صعدت أسعار النفط اليوم الجمعة في طريقها لتسجيل مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي مدفوعة إلى حد كبير بآفاق اقتصادية مشرقة بالنسبة إلى الصين وما ترتب عليها من توقعات بزيادة الطلب في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وقالت وكالة الطاقة الدولية الأربعاء الماضي إن رفع القيود المفروضة للحد من تفشي كوفيد-19 في الصين سيؤدي إلى زيادة الطلب العالمي إلى مستوى قياسي هذا العام، وذلك بعد يوم من توقعات منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) بانتعاش الطلب الصيني في عام 2023.
وارتفع خام برنت تسعة سنتات، بما يعادل 0.1 في المئة، إلى 86.25 دولار أميركي للبرميل، في حين زادت أسعار الخام الأميركي 71 سنتاً إلى 81.04 دولار للبرميل، بزيادة 0.9 في المئة.
ويتجه خام برنت لتسجيل مكاسب للأسبوع الثاني بنحو 1.1 في المئة، وكذلك خام القياس الأميركي بنحو 1.5 في المئة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما تلقت أسعار النفط دعماً من الآمال بأن البنك المركزي الأميركي سيتحول قريباً إلى رفع أسعار الفائدة بمعدلات أقل وبالآمال في التوقعات الاقتصادية الأميركية.
ويرى معظم الاقتصاديين في استطلاع أجرته "رويترز" أن مجلس الاحتياطي الاتحادي سينهي دورة التشديد النقدي بعد رفع قدره 25 نقطة أساس في كل من اجتماعيه التاليين لتحديد السياسة، ثم سيبقي أسعار الفائدة ثابتة على الأرجح لبقية العام على الأقل.
وارتفعت أسعار النفط على رغم أن أرقام المخزونات الأميركية هذا الأسبوع أظهرت زيادة مخزونات الخام بمقدار 8.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 13 يناير (كانون الثاني) إلى حوالى 448 مليون برميل، وهو أعلى مستوى منذ يونيو (حزيران) 2021.
السعودية لا تزال أكبر مورد للصين
ظلت روسيا ثاني أكبر مصدر للنفط الخام إلى الصين في عام 2022 بعد السعودية التي ظلت أيضاً أكبر مورد، إذ اقتنصت المصافي الصينية براميل النفط الروسية منخفضة الكلفة بينما نأت الدول الغربية عنها في ظل الأزمة الأوكرانية.
وأظهرت بيانات من الإدارة العامة للجمارك اليوم الجمعة أن واردات الصين من النفط الخام الروسي قفزت ثمانية في المئة في عام 2022 مقارنة بالعام السابق إلى 86.25 مليون طن، بما يعادل 1.72 مليون برميل يومياً.
ويجري تداول الخام الروسي بخصومات متزايدة عن أسعار خامات القياس العالمية بعد العقوبات الغربية التي فرضت على موسكو بسبب غزو أوكرانيا.
وزادت الصين، التي رفضت إدانة الغزو، مشترياتها من البراميل الروسية وتجاهلت إلى حد بعيد العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على الخام الروسي المنقول بحراً منذ الخامس من ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
ففي ذلك الشهر، حصلت الصين على 6.47 مليون طن من الخام من روسيا، أو 1.52 مليون برميل يومياً، مقارنة مع 1.7 مليون برميل يومياً في الفترة نفسها من عام 2021.
وقلصت المصافي الصينية المدعومة من الدولة تدريجاً شراء النفط الروسي منذ نوفمبر (تشرين الثاني)، لكن المصافي المستقلة واصلت الشراء من تجار وسطاء يرتبون الشحن والتأمين، مما يحميها من مخاطر الدخول في دائرة العقوبات.
وأظهرت البيانات الجمركية أن السعودية شحنت ما مجموعه 87.49 مليون طن من الخام إلى الصين في عام 2022، بما يعادل 1.75 مليون برميل يومياً، وهو ما يوازي مستوى عام 2021.
وأوفت مصافي النفط الصينية المدعومة من الدولة بشكل كبير بعقودها محددة المدة مع المملكة في عام 2022 على رغم تباطؤ الطلب المحلي.
ومن المتوقع أن تظل السعودية مصدراً رئيساً، وربما المهيمن، للنفط الخام إلى الصين بعد زيارة الرئيس شي جين بينغ إلى الرياض في ديسمبر (كانون الأول)، إذ أخبر قادة الخليج أن بكين ستعمل على شراء النفط باليوان بدلاً من الدولار.
وأظهرت بيانات الجمارك أيضاً ارتفاع واردات الخام من ماليزيا إلى مثليها تقريباً في عام 2022 إلى 35.68 مليون طن. وماليزيا هي نقطة تحويل لشحنات خاضعة للعقوبات مصدرها إيران وفنزويلا.
ولم تسجل الجمارك الصينية أي واردات من النفط الخام الفنزويلي طوال عام 2022 بينما وصل ما مجموعه 780392 طناً من الخام من إيران.
والصين أكبر مشتر للنفط الإيراني، لكن معظم الصادرات الإيرانية يعاد تصنيفها على أن منشأها دول أخرى للتهرب من العقوبات الأميركية.
وقدرت فورتكسا، المتخصصة في تتبع السفن، أن واردات الصين من النفط الإيراني ارتفعت في ديسمبر (كانون الأول) إلى مستوى قياسي بلغ 1.2 مليون برميل يومياً، بزيادة 130 في المئة عنها قبل عام.
وصلت شحنات الخام من الولايات المتحدة إلى 7.89 مليون طن في عام 2022، بانخفاض 31 في المئة على أساس سنوي.