Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التصنيع الصيني ينكمش وسط مخاوف محلية ودولية

صندوق النقد وحكومة بكين يؤكدان صعوبة التحديات  

الصين تمر بمرحلة جديدة من السيطرة على "كوفيد 19" (رويترز)

أظهرت بيانات اقتصادية نشرت أمس الثلاثاء استمرار انكماش نشاط قطاع التصنيع في الصين خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بسبب استمرار تراجع الإنتاج والمبيعات، مع تطبيق إجراءات مكافحة فيروس كورونا المستجد في الصين.

وتراجع مؤشر كايشين لمديري مشتريات قطاع التصنيع في الصين، خلال الشهر الماضي إلى 49 نقطة في مقابل 49.4 نقطة خلال الشهر السابق، بحسب بيانات مؤسسة "إس أند بي غلوبال".

وتشير قراءة المؤشر أقل من 50 نقطة إلى انكماش النشاط الاقتصادي للقطاع، في حين تشير قراءة أكثر من 50 نقطة إلى نمو النشاط.

كما أظهرت بيانات المؤشر الرسمي لمديري المشتريات الصادرة مطلع الأسبوع الحالي، تراجع نشاط قطاعي التصنيع والخدمات إلى أقل مستوياتهما منذ أوائل 2020 على رغم تخلي الصين عن سياسة صفر إصابات بفيروس كورونا المستجد، وما تتضمنه من إجراءات أشد صرامة في ديسمبر الماضي.

كما واصل المؤشر الفرعي لإنتاج قطاع التصنيع تراجعه للشهر الرابع على التوالي بما يعكس بدرجة كبيرة، تأثيرات القيود المفروضة لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد في الصين في كل من الأنشطة وطلب العملاء.

التحديات ما زالت صعبة

وقال الرئيس الصيني شي جينبينغ، إن التحديات الصعبة ما زالت قائمة في إطار مكافحة بلاده لتفشي "كوفيد- 19"، ودعا إلى الصبر، بعد أسابيع من الصمت بشأن محور سياسة فيروس كورونا، الذي أصاب مئات الملايين من الأفراد ووجه ضربة قاسية للنشاط الاقتصادي.

ونقلت وكالة "بلومبرغ" للأنباء الأحد عن الرئيس الصيني قوله في خطاب ألقاه السبت بمناسبة العام الجديد، إن البلاد تمر بمرحلة جديدة من السيطرة على "كوفيد 19".

وكان شي قال في اليوم السابق إن استراتيجية الأمة قد "تم تحسينها" لحماية أرواح الأفراد وتقليل التكاليف الاقتصادية.

وجدير بالذكر أن الحكومة الصينية اتخذت في السابع من ديسمبر خطوات نهائية للتخفيف من نهجها الصارم لمكافحة فيروس كورونا، "صفر - كوفيد"، الذي كان يتضمن عمليات إغلاق مفاجئ وإجراء اختبارات جماعية متكررة، وغلقاً للحدود إلى حد كبير.

قلق صندوق النقد الدولي

وقالت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا الأحد، إن زيادة إصابات كوفيد في الصين تمثل أنباء مقلقة للاقتصاد العالمي في الأجل القريب.

وأضافت أن عام 2023 سيكون صعباً على معظم الاقتصاد العالمي في الوقت الذي تعاني فيه معظم المحركات الرئيسة للنمو العالمي، وهي الولايات المتحدة وأوروبا والصين، من ضعف نشاطها الاقتصادي، "إن العام الجديد سيكون أصعب من العام الذي نتركه خلفنا".

وأضافت "لماذا؟ لأن الاقتصادات الرئيسة الثلاثة، وهي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين، تتباطأ جميعها في وقت واحد".

وفي أكتوبر (تشرين الأول)، خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي لعام 2023، ومنذ ذلك الحين ألغت الصين سياستها (صفر كوفيد)، وشرعت في إعادة فتح اقتصادها بصورة فوضوية على رغم أن المستهلكين الصينين لا يزالون قلقين مع زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا.

وقالت جورجيفا "للمرة الأولى منذ 40 عاماً، من المرجح أن يكون نمو الصين في عام 2022 مساوياً للنمو العالمي أو دونه".

وأضافت جورجيفا التي سافرت إلى الصين في مهمة لصندوق النقد الدولي أواخر الشهر الماضي، أن الزيادة الكبيرة المتوقعة في الإصابات بفيروس كورونا هناك خلال الأشهر المقبلة، ستلحق الضرر بالاقتصاد الصيني على الأرجح هذا العام، وتؤثر في نمو المنطقة والعالم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت "كنت في الصين الأسبوع الماضي داخل فقاعة في إحدى المدن الخالية من كوفيد-19... لكن هذا سيتغير بمجرد أن يبدأ الناس في السفر".

وأضافت "في الشهرين المقبلين، سيكون الأمر صعباً على الصين وسيكون التأثير في النمو الصيني، وفي المنطقة ككل سلبياً، كما سيكون سلبياً على النمو العالمي".

وفي توقعاته في أكتوبر، قدر صندوق النقد الدولي نمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني العام الماضي عند 3.2 في المئة، مشابهاً للتوقعات العالمية للصندوق لعام 2022. وفي ذلك الحين، توقع أيضاً تسارع النمو السنوي في الصين خلال 2023 إلى 4.4 في المئة مع مزيد من التباطؤ بالنشاط العالمي.

ومع ذلك، تشير تعليقات جورجيفا إلى أن خفضاً آخر لكل من توقعات النمو في الصين والعالم قد يتم في وقت لاحق من الشهر، عندما يكشف صندوق النقد الدولي عادة عن توقعاته المحدثة خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا.

هل تنجو الصناعات المتطورة؟

وأظهر تقرير اقتصادي نشر الإثنين نمو نشاط قطاع الصناعات المتطورة في الصين خلال السنوات الأخيرة، مع ارتفاع القيمة السوقية لشركات القطاع واستمرار نموها في الأسواق الخارجية.

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن تقرير رابطة الشركات العامة الصينية القول، إن عدد شركات الصناعات المتطورة المدرجة في البورصة ضمن الفئة "أيه"، وصل بحلول 10 ديسمبر الماضي إلى 2121 شركة بارتفاع نسبته 69.7 في المئة مقارنة بنهاية 2017 إذ كان العدد 1250 شركة.

في الوقت نفسه، ارتفعت القيمة السوقية لشركات الصناعات المتطورة الصينية بشدة خلال الفترة من 2017 إلى 2021، في حين وصلت إيرادات تشغيلها خلال 2021 إلى 11.79 تريليون يوان (1.69 تريليون دولار) في مقابل 7.47 تريليون يوان في 2017.

وأشار التقرير إلى أن توسع هذه الشركات الصينية في الأسواق الخارجية أدى إلى وصول إيراداتها الخارجية إلى 27.51 تريليون يوان في 2021 مقابل 13.77 تريليون يوان في 2017.

زيادات "غير دقيقة" في إمدادات النفط

يقول المدير التنفيذي لشركة غازبروم الروسية العملاقة للنفط والغاز أليكسي ميلر، إن الشركة زادت صادرات الغاز اليومية إلى الصين عبر خط أنابيب "باور أوف سيبيريا".

وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء الإثنين أن ميلر لم يحدد على وجه الدقة كمية الغاز في البيان الذي نشر على حساب غازبروم على منصة "تيليغرام".

وقال إنه تمت زيادة الشحنات اليومية إلى المستوى المخطط له لعام 2023 في 31 ديسمبر، "قبل الموعد المقرر لذلك بأيام عدة".

وقال إنه "اعتباراً من الأول من يناير، وصلت غازبروم إلى مستوى جديد من إمدادات الغاز إلى الصين".

وبموجب عقد مع شركة "إس إن بي سي" الصينية، من المقرر أن ترفع غازبروم تدريجاً تدفقات الغاز في خط أنابيب باور أوف سيبيريا إلى أن تصل إلى 38 مليار متر مكعب في السنة عام 2025.

وبالنسبة إلى العام الحالي، تم التخطيط في الأصل أن تكون الإمدادات 21 مليار متر مكعب في مقابل 15 مليار متر مكعب في عام 2022.

اقرأ المزيد