Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ارتفاع حالات ترك أدوات جراحية داخل أجسام المرضى في إنجلترا

إحدى النساء "فقدت الأمل" بعد أن نُسيت شفرة جراحية في جسمها إثر خضوعها لعملية جراحية لاستئصال المبيضين

عندما تترك أدوات جراحية داخل جسم المريض، قد يستوجب ذلك إجراء عملية جراحية أخرى لإزالتها. وفي بعض الأحيان، لا يتم اكتشاف هذه الأخطاء إلا بعد أسابيع أو أشهر أو حتى سنوات (رويترز)

كشفت بيانات جديدة أن أدوات ثقب ومشارط كانت من بين كثير من الأدوات الجراحية التي تركت داخل أجساد المرضى بعد خضوعهم لعمليات جراحية العام الماضي في المملكة المتحدة.

وحصلت حوادث نسيان أدوات دخيلة في أجساد المرضى 291 مرة داخل مستشفيات في إنجلترا بين عامي 2021 و2022 بما فيها مسحات وضمادات (شاش) وأدوات جراحية، في ارتفاع مهول عما كانت عليه الحال قبل عقدين من الزمن، أي في عامي 2001 و2002، عندما بلغت عدد تلك الحوادث حينها 156 فقط.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويأتي ذلك فيما ترزح هيئة الخدمات الصحية الوطنية (أن أتش أس) NHS تحت ضغط هائل واضطرارها للتعامل مع عدد أكبر من المرضى مقارنة بالسابق مع تشرذم الخدمات بشكل إضافي جراء الإضرابات الحالية التي تطالب برفع الأجور وتحسين ظروف العمل.

وقامت وكالة برس أسوسييشن (PA) الإخبارية بمعاينة 20 عاماً من بيانات المستشفيات في إنجلترا ووجدت أن العام الذي شهد أقل عدد حوادث مماثلة كان 2003-2004 عندما سجل الأطباء 138 حالة.

خلال العام الماضي، بلغ متوسط أعمار المرضى الذين تم ترك أدوات دخيلة في أجسادهم 57 عاماً بيد أن الأرقام تظهر فئات عمرية أوسع تأثرت بتلك الأخطاء الطبية بدءاً من الأطفال إلى المرضى الذين تتخطى أعمارهم الـ90 عاماً.

الجدير بالذكر هو وجود إجراءات صارمة في المستشفيات لتجنب هذه الأخطاء الفادحة بما في ذلك وضع قائمة للمراجعة والتعداد المتكرر للأدوات الجراحية.

وتصنف (أن أتش أس) ترك أداة أو شيء ما داخل جسم المريض بعد الجراحة بـ"حادثة لا يجدر أن تحصل" Never Event مما يعني أن الحادثة تنطوي على خطر كبير وما كان يجب حدوثها.

وعندما تترك أدوات جراحية داخل جسم المريض، قد يستوجب ذلك إجراء عملية جراحية أخرى لإزالتها. وفي بعض الأحيان، لا يتم اكتشاف هذه الأخطاء إلا بعد أسابيع أو أشهر أو حتى سنوات.

ولا توضح البيانات الرقمية للهيئة الصحية متى خضع المريض لجراحته الأولى أو علاجه الأول أو إذا ما تم ذلك في مستشفى تابع لها أو داخل مستشفى خاص. كما أنه من المحتمل ألا تعود كل "حادثة" لمريض واحد إذ إن بعض الأشخاص قد يكونون تلقوا الرعاية أكثر من مرة وفي مستشفيات مختلفة.

وفي تعليقها على الموضوع، قالت رايتشل باور المديرة التنفيذية لـ"جمعية المرضى" Patients Association: "عندما تحصل تلك الحوادث التي لا يجدر حدوثها، فإن الآثار الجسدية والنفسية الخطيرة التي تسببها يمكن أن ترافق المريض لبقية حياته ولا يجب أن يحصل هذا على الإطلاق لأي شخص يتلقى العلاج ضمن هيئة الخدمات الصحية الوطنية. فيما نقدر بشكل كامل الأزمة التي تواجه الهيئة، إلا أنه لا يجدر بهذه الحوادث أن تحصل في حال تم تطبيق الإجراءات الوقائية".

ووصفت امرأة من شرق لندن كيف أنها "فقدت الأمل" بعد أن ترك جزء من شفرة جراحية داخل جسمها أثناء خضوعها لعملية جراحية لإزالة المبيضين في عام 2016.

وذكرت المرأة البالغة 49 عاماً، التي فضلت عدم ذكر اسمها: "عندما استيقظت، شعرت بشيء ما في بطني. الذي تبين لاحقاً أن سببه هو المشرط الذي استُخدم في العملية والذي انكسر جزء منه وبقي في بطني".

وأضافت قائلة: "كنت ضعيفة للغاية وفقدت كثيراً من الدم، شعرت بألم شديد ولم يكن في يدي حيلة سوى البكاء. لقد فقدت الأمل وفقدت الإيمان بهم، لم أعد أثق بهم أبداً".

هذا مع العلم أن الشفرة بقيت لمدة خمسة أيام داخل جسمها مما أدى إلى بقائها في المستشفى لأسبوعين إضافيين. كما أن الجرح الذي نتج عن خضوعها لعملية ثانية استغرق وقتاً أطول لكي يلتئم وترك ندبة، التي قالت عنها المرأة:  "في كل مرة أنظر فيها إلى بطني، أراها".

وفي بيان مشترك، قالت إيمالين بوشنيل وكريا هورلي من دائرة الإهمال الطبي في شركة المحاماة "لاي داي" Leigh Day التي تمثل المرأة في الدعوى التي رفعتها [ضد المستشفى]: "إن الخضوع لعملية جراحية هو أمر مقلق من دون شك لأي مريض، ولكن في حالات ترك الأدوات الدخيلة، غالباً ما يؤدي ذلك إلى إلحاق ضرر ملحوظ بالمريض. للأسف، نستمر في رؤية هذه الحالات بعد العمليات الجراحية مما يؤدي إلى دخول المرضى مجدداً إلى المستشفى والخضوع لجراحة أخرى والمعاناة من تسمم الدم والالتهاب والإصابة بالناسور (fistula) أو انسداد الأمعاء وثقب في الأمعاء فضلاً عن الضرر النفسي. لا يجدر بهذه الحوادث أن تحصل ونحن نرحب بأي خطوات للحد من حوادث ترك الأدوات داخل أجسام المرضى".

وفي سياق متصل، وجد تحليل أجرته وكالة برس أسوسييشن ونُشر في مايو (أيار) 2022 أنه تم تسجيل 407 حوادث من هذا القبيل في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا بين أبريل (نيسان) 2021 ومارس (آذار) 2022.

التحليل وجد أن مسحات مهبلية كانت قد تركت في أجسام المرضى 32 مرة فيما تم نسيان مسحات جراحية 21 مرة. وشملت الأشياء الأخرى التي تُركت داخل أجساد المرضى جزءاً من زوج قواطع الأسلاك وجزءاً من شفرة مشرط وكذلك برغي من ملقط جراحي. وفي ثلاث حوادث منفصلة جرت خلال العام، تم نسيان جزء من مثقاب جراحي داخل أجسام المرضى.

وفي هذا الإطار، قال متحدث باسم هيئة الخدمات الصحية الوطنية: "بفضل جهود طاقم العمل في الهيئة، أصبحت هذه الحوادث نادرة. ولكننا ملتزمون، في حال حصولها، باستخلاص العبر منها بهدف تحسين الرعاية للمرضى المستقبليين. خلال العام الماضي، نشرت هيئة الخدمات الصحية الوطنية إرشادات جديدة قامت بإحداث تحول كبير في طريقة استجابة الهيئة للحوادث المرتبطة بسلامة المريض مما سيساعد المؤسسات على تعزيز تركيزهم في فهم كيفية حصول تلك الحوادث واتخاذ الخطوات اللازمة لإدخال التحسينات في هذا السياق".

أسهمت وكالة برس أسوسييشن (PA) في إعداد هذا المقال

© The Independent

المزيد من صحة