الإرهابي اليميني المتطرف الذي ضحك فيما غلّفته ألسنة اللهب أثناء محاولته إحراق كنيس يهودي، وُضع في المستشفى حتى أجلٍ غير مسمّى.
وقد شوهد تريستان مورغان أثناء ابتعاده عن مكان الحريق وفي يده قارورة من الوقود فيما تصاعدت ألسنة الدخان من المبنى العائد إلى القرن الثامن عشر في مدينة "إكستر" في ديفون الصيف الماضي.
ويظهر الرجل البالغ من العمر 52 عاماً في فيديو صادم من فيديوهات المراقبة أثناء تحطيمه إحدى نوافذ المبنى بواسطة فأس صغير كي يسكب سائلاً من عبوة وقود خضراء عبرها. وبعدها، ألقى "شيئاً ما" إلى الداخل ثم ارتد إلى الخلف على الفور فيما تغلّفه ألسنة اللهب.
اعترف المتهم بإحراق المبنى عمداً وبالدعوة إلى الإرهاب بواسطة نشر أغنية عنوانها "الرجل الأبيض" عبر موقع تحميل الأغاني الإلكتروني "ساوندكلاود" وباقتناء نسخة من كتيّب مقاومة العرق الأبيض.
أثناء ظهوره داخل محكمة الجنايات المركزية في 5 يوليو (تموز)، ذكر المدعي العام أليستير ريتشاردسون إن مورغان "لديه اعتقادات متجذرة في معاداة السامية تظهر في رغبته بإلحاق الأذى بالمجتمع اليهودي، إضافة إلى هوسه بالمواد المقيتة المعادية للسامية".
وقد حاول ليلة السبت 21 يوليو (تموز) 2018، أن يحرق الكنيس اليهودي "دون اهتمام بالخطر الذي يمكن أن يلحق بحياة الناس"
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأخبر السيد ريتشاردسون المحكمة أن زوي بايكر وشريكها صامويل اوبراين كانا يمشيان على مقربة من مركز مدينة اكستر عندما سمعا "دوياً قوياً" وشاهدا "وهجاً برتقالياً ودخاناً" يتصاعدان من البناء المُدْرَج على لائحة الأبنية التراثية.
وتوقف الاثنان بسبب قلقهما من إمكانية إصابة شخص ما، فرأت السيدة بايكر المتهم يبتعد عن المكان ويحمل في يده عبوة وقود خضراء.
وشرح السيد ريتشاردسون إنه كان "يبدو كأنه يضحك ويحاول تمسيد شعره الذي وصفته بالمبعثر والمتطاير"
وجد رجال الإطفاء حريقاً "شديد القوة" في غرفة داخلها سخّان غاز كان من الممكن أن ينفجر.
بعدها، أوقفت الشرطة مورغان في منزله في منطقة "أليكساندر تيراس" في مدينة "إكستر" بعد التعرف على شاحنته بواسطة الفيديو.
عندما فتح المتهم الباب لعناصر الشرطة كانت رائحة الوقود والحريق تفوح منه، وقال لهم "يبدو أنّكم لم تحتاجوا الكثير من الوقت".
وقيل في المحكمة إن الحروق طالت يديه وجبينه وشعره.
وكان في أجيابه سكيني جيب مطويين وولاعتين.
أثناء دخوله عربة الشرطة، قال مورغان "أرجو أن تخبروني بأن ذاك الكنيس يحترق، وإلا فالتحضيرات كانت دون المستوى"
وعندما كان عاملو المستشفى يضمدون حروقه بعد ذلك أخبرهم "كان الأمر بمثابة انفجار قنبلة".
واستمعت المحكمة إلى أنّ مورغان وهو فني تصوير إشعاعي ومنشد موسيقى فولكلورية بحسب وصفه الخاص، كان مضطرب الذهن أثناء وقوع اعتداء الحريق العمد ولكن ليس لديه سوابق بارتكاب أعمال عنف.
حكم عليه القاضي أنثوني ليونارد المعين من وزير العدل بالإقامة في المستشفى إلى أجل غير مسمّى، وذكر إن الفعل الذي اقترفه يثير "الغضب والقرف" بالنسبة إلى معظم الناس.
وقيل إنّ الاعتداء على الكنيس خلّف آثاراً "مدمّرة" على المجتمع اليهودي بأسره.
ويعدّ هذا الكنيس الذي شيّد في العام 1763 ثالث أقدم كنيس في بريطانيا، ولا يزال محطة مركزية بالنسبة للمجتمع اليهودي في الجنوب الغربي.
وخضع البناء لأعمال تجديد في تسعينيات القرن الماضي، كما أنجز مشروع ترميمه الذي كلف 100 ألف جنيه استرليني في العام 2013.
أما تكلفة التصليحات من جراء الأضرار التي ألحقها به الحريق فذُكِرَ إنها تفوق 23 ألف جنيه استرليني.
© The Independent