Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وحشية أمير حرب روسي تبعث برسالة مدوية إلى موسكو

نبذة عن الأوضاع الإنسانية المزرية السائدة في بلدة باخموت بشرق أوكرانيا

أهمية باخموت الحقيقية تقع في موسكو (غيتي)

وصفت مجلة "إيكونوميست" في مقال حمل العنوان أعلاه الأوضاع الإنسانية المزرية السائدة في بلدة باخموت بشرق أوكرانيا حيث يحتدم القتال بين القوات الروسية الغازية والقوات الأوكرانية المدافعة. ونقلت عن ياروسلاف هيرفولسكي، الجندي في لواء إخلاء القتلى والجرحى في الجيش الأوكراني، قوله مع عودة الجيش الروسي إلى مهاجمة البلدة بعد طرده منها الشهر الماضي: "يصعب وصف الشعور. تتجمع 40 جثة فوق بعضها بعضاً. يختلط الديزل بالدم واللحم البشري المهترئ. إنها فوضى لعينة، ولا أحد يعرف ما سيحل تالياً". تقع باخموت على بعد 70 كيلومتراً إلى الشمال من دونيتسك التي ضمتها روسيا العام الماضي، وتعد الجبهة الواقعة عند البلدة أكثر الجبهات التهاباً في أوكرانيا حالياً. وقدرت المجلة قتلى الجانبين بالمئات كل يوم. ولفتت إلى أن أهميتها العسكرية محدودة فهي توفر مصدراً للتزود بالمياه وتمر عبرها طريق بارزة للنقل البري.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بيد أن أهمية باخموت الحقيقية تقع في موسكو، فهي موقع يريد حليف الرئيس فلاديمير بوتين يفغيني بريغوجين و"مجموعة فاغنر" التي يقودها، وهي ميليشيات من المرتزقة، إثبات قدراتهما فيه. ويتولى "أمير الحرب" هذا، على حد وصف "إيكونوميست"، جبهة باخموت في الآونة الأخيرة، مما يغضب عسكريين وسياسيين روساً لا يتوانى الرجل عن انتقادهم علناً. ووفق سيرهي تشيريفاتي، الناطق باسم القيادة الأوكرانية الشرقية، تولى القيادة العملانية في الجيش الروسي أخيراً الجنرال سيرغي سوروفيكين، وهو متشدد أيد بريغوجين ترشيحه للمنصب. وقال تشيريفاتي للمجلة إن الشبكة اللوجيستية العسكرية النظامية بدأت تدعم "فاغنر" التي بدأت بدورها تقاتل إلى جانب قوات نخبوية روسية، لكن العلاقة بين الجيش والميليشيات توترت مجدداً إثر نكسات في باخموت.

وأشارت "إيكونوميست" إلى أن "فاغنر" نشرت الشهر الماضي فيديو يظهر اثنين من مقاتليها يهاجمان لفظياً القائد العام للقوات المسلحة الروسية، الجنرال فاليري جيراسيموف. وزعم المقاتلان اللذان كانا ملثمين وبدا أنهما كانا يقاتلان قرب باخموت أن جيراسيموف يحجب عن الميليشيات الذخائر. "نحن نقاتل الجيش الأوكراني بأسره، وأين أنت؟ ثمة كلمة واحدة فقط تصف ما أنت عليه – مثلي". واستنكر موالون للكرملين الهجوم، لكن بريغوجين أيد رجاله علناً. وتعززت انتقادات القوميين الروس لقيادة جيش بلادهم بعد سقوط صاروخ أوكراني على ثكنة روسية في ماكييفكا الواقعة على بعد 60 كيلومتراً من باخموت يوم رأس السنة. وأدى الهجوم، المنفذ على ما يبدو بصواريخ غربية دقيقة من طراز "هيمار" وصلت حديثاً إلى أوكرانيا، إلى مقتل العشرات من الجنود، وغالبهم ممن عبئوا حديثاً. وقال الروس إن 89 جندياً قتلوا في حين أكد الأوكرانيون أن العدد وصل إلى 400. وقال إيغور "ستريلكوف" غيركين، الضابط السابق في الاستخبارات و"الشخص الغريب الأطوار"، إنه كان حذر جنرالات الجيش من ضربة مماثلة، واصفاً إياهم بـ"غير القابلين مبدئياً للتدرب [فاشلين]".

ونقلت المجلة عن تاتيانا ستانوفايا، المحللة السياسية المقيمة في موسكو، قولها إن مسؤولين في الرئاسة الروسية يشعرون بقلق من تمكن بريغوجين، المحكوم سابقاً بالسجن بجرائم سرقة واحتيال، يتقرب من بوتين. أضافت: "يهاجم بريغوجين المؤسسات الحكومية في شكل ينحو إلى ثورة عليها، وهذا يشعر كثراً بالفزع". ورد سيرغي شويغو، وزير الدفاع الذي لم يسلم من انتقادات "فاغنر"، بأن أسس مجموعة خاصة به من المرتزقة باسم "باتريوت" لتقاتل في الدونباس. وقال تشيريفاتي إن "باتريوت" ربما تستهدف تشكيل قوة موازنة لـ"فاغنر". ولم تستبعد المجلة اندلاع صراع بين بريغوجين وبوتين إذا تراجعت قدرة الأخير على الإمساك بزمام الأمور أو ثبتت إصابته بالسرطان كما يشاع في الفترة الأخيرة.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات