Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يؤشر اعتزال مهيوبي إلى بدء التغيير في السياسة الجزائرية؟

المرشح لرئاسيات 2019 أعلن اعتزاله العمل الحزبي وتفرغه للكتابة والأدب والثقافة

وزير الثقافة الجزائري السابق والمرشح لرئاسيات 2019 عز الدين ميهوبي يعلن اعتزاله السياسة (موقع حزب التجمع الوطني الديمقراطي)

أعلن وزير الثقافة الجزائري السابق والمترشح لرئاسيات 2019 في الجزائر عز الدين ميهوبي اعتزاله العمل السياسي والحزبي وتفرغه التام للكتابة والعمل الأدبي والثقافي.

وكتب ميهوبي وهو المناضل في التجمع الوطني الديمقراطي استقالته واعتزاله العمل السياسي في بيان نشره على شبكات التواصل الاجتماعي.

وبرر ميهوبي (64 سنة) قراره بالابتعاد عن الحياة السياسية بورود اسمه في أخبار ومقالات بمواقع إلكترونية، قال إنها "تحمل قراءات وتكهنات مغرضة".

وجاء في بيان ميهوبي "لفت انتباهي في الآونة الأخيرة، مثل كثير من الناس، ورود اسمي في أخبار أو مقالات بمواقع إلكترونية، ضمن قراءات وتكهنات لا صلة لي بها، بل إن أغلبها مغرض ويهدف إلى نشر مغالطات، أبرئ نفسي منها".

وأضاف "أجدد مرة أخرى للرأي العام اعتزالي للعمل السياسي والحزبي".

التفرغ للعمل الثقافي

وأكد أن هذا القرار جاء "بعد مسيرة مهنية ثرية ومنتجة في المجالين الثقافي والإعلامي والممارسة السياسية، تبوأت خلالها كثيراً من المواقع والمسؤوليات في الإدارة ومؤسسات الدولة، وقدمت ما استشعرت أنه جهد صادق واجتهاد مطلوب في أداء المهمات المنوطة بي، وأسهمت في الاستحقاقات التي عرفتها البلاد في كل الفترات من منطلق المواطنة والوطنية".

وشدد ميهوبي على أن اعتزاله العمل السياسي لا يعني تركه لبصمة الثقافة وقال إنه سيعود للكتابة وتكريس جهده للعمل الأدبي والفكري الذي بدأ به مسيرته قبل 40 عاماً، قائلاً "سوف أواصل إسهاماتي في الفعل الثقافي الذي يشكل ركيزة مهمة في بناء كيان الدولة وتعزيز تنوعها وهويتها وإشعاعها على العالم".

وأضاف ميهوبي "سأبقى، كما كنت دائماً، داعماً لمؤسسات الدولة وهيئاتها الرسمية، وسنداً لجهودها في التطور والتجديد، والحفاظ على المكاسب التي حققها المجتمع الجزائري في كل المجالات، والارتقاء بروح الحوار والمبادرة والإبداع، انطلاقاً من قيم انتفاضة نوفمبر العظيمة".

وفي تصريح مقتضب إلى "اندبندنت عربية"، أوضح عز الدين ميهوبي أن أسباب تخليه عن العمل السياسي والحزبي تعود أساساً للنقاط الواردة في البيان من دون الكشف عن دوافع أخرى.

وقال إنه يفضل في الوقت الحالي عدم الإدلاء بأية تصريحات للصحافة حول الموضوع والتفرغ للعمل الثقافي والأدبي فقط.

وليست المرة الأولى التي يعلن فيها عز الدين ميهوبي الذي لم ينجح في انتخابات ديسمبر (كانون الأول) 2019 الرئاسية التي فاز بها عبدالمجيد تبون، اعتزاله العمل السياسي، فقد أعلن في مايو (أيار) 2020 خلال المؤتمر السادس لحزب "التجمع الوطني الديمقراطي" أنه لم تعد لديه وظيفة داخل الحزب وأنه سيتفرغ للكتابة.

وكان الصحافي والكاتب والشاعر الجزائري عز الدين ميهوبي نائباً في المجلس الشعبي الوطني من عام 1997 حتى 2002، ثم تناوب بين إدارة المؤسسات العامة مثل الإذاعة والمكتبة الوطنية والمناصب الوزارية في عهد الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة.

وبعد انتهاء الفترة التي تسلم فيها وزارة الاتصال، أصبح وزيراً للثقافة عام 2015 حتى 31 مارس (آذار) 2019 ويأتي هذا الإعلان قبل أقل من عامين من الانتخابات الرئاسية المقبلة في الجزائر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ملفات فساد

وفي مايو 2020، قال عز الدين ميهوبي الذي كان يشغل منصب الأمين العام بالنيابة لـ"التجمع الوطني الديمقراطي"، إنه يتنحى من أي منصب قيادي في الحزب وزكى الطيب زيتوني لقيادة الحزب.

وارتبط اسم ميهوبي في العامين الأخيرين بملفات فساد مالي، إذ صدر في حقه قرار المنع من السفر بالتزامن مع تحقيقات فتحتها فصيلة الأبحاث للدرك في العاصمة، تشمل ملفات فساد في مجال الثقافة.

كما ورد اسم ميهوبي في قضية المنتجة السينمائية سميرة حاج جيلاني التي توبعت بتھم تتعلق بسوء استغلال النفوذ والوظیفة وتبییض الأموال وتبديد أموال عمومیة وتحويل رؤوس أموال إلى الخارج بطرق غیر شرعیة.

خطوة ميهوبي سبقها إعلان الناشط السياسي المثير للجدل رشيد نكاز وقف نشاطه السياسي بشكل نهائي، بسبب ظروفه الصحية ورغبته في الالتحاق بعائلته التي تعيش خارج البلاد، ملتمساً من الرئيس عبدالمجيد تبون تمكينه من حقوقه بعد قرار القضاء أخيراً إلغاء تخفيض عقوبته بسنة ونصف السنة بناء على عفو رئاسي.

وجاء في الصفحة الرسمية لنكاز على "فيسبوك" أن الناشط وجه رسالة إلى تبون يبلغه فيها أنه استقال بفعل "قهر الظروف من العمل السياسي"، مستلهماً قراره من "تاريخ الأمير عبدالقادر الجزائري في مقاومة الاستعمار الفرنسي"، على حد قوله.

اعتزالات أخرى

وليست المرة الأولى التي يتخلى فيها مرشح رئاسي عن العمل السياسي في الجزائر، فقد أعلن علي بن فليس المرشح لرئاسيات 2019، تنحيه عن رئاسة حزبه "طلائع الحريات" ووضع حد لمشواره السياسي والانسحاب من الحياة السياسية بشكل نهائي، مباشرة بعد ظهور النتائج الرسمية لاقتراع 12 ديسمبر 2019.

وجاء اعتزال بن فليس، رئيس الوزراء الأسبق بعد خسارته للمرة الثالثة في انتخابات الرئاسة، إذ ترشح أول مرة للانتخابات الرئاسية عام 2004 ضد حليفه السابق عبدالعزيز بوتفليقة، وحل ثانياً، ثم في انتخابات 2014 التي حل فيها بالمركز الثاني أيضاً خلف بوتفليقة.

ويعد قرار المرشح الرئاسي بالاعتزال السياسي سابقة في تاريخ الجزائر، بخاصة أن انسحابه كان أيضاً من رئاسة الحزب الذي أسسه عام 2014.

ويرى متابعون للشأن السياسي في الجزائر أن اعتزال شخصيات سياسية بارزة يعد خسارة للجزائر وللساحة السياسية بالنظر إلى رصيدها الكبير الذي يقدم إضافة إلى العمل السياسي والحزبي في البلاد.

كما اعتبروا الأمر مؤشراً إلى بداية تغيير جذري ولو بشكل تدريجي في الساحة السياسية الجزائرية بضخ دماء جديدة في الأحزاب المشكلة للمشهد السياسي وصعود كوادر من الشباب تحمل أفكاراً ورؤى جديدة تعمل على تحديث العمل السياسي.

في المقابل، يرى آخرون في انكفاء هذه الشخصيات عن العمل السياسي إحراجاً لسياسيين آخرين تشبثوا بمناصبهم الحزبية من دون إفساح الطريق لصعود الكفاءات من القاعدة.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات