Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عام عنكبوتي بامتياز... عم بحث المصريون في 2022؟

استقصوا عن الدولار وبكوا على الجنيه اللذين نافسا الإسلام السياسي وكرة القدم و"أرجل الفراخ"

قائمة الشخصيات التي بحث عنها المصريون بشكل مكثف على مدار العام طغى عليها الفنانون والإعلاميون لأسباب مختلفة (رويترز)  

الجديد في 2022 بمصر أنه كان عام تثبيت أقدام الإنترنت لاعباً رئيساً في حياة ملايين، وتجذير أواصل الـ"سوشيال ميديا" شرايين حيوية في التواصل والانفصال، والمعرفة وعدمها، والتعبير عن الأولويات والبحث عن الحلول، والكشف عن مجريات ما يدور في المجتمع من أفكار، وما يسيطر على المواطنين من هواجس وأمان، لقد كان عاماً عنكبوتياً فاق حدود الحدود وغلب الخيال.

الخيال الشعبي على أثير منصات التواصل الاجتماعي على مدار 2022 اختلط فيه الواقع المعاش بالحلم بعيد المنال، وامتزجت فيه المعلومة بنصف المعلومة وربعها وأحياناً تلك المصنوعة بفضل كوب شاي في "الخمسينة" مع سيجارة "كليوباترا" بجنيه وربع.

جنيه مغدور ودولار غادر

الجنيه المغدور والدولار الغادر ومعهما السيجارة الكليوباترا العزيزة على قلب ما لا يقل عن 18 مليون مصري والمدمرة لرئاتهم وشرايينهم وأسنانهم وبالطبع قلوبهم هيمنت على اهتمام ملايين في الدولة العربية الأكثر تعداداً والأعلى استهلاكاً، البحث والتنقيب وصناعة الهاشتاق وتغليب كفة الـ"ترند" غير مرة بحثاً عن الثالوث المرتبط بالمصريين بعلاقة الحب الشديد والخوف الرهيب.

الخوف من التقلبات الاقتصادية العارمة الآخذة في العصف بحياة المصريين منذ بداية العام مرتبط بشكل رئيس بالبحث المحموم عن الدولار وسعره في مقابل الجنيه، وهو ما وضع كليهما على قمة البحث المصري على مدار العام.

فبين تعويم وآخر، وموجة غلاء فاحشة وثانية وثالثة، ووعود متعددة المصادر بأن الجنيه سيحلق خفاقاً في عالم العملات، وتلميحات أجنبية إعلامية بأن الدولار ينقض على الجنيه، وفضاءات مفتوحة على مصاريعها أمام نجوم الـ"توك شو" بين وعود خفاقة بأن الرخاء قادم لا محالة، سرعان ما تحولت إلى تهديد ووعيد وإنذار بأن القادم بالغ الصعوبة، وأخبار اجتماعات حكومية لا يخرج من أغلبها إلا ما يطمئن الناس ويهدئ من حدة القلق، صال المصريون وجالوا بحثاً عن الدولار، وتنقيباً عن الجنيه، واستطلاعاً لمصير السيجارة الكليوباترا، التي تعد "وحدة قياس" تاريخية في الاقتصاد المصري الشعبي.

دق على "رغيف العيش"

يبدو أن العام أبى أن يمضي من دون دق على وتر آخر بالغ المحورية وشديد الرمزية ألا وهو "رغيف العيش" (الخبز)، إذ أصدرت وزارة التموين والتجارة الداخلية تقريراً عرف طريقه إلى سدة الـ"ترند" عن كميات الخبز التي استهلكها المواطنون على مدار عام 2022، رقم 91 مليار رغيف يبدو مفزعاً، لكنه يصبح منطقياً بعد حسبة بسيطة، إذ ما يقرب من 71 مليون مواطن استفادوا من منظومة الخبز المدعم.

وسواء كان "رغيف عيش" آخذ في التقزم أو جنيه يعاني الأمرين أو دولار ضربه التيه وتمكنت منه الغطرسة أو سيجارة كليوباترا تعتبر وحدة قياس للأسعار، فإن كل ما سبق علامات فارقة على مدار عام عنكبوتي من عمر المصريين.

لكن العام العنكبوتي المصري لا يمكن رصده أو فهمه أو جرده إلا بالنظر إلى القوى المختلفة المهيمنة على المحتوى والمحركة للنقاشات والمؤججة للانفعالات والتفاعلات. تفاعل المصريون كما لم يتفاعلوا من قبل مع قضايا وحوادث أغلبها محلي مع هامش عربي وعالمي.

الطفل المغربي ريان، الذي توفي بعد أربعة أيام طويلة وعصيبة من سقوطه في بئر عميقة، وعلى رغم نجاح جهود استخراجه، التي تابعها العالم أجمع، توفي مسبباً حالاً من الحزن الشديد الذي هيمن على قلوب المصريين في شهر فبراير (شباط) الماضي على صفحاتهم على منصات الـ"سوشيال ميديا"، كما كان، بحسب "غوغل ترندز"، الشخصية الأكثر بحثاً في مصر على مدار العام.

فنانون ولكن

قائمة الشخصيات التي بحث عنها المصريون بشكل مكثف على مدار العام طغى عليها الفنانون والإعلاميون لأسباب مختلفة، فبين تحقق من حقيقة وفاة ومعرفة مسيرة من رحلوا لمرض أو جريمة أو حادثة مثل هشام سليم وسمير صبري وجورج الراسي وجالا فهمي وشيرين أبو عاقلة وشيماء جمال، وحب استطلاع لمعرفة ما جرى في قضايا تعاطي مخدرات أو خلافات زوجية أو كليهما مثل المطربة شيرين والممثلة منة شلبي.

وكذلك تتبعاً لتصريحات مثيرة للجدل أو تراشقات لفظية غالباً ما تتعلق بالحروب الفكرية والكلامية والتنابزية التي عادة تدور بين من يسمون أنفسهم "متنورين" أو "مثقفين" أو "متجرعين مرارة "فخفخينا" خلط الدين بالسياسة بالاقتصاد بالتعليم بالمجتمع"، ومن يصنفون أنفسهم باعتبارهم "ملتزمين دينياً" و"على صواب أخلاقياً" و"مأمورين بخلط الدين بالحياة لأن الحياة دين والدين حياة".

اتسم عام 2022 المصري العنكبوتي بقائمة طويلة محمومة من الاحتقانات الجدلية والصراعات الفكرية والمشاحنات الكلامية بين أنصار وأتباع الفريقين عبر الأثير الافتراضي، وعلى مدار العام يمكن تصنيف المصادر الرئيسة لهذه البراكين العنكبوتية في معارك فجرها رجال ونساء دين عبر تصريحات غريبة في الإعلام التقليدي، وأخبار وأنشطة ممثلين ومطربين، لا سيما النساء منهم، وكذلك فعاليات فنية وتدوينات وتغريدات من بنات أفكار المستخدمين، التي يتحول بعضها إلى أرض معركة حامية الوطيس.

وطيس العراك العنكبوتي المصري في العام، الذي أوشك على نهايته، ارتكز في جانب غير كبير منه على تقادم أو تحلل أو المقاومة الشديدة لفكرة تجديد الخطاب الديني وتنقيحه مما علق به من أفكار ولدت من رحم تدين السبعينيات والثمانينيات، في مقابل تشبث الفريق المضاد بهذه النسخة من التدين باعتبارها الدين الحق وأن الخارجين عليها أو المنتقدين لها إما خارجون على الملة أو كفار أو يريدون هدم الإسلام.

تنوير وتديين

المتابعون للحراك المصري عبر أثير الـ"سوشيال ميديا" يعرفون أن عقوداً من ترك جماعات الإسلام السياسي ترتع في المجتمع المصري، ثم أحداث يناير (كانون الثاني) 2011 التي كشفت عن ما جرى من فرز عقائدي ليس فقط بين مسيحي ومسلم، بل نوع الإسلام وماهية التدين الإسلامي، ثم نيران الاستقطاب الشديد التي كشف عنها عام من حكم جماعة الإخوان المسلمين، جميعها يكشف عن وجهه في كل كبيرة وصغيرة على أثير منصات التواصل الاجتماعي.

هذه المنصات كشفت عن وجود تيار تنويري رافض لتديين الدولة والمواطنين ويرفع رأيه "الدين لله والوطن للجميع"، في مقابل تيار رافض للفصل ومتمسك بتلابيب الخلط حيث الفن حرام والممثلين، لا سيما الممثلات في النار، والنساء ناقصات عقل ودين من دون تفكير أو تدبير، وقائمة طويلة مما كشفت عنه مشاحنات عام على أثير الـ"سوشيال ميديا".

أثير مشتعل على إيقاع المرأة

كان عاماً مليئاً بالأثير المشتعل على إيقاع المرأة، طالبة تقتل لأنها رفضت حب زميل لها، فيهرع رجل دين لتحميلها جزءاً من مسؤولية القتل، لأنها لم تكن ترتدي الحجاب، أو لأن حجابها لا يكفي.

زوجة تشكو من ضرب زوجها لها فيسارع رجل دين لتأكيد أن الضرب "الخفيف اللطيف" مباح في الإسلام لتأديب الزوجة وكسر شوكتها، يطالب بعضهم بضرورة إخبار الزوجة الأولى نية زوجها بأخرى فيركض مشايخ لتأكيد أن من حق الرجل الجمع بين زوجتين وثلاث وأربع من دون إخبار هذه أو تلك أو هؤلاء وهلم جرا.

وعلى رغم أنه جرى العرف في الأعوام القليلة الماضية أن تثير هذه القضايا جدلاً سرعان ما يهدأ، إلا أن الاستخدام المكثف للإنترنت والإغراق في النقاش والبحث والتحليل الشعبي عبر أثير الـ"سوشيال ميديا" عاود التأكيد أن لمصر وجهين شعبيين متناقضين، الأول يحارب من أجل ما يسميه هيمنة الظلام وسيطرة محتكري التفسير وسطوة رجال الدين على كل كبيرة وصغيرة في الحياة، والثاني يجاهد في سبيل نصرة الدين بمفهوم مشايخ بأعينهم وضمان استمرار نفوذ رجال الدين الأحياء منهم والأموات، الوسطي منهم والمتشدد، المحسوب على المؤسسات الدينية الرسمية للدولة والمستقلين العصاميين الذين أصبحوا مفتين وفقهاء وعلماء من دون سند أو حجة أو برهان.

براهين مصر

براهين مصر المعروفة دائماً بالشيء وضده لم تغب عن نشاط المصريين العنكبوتي خلال عام 2022، فمثلما بحثوا عن حرب روسيا في أوكرانيا وسعر الدولار ومصير الجنيه وحكاية الصندوق (النقد الدولي) ورغيف العيش والسيجارة الكليوباترا وتسجيل لقاح كورونا وكوب 27 ووضع كوريا الشمالية وعلاقة الصين بأميركا وأسعار النفط العالمية، فإن قائمة "هاو تو" أو "كيف تفعل كذا؟" شملت ما هو أغرب من الخيال.

ضمت القائمة، بحسب "غوغل ترند"، كيف أقرص ناموسة كما قرصتني؟ وكيف أجد ريموت التلفزيون؟ وكيف أخنق جاري؟ (حيث المقصود بالخنق مضايقة)، وذلك ضمن عجائب أخرى بحثية وغرائب معرفية.

معرفة أن أغنية "الغزالة رايقة" حققت نحو 179 مليون مشاهدة في شهر فبراير (شباط) الماضي، تليها أغنية "ستو أنا" ثم "شيماء" التي غنى فيها أحدهم لبطة اسمها شيماء، وأن قائمة الأغنيات الأكثر تحميلاً واستماعاً تحوي كذلك "وسع وسع" لأحمد سعد، وأن "البخت" التي تقول كلماتها "عيني منها بشكل جدي، وتقيلة مش تقلانة أتبخر سحري، بلعب البخت سألتها ورفضتني، استغربتها آمال فين هيبتي، حبيبي أنا باضحك على خيبتي، أنا عارفني صعب ومش مفهوم، كلامي دبش أو مش موزون" لويجز، الذي يشكو كثيرون من عدم قدرتهم على فهم ما يقول، مما يعني أن عاماً من التحميل والاستماع والمشاهدة "الفنية" يحتاج إلى أطروحات بحثية لفهم "ماذا جرى لأذواق المصريين" سلباً وإيجاباً.

الإجابة عن سؤال على أية منصات يوجود المصريون العنكبوتيون (نحو 72 في المئة من السكان) بشكل كبير هو أن "فيسبوك" ما زال سيد المنصات مصرياً، بحسب موقع "سيميلار ويب" المتخصص في قياس الأنشطة التي تجري على الإنترنت، وتأتي مجموعات "واتس آب" في المرتبة الثانية، ثم "تويتر" فـ"إنستغرام" وأخيراً "تيك توك"، على رغم أن الأخير بدا خلال عام 2022 أنه ذو سطوة أكبر وهيمنة أوسع.

المؤكد أن العام كان مليئاً بمقاطع "كيف ترتدي ملابسك؟" و"كيف تجهز كعكة شوكولا خالية من الدهون؟" و"كيف تقهر زوجتك؟" و"كيف تهيمنين على زوجك؟" و"كيف تلف حول العالم وأنت جالس في بيتكم؟" و"كيف تكسب مليون جنيه من دون خبرة أو شروط؟" وقائمة طويلة من "كيف" المتأرجحة بين صناعة الوهم وتخليق الخيال و"كيف تصنع من الفسيخ شربات؟" وهو المثل الشعبي المصري الدارج الذي يسخر من صناعة شيء من ولا شيء.

"تيك توك" في خانة الاتهام

أشياء لا أول لها أو آخر زخر بها "تيك توك" مصرياً على مدار العام، هذه المنصة العنكبوتية ذات المحاسن والمساوئ القابلة لحسن وسوء الاستخدام.

2022 شهد عدداً من الحوادث المؤسفة وقع صغار ومراهقون ضحية لها بسبب تحديات على "تيك توك"، حتى إن الأيام الأخيرة في العام شهدت تحذيراً شديداً من المجلس الأعلى للأمناء والآباء والمعلمين للتحذير من الآثار القاتلة للصغار.

الصغار والكبار ومن بينهما دائماً يجدون أنفسهم في ذروات الغضب العنكبوتي الناجم عن وقوع حادثة أو اشتعال قضية أو تداول فكرة غير مألوفة ضحايا الأصوات المطالبة بالحظر والحجب والمنع من أجل الحماية والوقاية والحراسة.

وإذا  كان عام 2021 شهد انتفاضات شعبية لحماية الأخلاق وحراسة الفضيلة، لأن فتيات يقدمن محتوى على "تيك توك" وجده الحراس مهدداً للمكارم والمناقب، وهو ما نجم عنه أحكام حبس وغرامة ووصم لعدد من "فتيات التيك توك"، فقد شهد عام 2022 خفوتاً للمحتوى الذي يهدد الفضيلة وبزوغاً للمحتوى القائم على النصب والمعتمد على الاحتيال.

مقاطع عدة اتضح أنها مركبة أو ملفقة أو كاذبة بغرض زيادة المتابعين، ومن ثم تحصيل الأرباح باعتبار أصحابها من كبار المؤثرين، لكن عمليات النصب ووقائع الاحتيال لم تزعج "حراس الفضيلة"، وذلك لغياب العنصر النسائي عن أغلبها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الساحرة المستديرة دائماً وأبداً

أغلب أشهر العام الـ12 الماضية شهدت بحثاً عن كرة القدم الرياضة الأكثر عشقاً ومتابعة وإثارة للجدل والعراك بين الغريمين الأهلي والزمالك، مضافاً إليهما في السنوات القليلة الماضية ملفات إدارة اللعبة وتدريبها وأسعار اللاعبين ومصير الأندية.

الأهلي ضد الزمالك، مصير الزمالك، مرتضى منصور، محمود الخطيب، ليفربول ضد بورنموث، كأس العالم، قطر، ميسي، منتخب مصر، والقائمة تطول ولا تتوقف بحثاً ونقاشاً وشداً وجذباً.

لكن شداً وجذباً عاتيين نافسا الساحرة المستديرة بشدة في الأيام الأخيرة من العام، "قرض الصندوق" و"تكافل وكرامة" و"الغلاء" و"الطبقة المتوسطة" و"حياة كريمة" و"الطعمية" و"سندوتش الفول" وغيرها دخلت في منافسة حامية مع كرة القدم مطيحة إياها من قائمة الترند والتغريد والتدوين، وانضمت إليها "قناة السويس" في ظل ما جرى من مناقشة وموافقة لقانون مثير للجدل الشديد حول القناة.

ويشاء القدر العنكبوتي أن يحول "معلومة" أدلى بها المعهد القومي للتغذية بأن "أرجل الفراخ" (الدجاج) غنية بالقيمة الغذائية وبديل غذائي يوفر في الموازنة إلى معركة، وإلى ختام محتقن للعام على منصات التواصل الاجتماعي.

"المعلومة" التي جاءت على موقع المعهد، التي سبق الإشارة إليها على مدار سنوات وعقود من قبل اختصاصيين في التغذية بمناطق عدة حول العالم، تحولت في خلال ساعات قليلة إلى مادة خام للدق على أوتار "الفشل السياسي" و"الإخفاق الاقتصادي" من قبل جماعات وأفراد ومنصات إعلامية ذات توجهات معارضة للنظام المصري، وكذلك إلى مثار سخرية وغضب بين المصريين.

فعلى رغم القيمة الاقتصادية والغذائية لـ"أرجل الفراخ"، إلا أن قيمتها الثقافية مرتبطة على مر الأزمنة بالضنك والبؤس والفقر المدقع، كما اعتبر كثيرون إعادة الاكتشاف الفجائي لقيمة "أرجل الفراخ" الغذائية بمثابة مخطط منظم لإسكات الأصوات الغاضبة من موجة الغلاء الفاحش المتصاعدة على مدار الساعة، وعدم قدرة الحكومة على ضبط أو تنظيم أو السيطرة على الزيادة الجنونية.

وعضد من حجم الغضب الشعبي على الـ"سوشيال ميديا" قيام الغالبية المطلقة من القنوات التلفزيونية والمواقع الخبرية والصحف اليومية بتناقل خبر فوائد "أرجل الفراخ" في التوقيت نفسه وبشكل مكثف، وهو ما عظم من الشعور العارم بأن الموضوع منسق من البداية لعله يخفف من حمل الجيوب ويمتص غضب العقول ويشتت نظر العيون بعيداً من الدجاجة نفسها قبل فصل أرجلها، بعد أن أصبحت عصية على الوصول إلى "حلة الملوخية بالتقلية".

استقطاب مستمر

من "الملوخية بالتقلية" إلى القرارات الاقتصادية، ومنها إلى خلطة كليهما بالدين، نضحت صفحات المصريين على الـ"سوشيال ميديا" بكل ما سبق على مدار العام مع استمرار مكون الاستقطاب، فقد استمرت جهود بعض لمزيد من الاستقطاب، كما دامت جهود جماعات الإسلام السياسي المطرودة من جنة السياسة في التسلل إلى التغريد والتدوين وتحميل الفيديوهات، مستغلة أحمال المصريين الاقتصادية من جهة، وهوى شعبي معتبر واقع أسير السلفية من جهة أخرى، وهو ما انعكس في المعارك العنكبوتية التي لا تهدأ.

جانب من الإبقاء على نيران المنصات مشتعلة يكمن في رغبة جماهيرية محمومة بالإفتاء في كل كبيرة وصغيرة، والدلو بمعرفة قد تكون غائبة أو برأي ربما معاداً تدويره، وعلى رغم ذلك تبقى الـ"سوشيال ميديا" منصات حيوية للتعبير ووسائل مهمة للتنفيس.

في الوقت نفسه ظلت هزة أرضية مفاجئة أو جسدية لافتة أو دولارية مباغتة أو كروية مدوية قادرة على إطاحة كل ما سبق لصالح "زلزال" أو "صافينار" أو "دولار" أو "مو صلاح"، ولو موقتاً على مدار عام مضى.

المزيد من تحقيقات ومطولات