Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تظاهرات تطالب بإغلاق مراكز احتجاز المهاجرين في أميركا وبنس يتحدث عن "أزمة"

زار نائب الرئيس الأميركي مخيماً مكتظاً في تكساس وذكرت الصحافة ظروف توقيف صعبة

تظاهر آلاف الأشخاص في مدينة سان إيسيدرو الأميركية على الحدود مع المكسيك، السبت 13 يوليو (تموز)، مطالبين بالإفراج عن المهاجرين وإغلاق مراكز احتجازهم، التي وصفوها بـ "معسكرات اعتقال حقيقية".

وفي مقدمة المسيرة التي توجهت إلى مركز سان إيسيدرو الحدودي في ولاية كاليفورنيا والمزدحم جداً بالموقوفين، سار أطفال غطوا أكتافهم بورق ألمنيوم، مماثلة لتلك التي يتسلّمها المهاجرون غير الشرعيين عند توقيفهم. كما سار آخرون على وقع رقصات تقليدية وسط رائحة البخور، ورفع متظاهرون لافتات كُتب عليها "أغلقوا معسكرات الاعتقال" و"مكان الأطفال ليس في الزنزانات" و"لسنا نازيين".

"معاملة غير إنسانية"

ونُظمت كذلك تظاهرات في مدن أميركية أخرى، مثل لوس أنجلوس وواشنطن، وذلك بعد 10 أيام على إدانة لجنة محاسبة أميركية مراكزَ التوقيف هذه والاكتظاظ فيها.

واختارت تاراز لين، متظاهرة بالغة من العمر 60 عاماً وتعمل في رسم الأزياء، عرض دمى مغطاة بورق الألمنيوم لإدانة مراكز احتجاز المهاجرين، ودمى باربي عارية تمثّل الأمهات "اللواتي يُحرمن من حقوقهن ومن أطفالهن".

أما صديقتها أليزا ديفيس، 48 عاماً، فتنكرت بهيئة تمثال الحرية، الذي يبقى في نظر كثيرين رمزاً للهجرة إلى الولايات المتحدة، ورأت أنه "ليس هناك سبب لمعاملة لاجئين ومهاجرين بطريقة غير إنسانية".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن الأسبوع الماضي أن الحل الأفضل لمراكز الاحتجاز هو في نهاية المطاف "عدم القدوم إلى الولايات المتحدة".

 

بنس يحمّل الديمقراطيين المسؤولية

بالتزامن، زار نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، الجمعة، مركزاً لاحتجاز المهاجرين في تكساس، وتوجه إلى نقطة ماك آلن الحدودية، حيث اصطُحب إلى مركز في الهواء الطلق يضمّ 384 رجلاً، في منطقة أشبه بالقفص المسيّج.

وفي ظلّ افتقاد المركز للأسرّة والفرش والوسادات، واقتصار تجهيزاته على أغطية من البوليستر، قال بنس بعد الزيارة أنه لم يتفاجأ بما رآه، مضيفاً "ما نشهده هنا اليوم، واكتظاظ هذه النقطة الحدودية والأزمة الشاملة على حدودنا، يؤكّد ضرورة بذل الكونغرس جهداً أكبر... إنها أزمة تتخطى قدرات نظامنا". وتابع بنس كلامه محمّلاً الديمقراطيين مسؤولية تفاقم الأزمة بتصديهم لجهود ترمب من أجل تمويل الأمن الحدودي.

فالكونغرس يشهد انقساماً بين مؤيدي الإدارة ومعارضيها حول كيفية إنفاق مساعدة طارئة قدرها 4،6 مليارات دولار، أُقرّت لتخفيف حدة أزمة تدفق المهاجرين إلى الولايات المتحدة، وذلك بعدما اضطُر الديمقراطيون، الشهر الماضي، للرضوخ للضغوط والموافقة على التمويل.

 

انبعاث روائح كريهة

ونقلت تقارير إعلامية عن الصحافيين الذين رافقوا بنس في زيارته، وسُمح لهم بالبقاء في المنطقة 90 ثانية، قولهم إن الروائح المنبعثة من المكان كانت كريهة، وإن المحتجزين صرخوا لهم إنهم موجودون في هذا المكان منذ 40 يوماً على الأقل، وإنهم جائعون ويريدون أن يتمكنوا من تنظيف أسنانهم.

في المقابل، رفض مدير مركز ماك آلن مايكل بانكس ما قاله المحتجزون عن أوضاعهم، مؤكداً أنه يسمح لهم بتنظيف أسنانهم بالفرشاة مرة يومياً، وأن أحداً منهم لم تتجاوز مدة احتجازه في هذا المركز 32 يوماً.

أضاف أنهم يحصلون على ثلاث وجبات ساخنة يومياً، من المطاعم المحلية، والعصير والبسكويت. وفي ما يتعلّق باستحمامهم، أقرّ بانكس بأن كثيرين من المحتجزين لم يستحموا منذ 10 أو 20 يوماً، موضحاً أن المنشأة أمّنت الخميس مقطورة للاستحمام.

ويُشتبه في أن المحتجزين عبروا الحدود بطريقة غير قانونية، فجُمعوا في مراكز التوقيف.

وزار بنس أيضاً، في وقت سابق، منشأة أخرى للمهاجرين، أقيمت منذ شهرين وتتألف من خيام بيضاء تأوي 800 شخص، وتبلغ قدرتها الاستيعابية حوالى ألف شخص.

وتحادث بنس هناك مع أهال وأطفال أبلغوه بتلقيهم رعاية جيدة، وهو بدوره قال إن "كل العائلات التي تحدّثت إليها، ذكرت أنها تتلقى رعاية جيدة"، مندداً بـ "الخطابات المجحفة" التي يطلقها الديمقراطيون. ووصف مراسلون رافقوا بنس مشاهدتهم أكواماً من الملابس ومياه الشرب والعصير والحفاضات، في المراكز.

 

قضية أطفال المهاجرين

وكانت أزمة المهاجرين غير الشرعيين احتدمت نتيجة تطبيق إدارة ترمب، عام 2018، سياسة "عدم التسامح" التي أدّت إلى فصل أكثر من 2300 طفل عن أهاليهم عند الحدود، قبل أن تعود الحكومة وتتراجع عن قرارها.

وفي هذا السياق، عقدت لجنة الرقابة في مجلس النواب، في وقت سابق من الجمعة، جلسة حول أطفال المهاجرين الذين جرى فصلهم عن ذويهم.

وقال تقرير نشرته اللجنة إن 18 طفلاً، تقل أعمارهم عن عامين، فُصلوا عن أهاليهم لفترات تتراوح بين 20 يوماً ونصف السنة، ورأى رئيس اللجنة إيلايجا كامينغز أن "الإدارة تسبب المشاكل عند الحدود ولا تحلها".

وقالت الأستاذة في جامعة كولومبيا إيلوار موخرجي، التي زارت مركزاً لاحتجاز المهاجرين في كلينت في ولاية تكساس، للجنة إن عدداً من الأطفال لا يزالون يرتدون الثياب ذاتها منذ عبورهم الحدود، وليس هناك من يهتم بنظافتهم. أضافت "بسبب الروائح، كان من الصعب عليّ الجلوس بقربهم".

المزيد من دوليات