيات دبلوماسية: تعمل الحكومات في كل مكان على حماية معلومات من شأنها تعريض الأمن أو أسماء الجواسيس أو العلاقات مع دول أخرى للخطر، لكن ماكينة السرية في الولايات المتحدة تعمل بشكل مفرط.

كل عام، يتخذ قرابة 50 مليون قرار في شأن مسألة تصنيف مستندات حكومية في فئات مثل "غير مصرح بالنشر" أو "سري" أو "سري جداً"، وفق عدد من الخبراء.

لكن "الكثير من الوثائق المصنفة سرية ليست حساسة بتلك الدرجة"، وفق ما يقول لوكالة الصحافة الفرنسية بروس ريدل، المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) ويعمل حالياً في معهد "بروكينغز" للأبحاث.

ويضيف "تصنيف خطط عسكرية متعلقة بأوكرانيا في فئة السري أمر مشروع"، لكن "تطرح تساؤلات أكثر في شأن تصنيف برقية لوزارة الخارجية تتعلق بوصول وزير الخارجية إلى إسرائيل الإثنين"، عندما يكون الخبر متداولاً بالفعل في وسائل الإعلام.

تصرف آمن

في عام 2016 كشف تقرير للكونغرس عن أن "50 إلى 90 في المئة من المواد المصنفة سرية ليست كذلك".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعندما ترفع صفة السرية عن مستندات قديمة فإنها أحياناً قد تكون مسلية، مثلما رفعت الـ"سي آي أي" السرية عن وثائق تعود إلى نحو قرن في عام 2011، وتشرح كيف يمكن صناعة الخبر الخفي.

ويلقي ريدل باللائمة في منحى الإفراط في تصنيف الوثائق على "الكسل البيروقراطي"، مؤكداً أنه "تصرف آمن من الناحية البيروقراطية. وإذا سأل أحدهم عن سبب وصول المعلومات إلى الرأي العام يمكن القول إنه تم تسريبها".

وتصنيف "غير مصرح بالنشر" يحد من عدد الأشخاص الذين يسمح لهم بالاطلاع على السجلات والظروف الآمنة التي يسمح لهم بموجبها بالاطلاع عليها، وأحياناً من دون أي وسائل إلكترونية. وشروط حفظ المواد المصنفة سرية صارمة، ويمكن مقاضاة المخالفين.

المشكلة معروفة

عندما غادر الرئيس السابق دونالد ترمب واشنطن أخذ معه صناديق من السجلات تشمل وثائق مصنفة سرية جداً، مما استدعى تفتيش منزله في فلوريدا الصيف الماضي.

وأخيراً، عثر على عدد قليل من الوثائق المصنفة سرية في منزلي نائب الرئيس في عهد ترمب، مايك بنس، وفي منزل الرئيس الحالي جو بايدن تعود إلى الفترة التي كان يتولى فيها منصب نائب الرئيس في عهد باراك أوباما.

وتقول خبيرة الأمن القومي في مركز "برينان للعدالة" إليزابيث غويتين "قد يستنتج البعض أن الإجراءات الموضوعة للتعامل مع معلومات مصنفة سرية متراخية جداً، لكن الأمر ليس كذلك".

وكتبت غويتين في مجلة "ذا نيشن"، "إجراءات الحماية للمعلومات المصنفة سرية صارمة وواسعة النطاق"، مضيفة "الجاني في مكان آخر، في الخطأ الأساسي الكامن في جميع الاختلالات الوظيفية تقريباً لنظام تصنيف المعلومات: الإفراط في التصنيفات السرية".

المشكلة معروفة ونوقشت منذ وقت طويل. فقاضي المحكمة العليا آنذاك بوتر ستيوارت أشار في عام 1971 إلى أنه "عندما يصنف كل شيء في خانة السرية تفقد أهمية ذلك التصنيف، ويستخف الساخرون أو المستهينون بالنظام، ويتم التلاعب به من أولئك الساعين إلى حماية الذات أو الترويج لأنفسهم".

حرية تصرف واسعة

وحاول رؤساء أو مشرعون في كثير من المناسبات معالجة هذه المسألة.

وقال مدير مشروع لدى الاتحاد الأميركي للحريات المدنية بن وايزنر، إن "إدارة (بيل) كلينتون حققت فعلاً بعض التقدم الحقيقي إزاء المسألة. أجرت مراجعة واسعة وفي النهاية أعادت تصنيف كثير من المعلومات، لكني أعتقد أن أي تقدم أحرز في التسعينيات أبطل وأكثر من ذلك بسبب (الهجمات الإرهابية في) 11 سبتمبر (أيلول)".

ويعتقد وايزنر أن السلطات صنفت وثائق في مجموعات لأسباب، من بينها "إخفاء أدلة عن تعذيب سجناء" في العراق أو أفغانستان أو "لإبقاء برنامج السي آي أي للطائرات المسيرة سرياً".

وبخلاف قضايا الشفافية، قال وايزنر إن الإفراط في التصنيفات السرية يقوض كفاءة الإدارة، موضحاً "يتقلص عدد الأشخاص الذين يمكن استشارتهم في شأن أمور مهمة جداً".

إضافة إلى ذلك، فإن النظام "يعطي الحكومة كثيراً من حرية التصرف لاتخاذ قرار في شأن تطبيق هذه القوانين ومتى تفرضها"، وفق وايزنر. ويقول إنه بينما تلقى بعض المبلغين عن المخالفات عقوبات سجن لمدد طويلة، "من المستبعد جداً أن يواجه الرئيسان ترمب أو بايدن... أي عقوبة جنائية".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير