Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"دعم ونفايات"... أين يذهب "خبز الجزائر"؟

10 ملايين رغيف ترمى يومياً ومتخصصون يردون السبب إلى "الأسعار الزهيدة" وحملات توعية لترشيد الاستهلاك

تدق الجهات المعنية ناقوس الخطر وتبحث عن حلول واقعية للإهدار الذي تتحمل الخزانة كلفته (وكالة الأنباء الجزائرية)

لا يزال موضوع "التبذير" يأخذ مساحة واسعة من الاهتمام في الجزائر، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالخبز، ومن هنا تأتي أهمية الدراسة التي أجرتها وكالة النفايات وكشفت فيها عن إهدار نحو مليار خبزة خلال عام 2021 بإلقائها في النفايات، الأمر الذي فتح نقاشات واسعة بين من طالب برفع أسعار الخبز ومن يرى تحويل الفائض منه إلى تغذية المواشي.

أرقام صادمة

أوضحت الوكالة الجزائرية للنفايات أن الإنتاج اليومي لنفايات الخبز بلغ نحو 228 ألف طن في المجمل، ما يعادل 912 مليون خبزة عام 2021 وحده بنسبة 0.92 في المئة من مجموع النفايات المنزلية وما شابهها، وهذه النفايات تتجه إلى مراكز الردم.

ولا يخلو شارع أو عمارة أو بيت من كيس يحتوي على كمية من الخبر اليابس الذي يتم وضعه في الطريق العام حتى يأخذه من يحتاج إليه، في مشهد بات معهوداً بجميع مناطق البلاد، وهناك من يرجع الظاهرة إلى إقدام المواطنين على شراء الخبز المدعم بكميات مضاعفة من دون مراعاة حجم الاستهلاك العائلي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حاولت الجهات الوصية مواجهة الظاهرة عبر العمل التوعوي واعتمدت في المرحلة الأولى على توزيع كتيب يتضمن وصفات طهي الخبز من أجل حث المواطنين على تحضيره بأياديهم لمعرفة قيمته الحقيقية وتعويدهم على الاستعمال العقلاني له.

وزارة التجارة دخلت على الخط وباشرت حملات إعلامية من أجل مكافحة إهدار الخبز، وكانت البداية مع لفت انتباه الجمهور العريض إلى الظاهرة ورهاناتها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وكذلك تعميم طرق مكافحة التبذير من خلال حفظ الخبز واستعمال بقاياه، إضافة إلى تنظيم معارض ومسابقات رسم حول هذه الظاهرة وإنجاز تحقيقات في شأن الموضوع، كما تم اقتراح أطباق مجهزة بالخبز المسترجع لإظهار سبل تقليص التبذير على اعتبار أن الخبز لا يعد فقط المنتج الأكثر استهلاكاً في الجزائر بل الأكثر تبذيراً به أيضاً.

ملايين الدولارات تحترق

في السياق يقول أستاذ الاقتصاد علي حاجي لـ"اندبندنت عربية" إن استهلاك الجزائر من الخبز يتزايد من عام إلى آخر بسبب ارتفاع عدد السكان، ثم لأسعاره التي تبقى ضعيفة جراء الدعم الحكومي، ثم غياب الوعي بأهمية ترشيد الاستهلاك، موضحاً أن البلاد تحولت إلى واحدة من أكبر الدول استيراداً للقمح في العالم، بحيث تحتل المرتبة الثانية عربياً بعد مصر، بما يقارب 7 ملايين طن سنوياً، الأمر الذي يكلف الخزانة العمومية قرابة ملياري دولار.

ويتابع أن نسبة القمح الموجه للمخابز تشكل تقريباً 60 في المئة من المخزون في إطار دعم مباشر من الدولة للخبز، غير أن الاستهلاك المفرط المقترن بظاهرة التبذير التي شبهها الرئيس عبدالمجيد تبون بإشعال النار في ملايين الدولارات، تجعل التوقف برهة لمراجعة الوضع أمراً ضرورياً، مبرزاً أن الجزائري يرمي ملايين قطع الخبز يومياً، في ظاهرة غريبة ترجع إلى سعره الزهيد الذي يسجل 0.07 دولار للقطعة الواحدة، ثم الاقتناء فوق الحاجة اليومية.

بدوره يكشف رئيس اتحادية الخبازين الجزائريين يوسف قلفاط عن أن 10 ملايين خبزة ترمى يومياً في النفايات وترتفع الكمية في شهر رمضان لتصل إلى 13 مليون خبزة في اليوم بمعدل خسائر سنوية يبلغ 350 مليون دولار، مضيفاً "للأسف هذه حال المادة المدعمة من طرف الدولة، فمآلها المفرغات العمومية وجزء منها تستفيد منه المواشي والحيوانات".

وفي وقت تدق السلطات والجهات المعنية ناقوس الخطر وتبحث عن حلول واقعية تضع حداً للتبذير الذي تتحمل الخزانة كلفته، تستفيد أطراف من استمرار الوضع عبر تجميع بقايا الخبز وإعادة بيعها إلى مربي المواشي والدواجن بسعر يتراوح بين 60 ديناراً جزائرياً (نحو 0.4 دولار) و70 ديناراً (0.5 دولار) للكيلوغرام الواحد، وبالنسبة إلى الخبز اليابس قبل طحنه فيبلغ سعره 100 دينار (0.7 دولار) للكيس الواحد ويرتفع إلى 150 ديناراً (دولار واحد) تقريباً في ظل زيادة أسعار الشعير والتبن مع نقص الكلأ.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي