Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تهاجم خيرسون المحررة ولافروف يؤكد أن موسكو ستحقق أهدافها

الكرملين يرفض بنود السلام العشرة وقتال عنيف للسيطرة على "باخموت" وروما وباريس تعدان بمزيد من الدعم العسكري

أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن "اقتناعه" بأن روسيا ستحقق أهدافها في أوكرانيا بـ "الصبر" و"العناد"، خصوصاً الاعتراف بضم موسكو أربع مناطق أوكرانية، وقال خلال مقابلة أجرتها معه "بيرفي كانال" التلفزيونية الروسية "أنا مقتنع بأننا بالعناد والصبر والتصميم سندافع عن أهدافنا النبيلة، تلك (الأهداف) الحيوية لشعبنا وبلدنا"، وشدد على أن هذه الأهداف ستتحقق "مع مواصلة الانفتاح على حوار عادل وعلى اتفاقات لضمان أمن متكافئ وغير قابل للتجزئة في أوروبا".

وعلى غرار ما فعل الكرملين في وقت سابق، ذكّر لافروف بأن استئناف الحوار مع كييف يمر بالضرورة باعتراف من جانب أوكرانيا بضم روسيا أربع مناطق أوكرانية هي دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، وشدد على أن هذه المناطق "يجب أن تتحرر من تهديد النازية التي عانى منها (سكانها) مدى سنوات طويلة"، مستعيداً الحجج التي أعلنها الكرملين لتبرير "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، وأكد فيها وجوب حماية المجموعات السكانية الناطقة بالروسية في أوكرانيا في مواجهة "نازيين" مفترضين يقبضون على السلطة في كييف.

مدينة خيرسون

ميدانياً، قال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية كثفت هجماتها بقذائف المورتر والمدفعية على مدينة خيرسون التي حررت في الآونة الأخيرة جنوب البلاد، بينما تواصل الضغط على طول الجبهات في الشرق. وأفادت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في تقريرها الصباحي بأن روسيا أطلقت 33 صاروخاً من راجمات صواريخ على أهداف مدنية في خيرسون خلال الساعات الـ24 حتى صباح الأربعاء، وتنفي روسيا استهداف المدنيين.

قتال عنيف للسيطرة على "باخموت" المهجورة

واستمر القتال العنيف أيضاً حول مدينة باخموت التي تسيطر عليها أوكرانيا، وتحول معظم أرجائها إلى أطلال الآن في مقاطعة دونيتسك شرقاً، وإلى الشمال حول مدينتي سفاتوف وكريمينا في مقاطعة لوغانسك، حيث تحاول القوات الأوكرانية اختراق خطوط الدفاع الروسية.

وقال مسؤولون إن صافرات الإنذار دوت في أنحاء أوكرانيا صباح الأربعاء، على رغم عدم ورود تقارير عن أية ضربات صاروخية، ورفع التحذير لاحقاً، وذكرت تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي الأوكرانية أن حال التأهب على مستوى البلاد ربما تكون قد أعلنت بعد إقلاع طائرات روسية متمركزة في روسيا البيضاء المجاورة، ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من صحة تلك المعلومات.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث بشأن أوكرانيا، إن روسيا عززت على الأرجح خطوط المواجهة في كريمينا لأهميتها من الناحية اللوجستية لموسكو بعدما أصبحت ضعيفة نسبياً أعقاب التقدم الأوكراني غرباً.

وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن "قلة من المدنيين" لا يزالون يعيشون في بلدة باخموت، جبهة القتال الساخنة في شرق أوكرانيا، وأوضح زيلينسكي على "فيسبوك"، "في العام الماضي كان يعيش فيها 70 ألف شخص، والآن لم يبق سوى قلة في المدينة"، من دون أن يحدد عددهم.

وتحاول القوات الروسية والقوات شبه العسكرية التابعة لمجموعة فاغنر منذ الصيف الاستيلاء على باخموت من دون جدوى، مما أدى إلى تسجيل خسائر فادحة في كلا الجانبين ودمار كبير.

وأضاف زيلينسكي "لا يوجد مكان (في المدينة) لم تلطخه الدماء، لا تمر ساعة من دون دوي المدفعية الرهيب"، مرفقاً منشوره بصور عدة تظهر مدى الضرر الذي ألحق بالمدينة.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية من واقع زيارة باخموت ميدانياً في مناسبات عدة خلال الأسابيع الأخيرة، هذه الظروف المعيشية الصعبة للغاية مع حرمان المدينة من المياه والكهرباء.

وزار فولوديمير زيلينسكي المدينة في 20 ديسمبر (كانون الأول) عشية زيارة تاريخية لواشنطن في الولايات المتحدة، حيث اصطحب العلم الأوكراني الذي أعطاه إياه الجنود على الجبهة.

موسكو ترفض بنود السلام العشرة

ولا يوجد حتى الآن أي احتمال لإجراء محادثات لإنهاء الحرب التي دخلت شهرها الـ11، ويصر الرئيس الأوكراني على خطة سلام من 10 نقاط تحترم بموجبها روسيا وحدة أراضي أوكرانيا بالكامل وتسحب جميع قواتها، لكن الكرملين رفض الخطة، وكرر موقفه بأن كييف يجب أن تقبل ضم روسيا لأربع مناطق أوكرانية وهي لوغانسك ودونيتسك في الشرق، وخيرسون وزابوريجيا في الجنوب، وهي خطوة أعلنتها موسكو في سبتمبر (أيلول) بعد "استفتاءات" رفضتها أوكرانيا ومعظم الدول، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "لا يمكن أن تكون هناك خطة سلام لأوكرانيا لا تأخذ في الاعتبار واقع اليوم في ما يتعلق بالأراضي الروسية، مع ضم أربع مناطق إلى روسيا"، وأضاف "الخطط التي لا تأخذ هذه الحقائق في الاعتبار لا يمكن أن تهدف للسلام".

إطلاق سراح مئات الأسرى

وألقى زيلينسكي كلمة أمام البرلمان في جلسة خلف الأبواب المغلقة، وقال إن بلاده تمكنت من إطلاق سراح 1456 أسيراً منذ الهجوم الروسي في 24 فبراير (شباط)، ويعتقد أن روسيا تحتجز آلافاً من أسرى الحرب الأوكرانيين، لكن الأرقام الدقيقة غير معروفة.

وتخلت القوات الروسية عن مدينة خيرسون الشهر الماضي في أحد أهم مكاسب أوكرانيا في الحرب، ولمنطقة خيرسون أهمية استراتيجية، إذ إنها تقع عند مصب نهر دنيبرو وتعد بوابة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا.

وسرعان ما تلاشت فرحة سكان خيرسون بتحرير المدينة وسط القصف الروسي المكثف من الضفة الشرقية لنهر دنيبرو، وفر كثيرون منذ ذلك الحين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال كيريلو تيموشينكو، نائب مدير مكتب زيلينسكي، إن القوات الروسية قصفت جناح الولادة بمستشفى في خيرسون، وأضاف أنه لم يصب أحد بأذى ونقل الموظفون والمرضى إلى ملجأ.

وأفادت هيئة الأركان العامة الأوكرانية بحدوث مزيد من القصف الروسي في منطقة زابوريجيا وفي منطقتي سومي وخاركيف في شمال شرقي البلاد، ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من صحة تقارير ساحة المعركة.

ضغوط العدو

وقال المحلل العسكري الأوكراني أوليه جدانوف "لم يحدث تغير يذكر في ما يتعلق بخط المواجهة، لكن العدو كثف ضغوطه، من حيث عدد الجنود ونوع المعدات وكميتها".

ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجومه على أوكرانيا بأنه "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح كييف التي قال إنها تشكل تهديداً لروسيا.

وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين الأوكرانيين وكذلك العسكريين من الجانبين، وتدمير مدن وبلدات أوكرانية وهرب ملايين من منازلهم، كما تسببت الحرب في اضطراب الاقتصاد العالمي، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية.

وقال رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين اليوم الأربعاء، إن اقتصاد بلاده المتضرر من العقوبات الغربية، انكمش بأكثر من اثنين في المئة خلال الـ11 شهراً الماضية.

مزيد من الدعم العسكري الفرنسي

وقال وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو، خلال زيارته الأولى إلى كييف، إنه يريد العمل على تلبية الاحتياجات العسكرية الأوكرانية "للأسابيع المقبلة"، وأضاف لوكورنو، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، "طلب الرئيسان زيلينسكي وماكرون تقديم مقترحات لشهر يناير (كانون الثاني) لإعادة تحديد جدول أعمال" مشترك في شأن الدعم العسكري الفرنسي، وتابع أنه أجرى نقاشات مع نظيره الأوكراني حول "الوضع التكتيكي والاستراتيجي" على الأرض و"احتياجات الجيش الأوكراني للأسابيع المقبلة"، كما التقى لوكورنو الرئيس الأوكراني خلال اجتماع عمل الأربعاء.

وأشار الوزير الفرنسي أمام الصحافيين إلى "صندوق جديد بقيمة 200 مليون يورو" يسمح لأوكرانيا بشراء معدات مباشرة من الصناعيين الفرنسيين، بحسب أولوياتها في التصدي للجيش الروسي.

وجمع مؤتمر دولي لدعم أوكرانيا نظم في باريس منتصف ديسمبر، أكثر من مليار يورو من التبرعات لمساعدة السكان خصوصاً.

وبحسب تصنيف لمعهد كيل للاقتصاد العالمي في ديسمبر، حلت فرنسا في المركز العاشر خلف بريطانيا وبولندا وألمانيا، على صعيد الدعم العسكري لكييف الذي تقدم الولايات المتحدة القسم الأكبر منه.

ومن المواضيع الأخرى التي ناقشها الوزيران مشكلة إصلاح المعدات العسكرية الغربية التي تضررت في ساحة المعركة، وقال لوكورنو في هذا الصدد إن "صيانة ما تم تسليمه لأوكرانيا لا تقل أهمية عن المعدات الجديدة".

وأكد أوليكسي ريزنيكوف أن "القتال والدفاع الجوي" و"أنظمة المدفعية مثل قيصر" وتوريد الذخيرة والعربات المدرعة، وكذلك التصدي "للطائرات الإيرانية المسيرة" هي أولويات الجيش الأوكراني.

وقالت باريس إنها تدرس إمداد كييف بمزيد من الصواريخ أرض جو.

ووضع سيباستيان لوكورنو خلال زيارته إكليل زهر أمام "جدار الأبطال"، وهو نصب تذكاري في كييف مخصص للمقاتلين الذين قضوا نحبهم على الجبهة منذ عام 2014.

روما تدرس تزويد كييف بأنظمة دفاع جوي

وفي السياق، قال مكتب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني في بيان إنها أكدت الثلاثاء "دعم حكومتها الكامل" لأوكرانيا خلال اتصال هاتفي مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

وتعتبر ميلوني التي تولت السلطة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي من أشد المؤيدين لكييف، على رغم الخلاف حول هذه القضية داخل ائتلافها اليميني الحاكم وانقسام الرأي العام.

وقال مكتبها إن "ميلوني جددت دعم الحكومة الإيطالية الكامل لكييف في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والإنسانية ولإصلاح البنية التحتية للطاقة والعمل من أجل إعادة إعمار أوكرانيا في المستقبل".

وشكر زيلينسكي في وقت سابق اليوم رئيسة الوزراء الإيطالية عبر "تويتر" على "تضامنها ودعمها الشامل"، قائلاً إن روما تدرس تزويد كييف بأنظمة دفاع جوي.

وقال مكتب ميلوني اليوم إنها "أكدت عزمها" زيارة كييف، داعية زيلينسكي إلى زيارة روما.

روسيا تحظر توريد النفط لدول "السقف السعري"

وكان زيلينسكي زار الولايات المتحدة الأسبوع الماضي في أول رحلة خارجية له منذ الهجوم الروسي في الـ 24 من فبراير الماضي.

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن بلاده لم تستشر "أوبك+" بخصوص ردها على السقف السعري الغربي المفروض على النفط الروسي، مشيراً إلى أن من حق روسيا السيادي اتخاذ ما تراه مناسباً للرد على مثل هذه "الإجراءات غير القانونية".

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الثلاثاء رد روسيا الذي طال انتظاره على السقف السعري الغربي، إذ وقع مرسوماً يحظر توريد النفط الخام والمنتجات النفطية إلى الدول التي تطبق السقف السعري مدة خمسة أشهر اعتباراً من أول فبراير.

وقال بيسكوف إن الاتصالات بين موسكو وتحالف "أوبك+" الذي يضم كبار منتجي النفط على مستوى العالم بما في ذلك روسيا، مستمرة إزاء قضايا أخرى.

المزيد من دوليات