Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوكرانيا حيّدت أكثر من 4500 هجوم إلكتروني روسي منذ بداية العام

بوتين يعرض التفاوض وكييف ترد بفاتورة الحرب الباهظة

 قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين 26 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، إن الوضع على الخطوط الأمامية في منطقة دونباس "صعب ومؤلم" ويتطلب كل "قوة وتركيز" بلاده.
وأضاف زيلينسكي في خطابه الليلي المصور "أولاً وقبل كل شيء، الأوضاع على الخطوط الأمامية. باخموت وكريمينا ومناطق أخرى في دونباس، والتي تتطلب أقصى قدر من القوة والتركيز".
وتابع قائلاً إن "الوضع هناك صعب ومؤلم. المحتلون ينشرون كل الموارد المتاحة لهم، وهي موارد كبيرة، لتحقيق بعض التقدم".
كما ذكر زيلينسكي أن انقطاعات الكهرباء لا تزال مستمرة وإنها مقطوعة عن نحو تسعة ملايين من السكان.

هجمات إلكترونية

في سياق آخر، تمكّنت أجهزة الأمن السيبراني الأوكرانية من تحييد أكثر من 4500 هجوم إلكتروني روسي منذ بداية العام، وفق ما أكد مسؤول أوكراني الإثنين.
وقال رئيس قسم الأمن السيبراني في دائرة الأمن الأوكرانية إيليا فيتيوك في مقابلة مع تلفزيون "ماي يوكراين" إن "الدولة المعتدية تشن في المتوسط أكثر من عشرة هجمات إلكترونية يومياً. لكن لحسن الحظ أن المجتمع الأوكراني لم يسمع بمعظمهما". وأضاف "لقد دخلنا عام 2022 وخلفنا ثماني سنوات من الخبرة في الحرب الهجينة. في لحظة الغزو، كنا مستعدين لأسوأ السيناريوهات".
وبحسب هذا المسؤول، تم تسجيل نحو 800 هجوم إلكتروني في عام 2020، وأكثر من 1400 هجوم في عام 2021، وتضاعف الرقم ثلاث مرات في عام 2022.
وتابع فيتيوك "تم صدّ هجمات إلكترونية ضخمة في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) مثّلت بالنسبة لنا تدريبات إضافية قبل الغزو الروسي".
وأكد أن موسكو تستهدف خصوصاً قطاع الطاقة والخدمات اللوجستية والمنشآت العسكرية، فضلاً عن قواعد البيانات الحكومية ومصادر المعلومات.
وأردف إيليا فيتيوك "نراقب المخاطر والتهديدات لحظة بلحظة على مدار اليوم والأسبوع... نعرف بالاسم معظم قراصنة الاستخبارات الروسية الذين يعملون ضدنا. بعد انتصار أوكرانيا، يجب محاكمتهم أمام محكمة عسكرية دولية".

مقتل 3 عسكريين روس

من جهة أخرى، نقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع قولها إن ثلاثة عسكريين لقوا حتفهم نتيجة سقوط حطام طائرة مسيرة أوكرانية على قاعدة عسكرية في منطقة ساراتوف الروسية. وقالت وزارة الدفاع الروسية "في 26 ديسمبر (كانون الأول)، تم إسقاط طائرة أوكرانية مسيرة على ارتفاع منخفض أثناء اقترابها من مطار (إنجلز) العسكري في منطقة ساراتوف. ونتيجة لسقوط حطام الطائرة أصيب ثلاثة جنود روس من الطاقم الفني كانوا في المطار بجروح قاتلة"، وأضافت الوزارة أن معدات الطيران لم تتضرر.

وقال حاكم محلي إنه يجري التحقيق في حادثة وقعت في قاعدة "إنجلز" الجوية بمدينة ساراتوف الروسية، ولكن لم تحدث أضرار للبنية التحتية المدنية بعد تقارير إعلامية عن وقوع انفجارات في القاعدة في وقت سابق الإثنين.

صواريخ "إسكندر"

على صعيد آخر، قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع في بيلاروس إن أنظمة الصواريخ التكتيكية "إسكندر" وأنظمة الدفاع الجوي "أس-400" التي نشرتها روسيا في بيلاروس جاهزة تماماً لأداء المهام المنوطة بها.

وقال ليونيد كاسينسكي رئيس المديرية الرئيسة للأيديولوجية في الوزارة في مقطع مصور تم بثه على "تيليغرام"، "أتم جنودنا وأطقمنا تدريبهم بالكامل في مراكز التدريب القتالي المشترك للقوات المسلحة للاتحاد الروسي وجمهورية بيلاروس".

الترسانة النووية الروسية

في الأثناء، قال حليف كبير للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الترسانة النووية الروسية والقواعد التي وضعتها موسكو لاستخدامها هما العاملان الوحيدان اللذان يمنعان الغرب من بدء حرب ضد روسيا. وأضاف الرئيس السابق دميتري ميدفيديف إن موسكو ستواصل حربها في أوكرانيا حتى يتم إسقاط "النظام المثير للاشمئزاز شبه الفاشي" في كييف وتصبح البلاد منزوعة السلاح تماماً. ويشغل ميدفيديف حالياً منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي.

ويعد ميدفيديف الذي تولى رئاسة روسيا من عام 2008 إلى عام 2012 أحد أكثر المؤيدين بقوة للحرب، ويدين بانتظام الغرب الذي يتهمه بأنه يريد تقسيم روسيا لصالح أوكرانيا.

وقال ميدفيديف في مقال نشر في صحيفة "روسيسكايا غازيتا"، "هل الغرب مستعد لشن حرب شاملة ضدنا، بما في ذلك حرب نووية، من خلال كييف؟ الشيء الوحيد الذي يوقف أعداءنا اليوم هو إدراك أن أساسيات سياسة الدولة بشأن الردع النووي هي التي ستوجه روسيا. وأنها ستعمل بناء عليها في حال ظهور تهديد حقيقي". وتابع ميدفيديف أن "العالم الغربي يوازن بين رغبة قوية في إذلال روسيا وإيذائها وتقطيع أوصالها وتدميرها بقدر الإمكان، من جهة، والرغبة في تفادي حدوث كارثة نووية من جهة أخرى"، وأضاف أنه إذا لم تحصل روسيا على الضمانات الأمنية التي تطالب بها "فإن العالم سيواصل التأرجح على شفا حرب عالمية ثالثة وكارثة نووية. سنبذل قصارى جهدنا لمنع ذلك".

التفاوض؟

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال في مقابلة بثت، الأحد 25 ديسمبر (كانون الأول)، إن بلاده مستعدة للتفاوض مع كل أطراف الصراع الأوكراني لكن كييف وداعميها الغربيين رفضوا المشاركة في محادثات.

وتسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) في أشد الصراعات دموية بأوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وأكبر مواجهة بين موسكو والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962.

ولا تلوح في الأفق حتى الآن أي بادرة أمل على نهاية الحرب.

ويقول الكرملين إنه سيقاتل حتى تتحقق جميع أهدافه بينما تقول كييف إنه لن يهدأ لها بال حتى ينسحب آخر جندي روسي من أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.

وقال بوتين في حديث لقناة "روسيا 1" الرسمية بثته الأحد "نحن مستعدون للتفاوض مع كل الأطراف المعنية بشأن حلول مقبولة، لكن الأمر يعود إليهم، لسنا من يرفض التفاوض لكن هم من يرفضونه".

وقال مدير الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) وليام بيرنز في مقابلة نشرت هذا الشهر، على رغم أن أغلب الصراعات تنتهي بالتفاوض، فإن تقييمنا يشير إلى أن روسيا ليست جادة بعد بشأن المشاركة في مفاوضات حقيقية لإنهاء الحرب.

القتل مع الإفلات من العقاب

وانتقد مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ميخايلو بودولياك، أولئك الذين يطالبون كييف بالسعي لإجراء محادثات سلام مع روسيا، مشيراً إلى قصف موسكو شبكة الكهرباء في أوكرانيا من دون هوادة منذ أكتوبر (تشرين الأول).

ويقول المسؤولون الأوكرانيون إن موسكو أطلقت بالفعل ما يزيد على ألف صاروخ على شبكة الكهرباء، وحذروا من شتاء قارس البرودة مع عجز كبير في الطاقة وقدرة ضخ المياه، مما يعوق التدفئة المركزية في معظم المنازل الأوكرانية.

وكتب بودولياك، "سأذكر أولئك الذين يقترحون أخذ مبادرات (السلام) الروسية  في الاعتبار: في الوقت الحالي تتفاوض موسكو وتقتل سكان خيرسون، وتمحو باخموت وتدمر شبكات كييف وأوديسا (للكهرباء) وتعذب المدنيين في ميليتوبول". وأضاف "روسيا تريد القتل مع الإفلات من العقاب، فهل نسمح بذلك؟".

ولا تزال كييف تتعافى من موجة الضربات الصاروخية التي وقعت، الإثنين، وأوقفت نصف إمدادات الطاقة بالمدينة إلى اليوم التالي، وفقاً لرئيس الوزراء الأوكراني.

"ليس لدينا خيار آخر"

وأدت الهجمات الروسية على مرافق توليد الكهرباء إلى حرمان ملايين الأوكرانيين من الكهرباء، وقال زيلينسكي إن موسكو ستهدف إلى جعل الأيام القليلة المتبقية من 2022 مظلمة وعصيبة.

وأضاف في خطاب مسائي مصور "فقدت روسيا كل ما في وسعها هذا العام. أعلم أن الظلام لن يمنعنا من إنزال هزائم جديدة بقواتهم. ولكن علينا أن نكون مستعدين لأي سيناريو".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في تحديث عبر "فيسبوك"، "الخطر لا يزال قائماً في ما يتعلق بشن موسكو ضربات جوية وصاروخية على مرافق البنية التحتية الحيوية في جميع أنحاء الأراضي الأوكرانية".

وأضافت أن القوات الروسية قصفت عشرات البلدات والمواقع على امتداد خط المواجهة، مما تسبب في سقوط ضحايا من المدنيين في منطقة خيرسون الجنوبية. وتنفي موسكو استهداف المدنيين.

"الاتجاه الصحيح"

فيما يرى بوتين أن بلاده تتحرك "في الاتجاه الصحيح" بأوكرانيا نظراً إلى أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة يحاول تقسيم روسيا. وتنفي واشنطن السعي إلى التسبب في انهيار موسكو.

يضيف بويتن "أعتقد أننا نتحرك في الاتجاه الصحيح، ندافع عن مصالحنا الوطنية ومصالح مواطنينا وشعبنا. وليس لدينا خيار آخر غير حماية مواطنينا".

ولدى سؤاله عما إذا كان الصراع الجيوسياسي مع الغرب يقترب من مستويات خطرة قال بوتين "لا أعتقد أنه خطر للغاية". وأوضح أن الغرب بدأ الصراع بأوكرانيا في 2014 عندما أطاح الرئيس الموالي لروسيا في احتجاجات عرفت باسم ثورة الميدان. وبعدها بفترة وجيزة ضمت روسيا القرم من أوكرانيا، وبدأت قوات انفصالية مدعومة من موسكو القتال ضد القوات المسلحة الأوكرانية شرق البلاد.

وقال بوتين "في الحقيقة الأمر الجوهري هنا هو أن السياسة التي يتبعها خصومنا السياسيون تهدف إلى تدمير روسيا. روسيا التاريخية".

ويصور بوتين تحركات بلاده في أوكرانيا على أنها "عملية عسكرية خاصة" وأنها كانت لحظة فارقة قررت فيها موسكو أخيراً التصدي لتكتل غربي يقول إنه يسعى إلى تدمير روسيا منذ سقوط الاتحاد السوفياتي في 1991.

وتقول أوكرانيا والغرب إن بوتين ليس لديه مبرر لما يصفونه بحرب من أجل الاحتلال أشاعت المعاناة والموت في أنحاء أوكرانيا.

ووصف بوتين روسيا بأنها "دولة فريدة"، وقال إن الأغلبية العظمى من شعبها متحدة وتريد الدفاع عنها.

وتابع "بالنسبة إلى الكتلة الأساسية، 99.9 في المئة من مواطنينا مستعدون لبذل كل شيء من أجل مصالح وطنهم الأم، ليس هناك أي أمر غير معتاد بالنسبة إليَّ في هذا الشأن".

وأضاف "هذا يقنعني مجدداً بأن روسيا دولة فريدة وبأن لدينا شعباً استثنائياً. تأكد ذلك على مدى تاريخ وجود روسيا".

إمدادات الغاز

وسط هذه الأجواء، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك لوكالة "تاس" الرسمية للأنباء إن موسكو مستعدة لاستئناف إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر خط أنابيب "يامال-أوروبا". وأضاف نوفاك أن موسكو تتوقع أن يصل ما ضخته لأوروبا من الغاز الطبيعي المسال خلال عام 2022 إلى 21 مليار متر مكعب.

المزيد من دوليات