Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

آبي أحمد يزور الخرطوم في محاولة إثيوبية لـ"لم الشمل" السوداني

يناقش مع البرهان الأزمة السياسية وسد النهضة والحدود

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (إعلام مجلس السيادة)

وصل رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، اليوم الخميس، إلى الخرطوم في محاولة لدفع العملية السياسية في السودان باتجاه الحل بعد تعثر توافق جميع الأطراف على الاتفاق الإطاري الذي تم توقيعه في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) بين مجموعة من القوى المدنية بقيادة ائتلاف الحرية والتغيير والمكون العسكري، فضلاً عن بحث قضيتي سد النهضة والحدود بين الجانبين.

بحسب بيان لمجلس السيادة السوداني، فإن قائد الجيش عبدالفتاح البرهان أطلع رئيس الوزراء الإثيوبي على تطورات الأوضاع السياسية في البلاد والجهود المبذولة لتجاوز الأزمة الراهنة، كما جرت مناقشة قضيتي الحدود وسد النهضة.

وأكد الجانبان توافقهما حول جميع قضايا سد النهضة وأن تمثل الوثائق والآليات الفنية المرجعية الأساسية لقضية الحدود، كما تم الاتفاق على ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين في القضايا الثنائية إقليمياً ودولياً.

وأكد آبي أحمد خلال اللقاء أن "الغرض من زيارته للخرطوم إظهار التضامن مع السودان والوقوف معه في هذه المرحلة المهمة بمسيرته السياسية، لكنه استبعد تقديمه مقترحات جديدة في شأن الأزمة السياسية لثقته بقدرة السودانيين على تجاوز قضاياهم".

وقال إن السودان وإثيوبيا يذخران بكل عناصر التنمية والازدهار المتمثلة في المياه والأرض والموارد البشرية وإنه يجب على حكومتي البلدين المحافظة على العلاقات التاريخية بينهما.

وشدد آبي أحمد على أهمية الاستفادة من تجربة الحرب في الدولتين التي أدت إلى انفصال الجنوب بالسودان وتيغراي في إثيوبيا واللجوء إلى الحوار لحل جميع القضايا الداخلية.

إرباك المشهد

حول مغزى الزيارة ودلالتها في هذا التوقيت، قال مدير المركز الأفريقي للدراسات بالخرطوم معتصم عبدالقادر "في تصوري أن آبي أحمد يريد أن يجدد وساطته لحل أزمة السودان السياسية، خصوصاً أن الساحة مليئة بالمبادرات بعدما حدث تعثر في الاتفاق الإطاري ولم تكلل الجهود بتوسيع المشاركة، فضلاً عن سحب البرهان وساطته بين قوى الحرية والتغيير والكتلة الديمقراطية، مما قد يؤدي إلى إحداث فراغ يلقي بظلاله على الأوضاع كافة، بالتالي فإن أي مبادرة في الوقت الراهن من شأنها أن تربك المشهد من جهة، وأن تسهم في إيجاد حلول من جهة ثانية".

واستبعد عبدالقادر في حديث إلى "اندبندنت عربية" أن تدعم إثيوبيا طرفاً سودانياً بعينه دون الآخر في جهودها بالعملية السياسية، إذ إنها كانت بعيدة من الشأن السوداني الداخلي بسبب انشغالها بحربها مع إقليم تيغراي.

 

 

وأوضح أن التحرك الإثيوبي ذو بعد إيجابي لأنه داعم للجهود القائمة، بالتالي من شأنه أن يقرب بين الأطراف السودانية المعنية بالأزمة.

ولفت إلى أن المطلوب حالياً من أي تحرك خارجي هو العمل على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السودانيين، وليس الغوص في المشكلات لأنها قتلت بحثاً، وهو ما تسعى إليه أديس أبابا.

لم الشمل

في السياق ذاته يرى الكاتب والمحلل السوداني عبدالله آدم خاطر أن "زيارة آبي أحمد في هذا الوقت لها أكثر من معنى وتحليل، فالشعبان السوداني والإثيوبي شريكان في المياه والبيئة والجغرافيا والتاريخ، وعلى صلة بكل تأكيد بالبحر الأبيض المتوسط ودوله، خصوصاً مصر، فهي علاقة ثلاثية لا بد من أن تنمو وتتطور بشكل طبيعي لارتباطها الأفريقي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال "في اعتقادي أن رئيس الوزراء الإثيوبي أسهم من قبل بشكل إيجابي في لم شمل السودانيين بعد إطاحة حكم الرئيس السابق عمر البشير، على رغم المشكلات التي كانت تعانيها بلاده، وما زالت أياديه ممتدة وعلاقاته مستمرة مع كل الأطراف في الخرطوم".

وأضاف أن زيارة آبي أحمد الحالية "تصب في تسريع الإجراءات من أجل إنهاء انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) والوصول إلى التحول الديمقراطي عبر حكومة مدنية تقود الفترة الانتقالية المتبقية حتى إجراء انتخابات عامة، فضلاً عن الحديث عن المياه والشراكة بالنسبة إلى سد النهضة من دون الإنقاص من حقوق الآخرين في المجرى المائي ممثلاً بنهر النيل عموماً، إضافة إلى مناقشة كل ما يتعلق بسياسات القرن الأفريقي".

حوار سوداني- سوداني

كان آبي أحمد التقى أيضاً كلاً من نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو وقوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) والجبهة الثورية وكتلتي التراضي الوطني والحراك الوطني ولجان المقاومة وقوى الحرية والتغيير (الكتلة الديمقراطية) والآلية الثلاثية المعنية بالسودان التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد"، وذلك في إطار جهوده لإنجاح التسوية السياسية في البلاد انطلاقاً من العلاقات التاريخية التي تربط الشعبين.

 

 

ووفق بيان لمجلس السيادة السوداني، فإن اللقاءات تناولت ضرورة دعم الحوار السوداني- السوداني من دون أي تدخلات خارجية من أي جهة، إلى جانب دعم العملية السياسية القائمة حالياً وتسريعها بالشكل المطلوب وإكمالها لإخراج البلاد من الأزمة.

كما أكدت اللقاءات أهمية أن لا تكون الفترة الانتقالية ساحة للصراعات والتجاذبات، بل ضرورة أن تكون جسراً للانتقال نحو حكومة منتخبة.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات