Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المرضى يلجأون إلى علاجات منزلية بسبب نقص الأطباء في بريطانيا

وجد استطلاع أن أكثر من ربع البالغين غير قادرين على لقاء طبيب محلي بشكل مباشر

سوناك رفض سابقاً الرضوخ لمطالب زيادة الأجور للمضربين في القطاع الصحي (غيتي)

كشف بحث جديد عن أن المرضى يلجأون إلى علاجات منزلية الصنع بسبب عدم تمكنهم من الحصول على موعد مباشر (بشكل شخصي) مع الطبيب.

ووجد استطلاع أجرته مؤسسة "سافانتا كومريس" (Savanta ComRes) أنه خلال الأشهر الـ12 الماضية، حاول أكثر من شخص من أصل أربعة أشخاص بالغين الحصول على استشارة مباشرة مع طبيب ضمن نطاق سكنهم ولكن محاولاتهم باءت بالفشل.

وفيما أجّل بعضهم رؤية الطبيب أو استسلموا بشكل كامل في نهاية المطاف، وجد الاستطلاع أن واحداً من أصل ستة أشخاص (16 في المئة) من الذين لم يكن في وسعهم الحصول على موعد مع الطبيب لجأوا إلى معالجة أنفسهم بأنفسهم أو طلبوا من شخص آخر ليس مؤهلاً من الناحية الطبية معالجتهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي هذا السياق، قال الليبراليون الديمقراطيون الذين كلفوا المؤسسة إجراء هذا الاستطلاع إن النتائج عبارة عن "فضيحة وطنية" وألقوا اللوم على أعوام "من سوء الإدارة والتجاهل" اللذين مارستهما الحكومة تجاه الخدمات الصحية المحلية.

ويأتي الاستطلاع بالتزامن مع دعوة أحد كبار المسؤولين الصحيين في البلاد الحكومة إلى الإعلان عن "وضع استثنائي في هيئة الخدمات الصحية الوطنية"، قائلاً إن ظروف عمل الهيئة "في وضع حرج ومزر للمرضى".

وقال الدكتور تيم كوكسلي، رئيس جمعية طب الحالات الحرجة (Society for Acute Medicine): "نمر بأزمة وهناك مخاوف من أن يزداد هذا الأمر سوءاً خلال الأشهر المقبلة، ولهذا لا بد للقادة من أن يولوا أهمية للتحسينات التي بوسعنا القيام بها اليوم والتي من شأنها أن تساعدنا على تخطي هذه الفترة المضطربة".

ووجد الاستطلاع الذي شمل أكثر من 2000 شخص بالغ أنه خلال العام الفائت، حاول ثلاثة أشخاص من أصل أربعة (72 في المئة) الحصول على موعد مباشر مع طبيب في نطاق سكنهم المحلي، فتكللت جهود 43 في المئة منهم بالنجاح فيما لم يفلح 29 في المئة في الحصول على الموعد.

ومن بين أولئك الذين فشلوا في ذلك، قال شخص من أصل ثلاثة (32 في المئة) أنهم أجلوا رؤية طبيب على رغم شعورهم بالألم، فيما تخلت نسبة مماثلة (31 في المئة) من الأفراد عن محاولاتهم واستسلموا.

وقال شخص من أصل أربعة أشخاص (24 في المئة) إنهم ابتاعوا الدواء من الصيدلية أو عبر الإنترنت من دون استشارة الطبيب، فيما ذهب واحد من أصل خمسة أشخاص (19 في المئة) إلى قسم الطوارئ والحوادث.

ودفع 11 في المئة من المرضى المال مقابل موعد في عيادة خاصة، فيما فضل 10 في المئة السفر لمسافة طويلة للحصول على استشارات حول عمليات جراحية.

وتأتي نتائج الاستطلاع تزامناً مع الإضراب الذي تواجهه هيئة الخدمات الصحية الوطنية، إذ ينفذ الطاقم التمريضي والمسعفون إضراباً عن العمل بسبب الخلافات الطويلة المرتبطة بالأجور والمخاوف من اكتظاظ الخدمات الصحية جراء النقص في الطواقم.

وزاد هذا التحرك ضغوطاً على أوقات الرعاية والعلاج مع إعلان الصناديق التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في أنحاء البلاد عن وقوع حوادث خطرة.

وفي سياق متصل، قال زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي إد ديفي إن الحكومة نكثت مراراً بوعودها لتوظيف مزيد من الأطباء ودعا الوزراء إلى توظيف 8000 طبيب عام إضافي في القطاع.

وأضاف "إنها فضيحة وطنية. أصبحت مواعيد الأطباء المباشرة غائبة بشكل كلي في بعض المناطق بالبلاد. نواجه وضعاً كارثياً بحيث يترك الأشخاص لمداواة أنفسهم أو حتى وصف أدوية لأنفسهم بسبب عدم تمكنهم من رؤية طبيبهم المحلي. يسدد الشعب البريطاني حصته العادلة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية، بيد أن أعواماً من سوء الإدارة والإهمال اللذين مارستهما الحكومة تجاه الخدمات الصحية المحلية أدت إلى جعل ملايين الأشخاص عاجزين عن رؤية طبيبهم".

كما وجد استطلاع آخر أجرته الجمعية الطبية البريطانية (British Medical Association) أن أربعة من أصل 10 أطباء مبتدئين يفكرون في مغادرة هيئة الخدمات الصحية الوطنية عندما يؤمنون عملاً آخر.

وأشار ثلث الذين شملهم الاستطلاع إلى أنهم يفكرون في الهجرة لاستكمال ممارسة الطب في دول كأستراليا ونيوزيلندا.

ومن المقرر أن يفتح باب التصويت على الإضراب في 9 يناير (كانون الثاني) مع مشاركة أكثر من 45 ألف طبيب في الاقتراع حول الاستمرار في الإضراب على الأجور والأوضاع في العمل من عدمه.

وفي هذا الإطار، قالت الدكتورة مارغاريت أيكبو نائبة رئيس الكلية الملكية للأطباء إن الصعوبات في الحصول على الخدمات هي نتيجة خدمة تفتقر للموارد والتمويل وطاقم العمل.

وتابعت "فيما نتفهم أن الصعوبات في الحصول على مواعيد مع الأطباء ربما تدفع بعض المرضى إلى تولي المسائل بأنفسهم واللجوء إلى الإنترنت أو محاولة "مداواة" أنفسهم بأنفسهم، نحثهم على استخدام موارد موثوقة معتمدة من قبل هيئة الخدمات الصحية الوطنية التي تكون مكتوبة ومضمونة الجودة من قبل خبراء طبيين مؤهلين ومتمرسين. ولكن فيما تضطلع الرعاية الذاتية بدور أساسي، هناك بعض المرضى الذين سيحتاجون إلى الخبرة والمعرفة والمهارة التي بوسع طبيب أو أحد أفراد الطاقم الطبي تزويدهم بها".

وفي جانب متصل، قال متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية إنه بدءاً من سبتمبر (أيلول) المنصرم، كان هناك 2300 طبيب إضافي يعملون بدوام كامل في مجال الطب العام مقارنة بشهر سبتمبر من عام 2019، فيما سجلت أرقاماً قياسية في تدريب الأطباء. نقر بالضغوط التي يرزح الأطباء تحتها ونحن نعمل لزيادة حصول المرضى على الخدمات".

وأضاف، "هذا العام، منحت طواقم الطب العام 80 ألف موعد إضافي يومياً مقارنة بالعام الماضي، ونخطط لتوفير مليون موعد إضافي هذا الشتاء من خلال دعم طواقم الممارسة الطبية العامة بخبراء إضافيين. إن التوجيهات واضحة بأنه يجب على الأطباء تقديم المواعيد المباشرة [وجهاً لوجه] إلى جانب الاستشارات عن بعد، وحصل أكثر من ثلثَي المواعيد في نوفمبر (تشرين الثاني) وجهاً لوجه بين المريض والطبيب".

استطلعت "سافانتا كومريس" 2061 شخصاً بالغاً في المملكة المتحدة ممن هم في عمر الـ18 سنة وما فوق وعبر الإنترنت أيضاً بين 9 و11 ديسمبر (كانون الأول) الفائت.

© The Independent

المزيد من صحة