Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من "دافوس"... السعودية تؤكد مجدداً على صواب قرار "أوبك+"

"دافوس" يبحث في الحرب الروسية وقضايا العالم من "الحرس الثوري" إلى "طالبان"

جددت السعودية تأكيدها أن الرياض كانت على صواب في موقفها خلال الخلاف مع الولايات المتحدة العام الماضي في شأن قرار "أوبك+" خفض مستهدفات إنتاج الخام، وقال وزير خارجيتها في منتدى دافوس الاقتصادي إن "استقرار سعر النفط يؤكد ذلك".

على وقع التوترات العالمية تلتقي النخب السياسية والاقتصادية في دافوس للمرة الأولى منذ جائحة "كوفيد-"19" مع تركيز النقاشات، اليوم الثلاثاء، على الحرب في أوكرانيا ومستقبل التجارة العالمية بعد رفع القيود المرتبطة بالوباء في الصين.

ومن بين أبرز المتحدثين في اليوم الأول من المنتدى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ونائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي ووزيرا خارجية السعودية وقطر.

وبعد مرور عام تقريباً على بدء الهجوم الروسي ضد أوكرانيا ومع مواصلة ارتفاع حصيلة قتلى هجوم دنيبرو، ستكون الحرب حاضرة بقوة ويتوقع أن يصل وفد أوكراني كبير إلى منتجع التزلج السويسري تترأسه السيدة الأولى أولينا زيلينسكا التي ستلقي كلمة خاصة أمام المنتدى خلال الجلسة العامة، الثلاثاء.

ومن جهته سيشارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مداخلات عبر الفيديو على هامش المنتدى، اعتباراً من الأربعاء.

وستكون عواقب الصراع على إمدادات الطاقة العالمية والأمن الغذائي والأمن عموماً، خصوصاً في أوروبا، على أجندة هذا الأسبوع أيضاً مع مشاركة المستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، إضافة إلى رؤساء وزراء آخرين.

سياسة "أوبك+" صائبة

من جانبه قال وزير الخارجية السعودي، الثلاثاء، إن استقرار سعر النفط يشير إلى أن الرياض كانت على صواب في موقفها خلال الخلاف مع الولايات المتحدة العام الماضي في شأن قرار "أوبك+" خفض مستهدفات إنتاج الخام.

وأضاف الأمير فيصل بن فرحان أن بلاده، أكبر مصدر للنفط في العالم، تتحمل مسؤولية مواصلة إحلال هذا الاستقرار في أسواق النفط والاقتصادات العالمية وأن الرياض ستدخل في حوار قوي مع حليفتها التقليدية واشنطن لمواصلة حل أي قضايا.

وأشار إلى أن السعودية ملتزمة بمستقبل الطاقة النظيفة، لكن هناك حاجة لضمان إمكانية الاعتماد على أشكال الطاقة التقليدية في الوقت نفسه.

وعن علاقة بلاده مع واشنطن، قال وزير الخارجية السعودي "لدينا شراكة قوية مع الولايات المتحدة، لكن هذا لا يعني أننا نتفق دائماً".

وأشار الأمير فيصل بن فرحان إلى أن "التركيز على التنمية بدلاً من الشؤون الجيوسياسية إشارة قوية لإيران والآخرين بأن هناك مسارات أخرى للرخاء المشترك"، مضيفاً "تواصلنا مع إيران ونحاول إيجاد طريق للحوار".

وتعليقاً على الحرب الدائرة بين موسكو وكييف، قال الوزير السعودي "ينبغي على العالم إيجاد سبيل لإنهاء الصراع في أوكرانيا". وأضاف أن هذه مسألة معقدة لكن ينبغي الحديث عن كيفية إيجاد سبيل لإنهاء الصراع.

وقال الوزير السعودي الأمير إن الرياض تحاول إيجاد سبيل للحوار مع إيران باعتبار أن الحوار أفضل وسيلة لحل الخلافات.
وأضاف أن قرار السعودية ودول الخليج الأخرى بالتركيز على اقتصاداتها وتنميتها هو إشارة قوية لإيران والآخرين في المنطقة بأن هناك مسارات أخرى لتحقيق الرخاء المشترك.

وقال الأمير فيصل إن هناك حاجة أيضا إلى الاهتمام بالشرق الأوسط، مستشهدا بسوريا وكذلك المخاوف الإقليمية بشأن "السياسات الاستفزازية" من جانب الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي يرأسها بنيامين نتنياهو في تحالف مع القوميين المتطرفين.

توقع تباطؤ النمو العالمي

من جانبها قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغيفا، الثلاثاء، إنه من المتوقع أن يشهد النمو الاقتصادي العالمي مزيداً من التباطؤ في 2023 إلى نحو 2.7 في المئة، لكن من المتوقع أيضاً أن يبلغ التباطؤ مداه هذا العام.

وأضافت أن التحديات الثلاثة الرئيسة هي الحرب الروسية- الأوكرانية وأزمة كلف المعيشة وارتفاع أسعار الفائدة إلى مستوى غير مسبوق منذ عقود، مشيرة إلى أنه "يتعين على العالم التكيف بذكاء لتحقيق مزيد من أمن الإمدادات".

وحذرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، الإثنين، من أن "التدخلات العامة التي يجري تبنيها باسم الأمن الاقتصادي أو القومي" قد تؤدي إلى "عواقب غير متوقعة" أو "قد تستغل لتحقيق مكاسب اقتصادية على حساب الآخرين".

وبحسب الحكومة السويسرية، نشر نحو خمسة آلاف جندي وفرضت قيود على الطيران في المنطقة لضمان سلامة مئات رؤساء الدول والحكومات والوزراء وممثلي المنظمات الدولية ورؤساء الشركات المشاركين في الاجتماع.

الصناعات الخضراء

نددت أوروبا، الثلاثاء في دافوس بالمحاولات الخارجية الرامية إلى جذب القدرات الصناعية من القارة، خصوصاً في مجال التكنولوجيا المرتبطة بالطاقة النظيفة، إلى الصين والولايات المتحدة، وهو أمر يشجع الاستثمار في مواجهة تغير المناخ، لكنه في الوقت نفسه يغذي المخاوف من تصاعد السياسات الحمائية.

وخلال كلمة ألقتها في اليوم الأول لمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي في سويسرا، نددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بـ"المحاولات الشرسة" و"الممارسات غير العادلة" الهادفة إلى جذب القدرات الصناعية في أوروبا، خصوصاً الخضراء "إلى الصين وأماكن أخرى"، محذرة من أن الاتحاد الأوروبي لن يتردد في "فتح تحقيقات" إذا اعتبر أن دعماً خارجياً يغير طبيعة السوق.

وحملت فون دير لاين على بكين، خصوصاً، لكنها ذكرت أيضا بـ"المخاوف" التي أثيرت في أوروبا بسبب خطة الاستثمار الرئيسة للمناخ التي طرحها الرئيس الأميركي جو بايدن (قانون خفض التضخم) والتي تقدم بموجبها مبالغ كبيرة كمساعدات للشركات في قطاع السيارات الكهربائية أو قطاع الطاقة المتجددة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي ما يتعلق ببكين تحديداً "تشجع الصين علناً الشركات التي تستهلك نسبة كبيرة من الطاقة والمستقرة في أوروبا وأماكن أخرى، على نقل إنتاجها كلياً أو جزئياً إلى أراضيها بوعود بسوق رخيصة ومنخفضة كلف اليد العاملة وبيئة تنظيمية أكثر مرونة، وفي الوقت نفسه تدعم الصين صناعتها بشكل كبير وتقيد وصول الشركات الأوروبية إلى أسواقها".

مع ذلك، "ما زلنا نحتاج إلى العمل مع الصين وممارسة التجارة معها، خصوصاً لتحقيق هذا التحول" نحو صناعة أكثر مراعاة للبيئة.

من جهة أخرى تتعاون أوروبا مع الولايات المتحدة "لإيجاد حلول" على سبيل المثال لجعل الشركات الأوروبية أو السيارات الكهربائية المصنعة في الاتحاد الأوروبي تستفيد من قانون خفض التضخم.

وأكدت "يجب أن يكون هدفنا تجنب حصول اضطرابات في التجارة والاستثمار عبر الأطلسي".

"التخلي عن عقلية الحرب الباردة"

من جهته دعا نائب رئيس مجلس الوزراء الصيني ليو هي الذي تحدث مباشرة بعد فون دير لاين إلى "التخلي عن عقلية الحرب الباردة" وطالب بمزيد من التعاون الدولي فيما تتصاعد التوترات بين واشنطن وبكين حول السياسات الاقتصادية والتجارية، وأيضاً حول مسألة تايوان.

وستتاح الفرصة لليو لإثارة الموضوع مباشرة هذا الأسبوع مع وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين التي لم تشارك في دافوس هذا العام، لكنها ستلتقيه شخصياً، الأربعاء، في زيوريخ.

يغذي قانون خفض التضخم الأميركي، معطوفاً على الجهود التي تبذلها كثير من الدول لإعادة التموضع منذ جائحة "كوفيد-19" التي ضربت سلاسل الإمداد العالمية، الخوف من إعادة النظر في العولمة التي لطالما نادى بها منتدى دافوس ويتمسك بها، مع إعادة فرض حواجز تجارية بين الكتل الاقتصادية الكبرى، أي الولايات المتحدة والصين وأوروبا.

وتعرض الرئيس الأميركي جو بايدن لانتقادات بسبب قانون خفض التضخم الذي ينص على مساعدة واسعة النطاق للشركات العاملة في قطاع السيارات الكهربائية أو الطاقات المتجددة التي تتخذ مقراً في الولايات المتحدة، مما أثار حفيظة الأوروبيين.

وفي حلقة نقاش منفصلة قال المبعوث الأميركي للمناخ جون كيري إن الدول التي تنتقد قانون خفض التضخم يجب أن تحاول بدلاً من ذلك أن تحذو حذو الولايات المتحدة، وأضاف "لا ينبغي أن تفعلوا ذلك، فهذا يضعنا في موقف غير عادل، قوموا بذلك أنتم أيضاً، يجب على الجميع فعل الأمر نفسه لتسريع هذه العملية أكثر".

من جهة ثانية قالت فون دير لاين، الثلاثاء، إن المفوضية الأوروبية ستقترح أيضاً تشريعاً يستهدف "صناعة خالية من انبعاثات" غازات الدفيئة، بالتالي تحييد أثر الكربون عبر تعزيز التكنولوجيا الخضراء.

وأضافت "سيحدد هذا التشريع الجديد أهدافاً واضحة للتكنولوجيا النظيفة بحلول عام 2030 والهدف سيكون تركيز الاستثمارات على مشاريع استراتيجية تشمل كل سلاسل التوريد وتبسيط وتسريع إجراءات منح التراخيص لمواقع إنتاج جديدة" لتكنولوجيا خضراء.

تصنيف "الحرس الثوري" منظمة إرهابية

وفي بعد آخر، قالت أورسولا فون دير لاين، الثلاثاء، إنها تؤيد إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية للرد على "انتهاك" حقوق الإنسان الأساسية في البلاد.

وتدهورت العلاقات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وطهران خلال الأشهر الأخيرة مع تعثر الجهود لإحياء الاتفاق النووي واعتقلت طهران عدداً من المواطنين الأوروبيين ويوجه التكتل انتقادات متزايدة لحملة العنف المستمرة ضد المتظاهرين في إيران التي تضمنت إعدام بعضهم.

وقالت فون دير لاين للصحافيين على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي "رد فعل النظام الإيراني فظيع ومروع وهم ينتهكون حقوق الإنسان الأساسية".

ويناقش الاتحاد الأوروبي جولة رابعة من العقوبات على طهران بسبب معاملتها للمتظاهرين وتوريدها أسلحة إلى روسيا، وقالت مصادر دبلوماسية إنه ستجري إضافة أعضاء في الحرس الثوري الإيراني إلى قائمة العقوبات الأسبوع المقبل.

لكن بعض الدول الأعضاء دعت الاتحاد إلى تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية. ومن المتوقع أن تقرر بريطانيا في هذا الشأن خلال الأسابيع المقبلة.

وقالت فون دير لان "ننظر بالفعل في فرض جولة جديدة من العقوبات وسأؤيد أيضاً إدراج الحرس الثوري (على قائمة المنظمات الإرهابية)، لقد سمعت عدداً من الوزراء يطلبون ذلك وأعتقد بأنهم على حق".

واندلعت الاحتجاجات المناهضة للحكومة بعد وفاة مهسا أميني في سبتمبر (أيلول) عقب احتجاز شرطة الأخلاق لها بزعم انتهاكها نظام الزي الصارم المفروض على النساء.

وتعهد قادة إيران باتخاذ إجراءات صارمة ضد المحتجين الذين وصفوهم بمثيري شغب واتهموا أعداء بينهم الولايات المتحدة بتأجيج الاضطرابات.

الحوار مع "طالبان" مطلوب

قال وزير الخارجية القطري، الثلاثاء، إن الإجراءات التي اتخذتها حكومة "طالبان" في أفغانستان خلال الآونة الأخيرة "مخيبة جداً للآمال"، لكنه أضاف أن الدوحة ستواصل الحوار إذ إنه السبيل الوحيد لإحداث تغيير على الأرض.

وأردف الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن الدوحة تتشاور أيضاً مع دول إسلامية أخرى في شأن إقامة حوار مع مسؤولي "طالبان" في قندهار، مشيراً إلى أنه "من المهم الاستمرار في المحاولة على رغم أنها لن تكون مهمة سهلة".

وفرضت الحكومة التي تقودها حركة "طالبان" التي انتزعت السلطة في أفغانستان في أغسطس (آب) 2021، حظراً على عمل النساء بمنظمات الإغاثة والتحاقهن بالجامعات والمدارس الثانوية.

غياب روسي وحضور صيني

وإن كان الروس وبعض الشخصيات البارزة في دافوس مثل الملياردير جورج سوروس سيغيبون عن المنتدى، سيشهد الأخير مشاركة أكبر للصين بعد أن ألغت بكين القيود الصارمة التي فرضتها على السفر لمكافحة الوباء.

ماذا سيقول ممثلها ليو هي الذي قاد المفاوضات خلال الحرب التجارية مع الولايات المتحدة والذي من المقرر أن يجتمع في وقت لاحق هذا الأسبوع بزوريخ مع وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين لمناقشة وضع التجارة العالمية؟

وقدم الرئيس شي جينبينغ عندما جاء إلى دافوس عام 2017 نفسه كبطل للعولمة، لكن هذا المفهوم أصبح موضع تساؤل متزايد مع تصاعد السياسات الحمائية.

انتقادات للمنتدى

وتمثل دافوس هذا الأسبوع أيضاً نقطة تجمع لمنظمات غير حكومية، فقد تظاهر نحو 200 شخص هناك، الأحد 15 يناير (كانون الثاني)، احتجاجاً على انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي.

ونددت منظمة "أوكسفام"، أمس الإثنين، بـ"المستويات الخطرة" التي وصلت إليها التفاوتات الاقتصادية في العالم، داعية إلى خفض عدد المليارديرات إلى النصف بحلول 2030 عن طريق الضرائب.

من جهتها، تحدثت منظمة "غرينبيس" عن "نفاق" نخب العالم الذين يأتون للتكلم عن مسألة المناخ في دافوس، مشيرة إلى أنه خلال نسخة مايو (أيار) الماضي سجلت 500 رحلة لطائرات خاصة مغادرة أو وافدة إلى مطارات قريبة من المنتجع السويسري، وفقاً لدراسة أجرتها المنظمة غير الحكومية لمصلحة شركة الاستشارات الهولندية (سي إي ديلفت" (CE Delft).

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات