Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نائبة موالية لترمب ترفض الرضوخ لرغبة "رئيسها المفضل" بانتخاب مكارثي

سابقة لم تحصل منذ 100 عام فيما يستعد الحزب المعارض لإطلاق معركته ضد بايدن

أرجأ مجلس النواب الأميركي، لليوم الثاني على التوالي، جلسة انتخاب رئيس له بعد ثلاث جولات اقتراع جديدة فشلت خلالها الأغلبية الجمهورية في حشد الأصوات اللازمة لانتخاب مرشّحها كيفن مكارثي رئيساً للمجلس.

وعلى غرار جولات الاقتراع الثلاث العقيمة التي جرت، الثلاثاء، أدلى النوّاب، الأربعاء، بأصواتهم في ثلاث جولات اقتراع جديدة لكنها باءت كلها بالفشل إذ لم يتمكن مكارثي، النائب عن ولاية كاليفورنيا، في إقناع مجموعة من زملائه من مؤيدي الرئيس السابق دونالد ترمب بانتخابه خلفاً لنانسي بيلوسي إذ إن هؤلاء ظلّوا على رأيهم بأنه معتدل أكثر مما ينبغي. ومساء الأربعاء، اتّفق النواب على رفع جلسة انتخاب رئيس المجلس حتى ظهر الخميس.

سيناريو غير مسبوق

وبعد فشل النواب الأميركيون في انتخاب رئيس لهم في سيناريو غير مسبوق منذ 100 عام، صرحت النائبة الجمهورية المعارضة لترشيح مكارثي للمنصب لورين بوبرت الداعمة للرئيس السابق دونالد ترمب أن الأخير اتصل بالنواب الموالين له داعياً إياهم إلى وقف مسلسل الدورات الانتخابية الفاشلة ودعم مكارثي، مبديةً رفضها ذلك. وقالت بوبرت إن "رئيسي المفضل اتصل بنا وقال لنا إنه يجب أن ندعم مكارثي، لكني اعتقد أن الأمر يجب أن يكون معاكساً، إذ يجب أن يتصل هو بمكارثي ويقول له إنه لا يتمتع بالأصوات الكافية".
وحال الخلاف السائد بين الجمهوريين حالياً من دون وصول المرشح الأوفر حظاً كيفن مكارثي إلى منصب رئيس أعلى هيئة تشريعية في واشنطن، ثالث أهم شخصية في المشهد السياسي الأميركي بعد الرئيس ونائبه.


ولم يتمكن النائب عن ولاية كاليفورنيا من تهدئة غضب مجموعة من مؤيدي الرئيس السابق ترمب، ما يعكس الخلافات في قلب حزب الجمهوريين المعارض الذي فاز بالأغلبية في مجلس النواب بعد انتخابات منتصف الولاية التي أُجريت في نوفمبر (تشرين الثاني).

وسيستمر النواب في التصويت حتى انتخاب رئيس للمجلس، علماً أن ذلك يحتاج أغلبية من 218 صوتاً.

وفي الدورة الأولى، جمع كيفن مكارثي 203 أصوات فقط وقرر 19 نائباً من مؤيدي ترمب عرقلة انتخابه.

ويستعد الجمهوريون الذين يسيطرون على مجلس النواب لخوض معركة مع الرئيس جو بايدن، لكن عليهم أولاً تجاوز انقساماتهم حول انتخاب زعيمهم.

وللمرة الأولى منذ تنصيبه، سيتعين على بايدن التعامل مع برلمان منقسم بعد أن بقي حزبه الديمقراطي مسيطراً على مجلس الشيوخ، لكن المعارضة الجمهورية فازت بغالبية ضئيلة في مجلس النواب.

وأعلن النواب الجمهوريون أن "الأميركيين مستعدون لمنعطف بعد عامين كارثيين تحت قيادة الحزب الديمقراطي"، ووعدوا بإجراء تحقيقات في إدارة بايدن للجائحة أو الانسحاب الأميركي من أفغانستان.

طموح كيفن مكارثي

لكن قبل إطلاق هذه المعارك، عليهم الاتفاق على انتخاب رئيس لمجلس النواب، وهو أمر غير محسوم، بسبب الانقسامات الكبيرة في صفوف الحزب.

وسيتم انتخاب "رئيس مجلس النواب"، ثالث أهم شخصية في المشهد السياسي الأميركي بعد الرئيس ونائبه، بغالبية بسيطة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبعد سبعة أعوام من محاولته الأولى، يأمل كيفن مكارثي، الذي يقود الكتلة الجمهورية في مجلس النواب في الكونغرس منذ عام 2014، في تحقيق هدفه.

لكن، موقع النائب عن كاليفورنيا تراجع بسبب الأداء الضعيف للجمهوريين في انتخابات منتصف الولاية، فيما لم تتحقق "الموجة الكبيرة" التي توقعها المحافظون.

وللحزب 222 مقعداً فقط في البرلمان، وسيحتاج أي مرشح إلى 218 صوتاً لينتخب رئيساً للمجلس.

وأشارت مجموعة صغيرة من النواب المقربين من دونالد ترمب إلى أنه سيضع شروطه قبل دعم مكارثي الذي يتهمونه بعدم الدفاع بشكل كاف عن الرئيس السابق.

وأكد ثلاثة منهم علناً أنهم سيصوتون ضده. وقال النائب عن ولاية فلوريدا مات غيتز، "كيفن لا يؤمن بأي شيء وليست لديه أيديولوجيا".

هامش مناورة محدود

ويبدو أن كيفن مكارثي يسعى إلى تقديم ضمانات لهؤلاء النواب تفادياً لعرقلة خطوته، ففي عام 2015، فشل بفارق ضئيل في أن يصبح رئيساً لمجلس النواب بمواجهة تمرد الجناح اليميني للحزب.

لكنه أيضاً لا يستطيع الذهاب بعيداً وإبعاد الجمهوريين المعتدلين.

وعلى رغم أن هامش المناورة لديه بات محدوداً، ليس هناك حالياً أي منافس جدي له، إذ يتم فقط التداول باسم زعيم الكتلة ستيف سكاليز كبديل محتمل من دون أن تكون فرصه جدية.

ومع تمتع الجمهوريين بغالبية في مجلس النواب، لن يتمكن جو بايدن والديمقراطيون من تمرير مشاريع كبرى جديدة. لكن مع سيطرتهم على مجلس الشيوخ، لن يتمكن خصومهم أيضاً من القيام بذلك.

مواجهة مجلس معادٍ قد تكون بمثابة نعمة سياسية بالنسبة إلى بايدن، إذا أكد نيته الترشح مجدداً عام 2024، وهو قرار عليه إعلانه قريباً. ففي حال حدوث شلل تشريعي، سيلقي بالتأكيد باللائمة على الجمهوريين الضعفاء في عملية التعطيل، على أمل قلب الأمور لتصب في مصلحته.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات