Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

توني بلير أراد رؤية فلاديمير بوتين على طاولة القيادة الدولية

رئيس الوزراء السابق اعتقد بأن زعيم الكرملين لديه وطنية عميقة

اعتاد توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق عقد مقارنة بين فلاديمير بوتين والزعيم الفرنسي الراحل شارل ديغول (اندبندنت عربية)

كشفت ملفات رسمية نشرت أخيراً عن أن توني بلير جادل بأن فلاديمير بوتين يجب أن ينال مقعداً عند "طاولة القادة" الدولية في مطلع العقد الأول من الألفية الثالثة للميلاد، على رغم مخاوف كثيرة عبر عنها عديد من المسؤولين.

وتبين أوراق أصدرها "الأرشيف الوطني" في "كيو" بغرب لندن، أن رئيس الوزراء البريطاني السابق آمن بأن رجل الـ"كي جي بي" السابق [جهاز الاستخبارات السوفياتي]، هو "وطني روسي" بعمق، ملاحظاً أهمية تشجيعه على تبني قيم غربية.

في المقابل، عبر مسؤولون عديدون عن مخاوف من أن الرئيس الروسي إنما يمثل عودة إلى المواقف الخاصة بـ"الحرب الباردة" [بين المعسكر الغربي والاتحاد السوفياتي السابق]، إضافة إلى أنهم أبدوا مخاوف بشأن موثوقيته.

وأبرزت رسالة موجزة وزعت داخلياً في مقر رئاسة الوزراء خلال يناير (كانون الثاني) 2001 وحملت عنوان "تقدم بوتين"، تلك المخاوف التي شملت التوجس من عودة أنشطة التجسس الروسية.

وكذلك شبه السيد بلير خلال محادثات أجراها مع نائب الرئيس [الأميركي] ديك تشيني، السيد بوتين بالرئيس الفرنسي شارل ديغول.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وورد في رسالة تتعلق باللقاء إن "رئيس الوزراء وصف [بوتين] بأنه وطني روسي يعي تماماً أن روسيا خسرت احترامها في العالم. قد يكون وصف [بلير] له بأنه ديغول روسي مضللاً، لكن [بوتين] لديه عقلية مماثلة".

وتضيف الرسالة نفسها، "فهم [السيد بلير] أن بوتين يحظى بتصنيف متدن على صعيد التأييد في الولايات المتحدة. لكنه اعتقد بأن من الأفضل السماح لبوتين بالجلوس على مقعد ضمن طاولة القادة، مع تشجيع بوتين على السعي إلى اتخاذ مواقف من نمط غربي، إضافة إلى تبنيه النموذج الاقتصادي الغربي".

تظهر الوثائق أن بوتين قدم لبلير ضمانات تبين لاحقا أنها زائفة تتعلق بالتعامل مع صدام حسين ووقف الإمدادات الروسية للبرنامج النووي الإيراني

واستطراداً، تعدد الوثيقة سلسلة ضمانات قدمها السيد بوتين إلى السيد بلير خلال لقاءاتهما في قمم دولية مختلفة، وقد تبين أنها زائفة.

وشملت [الضمانات] دعم الموقف الغربي المتشدد في التعامل مع الديكتاتور العراقي صدام حسين، وتعهدات بوقف موسكو إمداداتها للبرنامج النووي الإيراني.

وعن غرق الغواصة الروسية "كورسك" ومقتل طاقمها المؤلف من 118 شخصاً كله، أفادت الورقة بأن السيد بوتين شكر السيد بلير على عرضه المساعدة، لكن مسؤولين روسيين عرقلوا وصولها ونشروا إشاعات زائفة حول كون الحادثة نتيجة اصطدام تلك الغواصة بأخرى بريطانية.

كذلك نقل السيد بوتين إلى رئيس الوزراء أنه لا يريد أن يعتبر "مناوئاً لحلف شمال الأطلسي"، في حين حذر وزير دفاعه المارشال إيغور سيرغييف وقتذاك التحالف الأطلسي من أن أي توسع إضافي سيشكل "خطأ سياسياً كبيراً"، وسيتطلب من موسكو اتخاذ "خطوات مناسبة".

يذكر أن المذكرة تندرج من ضمن سلسة من الرسائل الموجزة التي أعدها مستشار السيد بلير للسياسة الخارجية جون سورز، في سياق استعداده  للالتقاء بمسؤولين كبار في إدارة جورج بوش [الابن] الأميركية الجديدة قبل الاجتماع الأول الذي عقده رئيس الوزراء مع الرئيس الأميركي الجديد آنذاك وفريق عمله.

واستكمالاً، فقد ورد في الرسالة نفسها أنه "على رغم حرارة خطاب بوتين حول العلاقات الوثيقة بين روسيا والمملكة المتحدة، تبقى الجهود التي تبذلها الاستخبارات الروسية ضد أهداف بريطانية عالية المستوى. ويتميز الحضور الاستخباري الروسي في المملكة المتحدة بمستويات شبيهة بتلك التي عرفتها إبان الحرب الباردة، ولا يزالون [مسؤولو الاستخبارات الروسية] يحاولون نشر ضباط نشطين ومعادين للعمل ضد المصالح البريطانية حول العالم".

تميز الحضور الاستخباري الروسي في المملكة المتحدة بمستويات الحرب الباردة ولا يزال الروس يحاولون نشر ضباط  للعمل ضد المصالح البريطانية حول العالم

وبغض النظر عن التوترات مع الرجل القابع في الكرملين، تبين الملفات أيضاً كيف أن احترام التفاصيل الدبلوماسية ظل ضرورياً في ذلك الوقت.

وحين سافر السيد بلير إلى موسكو في أكتوبر (تشرين الأول) 2001، أخبره مسؤول في رئاسة الوزراء البريطانية، "تذكر أن بوتين دعاك في الواقع إلى الحضور للاحتفال بعيد ميلاده يوم الأحد، لذلك سنحضر مجموعة من أزرار أكمام القمصان الفضية الجديدة الخاصة برئاسة الوزراء كهدية. وسيكون أول زعيم يحصل عليها".

© The Independent

المزيد من دوليات