Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عقوبات أوروبية مرتقبة على إيران بسبب قمع الاحتجاجات

فرنسي - إيرلندي محتجز في طهران يعلق إضرابه عن الطعام ومنظمة تحذر من إعدام محتج بعد انتزاع اعترافات قسرية

تظاهرة في ليون دعماً للاحتجاجات الإيرانية (أ ب)

سيفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على 37 مسؤولاً وكياناً إيرانياً على خلفية قمع التظاهرات التي تشهدها إيران منذ وفاة الشابة مهسا أميني، لكنه لا يزال يبحث في إدراج الحرس الثوري في قائمة التنظيمات الإرهابية، بحسب ما قال دبلوماسيون. ومن المقرر أن يوافق وزراء خارجية دول التكتل على تبني الحزمة الرابعة من العقوبات على طهران بسبب قمعها المتظاهرين في اجتماع، الإثنين 23 يناير (كانون الثاني)، ببروكسل.

ومنذ 16 سبتمبر (أيلول)، تهز إيران تظاهرات واسعة على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني (22 سنة) بعد أن أوقفتها شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة.

وأوقفت إيران 14 ألف شخص على الأقل خلال التظاهرات، وفق الأمم المتحدة. وأعدمت السلطات أربعة أشخاص لارتباطهم بحركة الاحتجاجات، وأصدرت أحكام إعدام على 18 شخصاً، مما أثار غضباً دولياً واسع النطاق.

زيادة الضغط على إيران

وسبق أن فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات شملت تجميد أصول وحظر إصدار تأشيرات على أكثر من 60 مسؤولاً إيرانياً وكياناً على خلفية قمع التظاهرات، بما فيها شرطة الأخلاق في طهران وقادة في الحرس الثوري ووسائل إعلام رسمية، لكن التكتل لا يزال يبحث إضافة الحرس الثوري إلى القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية على وقع دعوات من ألمانيا ودول أعضاء أخرى إلى اتخاذ هذه الخطوة.

وحذرت طهران الاتحاد الأوروبي من أمر مماثل، فيما يخشى مسؤولون أوروبيون أن يعطل ذلك محاولات إحياء اتفاق 2015 في شأن برنامج إيران النووي، التي تتوسط فيها بروكسل. وقال مسؤول أوروبي كبير، "أعتقد أنها ليست فكرة جيدة لأنها تمنع المضي قدماً في مسائل أخرى".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، الجمعة، إن من المتوقع أن يوافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على فرض مزيد من العقوبات التي تستهدف أعضاء بالحرس الثوري الإيراني.

ورداً على سؤال في مؤتمر صحافي ببرلين عما إذا كانت العقوبات قد تعرقل الجهود الدبلوماسية لإحياء الاتفاق النووي، قال المتحدث، "تركز سياستنا حالياً على زيادة الضغط على النظام الإيراني".

منظمة تحذر من إعدام محتج إيراني

في هذا الوقت، دعت منظمة العفو الدولية إلى تحرك جماعي في شأن المتظاهر الإيراني، محمد قبادلو، وطلبت من الجميع إرسال رسالة إلى المسؤولين الإيرانيين ومطالبتهم بإلغاء حكم الإعدام فوراً وضمان حقه في الوصول إلى محاكمة عادلة من دون اللجوء إلى عقوبة الإعدام.

وجاء في بيان المنظمة، "محمد قبادلو شاب يبلغ من العمر 22 سنة يعاني منذ وقت طويل اضطرابات نفسية، وهو معرض لخطر الإعدام. وقد حكم عليه بالإعدام مرتين في محاكمات شكلية غير عادلة للغاية"، وفق ما نقله موقع "إيران إنترناشيونال".

كما أضافت المنظمة أن محاكمة قبادلو استندت إلى "اعترافات تحت التعذيب"، وبما أنه لم يتم إجراء تقييمات لصحة المتظاهر النفسية نظراً لإصابته باضطراب نفسي، فإن هذه المحاكمة غير صحيحة أساساً.

وبحسب القوانين والمعايير الدولية، يحظر إصدار عقوبة الإعدام للأشخاص ذوي الإعاقات العقلية والاضطرابات النفسية.

كما حصلت منظمة العفو الدولية على معلومات تفيد بأن محمد قبادلو تعرض خلال فترة اعتقاله التي استمرت شهراً للاعتداء والضرب بشكل متكرر ومنعته السلطات من تعاطي الأدوية المتعلقة بالاضطراب ثنائي القطب من أجل إجباره على الاعتراف.

واستندت "العفو الدولية" إلى تقرير الطب الشرعي بتاريخ 20 أكتوبر (تشرين الأول)، والذي يؤكد وجود كدمات وإصابات في جسد قبادلو.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما منع هذا المتظاهر من تعيين محامٍ لنفسه خلال فترة الاستجواب، ثم فترة المحاكمة، وتم احتجازه في الحبس الانفرادي لأيام متتالية من دون الحصول على أدويته.

وأعلنت المنظمة أن "رفض السلطات إصدار أوامر لتقييم صحة هذا المتظاهر النفسية بشكل مستقل ومفصل" يعد أحد انتهاكات المحاكمة العادلة له. وكتبت، "في حين أن القدرة العقلية لمحمد قبادلو على تحديد والسيطرة على سلوكه موضع تساؤل، فإن القوانين والمعايير الدولية تحظر عقوبة الإعدام للأشخاص ذوي الإعاقة".

إعدام محتجين

والجدير ذكره أن السلطات الإيرانية أعدمت حتى الآن أربعة محتجين هم: محسن شكاري، ومجيد رضا رهنورد، ومحمد مهدي كرمي، ومحمد حسيني.

وبحسب تقارير منظمات حقوق الإنسان، يتعرض 109 متظاهرين إيرانيين آخرين لخطر إصدار أو تنفيذ حكم الإعدام ضدهم.

فرنسي - إيرلندي محتجز

وفي السياق، علق الفرنسي - الإيرلندي برنار فيلان المحتجز في إيران منذ بداية أكتوبر إضرابه عن الطعام والشراب، بناءً على طلب عائلته التي كانت تخشى عواقب ذلك، في غياب رعاية السلطات الإيرانية، بحسب ما أفادت شقيقته كارولين ماسي فيلان وكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت شقيقته، "وافق برنار على قراءة كلماتنا، وعلق إضرابه عن الطعام والشراب، لكنه لا يزال في خطر"، موضحة أنه لم يتلق أي عناية. وأضافت أنه "مصمم ومستعد للبدء من جديد إذا لم يتغير شيء". وقالت أيضاً، "أنا قلقة للغاية لأنه لم يرَ طبيباً، ويعاني انخفاضاً كبيراً في ضغط الدم، وهو ليس على ما يرام"، مشيرة إلى أن السلطات الإيرانية بدت غير مرنة.

من جهتها، أعربت وزارة الخارجية الفرنسية، الجمعة، عن "قلقها العميق على حياة برنار فيلان"، وقالت، "نحث السلطات الإيرانية مراراً وتكراراً على الإفراج الفوري عنه لأسباب طبية. ونحمل إيران المسؤولية الكاملة عن وضعه وصحته".

وكان برنار فيلان المستشار السياحي (64 سنة)، قد أوقف في الثالث من أكتوبر خلال رحلة في إطار نشاطه كـ"مستشار في إيران لمنظم رحلات"، بحسب ما قالت شقيقته هذا الأسبوع، وهو واحد من سبعة فرنسيين محتجزين هناك. وبدأ إضراباً عن الطعام في الأول من يناير (كانون الثاني)، ثم توقف عن شرب الماء، الإثنين، الأمر الذي أدى إلى تدهور سريع لحالته الصحية في وقت يعاني فيه أمراض القلب والعظام. واعتبرت حالته، الأربعاء، "خطرة".

وأوقف فيلان بعد فترة وجيزة من اندلاع الاحتجاجات في إيران، إثر وفاة الشابة مهسا أميني (22 سنة)، بعد اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة، ولم يحاكم بعد، ولكنه متهم بنشر الدعاية المناهضة للنظام، الأمر الذي ينفيه.

وتأمل باريس ودبلن الإفراج عنه لأسباب إنسانية.

في الأثناء، تعهد وزير الخارجية الإيرلندي مايكل مارتن، الخميس، أن تبذل دبلن "كل ما بوسعها" للإفراج عن الفرنسي - الإيرلندي الموقوف في إيران برنار فيلان الذي تثير حالته الصحية القلق.

وقال وزير الخارجية الإيرلندي لدى سؤاله عن هذا الموضوع خلال مؤتمر بريطاني - إيرلندي في دبلن، "سنفعل كل ما هو ممكن"، في وقت دعت فيه عائلة فيلان إيرلندا إلى تكثيف إجراءاتها للإفراج عنه.

وأضاف مارتن، "أعتقد أننا كنا نشيطين جداً في ما يتعلق بوضع برنار. لقد سعينا لدى الحكومة الإيرانية إلى تأمين إطلاق سراحه لأسباب إنسانية". وتابع، "ما زلنا نرد على الأسرة. نحن متعاطفون معها".

ووجهت شقيقة فيلان، كارولين ماسيه - فيلان، صباح الخميس، نداءً مباشراً إلى وزير الخارجية الإيرلندي عبر إذاعة "آر تي إي" الإيرلندية. وقالت، "كثفوا المفاوضات لإخراج برنار من هناك"، مشيرة إلى أن صحة شقيقها "سيئة جداً" بسبب إضرابه عن الطعام. وأضافت، "نحن نخشى على حياته"، موضحة أن شقيقها يعاني مرض القلب ومرضاً في العظام يتطلبان عناية طبية.

وفي مواجهة عدم إبداء طهران مرونة حيال مطالب السلطات الفرنسية والإيرلندية بالإفراج عنه، أضرب برنار عن الطعام في يوم رأس السنة قبل أن يرفض شرب أي سوائل، هذا الأسبوع، مما أدى إلى تدهور سريع في حالته الصحية. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن برنار يظهر "علامات خطرة على الإرهاق الجسدي والنفسي".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات