Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يضرب الإفلاس شركات جديدة للعملات المشفرة؟

مشكلات السوق والأصول الرقمية لم تنته بعد على رغم تحسن الأسعار

أغلب شركات العملات المشفرة تواجه حملة سحب المتعاملين والمستثمرين أموالهم (أ ف ب)

على رغم ما بدا من عودة المستثمرين إلى الأصول عالية المخاطر، متفائلين بتفادي الركود الاقتصادي العالمي، والذي انعكس في ارتفاع أسعار بعض العملات المشفرة إلا أن قطاع المشفرات والأصول الرقمية لم يخرج من أزمته بعد على ما يبدو. تلك الأزمة التي لم تقتصر على انهيار أسعار تلك المشتقات الرقمية بل إلى إفلاس عدد من شركات ومنصات تداول العملات المشفرة في الفترة الأخيرة.

وينتظر أن تعلن شركة أخرى من شركات المشفرات إفلاسها في غضون أيام، لتصبح الأحدث في سلسلة من عمليات الإفلاس وقضايا الاحتيال والوفيات الغامضة لمستثمري العملات المشفرة التي بدأت منذ الخريف الماضي. وذكرت صحيفة "الفاينانشال تايمز" في تقرير لها حديثاً أن شركة "جينيسيس" لسمسرة العملات المشفرة تستعد لإعلان الإفلاس خلال هذا الأسبوع بعد فشل محاولاتها حل مشكلاتها مع الدائنين.

وسيعني تقدم شركة "جينيسيس" لطلب الحماية من الدائنين تحت البند 11 من قانون الإفلاس أن موجات الانهيار في سوق العملات المشفرة لم تتوقف. وبدأت الموجة الأخيرة بانهيار شركة "أف تي إكس" في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والقبض على مؤسسها صامويل سام بانكمان – فرايد وبدء محاكمته بتهم متعددة.

وتلا ذلك إعلان شركة "بلوك فاي" للعملات المشفرة إفلاسها أيضاً، وبدأت أغلب شركات القطاع تواجه حملة سحب المتعاملين والمستثمرين أموالهم منها ما يعرض المزيد منها للإفلاس. وأحدث الشركات التي تعاني من سحب الاستثمارات هي شركة "باينانس" الكبرى المرتبطة أكثر بالتعامل في العملة المشفرة "بيتكوين".

شبكة من المشكلات

وتزامن انهيار شركة "أف تي إكس" ومحاكمة سام بانكمان – فريد مع سلسلة من الوفيات الغامضة لمستثمرين كبار في سوق المشفرات والأصول الرقمية. ففي الأسبوع الأخير من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي قتل الملياردير الروسي فياشيسلاف تاران في تحطم طائرة هليكوبتر في فرنا وهو في طريقه من لوزان بسويسرا إلى موناكو. وهو رئيس مجموعة "ليبرتكس" ومؤسس منصة "فوريكس كلوب" للعملات المشفرة التابعة للمجموعة.

وقبل مقتل تاران بيومين، توفي تيانتيان كولاندر المؤسس المشارك لمجموعة "أمبر غروب" ومقرها هونغ كونغ التي نفذت العام الماضي تعاملات بما يزيد على 45 مليار دولار. ووجد كولاندر متوفياً في منزله عن عمر 30 سنة، ولم تعرف أسباب وفاته. وفي نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي توفي نيكولاي موسيغيان غرقاً في بورتو ريكو عن عمر 29 سنة، وهو أحد مؤسسي شركة "ميكر داو" التي أطلقت العملة المشفرة "داي" إحدى العملات الرقمية على شبكة العملة المشفرة "إيثيريوم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كان انهيار شركة "أف تي إكس" وفضح ممارسات مؤسسها سام بانكمان – فرايد قد كشف عن شبكة من التعاملات بين شركات المشفرات والأصول الرقمية وقروض غير مؤمنة بعشرات مليارات الدولارات. ودفع ذلك المستثمرين إلى سحب استثماراتهم، ما هوى بسوق العملات المشفرة ليفقد نحو ثلثي قيمته السوقية.

وتواجه أغلب الشركات في قطاع المشفرات مشكلة سحب المتعاملين أموالهم وانكشافها على ديون هائلة. على سبيل المثال، أوقفت شركة "جينيسيس" سحب عملائها الأموال من الشركة، ولم تفلح في تسوية ديون بقيمة 3 مليارات دولار.

أزمة مستمرة

وبحسب "الفاينانشال تايمز" فإن إفلاس شركة "جينيسيس" سيكون بمثابة ضربة قاصمة لمجموعة "سيلبيرتس" للمشفرات، التي تشمل أشهر منشورات القطاع "كوين ديسك" وشركة إدارة الأصول "غراي سكيل". وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" ذكرت من قبل أن "كوين ديسك" تسعى لإيجاد مشتر لها.

ما زال سوق المشفرات يشهد وضعاً يشبه إلى حد كبير ما حدث كمقدمة للأزمة المالية العالمية في عام 2008. مع فارق أن الشركات التي انهارت في ذلك الوقت، وعلى رأسها شركة "ليمان براذرز"، كانت شركات خاضعة لسلطات التنظيم المالي والمراقبة المحاسبية. أما العملات المشفرة، وما يرتبط بها من مشتقات استثمارية رقمية، فهي غير خاضعة تماماً للتنظيم الصارم من قبل السلطات حتى الآن.

وكما تضررت شركة "لبوك فاي" التي أفلست نهاية العام الماضي بعمليات الاقتراض المتبادل لشركة "أف تي إكس" المنهارة، كذلك الحال مع شركة "جينيسيس" التي تستعد للإفلاس. وعلى الأرجح، كما يرى كثير من المحللين أنها لن تكون الشركة الأخيرة في القطاع التي تواجه خطر الإفلاس.

وتشبه عمليات الإقراض والمشتقات المرهونة بالعملات المشفرة ما حدث مع شهادات ضمان قروض الرهن العقاري الأميركي في ما سبق أزمة 2008. وكان يتم تسويق تلك المشتقات الاستثمارية على أساس استمرار الغليان في السوق العقارية الأميركية، لكن مع هبوط أسعار العقارات اتضح وهم تلك المشتقات.

من غير الواضح إن كان تسويق المشتقات الاستثمارية الرقمية مرتبطاً أيضاً بالرهان على استمرار ارتفاع قيمة العملات المشفرة وسلامة شهادات ضمان القروض المرتبطة بها. بالتالي حين انهار سعر المشفرات بدأت سلسلة الإفلاسات.

اقرأ المزيد

المزيد من عملات رقمية