Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش الأوكراني يقاتل من أجل سوليدار لكن "الوضع صعب"

بوتين يدفع بقائد جديد وزيلينسكي يطالب بـ"عضوية الأطلسي" و"الطاقة الذرية": مفاوضات "زابوريجيا" تزداد صعوبة

تعهّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس، توفير "كلّ ما يلزم" من عتاد لقواته التي تقاوم الهجمات الروسية على باخموت وسوليدار، المدينتين الواقعتين في شرق البلاد واللتين تسعى روسيا للسيطرة عليهما بأيّ ثمن لتغيير مسار الحرب.
وقال زيلينسكي على فيسبوك بعد اجتماع مع هيئة الأركان "أريد أن أشير إلى أن الوحدات التي تدافع عن هاتين المدينتين ستزوّد بالذخيرة وبكلّ ما يلزم بسرعة وبشكل غير منقطع".
ووجه زيلينسكي الشكر لوحدتين أوكرانيتين في سوليدار قائلاً "إنهما تتمسكان بمواقعهما وتلحقان بالعدو خسائر فادحة"، دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل. وأضاف زيلينسكي أنه التقى مع كبار القادة العسكريين اليوم وحلل بالتفصيل التعزيزات المطلوبة في معركة سوليدار والبلدات المجاورة والخطوات التي ينبغي اتخاذها في الأيام المقبلة.
وقال "ناقشنا أيضاً الوضع في ما يتعلق بتزويد القوات بالأسلحة والذخيرة والتعاون في هذا الصدد مع شركائنا". 

وأكدت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار في وقت سابق الخميس، أن الجيش يقاتل من أجل سوليدار بشرق أوكرانيا لكن "الوضع صعب" على الأرض في ظل معارك هي "الأشرس" مع القوات الروسية.

وقالت ماليار خلال مؤتمر صحافي، "تتواصل المعارك الأشرس والأعنف اليوم (الخميس) في سوليدار"، مضيفة "رغم أن الوضع صعب، يقاتل الجنود الأوكرانيون من دون توقّف".

وأشارت ماليار إلى أن روسيا تعزز قواتها في البلاد، قائلةً إن عدد الوحدات العسكرية الروسية في أوكرانيا ارتفع إلى 280 صعوداً من 250 قبل أسبوع فيما تحاول موسكو امتلاك زمام "المبادرة الاستراتيجية".

وتابعت، "القتال ضارٍ في اتجاه سوليدار. إنهم (الروس) يسيرون فوق جثثهم". وأضافت أن "روسيا تدفع شعبها إلى القتل بالآلاف، لكننا ما زلنا صامدين".

وقال مسؤول عسكري كبير آخر هو البريغادير جنرال أوليكسي جروموف، في الإفادة الصحافية، إن الوضع العسكري في أوكرانيا ما زال "صعباً"، وأن أعنف مواجهات تدور على الجبهة الشرقية. وذكر أن القوات الروسية تحاول اختراق الخطوط الأوكرانية ومحاصرة قواتها. وأضاف أن خطر شن هجوم من بيلاروس، حليف روسيا في شمال أوكرانيا، سيظل قائماً طوال هذا العام.
في المقابل، أكد أندريه باتشيفسكيتش النائب الانفصالي الموالي لروسيا عن منطقة دونيتسك، أن الاستيلاء على سوليدار سيسمح لروسيا بـ "قطع خطوط الإمداد الأوكرانية" التي تتيح الدفاع عن باخموت.
وبحسب التلفزيون الروسي فإن "سوليدار تفتح أيضاً المجال لاستخدام المدفعية باتجاه سلوفيانسك وكراماتورسك وكوستيانتينيفكا" الواقعة غرباً.
 

زيلينسكي: القتال مستمر

وكان زيلينسكي قد اعلن أن القتال مستمر في مدينة سوليدار الواقعة في شرق أوكرانيا والتي سبق أن قالت مجموعة "فاغنر" الروسية إنها سيطرت عليها، مؤكداً أن جبهة دونيتسك "صامدة".

واشتبكت القوات الروسية والأوكرانية في معركة عنيفة حول بلدة سوليدار، وهي نقطة انطلاق في ضغوط موسكو للاستيلاء على منطقة دونباس بأكملها، وبدا أن الروس لديهم اليد العليا.

وقال زيلينسكي في كلمته اليومية إن "الدولة الإرهابية ومروجي الدعاية لها يحاولون الادعاء" بأنهم حققوا بعض الإنجازات في سوليدار، لكن "القتال مستمر"، وأشار إلى أن جبهة دونيتسك "صامدة، ونفعل كل ما في وسعنا لتعزيز الدفاع الأوكراني من دون أي انقطاع ولا ليوم واحد".

 

 

وعود "الباب المفتوح"

وحث زيلينسكي حلف شمال الأطلسي "الناتو" على تقديم أكثر من مجرد وعد لبلاده بأن بابه مفتوح في قمة يوليو (تموز)، قائلاً إن كييف بحاجة إلى "خطوات قوية" بينما تحاول الانضمام إلى التحالف العسكري.

وطلبت كييف اتباع مسار سريع للحصول على عضوية الحلف في سبتمبر (أيلول) الماضي بعد سبعة أشهر من الحرب وقال الحلف إنه يتبع سياسة الباب المفتوح تجاه أوكرانيا، لكنه لم يذكر ما إذا كان سيسرع الخطى نحو ضم محتمل لكييف من عدمه.

وستلمس مثل هذه الخطوة على الأرجح وتراً حساساً في موسكو التي تصور "ناتو" كتكتل عسكري معاد عازم على انتهاك مجال نفوذ روسيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وصرح زيلينسكي في مدينة لفيف غرب البلاد بعد محادثات مع رئيسي ليتوانيا وبولندا "حالياً، مجرد الدعم لأوكرانيا من الزملاء في حلف الأطلسي في شكل خطاب حول الأبواب المفتوحة لا يكفي أوكرانيا. تحديداً، لا يكفي لتحفيز دولتنا وجنودنا".

وأضاف خلال مؤتمر صحافي إلى جانب زعيمي البلدين العضوين في الحلف "نحتاج إلى خطوات للأمام. القرار سيكون في فيلنيوس ونتطلع إلى خطوات قوية ونعتمد على شيء أكثر من مجرد الأبواب المفتوحة".

ولم يسهب زيلينسكي في تفاصيل أخرى، لكن "الناتو" سيعقد قمة في العاصمة الليتوانية في يوليو.

ووعد قادته أوكرانيا عام 2008 بأنها قد تنضم ذات يوم إلى "الأطلسي"، لكن العضوية الكاملة فيه تبدو بعيدة المنال، وللحصول عليها يتعين على جميع أعضائه الـ30 الموافقة، لكن بعضهم يخشى من رد فعل روسيا.

دبابات "ليوبارد-2"

وأعلن الرئيس البولندي أندريه دودا أن بلاده مستعدة لأن تزود كييف بـ14 دبابة ثقيلة متطورة من نوع "ليوبارد-2" على أن يحصل ذلك في إطار تحالف دولي يجري العمل حالياً على بنائه. وأضاف "كما تعلمون، هناك عدد من الشروط الرسمية التي يجب الوفاء بها، مثل الحصول على الموافقات وما إلى ذلك، لكن الأهم من كل ذلك، نريد أن يكون هذا تحالفاً دولياً"، مشيراً إلى أنه يعتمد على دول أخرى للمساهمة في عمليات التسليم.

و"ليوبارد-2" هي دبابات ثقيلة متطورة ألمانية الصنع، وبالتالي فإن بيع أي منها أو التبرع بها لا بد من أن يحصل على موافقة مسبقة من برلين.

وأعلن الرئيس الليتواني غيتاناس نوسيدا، بدوره، أن بلاده سترسل إلى أوكرانيا أنظمة مضادة للطائرات من نوع "زينيت" مع ذخيرتها.

وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على "تويتر" أنه ناقش الاستعدادات لقمة يوليو مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الأربعاء، وأكد أهمية تزويد أوكرانيا بدبابات غربية الطراز.

قائد روسي جديد

واستبدلت روسيا من جديد قائد قواتها في أوكرانيا، وعينت هذه المرة الجنرال فاليري غيراسيموف رئيس أركان للقوات المسلحة، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع التي أكدت في بيان أن غيراسيموف عين "قائداً لمجموعة القوات المشتركة" المنتشرة في أوكرانيا، بديلاً عن سيرغي سوروفيكين الذي بالكاد تولى المنصب لمدة ثلاثة أشهر.

وأوضحت الوزارة أن "رفع مستوى قيادة العملية الخاصة (في أوكرانيا) مرتبط بزيادة المهمات التي يتعين إنجازها والحاجة إلى تفاعل أوثق بين مكونات القوات المسلحة".

وأفادت بأن الجنرالات سيرغي سوروفيكين وأوليغ ساليوكوف وأليكسي كيم سيتولون مساعدة غيراسيموف.

وكانت موسكو صعدت سيرغي سوروفيكين الذي تلقبه وسائل الإعلام المحلية بـ"الجنرال أرماغيدون" بسبب شهرته بانعدام الرحمة، ليكون قائدها الأعلى في ساحة المعركة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عقب سلسلة من الهجمات المضادة الأوكرانية التي حولت مسار الصراع.

وقالت وزارة الدفاع إن سوروفيكين سيظل نائباً لغيراسيموف وأضافت أن التغييرات مصممة لزيادة كفاءة إدارة العمليات العسكرية في أوكرانيا بعد أكثر من 10 أشهر على الحملة.

وواجه غيراسيموف انتقادات لاذعة من المدونين العسكريين المؤيدين للحرب بسبب انتكاسات روسية عدة في ساحة المعركة والفشل في تأمين النصر في حملة توقع "الكرملين" أن تستغرق وقتاً قصيراً.

ونظم سيرغي سوروفيكين انسحاب القوات الروسية من مدينة خيرسون في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الذي شكل نكسة كبيرة لـ"الكرملين".

ومنذ ذلك الحين تشهد الجبهة استقراراً بشكل عام باستثناء مدينة باخموت في منطقة دونيتسك (شرق) التي يحاول الجيش الروسي ومجموعة "فاغنر" شبه العسكرية الاستيلاء عليها منذ أشهر.

وفي مواجهة هذه الصعوبات في الميدان، أمر فلاديمير بوتين باستدعاء 300 ألف من جنود الاحتياط وبحملة قصف على البنى التحتية للطاقة الأوكرانية.

اللعب بالنار

وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي إن التوسط لإبرام اتفاق على إقامة منطقة آمنة حول محطة "زابوريجيا" للطاقة النووية التي تسيطر عليها روسيا يزداد صعوبة بسبب مشاركة الجيش في المحادثات.

وسيطرت القوات الروسية على المحطة التي تعود للحقبة السوفياتية، وهي الأكبر في أوروبا، في مارس (آذار) بعد وقت قصير من حرب أوكرانيا، وتعرضت المحطة لإطلاق نار متكرر في الأشهر الأخيرة، مما أثار مخاوف من حدوث كارثة نووية.

وقال غروسي في مقابلة مع تلفزيون "راي" الإيطالي العام "لا أعتقد بأن ’الاتفاق‘ مستحيل، لكنه ليس أمراً يسهل التفاوض عليه".

وأضاف غروسي الذي ذكر سابقاً أنه يأمل في التوسط باتفاق لحماية المحطة قبل نهاية عام 2022، أن المحادثات مع كييف وموسكو أصبحت أكثر تعقيداً لأنها لا تشمل الدبلوماسيين فحسب، بل ضباطاً في الجيش أيضاً.

وقال متحدثاً باللغة الإيطالية "لقد أصبحت طاولة (مفاوضات) أطول وأصعب"، مردفاً أنه يعتزم العودة إلى أوكرانيا الأسبوع المقبل للقاء زيلينسكي وغيره من كبار المسؤولين، كما يأمل في السفر إلى موسكو في وقت لاحق.

وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات بقصف محطة "زابوريجيا".

وقال غروسي "إنهم يلعبون بالنار. وقوع حادثة نووية ليس في مصلحة أحد ولا حتى الروس".

المزيد من دوليات