Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عودة الصين للانفتاح ستعزز انتعاش النمو الاقتصادي العالمي

مشاركون في منتدى "دافوس" يشددون على أهمية دعم القطاعات الصناعية لتفادي أزمة الكساد وتحفيز التعاون بين الدول

ليو هي نائب رئيس مجلس الدولة الصيني خلال مشاركته في منتدى دافوس (أ ف ب)

قال مسؤولون ماليون بارزون في المنتدى الاقتصادي العالمي "إن إعادة فتح الصين بعد إلغاء قيود مكافحة الجائحة من شأنه تعزيز النمو العالمي بما يفوق التوقعات والمساعدة في تفادي كساد أوسع نطاقاً حتى في ظل مكافحة أكبر الاقتصادات العالمية لتخطي تباطؤ اقتصادي". ورفعت الصين كثيراً من أشد القيود إنهاكاً بعدما تخلت عن سياسة "صفر كوفيد" الصارمة، مما عزز الآمال بأن ثاني أكبر اقتصاد عالمي بوسعه إعادة إحياء النمو العالمي حتى مع دخول الولايات المتحدة ومنطقة اليورو وبريطانيا كساداً في الأرباع المقبلة. وقالت لورا إم. تشا رئيسة شركة "هونغ كونغ للمقاصة وتبادل الأوراق المالية"، للمؤتمر في دافوس بسويسرا "إعادة فتح الصين يجب أن تكون الحدث الرئيس وستكون محفزاً رئيساً للنمو". وأضافت "آسيا هي حيث سيكون عامل النمو، كما تعلمون، لا في الصين فحسب، ’ولكن أيضاً‘ الهند وإندونيسيا، هذه كلها اقتصادات ناشئة وقوية جداً". وأيد آخرون ممن رأوا أن الصين هي مفتاح التعافي العالمي تصريحات تشا. وقال دوجلاس إل. بيترسون رئيس شركة "ستاندرد آند بورز جلوبال" ورئيسها التنفيذي في أحد نقاشات اللجنة "هناك حفاظ على المدخرات، وعزوف عن الطلب، لذا نعتقد أن الصين ستشهد نمواً قوياً جداً، وخصوصاً مع دخول أواخر العام".

تفشي كورونا

وكان الاقتصاد الصيني حقق نمواً بنسبة ثلاثة في المئة عام 2022، وفق ما أفادت به إحصاءات رسمية نشرت حديثاً، مسجلاً أدنى معدلاته في 40 عاماً بسبب تفشي وباء كوفيد والأزمة العقارية التي شهدتها البلاد. وكانت بكين حددت نسبة 5.5 في المئة هدفاً لها، وهو معدل أقل بكثير من نسبة النمو عام 2021 عندما زاد الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بأكثر من ثمانية في المئة.
وذكر المكتب الوطني للإحصاء أن الاقتصاد الصيني نما بنسبة 2.9 في المئة على أساس سنوي في الربع الرابع، مقارنة بـ3.9 في المئة في الربع الثالث. وواجه ثاني أكبر اقتصاد في العالم رياحاً معاكسة مع اقتراب عام 2022 من نهايته، إذ انخفضت الصادرات الشهر الماضي مع انخفاض الطلب العالمي والقيود الصحية الصارمة التي أضرت بالنشاط الاقتصادي. وتمثل الأرقام أسوأ نمو للصين منذ عام 1976 الذي توفي فيه ماو تسي تونغ، وباستثناء عام 2020 بعد ظهور فيروس كورونا في ووهان أواخر عام 2019. وكان لمشكلات الصين الاقتصادية العام الماضي ارتدادات انعكست على سلاسل التوريد العالمية التي لا تزال تعاني حالياً مع تراجع الطلب.
وخففت بكين بشكل مفاجئ في أوائل ديسمبر (كانون الأول) القيود التي فرضتها لمكافحة تفشي كوفيد بعد احتجاجات غير مسبوقة. وتوقع البنك الدولي أن ينتعش الناتج المحلي الإجمالي للصين إلى 4.3 في المئة عام 2023، لكنه رغم ذلك لا يزال أقل من التوقعات.

نقاشات حول الحرب والتجارة

وتلتقي النخب السياسية والاقتصادية العالمية في دافوس للمرة الأولى منذ جائحة "كوفيد-19" مع تركيز النقاشات الثلاثاء على الحرب في أوكرانيا ومستقبل التجارة العالمية بعد رفع القيود المرتبطة بالوباء في الصين. ومن بين أبرز المتحدثين في مناقشات المنتدى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، ونائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي. وبعد مرور عام تقريباً على الهجوم الروسي لأوكرانيا، ومع مواصلة ارتفاع حصيلة قتلى هجوم دنيبرو، ستكون الحرب حاضرة بقوة. ويتوقع أن يصل وفد أوكراني كبير إلى منتجع التزلج السويسري تترأسه السيدة الأوكرانية الأولى أولينا زيلينسكا التي ستلقي كلمة خاصة أمام المنتدى خلال الجلسة العامة أمس.

 إمدادات الطاقة
وستكون عواقب الصراع على إمدادات الطاقة العالمية والأمن الغذائي والأمن عموماً، خصوصاً في أوروبا، على أجندة هذا الأسبوع أيضاً، مع مشاركة المستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، إضافة إلى رؤساء وزراء آخرين.
وإن كان الروس وبعض الشخصيات البارزة في دافوس مثل الملياردير جورج سوروس سيغيبون عن المنتدى، سيشهد الأخير مشاركة أكبر للصين بعدما ألغت بكين القيود الصارمة التي فرضتها على السفر لمكافحة الوباء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فماذا سيقول ممثلها ليو هي الذي قاد المفاوضات خلال الحرب التجارية مع الولايات المتحدة الذي من المقرر أن يجتمع في وقت لاحق هذا الأسبوع في زوريخ مع وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين لمناقشة وضع التجارة العالمية؟ وقدم الرئيس شي جينبينغ عندما جاء إلى دافوس في عام 2017 نفسه كبطل للعولمة، لكن هذا المفهوم أصبح موضع تساؤل متزايد مع تصاعد السياسات الحمائية. وتعرض الرئيس الأميركي جو بايدن لانتقادات بسبب قانون خفض التضخم الذي ينص على مساعدة واسعة النطاق للشركات العاملة في قطاع السيارات الكهربائية أو الطاقات المتجددة التي تتخذ مقراً في الولايات المتحدة، مما أثار حفيظة الأوروبيين.  المناخ يتصدر النقاش من جهتها تحدثت منظمة غرينبيس عن "نفاق" نخب العالم الذين يأتون للتكلم عن مسألة المناخ في دافوس، مشيرة إلى أنه خلال نسخة مايو (أيار) الماضي، سجلت 500 رحلة لطائرات خاصة مغادرة أو قادمة إلى مطارات قريبة من المنتجع السويسري، وفقاً لدراسة أجرتها المنظمة غير الحكومية لصالح شركة الاستشارات الهولندية سي إي ديلفت (CE. وقال مبعوث المناخ الأميركي جون كيري "إن ’الوقت ينفد‘ أمام العالم لمكافحة تغير المناخ". وأضاف أنه غير مقتنع بأنه سيتسنى الوصول إلى اقتصاد منخفض الكربون في الوقت المناسب لتجنب أسوأ الآثار بالنسبة إلى بعض الفئات الأكثر ضعفاً وعرضة لآثار تغير المناخ.
وأردف كيري أن أكثر ما تشتد الحاجة إليه للتصدي لتغير المناخ وتحقيق اقتصاد منخفض الكربون هو "المال فالمال ثم المال".

اقتصادات منطقة اليورو

وفي المنتدى قال ماريو سينتينو المسؤول في البنك المركزي الأوروبي خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس "إن اقتصاد منطقة اليورو قد يكون حقق أداء أفضل من المتوقع في الربع الأخير من 2022 وأنهى العام بنمو إيجابي". وأضاف "أعتقد أيضاً أن الاقتصاد يفاجئنا ربعاً تلو الآخر، الربع الرابع من 2022 في أوروبا سيكون إيجابياً على الأرجح". وتابع "ربما نفاجأ أيضاً في النصف الأول من هذا العام". وتوقع البنك المركزي الأوروبي نمواً سلبياً في الربع الأخير من العام الماضي وأول ربعين من العام الحالي قبل العودة للتعافي، لذلك فإن نتيجة إيجابية في الأشهر الأخيرة من 2022 ستعني أن التكتل ربما يكون تفادى الركود الذي يتحدد بتسجيل نمو سلبي لربعين متعاقبين.

اقرأ المزيد