Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البنوك الأميركية الكبرى تستعد لمخاطر الركود

2.8 مليار دولار أموالاً محتجزة لتغطية خسائر القروض المحتملة

على رغم نمو الإقراض واستمرار المستهلكين في الإنفاق على بطاقات الائتمان فإن البنوك الأمريكية استعدت للأسوأ (رويترز)

قالت أكبر البنوك في الولايات المتحدة الأميركية، إن أسعار الفائدة المرتفعة من المرجح أن تدفع البلاد إلى الركود هذا العام، ويتضح هذا في الأرباح الفصلية للجهاز المصرفي.

وأعلنت أكبر أربعة بنوك تجارية، الجمعة، نتائج متباينة للربع الرابع من عام 2022.

وعلى رغم نمو الإقراض بشكل أكثر ربحية واستمرار المستهلكين في الإنفاق على بطاقات الائتمان، فإن البنوك استعدت للأسوأ عبر جمع 2.8 مليار دولار في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي لتغطية خسائر القروض المحتملة.

وقال جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان في اتصال مع الصحافيين: "ربما يكون الركود معتدلاً، وقد لا يكون الأمر كذلك".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وارتفعت أرباح البنك بنسبة ستة في المئة مقارنة بالعام الماضي، وزادت أرباح "بنك أوف أميركا" بنسبة اثنين في المئة، فيما تراجعت أرباح "سيتي غروب أنك "بنسبة 21 في المئة، وتراجعت أرباح بنك "ويلز فارجو" بنحو 50 في المئة بعد أن تحمل البنك رسوماً مرتبطة بتسوية تنظيمية. ومعاً، سجلوا زيادة في الإيرادات بنسبة ثمانية في المئة.

وتجاوزت البنوك الأربعة توقعات وول ستريت في ما يتعلق بأرباح السهم، وتجاوز "ويلز فارجو" التوقعات في شأن الإيرادات.

وتعتبر نتائج البنك بمثابة تذكير آخر لكيفية تأثير حملة رفع سعر الفائدة التي يقوم بها بنك الاحتياطي الفيدرالي ضد التضخم في جميع أركان الأسواق والاقتصاد.

وتهدف الزيادات في المعدل إلى إبطاء التضخم، ويتوقع عديد من الاقتصاديين أن تدخل الولايات المتحدة في ركود هذا العام.

في حين كان لعدم اليقين تأثير مخيف على مؤشرات الأسهم الأميركية التي اختتمت للتو أسوأ عام لها منذ الأزمة المالية لعام 2008.

عدم اليقين

أدت الزيادات في أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي بالفعل إلى تباطؤ كبير في سوق الإسكان الحساسة للمعدلات، وتراجعت قيمة الأصول في "ويلز فارجو"، الذي كان في يوم من الأيام أكبر مقرض للرهن العقاري في الولايات المتحدة، إلى نحو 15 مليار دولار من 48 مليار دولار قبل عام، وهي القيمة الأدنى منذ عام 2006 على الأقل، وفقاً لمجموعة أبحاث الصناعة "إنسايد مورغيج فاينانس".

وقال البنك هذا الأسبوع، إنه سيقلص نشاطه في مجال الرهن العقاري.

وفي "جي بي مورغان"، تراجعت قيمة منشآت الرهن العقاري للمستهلكين إلى نحو سبعة مليارات دولار من 42 مليار دولار قبل عام، وهذا هو أقل رقم منذ عام 2004 على الأقل.

وجعلت حالة عدم اليقين في الأسواق والاقتصاد زعماء الشركات حذرين من إبرام الصفقات الكبيرة، بالتالي انخفضت عائدات الاستثمار المصرفي التي ارتفعت خلال سنة الوباء التي حققت طفرة كبيرة، بأكثر من 50 في المئة في "بنك أوف أميركا" ونحو 60 في المئة في "جي بي مورغان" و"سيتي غروب".

المعدلات المرتفعة كانت مفيدة أيضاً للبنوك، مما سمح لها بتحصيل مزيد من القروض على رغم أنها لم تبدأ في دفع مزيد على الودائع.

وارتفعت أرباح جي بي مورغان من الإقراض بنسبة 48 في المئة لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 20.2 مليار دولار، فيما سجلت أعمال" سيتي غروب" زيادة بنسبة 36 في المئة في الإيرادات.

تحول في الدورة الاقتصادية

أبقت الأسواق المتقلبة المتداولين مشغولين، خصوصاً بالنسبة إلى الأوراق المالية والأسهم، حيث ارتفعت عائدات التداول بنسبة سبعة في المئة في "جي بي مورغان"، و18 في المئة في "سيتي غروب"، كما ارتفعت عائدات التداول بنسبة 27 في المئة في بنك أوف أميركا.

كان بنك الاحتياطي الفيدرالي قد رفع أسعار الفائدة سبع مرات في عام 2022، ولم تظهر التأثيرات بالكامل في الاقتصاد، كما أن التضخم أخذ في التباطؤ، لكن الأسعار المرتفعة لا تزال ترهق عديداً من الأسر الأميركية، في وقت تخلى الأميركيون عن مدخراتهم في وقت الوباء.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "وبز فارجو" تشارلي شارف لـ"وول ستريت جورنال"، إن عام 2022 كان "نقطة تحول في الدورة الاقتصادية".

وفي مكالمة مع المحللين، شاركت فيها الصحيفة قال شارف، إن تأثيرات تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي بدأت بالظهور في الإنفاق الاستهلاكي والإسكان والطلب على السلع والخدمات. أضاف "لكن في هذه المرحلة، كان التأثير على المستهلكين والشركات أمراً يمكن التحكم فيه".

البنوك ومواجهة ضغوط

من جانبها قالت البنوك، إن عملاءها يواصلون الإنفاق على البنود التقديرية، بما في ذلك السفر.

حيث أنفق العملاء في البنوك الأربعة 10 في المئة أكثر على بطاقاتهم الائتمانية مقارنة بالعام الماضي، وتوقفوا عن سداد الرسوم بسرعة.

وارتفعت أرصدة بطاقات الائتمان بشكل جماعي بنسبة 17 في المئة في البنوك الأربعة، ومع ذلك، لا تزال حالات التخلف عن السداد منخفضة تاريخياً.

وقال المدير المالي لـ"سيتي غروب" مارك ماسون في اتصال هاتفي مع الصحافيين "لا نشهد أي زيادات كبيرة في الخسائر". أضاف "نحن بالتأكيد لا نرى أي شيء يتجاوز المعدلات الطبيعية التي نتوقعها".

وألغى البنك 1.7 في المئة من قروض بطاقات الائتمان لبطاقاته التي تحمل علامة "سيتي"، لكن ماسون قال، إنه يتوقع عادة أن يخسر ضعف هذا المبلغ.

كما حذرت البنوك من أن رفع أسعار الفائدة سيتضاءل هذا العام. وقال مسؤولون تنفيذيون إنهم سيواجهون ضغوطاً للبدء في دفع مزيد للمودعين ولن يستمروا في رفع الفائدة التي يفرضونها على القروض.

من جانبه قال "جيه بي مورغان"، إنه يتوقع أن يتباطأ ربح إقراضه لعام 2023 عن الوتيرة المعتادة، مما خيب آمال المحللين.

وقال المسؤولون التنفيذيون في "جي بي مورغان" و"بنك أوف أميركا"، إن الودائع بدأت في المغادرة لمطاردة معدلات أعلى. وانخفضت الودائع بنسبة خمسة في المئة في" جي بي مورغان" وستة في المئة في" بنك أوف أميركا" وسبعة في المئة في "ويلز فارجو".

وقال الرئيس التنفيذي لبنك أوف أميركا بريان موينيهان في مكالمة مع المحللين "مع تقدمنا خلال عام 2022، سعى العملاء الذين لديهم فائض نقدي، ونقد موجه نحو الاستثمار، إلى تحقيق عائدات مع زيادة أسعار صناديق سوق المال، وأسهم الخزانة وغيرها من المنتجات".

وارتفع إجمالي القروض في "جي بي مورغان" و"بنك أوف أميركا" و"ويلز فارجو".

أيضاً ارتفعت أسهم "جي بي مورغان" و"بنك أوف أميركا" بنسبة 2.5 في المئة و2.2 في المئة على التوالي. أضاف "ويلز فارجو" 3.2 في المئة، بينما تقدم "سيتي غروب" 1.7 في المئة.

اقرأ المزيد