ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن السلطات غيرت مسار رحلة جوية كانت متجهة إلى دبي، الإثنين، 26 ديسمبر (كانون الأول)، لمنع زوجة وابنة القائد السابق للمنتخب الإيراني لكرة القدم علي دائي، وهو من داعمي الاحتجاجات من مغادرة البلاد.
المعارضة وتجاوز قيود الإنترنت
كما قالت وزارة الخارجية الإيرانية، الإثنين، إن اعتقال مواطنين على صلة ببريطانيا يشير إلى "الدور المدمر" للندن في الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وتتهم إيران دولاً غربية وإسرائيل بتأجيج الاضطرابات خلال الاحتجاجات التي شارك فيها أفراد من كل أطياف المجتمع والتي تشكل أقوى تحد لرجال الدين الحاكمين في البلاد منذ الثورة الإسلامية في 1979.
ويعتمد المحتجون بقوة في تنظيم المظاهرات ونشر أخبارها على منصات وسائل التواصل الاجتماعي والتي تحاول الحكومة حجبها.
ومن الخدمات التي يمكن أن تساعد الإيرانيين في مراوغة قيود الإنترنت "ستارلينك"، وهي خدمة إنترنت بنطاق عريض عبر الأقمار الاصطناعية تشغلها شركة "سبيس إكس" التي يمتلكها إيلون ماسك.
وقال ماسك، الإثنين، إن شركته تقترب من حيازة 100 جهاز "ستارلينك" يعمل داخل إيران.
تغيير مسار طائرة
في غضون ذلك، قال القضاء الإيراني إن زوجة دائي منعت من السفر إلى الخارج بعد أن أمرت السلطات الطائرة التي كانت تستقلها، والتابعة لشركة "ماهان إير"، من استكمال رحلتها لدبي وأمرتها بالهبوط في جزيرة كيش الإيرانية في الخليج.
وقال دائي لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية "لا أعلم حقاً سبباً لذلك. هل أرادوا القبض على إرهابي؟".
وأغلقت السلطات هذا الشهر متجراً للحلي ومطعماً يمتلكهما دائي بعد دعمه الاحتجاجات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وخرجت الاحتجاجات بعد وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني (22 سنة) في 16 سبتمبر (أيلول) وهي رهن احتجاز شركة الأخلاق لارتدائها "ملابس غير لائقة" وفقاً للقواعد الصارمة التي تفرضها إيران على ملبس النساء.
ورقة مزدوجي الجنسية
ورافق ما قالته طهران عن تورط أجنبي في الاحتجاجات حملة اعتقالات لعشرات من مزدوجي الجنسية في إطار تصريحات رسمية هدفها تحويل المسؤولية بعيداً من القيادة الإيرانية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ورداً على طلب من أحد الصحافيين للتعليق على إعلان طهران الأحد اعتقال سبعة على صلة ببريطانيا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني "لعبت بعض الدول، وبخاصة الدولة التي ذكرتها، دوراً غير بناء في ما يتعلق بالتطورات الأخيرة في إيران". وأضاف "كان دورها مدمراً للغاية وحرض على أعمال الشغب".
وقال الحرس الثوري الإيراني الأحد إن السبعة، وبعضهم يحمل جنسيات مزدوجة، اعتقلوا على خلفية الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي تهز البلاد منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
معتقلون بريطانيون
وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها تسعى للحصول على مزيد من المعلومات من السلطات الإيرانية حول تقارير اعتقال مواطنين إيرانيين يحملون الجنسية البريطانية.
وقال كنعاني إن طهران أخطرت حكومات المحتجزين وأبلغتها "بجرائمهم". وقال إن طهران سمحت للمحتجزين بالتواصل مع أسرهم في عطلة عيد الميلاد "لأسباب إنسانية".
وبينما تقول جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إن نحو 18500 شخص اعتقلوا خلال الاحتجاجات، يقول مسؤولون حكوميون إن غالبهم خرجوا من الحبس. ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء عن المدعي العام للعاصمة طهران قوله، الإثنين، إن 83 في المئة ممن اعتقلوا في العاصمة تم الإفراج عنهم.
وبخلاف الاعتقالات، فرضت السلطات حظراً على السفر على العشرات من الفنانين والمحامين والصحافيين والمشاهير بسبب دعمهم الاحتجاجات.
وقالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) إنه حتى تاريخ 25 ديسمبر قتل 507 محتجين في الاضطرابات بينهم 69 قاصراً. وأضافت أن 66 فرداً من قوات الأمن قتلوا أيضاً. ويعتقد أن السلطات اعتقلت ما يصل إلى 18516 محتجاً.
انهيار العملة
وواصلت العملة الإيرانية التراجع إلى مستويات انخفاض قياسية مع معاناة المواطنين تبعات معدل تضخم رسمي سجل نحو 50 في المئة، إذ يحاولون شراء الدولار وعملات أجنبية أخرى وذهب في محاولة لحماية مدخراتهم وسط الاضطرابات التي تشهدها البلاد.
وفي سوق غير رسمية للصرافة تم بيع الدولار بأعلى مستوى على الإطلاق مقابل 415400 ريال، الإثنين، ارتفاعاً من 410 آلاف الأحد، وفقاً لموقع "بونباست.كوم" لأسعار صرف العملات.
وخسرت العملة الإيرانية المحلية نحو 24 في المئة من قيمتها منذ بدء الاحتجاجات بأنحاء البلاد في سبتمبر.