Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العراق يستعين بـ"سدود الحصاد" لمواجهة أزمة الجفاف

تساهم في استيطان كثير من القرى والتوسع في إنشاء المدن والاستفادة من المياه في الزراعة

سدود الحصاد إحدى الوسائل المهمة التي سيتبعها العراق لمواجهة الشح المائي (أ ف ب)

يبدو أن العراق بات يفكر بحلول سريعة لمواجهة أزمة الجفاف الذي يعانيه منذ سنوات، بسبب انحسار واردات نهري دجلة والفرات التي تأتيه من دول جواره، فضلاً عن أزمة الجفاف والاحتباس الحراري في المنطقة لا سيما في ظل التقارير الدولية التي تتحدث عن أن العراق سيكون من بين الدول التي ستعاني الجفاف مستقبلاً.

المدير العام للهيئة العامة للسدود والخزانات علي راضي ثامر، كشف عن استراتيجية ستتبعها وزارة الموارد المائية للتخفيف من أزمة الجفاف، تتمثل بإنشاء "سدود حصاد" للاستفادة من الأمطار في الشتاء.

وأضاف ثامر في تصريح أورده موقع الوزارة، أن "إحدى الوسائل المهمة لمواجهة الشح المائي وضمن استراتيجية ستتبعها وزارة الموارد المائية هو التوسع في سدود حصاد المياه في كثير من المناطق للاستفادة القصوى من الإيرادات المائية المتحققة سواء من مياه الامطار أو السيول الواردة خلال الوديان والمنخفضات".

المساعدة في الاستيطان

وأشار إلى أن "سدود حصاد المياه لها أهمية كبيرة في استيطان كثير من القرى والتوسع في إنشاء المدن والاستفادة من المياه في الجانب الزراعي"، لافتاً إلى أن المياه التي تحصد من هذه السدود سيستفاد منها من خلال استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة إضافة إلى تغذية المياه الجوفية.

ولفت إلى أن "أزمة الجفاف في العراق لا سيما التي عانتها المناطق الجنوبية والأهوار أدت إلى انخفاض مياه الأنهار بنسبة كبيرة، ونسعى إلى تأمين المياه في تلك المناطق وتعزيزها، وفي الوقت نفسه تأمين خزين مائي يديم عمل خطط الوزارة وتلبية جميع المتطلبات".

ويعتمد العراق في تغذية أنهاره سنوياً على المياه الآتية من تركيا وإيران، خصوصاً في فصل الربيع، فضلاً عن الأمطار والثلوج، إلا أن الموسم الحالي والسابق شهد انخفاضاً كبيراً وغير مسبوق منذ أعوام، وهو ما بدا واضحاً في انحسار مساحة نهري دجلة والفرات داخل الأراضي العراقية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونتيجة أزمة الجفاف عمدت الجهات المتخصصة العراقية إلى تقليل المساحات الزراعية المروية بالمياه إلى النصف، فضلاً عن منع زراعة محصول "الأرز"، وذلك لاستهلاكه كميات كبيرة من المياه، إذ يشتهر العراق بنوعيات جيدة وهي أرز "العنبر" الذي تزدهر زراعته في محافظات وسط العراق وجنوبه، لا سيما محافظة النجف الشهيرة بهذا الصنف.

من جهته أكد مدير مشروع سد حديثة طارق بتال أن العراق يمتلك كوادر تستطيع تنفيذ تلك السدود وتشغيلها، مشيراً إلى أن "السدود الصغيرة مهمة جداً في فترة الشح المائي، وهناك أودية عديدة يمكن إنشاء تلك السدود عليها لضمان توفير مياه وتعزيز خزين المياه الجوفية سواء في الصحراء الغربية أو المنطقة الشرقية أو الجنوبية أو إقليم كردستان".

ويمتلك العراق مجموعة من السدود تستمد مياهها من نهري دجلة والفرات، أهمها سد الموصل بطاقة 11 مليار متر مكعب وسد حديثة بطاقة ثمانية مليار متر مكعب وسد دوكان بطاقة ستة مليار متر مكعب وسد دربندخان بطاقة 3.8 مليار متر مكعب وسد حمرين ملياري متر مكعب وسد العظيم 1.5 مليار متر مكعب، فضلاً عن بعض السدود الأخرى بطاقات متفاوتة.

مئات السدود

بدوره اعتبر حمزة مصطفى الخبير بالاستراتيجيات والسياسات المائية أنه بالإمكان إنشاء مئات السدود في فترة قصيرة، وقال "من المفترض إنشاء مديرية عامة للسدود الصغيرة تتولى عملية الإنشاء والإشراف على تلك السدود"، مشيراً إلى أن سدود الحصاد الصغيرة يمكن إنشاؤها بجميع أنحاء العراق لا سيما الصحراء الغربية التي تعتبر منطقة واعدة في عدد الأودية مع وجود نسب عالية للأمطار.

وأكد أن الحكومة العراقية في ثمانينيات القرن الماضي كان لديها دراسات على مجموعة من الوديان لإنشاء سدود صغيرة عليها والاستفادة من السيول القادمة من السعودية، بخاصة أن 12 في المئة من واردات نهر الفرات المائية تتكون نتيجة السيول وبفضل هذه السيول كان هناك انتعاش لبعض البحيرات على نهر الفرات.

وأضاف مصطفى "لدينا المواد الأولية والخبرة لتنفيذ تلك السدود ويمكن إنشاء مئات في جميع أنحاء العراق لأن إنجازها لا يتطلب سوى أشهر قليلة"، وتابع "المياه التي تتبخر ستلطف الجو وتنشط الدورة الهيدولوجية بحيث يتكون مزيد من الأمطار وستعمل على تثبيت الكثبان الرملية وتغذي المياه الجوفية، وما يتبقى يستفاد منه في الزراعة والمراعي وبذلك تنتعش المنطقة بشكل كبير".

ويضم العراق نهرين هما دجلة والفرات، وينبع الفرات من جبال طوروس في تركيا ويخترق الأراضي السورية ليدخل بعدها الأراضي العراقية عند البوكمال في محافظة الأنبار، حيث يلتقي نهر دجلة، ليصب معه في شط العرب.

ويبلغ طول نهر الفرات من منبعه في تركيا حتى مصبه في شط العرب 2940 كيلو متراً، 1176 كيلو متراً منها في تركيا و610 كيلو مترات في سوريا و1160 كيلو متراً في العراق. ويتراوح عرضه بين 200 وأكثر من 2000 متر عند المصب.

أما نهر دجلة، فينبع من جبال طوروس جنوب شرقي الأناضول في تركيا ويعبر الحدود السورية – التركية، ويسير داخل أراضي سوريا بطول 50 كيلو متراً تقريباً، ليدخل بعد ذلك أراضي العراق عند قرية فيشخابور. ويبلغ طول مجرى النهر نحو 1718 كيلو متراً ومعظم مجراه داخل الأراضي العراقية بطول يبلغ نحو 1400 كيلو متر، وتصب خمسة روافد فيه بعد دخوله الأراضي العراقية وهي الخابور والزاب الكبير والزاب الصغير والعظيم وديالى. وهذه الروافد تجلب إلى النهر ثلثي مياهه. أما الثلث الآخر، فيأتي من تركيا.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي