Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مقتل أوكرانيين و"الناتو" يستنفر وموسكو تحذر من أسلحة الغرب

تنسيق بين "الأطلسي" و"الأوروبي" لمواجهة التحديات الأمنية والبابا يصف الحرب بـ"جريمة ضد الرب" ومحللون يقولون إن الفائدة العسكرية لروسيا ستكون محدودة

قتل شخصان على الأقل، اليوم الإثنين، في غارة جوية روسية استهدفت سوقا في قرية شيفتشينكوف في شمال شرقي أوكرانيا، وفق ما أعلنت السلطات المحلية، بينما يتواصل القتال في الشرق.

وقال حاكم منطقة خاركيف أوليغ سينيغوبوف على "تليغرام" "أصيب ستة أشخاص بهجوم صاروخي على شيفتشينكوف، وقتل اثنان آخران" ناشراً صوراً لعناصر إطفاء بين الأنقاض وأكشاك تلتهمها النيران.

وفي خيرسون في جنوب أوكرانيا، أفاد الحاكم ياروسلاف يانوشيفيتش عن مقتل شخص وجرح آخر في قصف روسي أصاب حياً سكنياً.

أما في الشرق، فنفذت القوات الروسية "قصفاً مكثفاً" على كوراخيفكا، ما أدى إلى إصابة شخصين على الأقل وإلحاق أضرار بنحو 20 منزلاً، وفقاً للحاكم بافلو كيريلنكو.

وبحسب الرئاسة الأوكرانية، قتل شخصان وأصيب 10 خلال الساعات الـ24 الماضية في كل أنحاء البلاد.

من جهته أكد الجيش الأوكراني أن مدينة باخموت في شرق البلاد ما زالت "النقطة الأكثر سخونة على الجبهة" حيث "يدور قتال عنيف".

وقال الناطق باسم القيادة الشرقية للجيش سيرغي تشيريفاتي "حشد العدو أقصى عدد من القوات الجاهزة للقتال هناك، بما فيها وحدات فاغنر" شبه العسكرية التي يقاتل عناصرها إلى جانب القوات الروسية.

تعاون "الناتو" والاتحاد الأوروبي

في السياق، يسعى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي إلى تعزيز التعاون بعد أن تسببت الحرب الروسية على أوكرانيا إلى قلب النظام الأمني الأوروبي، بحسب إعلان مشترك اطلعت عليه وكالة الصحافة الفرنسية، الإثنين.

تسعى المنظمتان ومقرهما بروكسل إلى تحسين التنسيق لسنوات على رغم المخاوف في بعض الأوساط من أن الجهود المبذولة لتعزيز دور الاتحاد الأوروبي الدفاعي قد تقوض التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وأثارت الحرب الروسية دعوات لتسخير النفوذ المشترك للقوة الاقتصادية الأوروبية والقوة العسكرية الأميركية بشكل أفضل لتوفير حماية لمليار مواطن يعيشون في الدول الأعضاء.

ويتضمن البيان الذي سيعلنه كبار المسؤولين في "الناتو" والاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، أن "ذلك يعد منعطفاً رئيساً للأمن والاستقرار الأوروبي الأطلسي، وهو يثبت أكثر من أي وقت مضى أهمية العلاقات عبر الأطلسي ويستلزم تعاوناً أكبر بين الاتحاد الأوروبي والناتو".

وأضاف "بما أن التهديدات والتحديات الأمنية التي نواجهها تتفاقم من حيث النطاق والحجم، سنرفع شراكتنا إلى مستوى أعلى".ويشير البيان إلى معالجة "المنافسة الجيوستراتيجية المتنامية" وحماية البنى التحتية الحيوية والتعامل مع التهديدات من التقنيات الناشئة وفي الفضاء كمجالات مهمة لتعميق التعاون.

هناك 21 دولة من أصل 27 في الاتحاد الأوروبي أعضاء أيضاً في حلف شمال الأطلسي، وتسعى السويد وفنلندا حالياً للانضمام إلى هذه المنظمة.

ويذكر البيان، أن الهيئتان "تضطلعان بدور متكامل ومتماسك ومتبادل في دعم السلام الدولي" وتتعهدان "تعبئة" قوتهما السياسية والاقتصادية والعسكرية على نحو أفضل.

وسيحمل النص توقيع الأمين العام لـ"الناتو" ينس ستولتنبرغ ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال والمفوضة الأوروبية أورسولا فون دير لايين.

ومارست واشنطن ضغوطاً أيضاً على أوروبا لاتخاذ موقف أكثر حزماً في شأن التهديد الذي تشكله قوة الصين المتنامية.

وجاء في الإعلان المشترك أن "نفوذ الصين المتزايد وسياساتها تطرح تحديات علينا معالجتها".

أكد الكرملين، الاثنين، أن تسليم أوكرانيا مدرعات غربية وأسلحة أخرى أعلن عنها الأسبوع الماضي، لن يفعل سوى "إطالة أمد معاناة الشعب الأوكراني و"لن يغير" ميزان القوى.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "بشكل أساسي، لا يمكن لعمليات تسليم (المدرعات والأسلحة) تغيير أي شيء ولن تغير شيئاً، لن تفعل عمليات التسليم سوى إطالة أمد معاناة الشعب الأوكراني".

أعلنت الولايات المتحدة وألمانيا، الأسبوع الماضي، نيتها تسليم مدرعات فيما قالت فرنسا من جانبها إنها أرسلت دبابات خفيفة إلى كييف.

جريمة ضد الرب والإنسانية

قال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، الاثنين، إن حروباً كتلك التي تدور رحاها في أوكرانيا وتتعرض فيها مناطق المدنيين لما وصفه بالدمار من دون تمييز تمثل "جريمة ضد الرب والإنسانية".

وأدلى فرنسيس بالتصريحات في كلمة سنوية يوجهها إلى الدبلوماسيين المعتمدين في الفاتيكان، ويتناول فيها الوضع العالمي، وصارت تعرف باسم خطاب "حالة العالم".

وتحدث فرنسيس عن "الحرب في أوكرانيا وما تخلفه من موت ودمار وهجماتها على البنية التحتية المدنية مما يسبب فقداناً للأرواح ليس فقط بالرصاص وأعمال العنف وإنما أيضاً جراء الجوع والبرد القارس".

 

وقرأ بعد ذلك اقتباساً من دستور الفاتيكان يقول إن "كل عمل من أعمال الحرب يهدف إلى إلحاق الدمار من دون تمييز بمدن برمتها أو مساحات شاسعة وسكانها يعد جريمة ضد الإنسانية والرب تستوجب الإدانة الصارمة والقاطعة".

وأشار بابا الفاتيكان إلى أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 وقال "التهديد النووي في تصاعد اليوم للأسف ويشعر العالم مجدداً بالخوف والألم".

وكرر مناشدته فرض حظر شامل على الأسلحة النووية، واصفاً امتلاكها بغرض الردع بأنه "غير أخلاقي".

الهجمات الروسية متواصلة

يأتي ذلك فيما قالت أوكرانيا، الاثنين، إنها تعزز قواتها في منطقة دونباس الشرقية وتصد الهجمات المستمرة التي تشنها مجموعة "فاغنر" للمرتزقة على باخموت وبلدات أخرى هناك.

وأضافت السلطات الأوكرانية أن التعزيزات أٌرسلت إلى سوليدار، وهي بلدة صغيرة بالقرب من باخموت، حيث الوضع غاية في الصعوبة.

وقال الجيش الأوكراني، في بيان، "حاول العدو مجدداً محاولة يائسة للهجوم على مدينة سوليدار من اتجاهات مختلفة وأقحم الوحدات الأكثر احترافية من مجموعة فاغنر في المعركة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في تسجيل مصور مساء أمس الأحد، إن باخموت وسوليدار صامدتان على رغم الدمار واسع النطاق، وأضاف "يصد جنودنا المحاولات الروسية المستمرة للتقدم، الأمور في غاية الصعوبة".

وقال الحاكم الإقليمي أوليه سنيهوبوف إن هجمة صاروخية روسية على إحدى أسواق قرية شيفيتشينكوف بمنطقة خاركيف في الشمال قتلت امرأة (60 سنة) وأصابت سبعة آخرين من بينهم فتاة عمرها (13 سنة).

وبحث عمال الإنقاذ في الأكوام الضخمة من الحطام وفي أكشاك البيع المقلوبة والمحروقة وفي تجويف ضخم في الأرض، وذلك يحسب ما أظهر مقطع مصور نشرته هيئة البث العامة الأوكرانية على تطبيق "تيليغرام".

وكتب أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني عبر "تيليغرام" "الإرهابيون السوقيون"، مندداً بالهجوم.

وقال يفغيني بريغوجين، مؤسس مجموعة "فاغنر" العسكرية الخاصة، التي كانت تحاول الاستيلاء على باخموت وسوليدار لأشهر في حرب طاحنة حصدت كثيراً من الأرواح من كلا الطرفين، السبت، إن أهمية باخموت تكمن في شبكة المناجم هناك.

فائدة محدودة

ويقول محللون عسكريون إن الفائدة العسكرية الاستراتيجية لموسكو ستكون محدودة، وقال مسؤول أميركي إن مجموعة "فاغنر" تتطلع إلى السيطرة على الملح والجبس من المناجم هناك.

وقال سيرهي تشيريفاتي، المتحدث العسكري الأوكراني للمنطقة الشرقية، إنه يعتقد أن من الممكن تهدئة الموقف.

وأضاف متحدثاً مع التلفزيون الأوكراني "تجري معارك وحشية ودامية هناك، 106 عمليات قصف في يوم واحد،  عززنا قواتنا في سوليدار بقوات إضافية وبوسائل لهذا الغرض ونفعل كل شيء لتحسين حالة العمليات هناك".

لا هدنة في عيد الميلاد

استنكر زيلينسكي مجدداً ما وصفه بتقاعس روسيا عن الالتزام بوقف إطلاق النار الذي أعلنته بمناسبة عيد الميلاد وفقاً لتقويم الكنيسة الأرثوذكسية الروسية يومي الجمعة والسبت.

ولم توافق أوكرانيا قط على وقف إطلاق النار، وهو ما وصفته بذريعة روسية لتعزيز القوات، وتبادل كلا الطرفين الاتهامات في مواصلة الهجمات خلال هذه الفترة.

 

وقال زيلينسكي "كان الروس يقصفون خيرسون بذخائر حارقة بعد عيد الميلاد على الفور"، مشيراً إلى المدينة الواقعة في الجنوب التي انسحبت منها القوات الروسية في نوفمبر (تشرين الثاني).

وأضاف "هجمات على كراماتورسك ومدن أخرى في دونباس، وعلى أهداف مدنية وفي الوقت نفسه الذي أعلنت فيه موسكو عن توقف جيشها المفترض عن القصف".

مقتل 600 جندي أوكراني

وأمس الأحد، قالت روسيا إن هجمة صاروخية على كراماتورسك، الواقعة شمال غربي باخموت، قتلت 600 جندي أوكراني، لكن لم يعثر صحافي لـ"رويترز" في موقع الهجوم على أي علامات واضحة على وجود قتلى أو مصابين.

وزار فريق من "رويترز" مسكنين جامعيين قالت موسكو إنهما كانا مأوى موقتاً لجنود أوكرانيين وإنها استهدفته انتقاماً من هجوم قتل عشرات الجنود الروس وتسبب في غضب واسع في روسيا.

ولكن لا يحمل أي من المسكنين الواقعين في مدينة كراماتورسك بشرق البلاد علامات على تعرضه للقصف بشكل مباشر أو لأضرار جسيمة، ولم تكن هناك علامات واضحة على أن جنوداً كانوا يعيشون هناك أو على وجود جثث أو آثار دماء.

حملة إعلامية

ووصف سيرهي تشيريفاتي، المتحدث العسكري الأوكراني للمنطقة الشرقية، الادعاءات بوجود خسائر جماعية في الأرواح بمحاولة من وزارة الدفاع الروسية لإظهار أنها ردت بالقوة على أحدث هجمات أوكرانية على الجنود الروس. وقال تشيريفاتي لهيئة البث العامة الأوكرانية "هذه حملة إعلامية لوزارة الدفاع الروسية".

ومع اقتراب الحرب الروسية من إكمال عام، يتعرض الجيش الروسي لضغوط داخلية لتحقيق نجاحات في ساحة المعركة، ونادت الأصوات المتشددة بتصعيد الجهود الحربية بعد انتكاسات مثل خسارة أراض تم الاستيلاء عليها سابقاً وارتفاع عدد القتلى والمصابين، وانتقد بعض أبرز المدونين العسكريين الروس تصريحات وزارة الدفاع.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات