Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجنرال الفيلسوف... من هو رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد؟

هليفي قال إن مهمته "التجهيز للحرب" ومكانة الجيش وإيران والضفة والحدود الشمالية أبرز تحدياته

"ليعلم أعداؤنا أنه يمكننا أن نفعل ما نقول إننا سنفعله، ونحن على استعداد للقيام بما يتجاوز ما نقوله بكثير" (أ ف ب)

في ذروة الصراع في إسرائيل على مكانة الجيش وصلاحياته من قبل وزراء الائتلاف الحكومي، وفي موازاة تصعيد التهديدات ضد إيران، تولى هرتسي هليفي رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي خلفاً لأفيف كوخافي، في مراسم عسكرية طغت عليها أجواء الدفاع عن مؤسسة الجيش.

وزير الأمن يوآف غلانت لم يتردد في توجيه تحذير غير مباشر للوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموطرتش، معلناً أنه سيعمل على كبح جماح الضغط الخارجي على الجيش حتى يتمكن هليفي من أداء مهامه، لترفع هذه التحذيرات حدة التوتر الذي سيطر على العلاقة بين الجيش والحكومة منذ تشكيلها.

وقال غلانت، "هناك مفهوم أساسي واحد بين السلطة والمسؤولية في الجيش هو وحدة القيادة. لكل جندي وضابط هناك قائد واحد، وفوقهم جميعاً هناك رئيس الأركان، أعلى قيادة في الجيش، الخاضع لوزير الأمن".

وفي حديثه لمح غلانت إلى الاتفاق الائتلافي الذي ينقل من الجيش إلى سموطرتش المسؤولية عن الوحدتين العسكريتين، "الإدارة المدنية" للجيش، و"منسق أعمال الحكومة في الضفة".

لن ننتظر السيف

هليفي، الذي جاء إلى هذا المنصب في فترة عدم اليقين حول مكانة ووضعية الجيش، اختار في كلمته خلال المراسم التركيز على الجانب الأمني والتحديات التي يرى أنها أولوية في مهمته، وعلى رأسها تدريب واستعداد الجيش لخوض حرب بمختلف السيناريوهات، ومواجهة أخطر التحديات، أي إيران ووكلائها وكذلك الضفة الغربية.

وصعد هليفي تهديداته معلناً أن جيشه قادر على القيام أكثر بكثير مما يعلن عنه. وقال، "ما زالت تهديدات كثيرة ومختلفة تتطور من حولنا. من إيران التي نتحمل مسؤولية الاستعداد لمواجهتها، مروراً بحدود الشمال وقطاع غزة، وانتهاءً بالتحديات في الضفة، وليعلم أعداؤنا أنه يمكننا أن نفعل ما نقول إننا سنفعله، ونحن على استعداد للقيام بما يتجاوز ما نقوله بكثير. سنجهز الجيش للحرب على ساحات بعيدة وقريبة. سنقوم بتوسيع جودة التجنيد للجيش من جميع شرائح المجتمع، وسنعزز جيش الاحتياط".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في هذا الجانب، كان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو داعماً قوياً لرئيس الأركان الجديد، حيث اعتبر إيران وسلاحها النووي من جهة، وتموضعها في سوريا وتعزيز القدرات القتالية والصاروخية لـ"حزب الله" من جهة ثانية، تحديات غير سهلة في الفترة المقبلة.

وهدد نتنياهو إيران والنظام في كلمته قائلاً، "إيران مسؤولة عن 90 في المئة من مشكلات الشرق الأوسط، هذا النظام يهدد بتدميرنا. لن ننتظر وضع سيف حاد على رقابنا. سيفعل الجيش الإسرائيلي و(الشاباك) و(الموساد) كل ما يلزم لمنع ذلك"، مضيفاً "لن ننجر إلى حروب لا داعي لها، ولكن في اليوم الحاسم سنقاتل من أجل الحفاظ على أمننا ووجودنا". وأوعز نتنياهو للجيش بوضع "خطة لضمان وجودنا. الحكومة ترصد الخطر المحدق بإسرائيل، والذي يتطلب خطة من الجيش لمواجهته".

الانفجار في الضفة

في سلسلة مقابلات أجريت مع رئيس أركان الجيش المنتهية ولايته أفيف كوخافي، أعلن أنه قام بالتنسيق مع هليفي حول كل ما يتعلق باتفاقيات الائتلاف الحكومي المتعلقة بالجيش، وما تلحقه من ضرر بمكانته وصلاحياته. وحذر من التغييرات التي تخطط لها الحكومة الجديدة في الضفة.

وفي هيئة الأركان العامة يقولون إن هليفي قد يجد نفسه عالقاً في "خطة متعددة السنوات في الضفة". وحذر بعضهم من خطر أن تنزلق المواجهة السياسية المتصاعدة إلى الجيش وتؤدي إلى تآكله من الداخل.

وتوقع عسكريون أن تكون أبرز مطالب هليفي في بداية توليه المنصب الجديد الاستعداد لإمكانية انهيار السلطة الفلسطينية، ومواجهة ما سموها "موجة إرهاب".

الباحث في العلاقات العسكرية – الاجتماعية في إسرائيل يغيل ليفي، دعا جهات عدة في البلاد إلى مراقبة نشاط هليفي، مع بداية توليه منصب رئاسة الأركان. وقال، "مراقبة هليفي ضرورية خلال السنوات المقبلة، حيث سيتم فيها حسم أمر الحرب ضد إيران، والوضع إزاء الضفة".

واعتبر ليفي أن رئيس الأركان الجديد ليس كغيره من الجنرالات ممن يعملون بجهد لاستخدام القوة، كما أنه لا يقود المستوى السياسي إلى طريق الأمان. وقال، "من المرجح، خلافاً لسلفه، ألا يسارع هليفي بإلقاء الخطابات التعليمية. ذات مرة أعلن أنه محظور على الجيش تقديم شكاوى إلى المجتمع، لذلك حتى لو تغير المجتمع فإنه يجب على الجيش حل مشكلاته بنفسه وليس تعليم الناس. هذه الرؤية يمكن أن تقوده أيضاً إلى جنون العظمة، بمعنى أن ما يحدث داخل الجيش لا تأثير له في المجتمع".

ويتوقع ليفي عدم حدوث تغييرات في اتجاهات التطوير في الجيش بشكل كبير في عهد هليفي، "ربما ستسمع خطابات أقل عن (الفتك)، فهليفي هو رئيس الأركان الأول الذي أثيرت مشكلة الشرعية حول تعيينه خلال حكومة انتقالية، لذلك سيحاول كسب ثقة اليمين. هليفي يعرف حدود استخدام القوة. كرئيس للاستخبارات العسكرية وكقائد للمنطقة الجنوبية أيد التهدئة مع (حماس)، لكنه لم يصدر أية أقوال عن الحاجة إلى عملية سياسية. وحتى عندما شغل منصب قائد لفرقة الجليل صرح بأنه لا يعتقد أن هناك حرباً أو عملية ستحل المشكلة في لبنان، وبأن القضية المهمة هي كيف تخلق فجوة أكبر بين الحروب".

هليفي، بحسب ليفي "اعترف بدياليكتكية استخدام القوة التي تؤدي على الغالب إلى زيادة قوة العدو، لكنه قال إن المفتاح هو التطوير العسكري".

الجنرال الفيلسوف

حتى تعيينه رئيساً لأركان الجيش شغل هليفي منصب نائب رئيس الأركان، ولم يبخل كغيره في منح المقابلات الصحافية، وقد أطلق عليه في أكثر من مقابلة لقب "الجنرال الفيلسوف".

يسكن هليفي (55 سنة) في مستوطنة "كفار هاورانيم" في الضفة الغربية. ويحمل شهادة البكالوريوس في الفلسفة وإدارة الأعمال من الجامعة العبرية في القدس، والماجستير في إدارة الموارد الوطنية من جامعة الدفاع الوطني في الولايات المتحدة. وخلال خدمته في الجيش خلع "الكيبا" (القلنسوة)، لكنه يعتبر نفسه متديناً.

بدأ خدمته العسكرية في وحدة المظليين "ناحال"، وخلال خدمته تولى مناصب عدة أبرزها قائد وحدة "كوماندوز النخبة" التابعة لسرية هيئة الأركان العامة، وكان في منصب قائد لواء المظليين خلال العدوان على غزة عام 2008، كما شغل منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، وقائد المنطقة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، وآخر مناصبه كان نائب رئيس هيئة الأركان العامة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير