Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الدبابات الموعودة لأوكرانيا "عالقة" رهن الاتفاق الغربي

أميركا تحث كييف على تأجيل هجوم على القوات الروسية وواشنطن تصنف مجموعة "فاغنز" كـ"منظمة إجرامية دولية"

يشهد القتال على خطوط المواجهة في أوكرانيا جمودا لا يمنع سقوط الكثير من القتلى، وهو وضع يرغب حلفاء كييف في تغييره من خلال تزويدها الدبابات اللازمة لشن هجوم مضاد جديد. لكن هذا الأمر ما زال رهن تباينات بين الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين، خصوصا الألمان، الذين يحجمون عن تزويد كييف بأعداد من دبابات ليوبارد التي ينتجونها.
في مواجهة تعزيز الدفاعات الروسية، رحّبت أوكرانيا بالوعود التي أطلقها مسؤولون غربيون بتسليمها معدات عسكرية إضافية، فيما حضّت داعميها على الاقتداء ببريطانيا وتزويدها دبابات ثقيلة غربية الصنع.
وقال المسؤول الثالث في البنتاغون كولين كال هذا الأسبوع للصحافة إن القوات الروسية "تتحصن وتحفر خنادق وتنصب دفاعات مضادة للدروع وتزرع ألغاما. إنها تحاول جاهدة تحصين خط الجبهة".
وأشار إلى أن التقدم في ساحة المعركة يقاس الآن بمئات الأمتار والهدف هو السماح لأوكرانيا "بتغيير دينامية الدفاعات غير المتحركة هذه عبر منحها القدرة على إطلاق النار والمناورة باستخدام المزيد من القوات المؤللة".

بين التعهد والتردد

وفيما تدفقت التعهدات بتقديم دبابات، أعربت الولايات المتحدة عن تردّدها في تسليم أوكرانيا دبابات من طراز أبرامز بسبب صعوبة صيانتها والتدريب على استخدامها، في حين رفضت ألمانيا حتى الآن تقديم دبابات ليوبارد.
ورحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالهبات الأخيرة لكنه حذّر من أنه لن يكون هناك "بديل" عن تقديم الغرب دبابات ثقيلة لكييف.
وأشار مارك كانسيان وهو ضابط متقاعد من مشاة البحرية الأميركية ومستشار كبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى أن الأمر سيتطلّب عددا كبيرا من الدبابات لإحداث فرق حقيقي في ساحة المعركة، لكن هذه الشحنات رغم عددها القليل قد يكون لها تأثير كبير، بالإضافة إلى قيمة رمزية لزيلينسكي.
وبالإضافة إلى المساعدات المادية الأميركية، هناك برنامج تدريبي حديث للقوات الأوكرانية سيدرب بموجبه 500 جندي شهريا.
من جهته، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي الجمعة إن الجيش الأوكراني يحتاج إلى تدريب جيد جدا على استخدام هذا العتاد حتى يكلل الهجوم بالنجاح.
وتابع "إذا أخذنا في الاعتبار الطقس والميدان... نرى أن هناك نافذة ضيقة نسبيا" لتحقيق ذلك مشيرا إلى أنها ستكون مهمة "صعبة للغاية".

"لا خيار آخر"

وقد نقل عن وزير الدفاع الأوكراني أوليسكي ريزنيكوف قوله إن القوات الأوكرانية ستتدرب على دبابات "ليوبارد-2" الألمانية في بولندا وذلك على رغم عدم توصل الحلفاء إلى اتفاق لتزويد كييف بتلك الدبابات.

وتحدث ريزنيكوف إلى محطة "صوت أميركا الناطقة" باللغة الأوكرانية بعد حضور اجتماع في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا، حيث لم يتخذ شركاء أوكرانيا قراراً بشأن تسليم الدبابات.  ووصف ريزنيكوف التدريب على الدبابات بأنه انجاز وعزا هذا النجاح إلى جهود بولندا، وختم، "سنبدأ بهذا وبعد ذلك سنمضي قدماً".

في الأثناء، اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه "لا خيار آخر" سوى أن ترسل الدول الغربية دبابات ثقيلة إلى بلاده، وذلك بعد عدم صدور أي قرار من اجتماع لحلفاء كييف في رامشتاين بألمانيا، في حين صنفت الولايات المتحدة مجموعة "فاغنر" الروسية "منظمة إجرامية دولية".

إرسال الدبابات

وقال زيلينسكي في خطابه المسائي عبر الفيديو، "نعم، علينا أن نواصل القتال للحصول على دبابات حديثة، وكل يوم نؤكد بوضوح أكبر أنه لا حل آخر سوى اتخاذ قرار في شأن الدبابات". وأضاف، "لدى شركائنا موقف مبدئي، سيدعمون أوكرانيا ما دام ذلك ضرورياً من أجل (تحقيق) انتصارنا".

وخلال اجتماع في قاعدة رامشتاين الأميركية في ألمانيا، الجمعة، لم يتوصل الحلفاء الغربيون إلى توافق على تسليم كييف دبابات ثقيلة، بسبب عدم موافقة برلين. وشارك في هذا الاجتماع ممثلون لـ50 بلداً بهدف تنسيق المساعدة العسكرية لأوكرانيا في مواجهة موسكو.

وأشاد زيلينسكي بهذا الاجتماع الذي "سيعزز مقاومتنا"، علماً أنه دعا الغربيين، الخميس، إلى تقديم مساعدة عسكرية أكبر لبلاده. وأضاف "مئات من عربات القتال التي أضيفت إلى الترسانة" الأوكرانية، متحدثاً أيضاً عن "نتائج ذات أهمية في ما يتصل بالصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي".

قرارات فردية

في سياق متصل، قال الأميرال روب باور رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي إن ألمانيا والدول الأخرى التي تدعم أوكرانيا في جهودها لصد الهجوم الروسي يجب أن تقرر بشكل فردي ما إذا كانت ستزود كييف بالدبابات.

وعلى رغم فشل اجتماع الحلفاء الغربيين في قاعدة رامشتاين في التوصل إلى قرار في شأن تسليم دبابات "ليوبارد 2" ألمانية الصنع إلى أوكرانيا، فإن وزير الدفاع البولندي قال إنه لا يزال متفائلاً بأن الجهود المبذولة لتقديم الدبابات إلى كييف ستكلل بالنجاح.

وقال باور في مؤتمر صحافي بالعاصمة البرتغالية لشبونة "إنه قرار سيادي تتخذه دولة ذات سيادة، هي ألمانيا"، مضيفاً أنه من المهم أيضاً مناقشة تسليم أسلحة أخرى تطلبها أوكرانيا. وزاد أن "تقديم الأسلحة الآن لن يكلفنا سوى المال، لكن الكلفة ستكون أعلى بكثير لنا جميعاً إذا انتصرت روسيا في الحرب. يتعين علينا النظر باهتمام في ما تطلبه أوكرانيا، ومنحها، إذا أمكن، ما تطلبه"، مشيراً إلى أن ذلك يجب أن يتم في وقت مناسب.

وصرح باور للصحافيين بأن الحرب لا تسير على ما يرام بالنسبة لموسكو، مضيفاً أنه "لم يتحقق أي من أهدافها الاستراتيجية حتى الآن".

تأجيل هجوم

من جهة أخرى، قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إن مسؤولين أميركيين كباراً يحثون أوكرانيا على تأجيل شن هجوم كبير على القوات الروسية إلى حين وصول أحدث إمدادات الأسلحة الأميركية وتوفير التدريب.

وقال المسؤول، الذي تحدث مع مجموعة صغيرة من الصحافيين طالباً عدم نشر اسمه، إن الولايات المتحدة متمسكة بقرارها عدم تقديم دبابات "أبرامز" لأوكرانيا في هذا التوقيت، وسط جدل مع ألمانيا في شأن دبابات "ليوبارد". وأضاف أن المحادثات الأميركية مع أوكرانيا حول أي هجوم مضاد كانت في سياق ضمان تكريس الأوكرانيين وقتاً كافياً للتدريب أولاً على أحدث الأسلحة المقدمة من الولايات المتحدة.

وأعلنت الولايات المتحدة، الخميس، أنها سترسل مئات العربات المدرعة إلى أوكرانيا لتستخدمها في القتال.

وقال سيرغي غايداي حاكم منطقة لوغانسك الأوكرانية، إن طقس الشتاء السيئ يعرقل القتال على خطوط المواجهة، على رغم أن موجة باردة تجمد الأرض وتجعلها صلبة من شأنها تمهيد الطريق لأي من الجانبين لشن هجوم بالمعدات الثقيلة.

وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة لا تخطط في هذه المرحلة لإرسال دبابات "أبرامز" إلى أوكرانيا لأنها مكلفة وصعبة الصيانة.

ونفى وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أن تكون برلين تعرقل من طرف واحد إرسال دبابات "ليوبارد" القتالية إلى أوكرانيا، لكنه قال إن الحكومة مستعدة للتحرك سريعاً لإرسالها إن كان هناك إجماع بين الحلفاء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مجموعة "فاغنر"

إلى ذلك، صنفت الولايات المتحدة مجموعة "فاغنر" الروسية "منظمة إجرامية دولية"، وفق ما أعلن البيت الأبيض، الجمعة، مندداً بما تقوم به في أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن "(فاغنر) منظمة إجرامية تواصل ارتكاب فظائع وانتهاكات لحقوق الإنسان على نطاق واسع"، لافتاً إلى أن مجموعة المرتزقة تنشر نحو "خمسين ألف شخص" في أوكرانيا، معظمهم سجناء صدرت بحقهم أحكام في روسيا. وأضاف كيربي، "لا نزال نعتبر أن لدى مجموعة فاغنر حالياً نحو 50 ألف شخص منتشرين في أوكرانيا، هم 10 آلاف من المرتزقة و40 ألف سجين"، إلى درجة أن لدى وزارة الدفاع الروسية "تحفظات" على "سبل التجنيد" التي تعتمدها المجموعة.

وأعلن المسؤول أن واشنطن لن تكتفي بإعلان المجموعة منظمة إجرامية، وستفرض عليها عقوبات أخرى.

وتحدث كيربي أيضاً عن صور بالأقمار الاصطناعية تظهر قطارات روسية تتجه إلى كوريا الشمالية لنقل معدات مخصصة لمجموعة "فاغنر". والمجموعة شبه العسكرية يقودها يفغيني بريغوجين، وتنشط للغاية في المعركة الشرسة التي تخاض في شرق أوكرانيا للسيطرة على مدينة باخموت.

التمسك بباخموت

واعتبر مسؤول أميركي كبير أن على أوكرانيا ألا تسعى إلى الدفاع عن مدينة باخموت بأي ثمن، وأن تركز أكثر على الاستعداد لشن هجوم مضاد كبير، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأصبحت المدينة المدمرة إلى حد كبير، والتي ناهز عدد سكانها قبل الحرب 70 ألف نسمة، مركز القتال في شرق أوكرانيا مع استعمال المدفعية الثقيلة والتقدم البطيء والخسائر الكبيرة في صفوف الجانبين.

واكتست المعارك طابعاً سياسياً ورمزياً، فقد زار الرئيس الأوكراني المدينة في ديسمبر (كانون الأول) قبيل توجهه للقاء نظيره الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض وإلقائه كلمة أمام الكونغرس في واشنطن، لكن المسؤول الكبير في إدارة جو بايدن رأى أن الأولوية المعطاة للقتال في باخموت تعرقل أوكرانيا في مهمتها الأساسية المتمثلة في التحضير لهجوم استراتيجي ضد الروس في جنوب البلاد خلال الربيع. وقدر أنه كلما طالت مدة القتال في باخموت، تعزز وضع روسيا التي تمتلك إمكانات مدفعية أكبر وأفضلية عددية من ناحية المقاتلين. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أن انتصار روسيا في باخموت لن يغير مجرى الحرب، ويمكن للقوات الأوكرانية الانسحاب إلى مواقع يسهل الدفاع عنها.

شكوك أميركية 

من ناحية ثانية، أعرب رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي عن شكوكه الشديدة في تمكن أوكرانيا من دحر القوات الروسية من أراضيها هذا العام. وقال ميلي إثر الاجتماع في قاعدة رامشتاين، "من وجهة نظر عسكرية، ما زلت أرى أنه سيكون من الصعب جداً في هذا العام دحر القوات الروسية عسكرياً من كامل أوكرانيا المحتلة". وأضاف خلال مؤتمر صحافي، "هذا لا يعني أن هذا الأمر لا يمكن أن يحصل، لكنه سيكون بالغ الصعوبة". واعتبر ميلي أنه يمكن "بالنسبة إلى الأوكرانيين أن يشنوا هجوماً واسع النطاق بهدف تحرير أكبر قدر من الأراضي"، لكن "ذلك يبقى رهناً بتسليم المعدات والتدريبات".

من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن للصحافيين، إن الولايات المتحدة تتوقع هجوماً مضاداً للقوات الأوكرانية في الربيع، مؤكداً أن ما يسعى إليه الحلفاء هو مساعدة كييف في الإعداد لذلك.

وعلى صعيد تسليم المعدات أوضح أوستن أن "لدينا فرصة سانحة بين اللحظة الراهنة والربيع، أي عندما يبدأون عملياتهم، هجومهم المضاد". وأضاف، "هذه ليست فترة طويلة، وعلينا جمع القدرات المناسبة".

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار