Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ثلث موظفي الأقليات العرقية داخل خدمات الصحة البريطانية معرضون للتمييز

تقرير خاص: فشل هيئة "أن إتش أس" في معالجة العنصرية في مرافقها و"اندبندنت" تكشف عن مستويات مروعة من التمييز تواجه العاملين

العنصرية تدفع بالممرضات إلى مغادرة مستشفيات ’أن إتش أس‘" (اندبندنت)

كشف تحقيق قامت به "اندبندنت" عن معاناة ثلث العاملين في مجال الصحة من السود ومن أقليات عرقية أخرى في المملكة المتحدة من العنصرية أو التنمر، والناجمة عن فشل هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" (أن إتش أس) في معالجة مستويات منهجية للتمييز ضمن مؤسساتها.

هذه المستويات من التنمر والمضايقات التي يتعرض لها العاملون من أقليات إثنية لم يطرأ عليها أي تحسن خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، فلقد أكد نحو 30 في المئة منهم تعرضهم لهذه الممارسات خلال العام الماضي، مقارنة بـ 20 في المئة من الموظفين البيض.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى رغم أن الموظفين من الأقليات يشكلون ربع عدد أفراد القوة العاملة في القطاع إلا أن نسبتهم في المناصب الرفيعة هي في حدود 10 في المئة فقط، ومن المتوقع أن يكشف عن ذلك تقرير رئيس ستصدره الهيئة لاحقاً.

إحدى الممرضات أبلغت "اندبندنت" أنها اضطرت إلى ترك وظيفتها بعد تعرضها لحملة من التنمر، فيما قالت أخرى إنها تركت "الخدمات الصحية" لتعمل في القطاع الخاص، بعدما تأثرت صحتها العقلية بشكل كبير بالتمييز الذي تعرضت له.

وفي هذا الإطار قامت منظمة "المساواة للممرضات السوداوات"  Equality for Black Nurses - وهي منظمة ذات عضوية كانت قد أسستها نيومي بينيت عام 2020 بتحريك نحو 200 دعوى قضائية مرتبطة بعنصرية مزعومة ضد عدد من المؤسسات الاستشفائية التابعة لـ "الخدمات الصحية الوطنية"، وذلك منذ تاريخ إنشائها.

السيدة بينيت أكدت لـ "اندبندنت" أن "العنصرية تدفع بالممرضات إلى مغادرة مستشفيات ’أن إتش أس‘" منبهة إلى أن "هذه المشكلة قد بلغت مستويات وبائية".

وأضافت، "أشاهد يوماً بعد آخر آثار التنمر العنصري وكيف ينعكس ذلك على الممرضات في مختلف أنحاء المملكة المتحدة، ولقد بلغ التنمر الذي يمارس ضد الممرضات السوداوات مستويات أشبه بالوبائية ولم يتم التصدي له، ومع ذلك فهناك اختلاف واضح في التجارب عند مقارنة الصعوبات التي تواجه الممرضات من أصول سوداء بزميلاتهن من أصول بيضاء".

ورأت بينيت أن العنصرية ضمن مرافق "الخدمات الصحية الوطنية" منهجية ومتأصلة بعمق، مشيرة إلى أن أسساً داخل المؤسسة تسمح بتكرار أنماط السلوك هذه.

وفي الوقت الذي تستعد فيه هيئة "أن إتش أس" لنشر تقريرها السنوي بعنوان "معايير المساواة العرقية بين القوى العاملة" Workforce Race Equality Standard (WRES) ، علمت "اندبندنت" أن الدراسة ستُظهر أن عدد الموظفين من الأقليات في "الخدمات الصحية الوطنية" زاد بنحو 100 ألف شخص منذ العام 2018، ويعزى السبب في حد كبير إلى زيادة التوظيف الدولي والخارجي.

وعلى رغم ذلك لا يزال من الصعوبة بمكان إحراز تقدم في موضوع المساواة، إذ أفاد خمسا عدد العاملين فقط أن المستشفيات التي يعملون فيها توفر فرصاً متكافئة، وأن 10 في المئة فقط من موظفي الأقليات يتولون مناصب عليا في تلك المؤسسات.

وتبين أرقام استقصاء داخلي أجرته هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" أن العرق كان أكثر أنواع التمييز شيوعاً بين جميع الموظفين، مع تعرض العاملات الملونات لأعلى مستويات التمييز في العام 2022، غير أن الأسباب الأخرى للتمييز تراجعت منذ العام 2016.

وكانت هيئة "أن إتش أس" أصدرت في ذلك العام تقريرها السنوي الأول عن المساواة بين الأعراق داخل القوى العاملة لديها، ومع ذلك لفتت مصادر مطلعة إلى أن دراسة العام الماضي أظهرت حدوث تقدم بسيط في الإجراءات الرئيسة المعتمدة في هذا الإطار.

يشار إلى أنه في شهر أبريل (نيسان) من عام 2022 تعهدت الحكومة البريطانية "بجَسر" فجوة الأجور في مرافق القطاع الصحي بين المجموعات العرقية المختلفة، في تأكيد لوعدها بإزالة التباينات العرقية والإثنية، لكن البيانات الأخيرة تظهر أن الموظفين البيض لا يزالون أكثر احتمالاً تجاه توظيفهم من زملائهم من الأقليات في أكثر من ثلثي مستشفيات "أن إتش أس".

وفي الوقت نفسه يظل الموظفون السود ومن أقليات عرقية أخرى أكثر عرضة للخضوع إلى إجراءات تأديبية، في وقت أن نصف عدد المستشفيات لديها معدلات إحالة غير متكافئة من حيث الأصل العرقي.

وفي المقابل تحدثت "اندبندنت" مع ممرضات من مختلف أنحاء البلاد، تمثلهن منظمة "المساواة للممرضات السوداوات"، من اللواتي يزعمن أنهن يتعرضن لممارسات عنصرية من جانب أرباب العمل في "الخدمات الصحية الوطنية" ومن هيئات تنظيمية محترفة.

إحداهن كانت تعمل في وحدة للعناية المركزة وأكدت أنها تركت محطمة نفسياً بعد تعليقها عن العمل إثر تعرضها لحملة تنمر.

ووصفت الهيكل الإداري لدى صاحب عملها السابق بأنه "أبيض حصراً"، وتحدثت عن تجاربها في التعرض لتهجمات تتعلق بتفاصيل صغيرة (كلام أو فعل أو حادثة تعبر بصورة غير مباشرة عن التمييز) واتهامات كاذبة، كما زعمت أن مظهرها كان مثار سخرية وأنها واجهت عوائق في التقدم في مكان العمل.

وبعدما أثارت مخاوف في شأن التمييز تحدثت عن تعرضها للتنمر مدعية أن موظفين آخرين حذروها من مواصلة الكلام العلني حول الموضوع.

وتتابع الممرضة ذات الـ 14 عاماً في المهنة وصف شعورها لـ "اندبندنت" بالقول، "أحسست بأن عالمي كله ينهار من حولي وبأنني موجودة داخل ثقب أسود كبير لا يمكنني الخروج منه، وعندما استهدفني المستشفى بدا الأمر وكأنني أواصل الغرق ولم أتمكن من التنفس، وأردت فقط وضع حد لكل شيء".

ممرضة أخرى أفادت بأنها أصيبت "بصدمة نفسية" نتيجة التنمر والمضايقات وبأنها "تعرضت لتلاعب وتشكيك في صحتها الذهنية" من جانب صاحب عملها.

وأضافت قائلة إن "هذه الحادثة ستؤثر فيّ لبقية حياتي، فعندما انضممت للمرة الأولى إلى المستشفى التابع لـ ’أن إتش أس‘ اعتقدت أنني سأظل فيه حتى بلوغي سن التقاعد، لكن مسيرتي المهنية (تم وضع حد لها) في وقت قصير، وهذا ليس عدلاً".

وفي تعليق على ما تقدم قال متحدث باسم هيئة "الخدمات الصحية الوطنية"، "في وقت يظهر التقرير الأخير عن المساواة لدينا أننا أحرزنا تقدماً في بعض قطاعات ’أن إتش أس‘، فمن غير المقبول على الإطلاق أن يتعرض أي فرد للعنصرية أو التمييز أو التحيز في مكان العمل، ويتعين على مؤسسات القطاع أن تسعى جاهدة إلى تحسين تجربة التنوع ضمن قوتنا العاملة التي تعمل بدورها على تحسين الرعاية المقدمة للمرضى".

وختم بالقول "تعمل الخدمات الصحية الوطنية بشكل وطيد مع الجهات المنظمة بما فيها ’المجلس الطبي العام‘  General Medical Council (هيئة عامة تحتفظ بالسجل الرسمي للأطباء العامين في المملكة المتحدة) على خفض نسبة التمثيل غير المتناسب في الإحالات، ومع هيئة "التعليم الصحي في إنجلترا" Health Education England (هيئة عامة تنفيذية تابعة لوزارة الصحة والرعاية الاجتماعية مهمتها توفير القيادة والتنسيق لتعليم القوى العاملة في مجال الصحة وتدريبها) للتركيز على مجالات مثل التقدم الوظيفي والتمثيل الأكبر في الأدوار العليا، إضافة إلى مواصلة دعم مجالات الخدمات الصحية المحلية لتنفيذ مزيد من تدابير التحسين المتخذة".

© The Independent

المزيد من صحة