Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ارتفاع أسعار المنازل يدفع الأسر البريطانية إلى فخ "ضريبة الميراث"

مبالغ ضخمة يتحملها أصحاب مساكن المناطق ذات الرموز البريدية الأغلى في البلاد

ارتفعت أسعار العقارات بنسبة 22 في المئة خلال السنوات الثلاث الماضية في بريطانيا (رويترز)

كشفت أرقام حديثة أن ثروة العقارات تشكل نسبة كبيرة من "ضرائب الميراث" التي تفرضها الحكومة في أغلى الأماكن للعيش في المملكة المتحدة. وتعد المنازل مصدر نصف ضريبة الميراث التي تدفعها العائلات في لندن على متوسط العقارات و39 في المئة في جنوب شرقي إنجلترا، وفقاً للبيانات التي حصلت عليها صحيفة "الديلي ميل" بناء على طلب حرية المعلومات.

وتعتبر الحدود القصوى التي يبدأ المستفيدون عندها في دفع ضريبة الميراث بنسبة 40 في المئة هي من بين تلك المجمدة حتى عام 2028 في ميزانية الحكومة الأخيرة لجني الأموال.

طفرة أسعار المنازل

وعلى رغم أن قلة من العائلات تدفع ضريبة الميراث بشكل عام، فإن طفرة أسعار المنازل قد ترفع الحدود القصوى لضريبة الميراث المستحقة.

وكانت قد ارتفعت أسعار العقارات بنسبة 22 في المئة خلال السنوات الثلاث الماضية، وفقاً لمؤشر أسعار المنازل على الصعيد الوطني، مما أدى إلى سحب أجزاء أكبر من المنازل العائلية عبر مساحات شاسعة من جنوب إنجلترا ومناطق أخرى باهظة الثمن في المملكة المتحدة إلى شبكة ضريبة الميراث.

ومن المتوقع أن تكسب ضريبة الميراث وزارة الخزانة ما يقرب من سبعة مليارات جنيه استرليني (8.5 مليار دولار) سنوياً على مدى السنوات الضريبية الست المقبلة.

يشار إلى أن الأشخاص الذين يرثون ممتلكات في الجنوب، لا سيما لندن والجنوب الشرقي- غالباً بسبب أحبائهم الذين يعيشون هناك للعمل أو الروابط الأسرية- هم في مأزق للحصول على أكبر مبالغ في ضريبة الميراث.

الممتلكات تمثل 50 في المئة من ضريبة الميراث

وأظهرت البيانات التي تم الحصول عليها من إيرادات وجمارك صاحبة الجلالة (HMRC) من قبل شركة الخدمات المالية "غست غروب" أن الممتلكات تمثل 50 في المئة من ضريبة الميراث المدفوعة على متوسط العقارات في العاصمة.

وبلغ متوسط قيمة العقارات في لندن المسؤولة عن دفعها 1.44 مليون جنيه استرليني (1.75 مليون دولار) في 2019-20، وهي آخر سنة مالية كانت البيانات متاحة فيها.

ومن حيث مقدار ثروة الإسكان داخل العقارات التي تدفع ضريبة الميراث، تصدر الجنوب الشرقي للعاصمة لندن وشرق إنجلترا والجنوب الغربي وويست ميدلاندز.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في بقية أنحاء المملكة المتحدة تشكل ثروة العقارات نحو ربع ضريبة الميراث المدفوعة على متوسط العقارات الخاضعة للمسؤولية، بينما في إيرلندا الشمالية، حيث يكون الأقل مسؤولاً، تبلغ 17 في المئة.

وتقول "غست جروب" "يشكل النقد والأوراق المالية نسبة أكبر بكثير من العقارات في مناطق أخرى، على رغم أن عدداً أقل بكثير من العقارات يخضع لضريبة الميراث في هذه المناطق".

حيث تشير إلى أن أسعار المنازل المرتفعة في لندن والجنوب الشرقي كانت مسؤولة إلى حد كبير عن دفع مزيد من العقارات إلى دفع ضريبة الميراث. وكانت أسعار المنازل قد ارتفعت بشكل ملحوظ خلال الوباء بحسب "ست غروب".

ويضيف التقرير أن "أصحاب المنازل الذين تزيد أعمارهم على 55 عاماً قد استفادوا من نمو بقيمة مليار جنيه استرليني (1.2 مليار دولار) يومياً بين مارس (أبريل) 2020 ويونيو(حزيران) 2022"، مضيفاً أن "من المحتمل أن يكون هذا قد دفع عديداً من العقارات إلى تجاوز حد ضريبة الميراث، ربما من دون أن يدرك أصحاب المنازل ذلك".

 ضريبة الميراث والخيارات

ويقول رئيس التخطيط العقاري في إيفلين بارتنرز إيان ديال "تعتبر نسبة التركة التي تمثل منزل العائلة عاملاً مهماً عندما يتعلق الأمر بتخفيف ضريبة الميراث"، مضيفاً أنه "يمكن التنازل عن الأصول الأخرى، مثل الاستثمارات وحتى الممتلكات الثانية أو تحويلها إلى ائتمان على رغم أنك بحاجة إلى النظر في الآثار الضريبية للقيام بذلك". وتابع أنه "ومع ذلك، من الصعب التخلي عن القيمة المحجوزة في منزلك بطريقة فعالة لتخفيف ضريبة الميراث".

ويشير ديال إلى أنه "إذا واصل الشخص العيش في منزل إيجار مجاني، فمن المحتمل أن ينظر إليه على أنه "حجز للمزايا وسيظل جزءاً من عقارك عند حساب ضريبة الميراث".

وأضاف "إذا كنت تعيش في منزلك مع أبنائك فمن الممكن أن تمنحهم جزءاً من الممتلكات، وهذا فعال في تقليل ضريبة الميراث بشرط أن تدفع حصتك العادلة من الفواتير"، مؤكداً أنه "مع ذلك، فإن العودة للعيش مع الأبناء عادة ما تكون خطوة مستبعدة إلى حد كبير بالنسبة لمعظم الناس حتى لو كان هناك توفير في الضرائب".

في المقابل قالت رئيسة قسم التمويل الشخصي في "إيه غي بيل" لورا سوتر إن "الطفرة الأخيرة في أسعار العقارات تعني أن مزيداً من الناس سينجرون إلى دفع ضريبة الميراث"، مضيفة أنه "سيجد الكثير من الأشخاص الذين قد لا يعتبرون أنفسهم بهذا الثراء يمتلكون عقارات ارتفعت قيمتها بشكل كبير، وأن بعض ممتلكاتهم تخضع لضريبة 40 في المئة عند وفاتهم".

وتابعت "هذا يعني أن الضريبة أصبحت بقرة ضخمة بالنسبة إلى الحكومة، بينما من المتوقع أن تنخفض أسعار العقارات في السنوات القليلة المقبلة، لا يزال مكتب مسؤولية الميزانية يتوقع أن تولد ضريبة الميراث ما يقرب من سبعة مليارات جنيه استرليني (8.5 مليار دولار) سنوياً على مدار السنوات الضريبية الست المقبلة".

وأوضحت سوتر أن "المشكلات تفاقمت لأن العتبات التي تبدأ عندها بالدفع لم ترتفع منذ عام 2009، عندما تم تحديد نطاق معدل الصفر الحالي البالغ 325 ألف جنيه استرليني (395.7 ألف دولار)، بينما ارتفع متوسط أسعار العقارات في المملكة المتحدة من 156 ألف جنيه استرليني (189.9 ألف دولار) إلى نحو 296 ألف جنيه استرليني (360.4 ألف دولار) اليوم".

 وتقوم "إيه غي بيل" بحساب العتبات التي كان من الممكن أن نرتفع إليها ضريبة الميراث إذا تم رفعها بما يتماشى مع التضخم الفعلي أو المتوقع في مكتب مسؤولية الميزانية (OBR).

وقالت سوتر، إن "وزير الخزانة السابق غورج أوزبورن كان قد عمل على حل المشكلة من خلال تقديم نطاق سعر الإقامة، للأشخاص الذين يمرون على منزل كجزء من ممتلكاتهم" مضيفة أنها "قضية معقدة للغاية ولديها عدد من المحاذير، مما يعني أنها ليست مفيدة لكثير من العائلات".

واقترحت سوتر أن "الأشخاص الذين قد يكونون مسؤولين عن ضريبة الميراث يستفيدون من قواعد الإهداء التي تنقل الأموال من التركة إلى العائلة أو الأصدقاء معفاة من الضرائب"، واستدركت "لكن بالنسبة إلى الأشخاص الأثرياء بالممتلكات ولكنهم فقراء نقدياً، فإن التبرع بأموال نقدية ليس دائماً أمراً عملياً، لأنهم يحتاجون إلى المال لتمويل حياتهم".

البيئة التضخمية المرتفعة

من جانبها قالت المخططة المالية في "آر بي سي بريوين دولفين" كارلا موريس إن "الزيادات المستمرة في أسعار العقارات، لا سيما في مناطق مثل لندن، جنباً إلى جنب مع البيئة التضخمية المرتفعة تعني أن القيمة الإجمالية لعقارات عديد من الناس من المرجح أن تستمر في الارتفاع".

وفي الوقت نفسه تم تجميد نطاقات ضريبة الميراث التي لا شيء حتى عام 2028، وهو تغيير أعلن في نوفمبر (تشرين الثاني) لتمديده اعتباراً من عام 2026.

وأضافت أن" هذا سيعني في النهاية أن مزيداً من العقارات تخضع لضريبة الميراث وحتى أولئك الذين لا يعتبرون أنفسهم أثرياء قد يجدون أن عقاراتهم تقع ضمن هذه المجموعة" وتابعت أن "هناك مجموعة من الإعفاءات والإعفاءات الإضافية التي يمكن استخدامها لتقليل الفاتورة من خلال التخطيط الدقيق، ومن الأفضل طلب المشورة المهنية في وقت مبكر لضمان هيكلة الاستثمارات بطريقة فعالة من الناحية الضريبية".

اقرأ المزيد