Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تحسم "معركة سوليدار" وواشنطن: لن تغير مسار الحرب

أوكرانيا تقول إن قواتها ما زالت تقاتل في البلدة وموسكو تقول إن بيلاروس قد تدخل الصراع إذا تعرضت للغزو

قالت روسيا اليوم الجمعة إن قواتها سيطرت على بلدة سوليدار التي تشتهر بمناجم الملح في شرق أوكرانيا، وهو ما من شأنه أن يكون أول مكسب كبير لموسكو في ساحة المعركة منذ نحو ستة أشهر، ولكن كييف قالت إن قواتها ما زالت تقاتل في البلدة.
ولم يتسن لرويترز حتى الآن التحقق من الموقف في سوليدار التي كانت محل تركيز هجمات روسية لا تنقطع لأيام.
وإن تأكد استيلاء روسيا على البلدة، فسيكون هذا انتصارا لموسكو في إحدى أشد الحملات دموية في الحرب، بعد انتكاسات كبيرة خلال النصف الثاني من 2022.
وقللت كييف والغرب من أهمية الاستيلاء على البلدة، وقالت إن روسيا دفعت بموجات متتالية من الجنود والمرتزقة إلى قتال بلا جدوى للسيطرة على أرض قاحلة دمرها القصف في سوليدار، وهي منطقة من غير المرجح أن تؤثر في الحرب الأشمل إلا من حيث الخسائر الفادحة في الأرواح التي تكبدها الطرفان.
وقالت وزارة الدفاع الروسية "أمكن الاستيلاء على سوليدار بفضل القصف المستمر على العدو من جانب قوات الطيران الهجومي والحربي والصواريخ ومدفعية مجموعة من القوات الروسية".
وأضافت الوزارة أن الاستيلاء على سوليدار يمكنه قطع طرق الإمدادات الأوكرانية إلى مدينة باخموت القريبة الأكبر حجما، وحصار القوات الأوكرانية المتبقية هناك. وتحاول روسيا الاستيلاء على باخموت منذ شهور في حرب ضارية.
لكن سيرهي تشيريفاتي المتحدث العسكري الأوكراني للمنطقة الشرقية قال لرويترز عبر الهاتف إن سوليدار لم يتم الاستيلاء عليها. وأردف "وحداتنا موجودة هناك، والبلدة غير خاضعة للسيطرة الروسية".
وقال ضابط أوكراني في المنطقة، تحدث بشرط إخفاء هويته إذ لم يكن مخولا بالتحدث مع وسائل الإعلام، لرويترز عبر الهاتف إن الروس لم يستولوا بشكل كامل على البلدة.
وأضاف "ليلة أمس كانت نيران المدفعية وكأنها (نيران) من الجحيم، من كلا الطرفين. بحسب ما أعرفه، استطاع جنودنا الخروج من بعض أجزاء (سوليدار) بشكل منظم والآن ترد الهجوم مجموعات (الهجوم)، ولكننا ما زلنا نسيطر على البلدة".
وقال مسؤولون أوكرانيون أمس الخميس إن أكثر من 500 مدني محاصرين داخل سوليدار، من بينهم 15 طفلا.
وفي خطاب مصور خلال الليل، شكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحدتين في سوليدار وقال إنهما "صامدتان في مواقعهما وتكبدان العدو خسائر فادحة". ولم يتطرق لمزيد من التفاصيل.

خسائر فادحة

وكانت أوكرانيا أكدت أنها تتصدى لهجوم روسي "مكثف جداً" في سوليدار شرق البلاد، وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية، إن المعارك في البلدة مستمرة، والليلة الماضية شهدت معارك طاحنة.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطاب مصور، إن القوات الأوكرانية في مدينة سوليدار الشرقية تتشبث بمواقعها وتُلحق بالقوات الروسية خسائر فادحة.

وذكر مسؤول عينته روسيا في منطقة دونيتسك بأوكرانيا في وقت سابق أن "جيوباً للمقاومة" لا تزال في سوليدار، مما يقوض المزاعم بأن البلدة قد تمت السيطرة عليها.

ووجه زيلينسكي الشكر لوحدتين أوكرانيتين في سوليدار قائلاً "إنهما تتمسكان بمواقعهما وتلحقان بالعدو خسائر فادحة"، من دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل. وأضاف زيلينسكي أنه التقى كبار القادة العسكريين، الخميس، وحلل بالتفصيل التعزيزات المطلوبة في معركة سوليدار والبلدات المجاورة والخطوات التي ينبغي اتخاذها في الأيام المقبلة. وقال "ناقشنا أيضاً الوضع في ما يتعلق بتزويد القوات بالأسلحة والذخيرة والتعاون في هذا الصدد مع شركائنا".

بيلاروس ودخول الصراع

وقال مسؤول بوزارة الخارجية الروسية أليكسي بوليشوك، اليوم الجمعة، إن بيلاروس قد تدخل الصراع في أوكرانيا إذا قررت كييف "غزو" أي من البلدين.

وفي مقابلة مع وسائل إعلام حكومية، أوضح المسؤول الروسي أن التدريبات الروسية المشتركة مع بيلاروس تهدف إلى منع التصعيد، لكنه حذر من أنها قد تنضم إلى صراع أوكرانيا إذا تم غزوها أو غزو روسيا. وأضاف بوليشوك لوكالة "تاس" للأنباء "من وجهة نظر قانونية، استخدام نظام كييف القوة العسكرية أو غزو القوات المسلحة الأوكرانية أراضي بيلاروس أو روسيا أسباب كافية للرد المشترك"، لكنه استدرك أن الأمر متروك لزعيمي البلدين في ما إذا كانا سيتخذان هذا القرار.

موسكو تنفي التوصل لاتفاق جديد لتبادل سجناء

من جانب آخر، أعلنت المفوضة الروسية لحقوق الإنسان تاتيانا موسكالكوفا لوكالة الصحافة الفرنسية أن روسيا وأوكرانيا لم تتوصلا إلى اتفاق جديد لتبادل سجناء في محادثات تركيا، مشيرة إلى أن تصريحاتها السابقة حول احتمال التوصل إلى اتفاق أُسيء فهمها.

وأجرى وسيطا حقوق الإنسان الأوكراني دميترو لوبينتس والروسية تاتيانا موسكالكوفا محادثات، الثلاثاء، في أنقرة، في اجتماع نادر على هذا المستوى بين مسؤولين من البلدين منذ أشهر.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية، أن موسكالكوفا أعلنت التوصل إلى اتفاق لتبادل أكثر من 40 سجيناً من الجانبين، الأربعاء. لكن موسكالكوفا أكدت أنها كانت تشير إلى عدد السجناء الذين جرى تبادلهم في السابق.

وأفادت بعد محادثات مع نظيرها الأوكراني، أن "شخصاً ما أساء فهم أمر ما". وأضافت "نتحدث عن نتائج عملنا السابق. عمليات تبادل (السجناء) سبق أن حصلت".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما أوضحت موسكالكوفا أن الوسطاء الأوكرانيين والروس تبادلوا أيضاً قوائم بأسماء الجنود الجرحى استعداداً لعملية تبادل محتملة في المستقبل. وتابعت أن "تبادلات مماثلة تحدث طوال الوقت. هذه الاتفاقات يتوصل إليها عسكريون ونحن نعمل بالتعاون معهم".

واقترح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، إنشاء "ممر إنساني" في أوكرانيا لإجلاء الأشخاص الأكثر عرضة للخطر من مناطق الحرب.

وعلقت موسكالكوفا على ذلك قائلة "هذا اقتراح مهم جداً" مضيفة أنه يجب مناقشته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. 

وأكدت أن "عودة الجرحى موضوع ثابت في مناقشاتنا وقد اقترح السيد أردوغان سبيلاً جديداً لحله". وتابعت "يجب مناقشته مع الرئيس بوتين والهيئات الحكومية المعنية".

"نتوقع دعماً أكبر من إسرائيل"

في هذا الوقت، أمل السفير الأوكراني لدى إسرائيل يفغين كورنيتشوك أن "تستمر العلاقات بين أوكرانيا والحكومة الإسرائيلية الجديدة في التحسن"، داعياً تل أبيب لتزويد كييف بالسلاح. وقال في حديث تلفزيوني "نتوقع دعماً أكبر من إسرائيل، لقد طالبنا خلال 10 أشهر من الحرب بتزويدنا بمعدات دفاعية"، وأضاف أن "إيران جزء من الصراع في الجانب الروسي. آمل أن تصبح إسرائيل حليفتنا بطريقة واضحة، لأن عدواً مشتركاً يمكن أن يقربنا فقط، لذلك آمل تعاوناً أقوى بين حكومتينا"، وتابع "نحن بحاجة إلى وسائل هجومية لشن الحرب التي سنفوز بها مهما كانت"، وحثّ إسرائيل على الوقوف "في الجانب الصحيح من التاريخ".

مسؤولون أوروبيون كبار يزورون أوكرانيا

وسط هذه الأجواء، يزور أكثر من 10 مسؤولين أوروبيين كبار كييف للقاء أعضاء في الحكومة الأوكرانية في الثاني من فبراير (شباط) المقبل عشية قمة بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا، وفق ما أفادت ناطقة باسم المفوضية الأوروبية، الخميس.

ويلتقي الرئيس الأوكراني مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيسة المفوضية أورسولا فون دير لايين في الثالث من فبراير للبحث في الدعم المالي والعسكري في مواجهة الهجوم الروسي.

وسبق للرئاسة الأوكرانية أن أعلنت أن القمة ستعقد في كييف، إلا أن المجلس الأوروبي لم يحدد مكان انعقادها.

وأفادت الناطقة باسم المفوضية الأوروبية دانا سينانت وكالة الصحافة الفرنسية أن "نحو 15 مفوضاً" أوروبياً من أصل 27 قد يزورون كييف للمشاركة في الاجتماع.

وأوضحت أن المفوضين الذين سيشاركون في الاجتماع هم الذين يتولون شؤوناً تهم أوكرانيا مثل "القضايا المالية ومسألة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والطاقة"، مضيفة أن قائمة المشاركين لم تحدد نهائياً بعد.

وشددت على أن الزيارة تعكس "حجم تحركنا مع أوكرانيا" ودعم الاتحاد الأوروبي لهذا البلد.

المزيد من دوليات