يتردد عشرات من مرضى العيون شمال غربي اليمن في المناطق التي تخضع لسلطة الحكومة الشرعية بمحافظة حجة بشكل يومي إلى المراكز الطبية التي تقدم الرعاية الأولية بحثاً عن طبيب متخصص، لكن بلا جدوى.
إذ تسبب الحصار الخانق الذي فرضته الميليشيات منذ أربعة أعوام على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية إلى عزلها كلياً مع سكانها عن بقية مناطق اليمن، وترك السكان في تلك المناطق في مساحات مفتوحة تملأها الألغام، ولا يوجد أمامهم أي منفذ آخر باستثناء منفذ موقت مع السعودية.
يقول فتيني عبده فايدي من مديرية ميدي الساحلية الحدودية "أنا مريض في عيوني ولا يوجد أي فرصة للانتقال إلى طبيب متخصص في أي مكان، لا يوجد هنا طبيب للعيون، فقط صرف أدوية أولية غير مفيدة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما أحمد جلحوف، وهو مريض آخر في مديرية حيران، فيقول "أنا نازح في مديرية حيران مدة أربع سنوات، عيني لا أرى بها والأوضاع هنا صعبة نحتاج أطباء يصلون إلينا".
ومن جانبه، علق طارق مسواك، نائب مكتب الصحة في محافظة حجة في سلطة الحكومة الشرعية بالقول "يعاني أبناء المناطق المحررة في شمال محافظة حجة بسبب الحصار الخانق الذي تفرضه المليشيات من صعوبة الحصول على الرعاية الصحية لكثير من الأمراض ومنها أمراض العيون، حيث تقدر إحصائية مرضى العيون 860 حالة شخصت داخل المراكز الموجودة، ولا توجد أقسام متخصصة بالعيون لعلاجهم".
أما وزير الصحة، قاسم بحيبح، فقال لـ"اندبندنت عربية" أثناء زيارته لهذه المناطق، "هناك تحديات كبيرة شاهدناها على أرض الواقع نتيجة ما تعانيه هذه المناطق بالفعل من أوضاع استثنائية وأكثر شدة من المناطق الأخرى بسب الحصار الحوثي، هي اليوم بحاجة إلى دعم حكومي كبير جداً وتدخلات أوسع وأساسية كونها محاصرة من كل الجهات وتعاني من الجانب الصحي".
وأضاف، التدخلات الوحيدة التي أتت لاحتواء الأزمة هي من مركز الملك سلمان للإغاثة، وهي "تدخلات مشكورة حافظت على وجود خدمات صحية بخاصة في جانب الرعاية الأولية، وفي جانب الإصلاح المائي والبيئي، لكن ما زلنا بحاجة إلى تدخلات كبيرة، ونحن بحاجة إلى لفتة كبيرة وأن تولي الحكومة اهتماماً لهذه المناطق".
