Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مضادات الاكتئاب يمكن أن تقضي على الشعور بالمتعة

يشرح عدد من العلماء لماذا تؤدي الأدوية المضادة للكآبة من نوع "مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية" إلى تبلد المشاعر

يقول المرضى إنهم يشعرون بملل عاطفي ولم يعودوا يستمتعون بالأشياء بالقدر نفسه الذي اعتادوا عليه سابقاً (غيتي)

أفاد علماء أن أنواعاً شائعة الاستخدام من مضادات الاكتئاب تجعل المرضى أقل تأثراً بالمكافآت والحوافز [التي تولد المتعة]، ما يضر بعملية أساسية في التعلم السلوكي [يعتقد أن البشر يتعلمون من خلال تجاربهم عبر ربط الحافز إما بمكافأة أو عقاب]، ويؤدي تالياً إلى تبلد المشاعر.

وجد الباحثون أن العقاقير المضادة للاكتئاب من نوع "مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية"، أو كما تسمى اختصاراً "أس أس آر آي أس" SSRIs، تؤثر سلباً في "التعلم المعزز"، الذي يحمل الناس على استقاء الدروس من أفعالهم وبيئتهم.

تذكيراً، تستهدف هذه الأدوية ["مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية"] هرمون "السيروتونين"، المادة الكيماوية وراء "الشعور بالسعادة والطمأنينة"، التي تنقل إشارات معينة بين الخلايا العصبية في الدماغ. [حينما ينتهي نقل الرسالة تتفكك تلك المادة ويعاد امتصاصها فينخفض مستواها في الدماغ، ولكن مواد "أس أس آر آي أس" تحول دون حدوث عملية إعادة الامتصاص فتبقي مستوى الـ "سيرتونين" مرتفعاً].

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"تبلد المشاعر"، أحد الآثار الجانبية الأكثر انتشاراً الناجمة عن "مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية"، إذ يقول المرضى إنهم يشعرون بملل عاطفي ولم يعودوا يستمتعون بالأشياء بالقدر نفسه الذي اعتادوا عليه سابقاً.

وقال الخبراء إن النتائج التي خلصوا إليها، ونشرت في "المجلة الدولية لعلم الأدوية النفسية والعصبية" Neuropsychopharmacology، توضح كيف يؤثر "السيروتونين" في عملية "التعلم المعزز".

البروفيسورة باربرا ساهاكيان، من قسم الطب النفسي في "جامعة كامبريدج" وباحثة رئيسة في الدراسة، قالت إن "تبلد المشاعر أحد الآثار الجانبية الشائعة التي تطرحها مضادات الاكتئاب من نوع "مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية"، شارحةً "بطريقة ما، ربما يشكل ذلك جزءاً من طريقة عملها، إذ تزيل بعضاً من الألم النفسي الذي يقاسيه مرضى الاكتئاب، ولكنها، للأسف، تسلبهم أيضاً بعض المتعة، كما يبدو".

وأضافت البروفيسور ساهاكيان "الآن، نتبين من دراستنا أن ذلك مرده إلى أنهم [المرضى] أصبحوا أقل تأثراً بالمكافآت، ما يقدم ملاحظات مهمة".

واختار الباحثون 66 متطوعاً للمشاركة في التجربة، أعطوا 32 شخصاً منهم الدواء المضاد للاكتئات والقلق "إسيتالوبرام" escitalopram ، والبقية علاجاً وهمياً أو "بلاسيبو".

أنهى جميع المشاركين بأنفسهم مجموعة شاملة من استبيانات الإبلاغ الذاتي [عن الأعراض أو السلوكيات...] بعد 21 يوماً، ثم خضعوا لاختبار وظائفهم المعرفية، من بينها التعلم، وردع الاستجابات الاندفاعية، والتحكم المعرفي، وتعزيز السلوك، واتخاذ القرارات.

وأشارت النتائج إلى تراجع في مستوى الحساسية التعزيزية في مهمتين أنيطتا بمجموعة المشاركين التي تناولت "إسيتالوبرام" مقارنة مع المجموعة التي أخذت دواء وهمياً.

قال الباحثون إن المشاركين الذين تناولوا" إسيتالوبرام" كانوا أقل ميلاً إلى استخدام ردود الفعل الإيجابية والسلبية من أجل إتقان المهمة مقارنة مع من تناولوا الدواء الوهمي.

وأضاف فريق العلماء أن هذه النتيجة تشير إلى أن العقار قد ترك مفعوله في تأثرهم بنظام المكافآت، وفي قدرتهم على الاستجابة تالياً.

ولكن خبراء آخرين نبهوا إلى أن المرضى الذين يواظبون على أخذ مضادات الاكتئاب من نوع "مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية" لا يجدر بهم التوقف عن تناولها بناء على هذا البحث.

وفي تعقيبه على النتائج، نيابة عن "الكلية الملكية للأطباء النفسيين" في المملكة المتحدة، قال البروفيسور كارمين باريانت، علماً أنه لم يشارك في الدراسة إننا إزاء "دراسة صحية مثيرة للاهتمام قد أعدت بشكل جيد، ولكنها لا تغير فهمنا لمضادات الاكتئاب".

يكافح المصابون بالاكتئاب لينعموا بمشاعر إيجابية مثل السعادة، لذا يكون من الصعب التمييز بين تأثيرات حالتهم الصحية النفسية وبين تأثيرات الدواء"، حسبما يقول البروفيسور باريانت.

ويضيف، "إذ تحد من المشاعر السلبية، تساعد مضادات الاكتئاب من يتناولونها على الشعور بأنهم أفضل حالاً"، لافتاً "تمثل مضادات الاكتئاب شكلاً فاعلاً من العلاج لمن يكابدون اكتئاباً يطرح أثراً ضاراً في نوعية حياتهم ولا تنفع معه العلاجات الأخرى، مثل التحدث إلى الاختصاصي النفسي".

وأوضح البروفيسور باريانت أنه من "الأجدر بالأطباء أن يطلعوا مرضاهم دائماً على المخاطر والفوائد المحتملة لتناول مضادات الاكتئاب، لأن فاعليتها كما نعلم، تختلف من شخص إلى آخر"، مضيفاً "على عيادات الأطباء العامين أن تراجع استخدام هذه العقاقير بانتظام للتأكد من أن المرضى ما زالوا بحاجة إليها".

ويختم بالقول "لا ننصح بالتوقف عن تناول مضادات الاكتئاب بناء على هذه الدراسة، بل نشجع أي شخص تعتريه مخاوف بشأن أدويته على التواصل مع طبيبه العام."

في يوليو (تموز) الماضي، كشفت أرقام أصدرتها "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" ("أن أتش أس" NHS) أن 8.3 مليون مريض تلقوا مضادات الاكتئاب في الفترة الممتدة بين 2021 -2022 في إنجلترا، في ارتفاع بلغ ستة في المئة عن العام السابق الذي سجل 7.9 مليون مريض.

وفي 2019، خلص بحث تناول نحو ألف دراسة موجودة، نشر في مجلة "جاما سايكاتري" JAMA Psychiatry، إلى أن مضادات الاكتئاب آمنة بشكل عام.

© The Independent

المزيد من صحة