Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اختفاء بعد احتفاء... أسباب فشل أول موقع عربي لبيع الكتب إلكترونيا

بعد 12 عاماً من إطلاق شاب أردني منصة "جملون" يرى البعض أنه بات أحدث ضحايا الاستثمار في الشركات الناشئة

شعار موقع "جملون" الأردني (صفحة الموقع على فيسبوك)

ظل عالم المكتبات والقراءة عموماً في الأردن والعالم العربي حكراً على الشكل التقليدي الذي لم يفارق الرفوف و"الأكشاك"، حتى استطاع شاب أردني بمؤازرة أفراد أسرته، إطلاق أول موقع لبيع الكتب على الإنترنت، تحت اسم "جملون" عام 2010.

لاقت الفكرة رواجاً كبيراً، وضم الموقع أكثر من 10 ملايين عنوان، وحتى أبريل (نيسان) من عام 2022، كان بإمكان أي شخص شراء الكتب من الموقع من أي مكان في العالم، قبل أن تتحول قصة نجاح الشاب علاء السلال وعائلته إلى فشل وشكوى مريرة من الزبائن بعد انهيار المشروع الضخم.

تلاحقت شكاوى المشتركين والقراء الذين لا يزال بعضهم ينتظر عبثاً، وصول الكتب التي قاموا بشرائها عبر الموقع منذ منتصف العام الماضي، فيما يعول آخرون على رد الأموال التي قاموا بدفعها، في حين يبقى السؤال الذي يؤرق القراء: لماذا يفشل مشروع أسري ريادي عربي بهذا الحجم؟

اختفاء بعد احتفاء

حاول موقع "جملون" أن يحجز لنفسه موطئ قدم في عالم المكتبات العربية التي باتت تشكو قلة زوارها ومرتاديها، فأسهم في أن تطالها الحداثة، وأصبح منصة من منصات الكتب الإلكترونية المهمة والمتخصصة في بيع الكتب العربية.

لكن منذ نحو عامين، غصت مواقع التواصل الاجتماعي بشكاوى مريرة يتحدث أصحابها عن تعرضهم لعمليات "احتيال"، بحسب وصفهم، بعد تعذر شحن آلاف الكتب على رغم استيفاء ثمنها، مع توقف التواصل مع خدمة العملاء في الموقع، وقفل خاصية التعليقات على المنشورات في منصات الموقع كافة.

يسرد أحدهم تجربته مع موقع "جملون" منتصف أبريل الماضي بعد طلب شراء كتب عدة دفع ثمنها بالبطاقة الائتمانية، ليفاجأ بعدها بإبلاغه بعدم توفر الكتب المطلوبة، وإلغاء طلبه من دون رد أمواله.

ويرى آخرون أن السبب الرئيس وراء هذا الانهيار هو التوسع طمعاً في الحصول على استحواذ مجز من قبل شركة "أمازون" بشكل مشابه لصفقة الاستحواذ على موقع "سوق دوت كوم" الأردني أيضاً.

ضحايا الاستثمار في الشركات الناشئة

 ويعتقد مراقبون أن "جملون" هو أحدث ضحايا الاستثمار في الشركات الناشئة، وأن هذا الموقع كان سينجح لو بقي شركة عائلية كما بدأ، مع اتباع نظام مشابه في إدارة مخزونه لنظام موقع eBay العالمي.

اليوم تخلو واجهة الموقع على الإنترنت من أغلفة آلاف الكتب التي كانت تبعث الحياة في أول متجر عربي إلكتروني معرفي، وفيما يتوسط الصفحة الرئيسة بيان رسمي خجول يقدم الأعذار دون الحديث عن حلول، تبرر إدارة الموقع ذلك بعدم توزيع أي أرباح طيلة فترة عمل "جملون"، الذي كان يستثمر كل العوائد المالية في دعم الشركة وبنيتها التحتية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لوم تداعيات كورونا

ويقول القائمون على الموقع إن الهدف كان السعي لكسر الحواجز أمام الانتشار المعرفي بين الأفراد من قلب العاصمة عمان.

ووفقاً لبيان صادر عن القائمين على الموقع فإن السوق الرئيسة للموقع هي الخليج العربي، وأن إدارة الموقع حصلت في السنوات الماضية على ثقة المستثمرين والداعمين، ما أدى للتوسع عبر مكتباب في لبنان والإمارات.

ويلقي موقع "جملون" باللائمة على تداعيات جائحة كورونا، بعد نجاح امتد سنوات، وترجم إلى عرض أكثر من 10 ملايين كتاب عربي وإنجليزي من أكثر من 27 ألف ناشر حول العالم.

وتقول إدارة الموقع إنها تحملت لسنوات نسبة كبيرة من كلفة الشحن في محاولة لدعم المبيعات وأخذ حصة سوقية أكبر في سوق بيع وتوزيع الكتب في المنطقة العربية، مع جذب مزيد من الدعم للمشروع لتحقيق الاستدامة المرجوة.

لكن تكاليف الشحن المرتفعة في الوطن العربي، مع استمرار نهج الطباعة التقليدية للكتب وقلة الاستثمارات في هذا القطاع وقلة عدد العقود التي تم الحصول عليها، كلها أسباب حالت دون الاستمرار طويلاً.

استعجال الاستحواذ

ووفق قراءة معمقة للبيان المنشور على الموقع الإلكتروني لـ"جملون"، فإن التعويل على صفقة استحواذ مهمة من قبل الموقع العالمي "أمازون" واستعجال ذلك، كان بمثابة الضربة القاضية للموقع، ففي النصف الثاني من عام 2019، وهو العام الذي بدأ فيه انتشار وباء كورونا، تغيرت نظرة الشركات الاستثمارية لتلك الناشئة، وأصبحت تطالبها بنماذج عمل ربحية، ومع ظهور كورونا وفقاً لـ"جملون"، أخذت أسعار الشحن في الارتفاع، مما زاد من الصعوبات وحال دون الحصول على تمويل إضافي، حتى توقفت عمليات الشركة تماماً في مايو من عام 2022.

المزيد من تقارير