Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خديجة أسد نجمة المسرح والتلفزيون في المغرب رحلت في السبعين

شكلت مع زوجها الراحل عزيز سعد الله أشهر ثنائي فني وجالا العالم بأعمالهما

الممثلة خديجة أسد نجمة المسرح والتلفزيون في المغرب (صفحة الممثلة - فيسبوك)

قد تكون الممثلة خديجة أسد (مواليد 1952) التي غادرت عالمنا أول من أمس هي الوجه الفني النسائي الأكثر شهرة في المجتمع المغربي. حتى الأطفال والشيوخ والعجائز في البوادي الذين قد لا يعرفون اسمها ينادونها "للّا فاطمة"، الاسم الذي حملته لسنوات عدة في السلسلة الكوميدية التي لم يكن يتابعها المغاربة فقط، بل امتد جمهورها إلى البلدان المغاربية الأخرى. كانت تلك السلسلة التي بُثت في ثلاثة مواسم متتابعة في مطلع القرن الحالي من تأليف خديجة أسد وزوجها الراحل عزيز سعد الله، الذي شكّل معها ثنائياً فريداً في تاريخ التلفزيون المغربي. وأخرجها نبيل عيوش بطريقة حديثة مختلفة عن السلاسل الكوميدية الكلاسيكية التي كان المغاربة يتابعونها منذ بداية التلفزيون. عبر "للا فاطمة" نقلت خديجة أسد والفريق الذي اشتغل معها هموم أُسَر الطبقة الوسطى وانشغالاتها وطرائفها. أسرة بنزيزي التي تسكن في عمارة بالمدينة، تضم أفراداً يتسمون بالخفة والمرح، و"للا فاطمة" مشغولة بمشاريعها الصغيرة، متنقلة بين إعداد محلّ لبيع أو استئجار الأفلام وحلويات المناسبات والأفراح، لا تكاد حكاياتها الطريفة تنتهي، مع زوجها أولاً، ثم مع صهرها وحماتها وخادمتها وجارتها ومدير محلّها وطفلها وآخرين.

وقبل "للا فاطمة" قدّم الثنائي الفني أعمالاً تلفزيونية كوميدية من قبيل "هو وهي"، و"صور ضاحكة" وغيرها، وفي السنوات اللاحقة قدّما "بنت بلادي" و"ماشي بحالهم" و"قيسارية أوفلا". لكن "للا فاطمة" كانت هي السلسلة الكوميدية الأشهر، التي حقّقت أرقاماً كبيرة في نسب مشاهدة التلفزيون المغربي. شاركت الفنانة الراحلة أيضاً في مسلسلات اجتماعية مثل "دور بيها يا الشيباني العجوز" و"تيفي 3".

وإضافة إلى التلفزيون أدّت خديجة أسد دور البطولة في عدد من الأعمال السينمائية مثل "الطبيب" و"الزواج الثاني" و"السيناريو" و"ساعي البريد" و"بيضاوة". وكانت انطلاقتها نهاية الستينيات من خشبة المسرح، حيث قدمت مع عزيز سعد الله، تزامناً مع دراستهما في المعهد البلدي للموسيقى والرقص والفنون الدرامية في الدار البيضاء، أعمالاً مسرحية مثل "الدروج" و"مونسيرا" و"ديوان سيدي عبد الرحمان المجذوب". وشاركت مع فرق مسرحية مختلفة إلى أن أسست مع عزيز سعد الله وثريا جبران وحميد الزوغي وآخرين، فرقة مسرحية جديدة عام 1980 حملت اسم "مسرح الثمانين". ولعبت أدواراً أساسية مع هذه الفرقة في مسرحيات عدة من بينها: "خلي بالك من مدام" و"النخوة على الخوا" و"كوسطة يا وطن" و"برق ما تقشع" و"سعدك يا مسعود" و"كاري حنكو" وغيرها. وسافرت خديجة أسد برفقة أعضاء فرقة مسرح الثمانين إلى العديد من بلدان العالم، لتقديم هذه المسرحيات، إذ تم عرضها في معظم البلدان العربية فضلاً عن فرنسا والدنمارك وألمانيا وهولندا والسويد والنرويج والولايات المتحدة الأميركية وغيرها.

تهجير الكوميديا إلى كندا

في عز شهرتهما ونجاح أعمالهما في المغرب، قررت خديجة أسد وعزيز سعد الله أن يغادرا البلاد، ويحملا معهما الهموم الفنية إلى الخارج. ففي عام 2004 هاجرا معاً إلى كندا، واستقرا هناك، وأسسا شركة "أسد للإنتاج الفني" وقدّما عبرها أعمالاً كوميدية وسينمائية جديدة. وقد عاد بهما الاستقرار في كندا إلى مجالهما الفني الأول، المسرح، فقدّما أعمالاً مسرحية على خشبات مونريال. وانخرطا في أعمال كوميدية واجتماعية باللغة الفرنسية في تلفزيون الكيبيك، مثل السلسلة الفكاهية "فصل من حياة" وفيلم "الطُّعم" لإيف سيمونو وفيلم "نامبر وان" لزكية الطاهري.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

عاشت خديجة أسد حياة فنية شاسعة، وكانت تقضي معظم وقتها في الاستوديوهات وغرف التسجيل وعلى خشبات المسارح. فقد اشتغلت في مجالات فنية عدة، من المسرح إلى السينما والتلفزيون والإذاعة، فضلاً عن تنشيط البرامج والمساهمة في دبلجة الأفلام الأجنبية إلى اللهجة المغربية، خصوصاً الأفلام الهندية. كما أن مواهبها لم تقتصر فقط على التمثيل، بل امتدت برفقة عزيز سعد الله إلى التأليف والإخراج والإنتاج. لكنّ موت زوجها ورفيق تجربتها الفنية اللافتة  قبل عامين، كان بمثابة نقطة تحوّل في حياتها. فقد أثر فيها هذا الرحيل كثيراً، وجعلها تبتعد بالتدريج عن الحياة الفنية إلى أن غادرت عالمنا بعد أن هزمها المرض.

لم تكن خديجة أسد تبالغ في أدائها الفني كي تجلب تعاطف الجمهور. لم تلجأ إلى تغيير لهجتها ولم تكثر من حركتها ولم تبالغ في تعابير وجهها. بل كانت تعتمد اللغة والبداهة والمفارقة بأداء خفيف ومرح. وقد صرّحت في أحد حواراتها بأن الضحك بناء ودراسة ووضعيات تتجنب الخطاب المباشر.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة