Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مدارس بريطانيا قد تستأنف الدراسة عن بعد في حال إضراب المعلمين

الوزيرة تحذر النقابات العمالية فيما تتحضر الأخيرة لإضرابات قد تبدأ في غضون أسابيع

تقول نقابات المعلمين إن الإضرابات ضرورية لأن رواتب المعلمين تضاءلت على مدى السنوات الـ12 الماضية (رويترز)

علمت "اندبندنت" أن المدارس عازمة على إعادة تفعيل الدراسة عن بعد وتقديم الحصص بالطريقة التي فعلتها خلال فترة كوفيد للأطفال الأكثر ضعفاً، فيما تتحضر لإضراب المعلمين المتوقع. 

ويأمل الوزراء أن تعمل المدارس معاً وتشارك مواردها، مما يزيد من احتمالات انتقال الطلاب إلى أماكن مختلفة لمتابعة دروسهم.  

وتضع الحكومة خطط طوارئ تحسباً لاحتمال وقوع الإضرابات في كل أنحاء إنجلترا، فيما تستعد اثنتان من أكبر نقابات المعلمين في المملكة المتحدة - نقابة التعليم الوطنية National Education Union (NEU) والجمعية الوطنية لمديري المدارس National Association of Head Teachers (NAHT) - لإعلان نتائج التصويت على قرار الإضراب يوم الإثنين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأعربت نقابة التعليم الوطنية عن ثقتها بأن المعلمين سيدعمون مقترح الإضراب، واعتقادها بأن الإضراب قد ينفذ سريعاً، بدءاً من 30 يناير (كانون الثاني).

خلال اجتماع عقد الأسبوع الماضي، حذرت وزيرة التعليم جيليان كيغان النقابات من أن "المخاطر لم تكن يوماً أعلى من الآن" في موضوع الإضراب لأنه سيؤثر في الأطفال الذين تضرر تحصيلهم العلمي أساساً بسبب الجائحة.

ومن جهته، قال بول سميث، الرئيس التنفيذي لاتحاد وايت هورس The White Horse Federation، وهي هيئة أكاديمية تضم 31 مدرسة، إنه يحترم حق الأساتذة بالإضراب لكن هيئته لديها "واجب أخلاقي" بإحقاق التوازن بين هذا الحق من جهة، وحاجات الجميع من جهة أخرى، "ولا سيما أكثر الأشخاص ضعفاً".   

وأضاف أنه في حال تصويت نقابة التعليم الوطنية لصالح لتنفيذ الإضراب، فمنظمته "ستفعل التدابير الشبيهة بفترة كوفيد كي يكون لدى أكثر الطلاب ضعفاً والطلاب الذين يعانون صعوبات في التعلم مكاناً آمناً ودافئاً يمكنهم أن يقصدوه خلال أي إضراب".

وتعتزم الهيئة تقديم وجبة الغداء لكل الأشخاص المؤهلين للحصول على وجبات غداء مدرسية مجانية.

لكنه قال إن أمله هو في أن يتوصل الوزراء والنقابات العمالية إلى حل يحول دون وقوع الإضراب. وأضاف "آخر ما يجب أن يتحمله طلابنا هو مزيد من الأيام من دون دراسة".

ومن جهته، قال سيموس مورفي، الرئيس التنفيذي لمدارس تورنر Turner Schools التي تنتمي إليها خمس مدارس في فولكستون، إن منظمته تنوي تقديم دروس عن بعد وحصص مباشرة لأكثر الأطفال ضعفاً كما أولئك الذين يتحضرون لتقديم اختبارات الثانوية العامة والمستوى المتقدم. 

وأضاف "ستستمر مدارس تورنر باستقبال الطلاب الأضعف كما الأطفال في السنوات الدراسية السادسة والـ11 والـ13. أما بالنسبة إلى الطلاب الذين سيضطرون إلى ملازمة بيوتهم، فسنقدم لهم دروساً عن بعد عبر أنظمتنا الإلكترونية الراسخة".

وأفادت التقارير بأن الوزراء يريدون أن تقوم المدارس التي تنتمي إلى هيئات أكاديمية واحدة بتشارك الموارد خلال أيام الإضراب ولا سيما إن كان يترأسها مدير واحد.

وقال مصدر حكومي "لدينا بعض المديرين الرائعين الذين يمتلكون قدرة كبيرة على الابتكار والإبداع وأتوقع أن نرى أمثلة مذهلة على هذا في حال تنفيذ الإضراب".

من جهتها، حذرت السيدة رايتشل دي سوزا، مفوضة شؤون الأطفال، من أن الإضرابات قد تضع الأطفال الأكثر ضعفاً في وضع صعب وانتقدت المعلمين الذين ينوون تنفيذ الإضراب.

وكتبت في صحيفة "صنداي تلغراف"، "فيما نواجه احتمال حصول إضراب للمعلمين في إنجلترا، يزيد اقتناعي، أكثر من أي وقت مضى، بأن هذا التصرف خاطئ. فهو يضر بنتائج الأطفال ويعطل تعليمهم في الوقت الذي بدؤوا فيه العودة إلى المسار الصحيح [بعد الجائحة]".

أما سام فريدمان، الذي عمل مستشاراً لدى وزارة التربية والتعليم عندما شغل مايكل غوف منصب وزير التعليم، فقال إن الخيارين الأساسيين أمام المدارس هما التعليم عن بعد، والعمل معاً في محاولة لإبقاء موقع واحد مفتوح.

وأضاف أن "معظم الهيئات الأكاديمية التي تضم مدارس عدة تتركز ضمن منطقة جغرافية واحدة، حيث تنتشر ثلاث أو أربع مدارس في بلدة واحدة أو جزء واحد من المدينة. لذلك قد يكون [العمل المشترك] فعلياً خياراً متاحاً لها. يمكنها أن تقول لأهالي الطلاب ’ستضطرون إلى التوجه إلى مكان أبعد بقليل اليوم إن كنتم تريدون أن يذهب أطفالكم إلى المدرسة لأنه لدينا موقع واحد مفتوح‘". 

وقال إن المدارس "لن ترغب على الأرجح" في تقديم دروس حية عن بعد كتلك التي أرهقت كاهل كثير من الأهالي العاملين خلال الجائحة. لكنه ألمح إلى احتمال استخدام الدروس الإلكترونية المسجلة مسبقاً مثل تلك التي حضرتها أكاديمية أوك الحكومية في ذروة انتشار كوفيد.

لكن قادة النقابات العمالية عبروا عن شكوكهم إزاء هذه الخطط.

وقال جيف بارتون، الأمين العام لرابطة قادة نقابات المدارس والكليات Association of School and College Leaders، إنه لو نفذ الإضراب بحق، فأي قرار بإبقاء مدرسة مفتوحة يجب أن يقوم على "تقييم للمخاطر يضع سلامة الموظفين والطلاب في الاعتبار".

وأضاف أن أية واجبات منزلية تعطى للطلاب يجب أن تأخذ في الاعتبار "توفر الموظفين وحجم العمل الذي يتطلبه تحضير وتصحيح هذه الواجبات". 

كما قال إن "لا أحد يريد" مزيداً من التعطيل لكن هناك أزمة في المهنة تسبب بها تدهور أجور المعلمين وظروف عملهم خلال السنوات الـ12 الماضية، وهذا يضر بالتعليم كل يوم أساساً.

وتابع بقوله "بدل أن تسعى الحكومة إلى تخفيف أثر الإضرابات المحتملة، عليها التعامل مع أسبابه الأساسية وإعطاء الأساتذة رواتب جيدة وممولة بالكامل".

وفي المقابل، أشارت وزارة التربية والتعليم إلى اقتراع آخر أجرته الأسبوع الماضي نقابة أخرى لم يحصد عدد الأصوات الكافي لتأييد الإضراب.

وقال متحدث باسم الوزارة "بعد سنتين من التعطيل الدراسي للأطفال واليافعين، لا بد أن العائلات سترتاح لمعرفتها بأن المعلمين الذين ينتمون إلى الرابطة الوطنية لنقابة المعلمات لم يختاروا طريق الإضراب. وقد رتبت وزيرة التعليم مزيداً من الاجتماعات مع قادة النقابات لتفادي الإضراب المؤذي".

وأضافت "لبينا بالفعل طلب النقابات بزيادة تمويل المدارس بملياري جنيه (2.45 مليار دولار) للسنة المقبلة التي تليها في الموازنة المعلنة في الخريف، كما أعطينا المعلمين أعلى أجر يتقاضونه منذ 30 عاماً".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير