Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موريتانيا... حوار الموالاة والمعارضة في الوقت بدل الضائع

لقاء اعبيد وخونه بعد سنوات من القطيعة وغياب الثقة

لماذا باشر المرشح الرئاسي الخاسر بيرام اعبيد حواراً سياسياً مع الأغلبية الحاكمة في الأيام الأخيرة من ولاية الرئيس محمد ولد عبد العزيز، الذي تنتهي ولايته الرئاسية في 2 أغسطس (آب)؟

هذا هو السؤال الأبرز في موريتانيا هذه الأيام.

وقد اعتبر كثيرون أن ذلك بمثابة رد من اعبيد على خصومه الذين اتهموه بشق صف المعارضة، والسعي إلى كسر شوكتها عبر قيادته منفرداً الحوار مع الأغلبية.

وقال اعبيد في مؤتمر صحافي الخميس 11 يوليو (تموز) إن الحوار الذي بدأه مع السلطة كان في الأصل الخيار الأفضل بالنسبة إلى جميع المرشحين الخاسرين.

أضاف اعبيد الذي حل في المرتبة الثانية في اقتراع 22 يونيو (حزيران) الماضي إن "مرشحي المعارضة الأربعة اجتمعوا بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، واعتبروها نتائج غير حقيقية ولا تعكس إرادة الشعب، تبادلنا وجهات النظر وتوصلنا إلى أن الحل القانوني أغلق مجاله بعد إعلان المجلس الدستوري النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية، وأن الحل عبر الشارع خطير جداً. لذا، لم يبق إلا الحل عبر التفاوض المرهون أصلاً بإرادة النظام، فقررنا إعلان الرغبة في التفاوض".

تابع المرشح الخاسر المعروف بمناهضته الاستعباد أن أطرافاً في النظام اتصلوا به وعبّروا عن تثمين قرار التهدئة والانفتاح على التفاوض.

شروط ومطالب

وكشف اعبيد أنه اشترط على النظام أن "يكون التفاوض علنياً، ومعنا في المعارضة ككُل. فوافق على ذلك، وأبلغت رفاقي بما حدث، واتفقنا على تقديم وثيقة مشتركة بعد أن نتشاور".

وكان اعبيد قد التقى في خطوة لافتة بممثل الحكومة ورئيس لجنة تسيير الحزب الحاكم الوزير سيدنا عالي ولد محمد خونة. وبعد اللقاء بين من يوصف بأنه ألد خصوم الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز وأكثرهم تردداً على السجون بسبب مواقفه الحقوقية والسياسية، أكد اعبيد ضرورة الحوار بين الأطراف السياسية كافة.

وقال رئيس حركة إيرا الحقوقية، اعبيد، الذي حصل على 18 في المئة من أصوات الموريتانيين في الاقتراع الرئاسي الأخير، إن لدى المعارضة الموريتانية رزمة من المطالب ترى أن تحقيقها ضروري لبناء الثقة بين الفرقاء السياسين، من أهمها إطلاق سراح السجناء وتهدئة الأجواء في بعض مناطق العاصمة نواكشوط، كي يكون للحوار معنى إيجابي على حد وصفه.

وأكد خونه أنه التقى اعبيد بناء على طلب من الأخير. وأوضح أن الأغلبية الحاكمة مستعدة لحوار ينهي الاستقطاب السياسي ويخرج البلاد من أزمتها الراهنة. وكشف أنه واعبيد اتفقا على آلية سيعلن عنها بعد تشكيل لجنة من طرف المعارضة تتولى إعداد المحاور والنقاط التي تحددها المعارضة.

عاصفة من السجال

لقاء اعبيد وخونه بعد سنوات من القطيعة وغياب الثقة بين المعارضة والموالاة، أثار عاصفة من الجدل والسجال على مواقع التواصل الاجتماعي بين رافض ومرحب.

الكاتب المعارض سيدي عالي ولد بلعمش قال: "كنا نعتقد أن بيرام سيكون آخر من يقبل بنتائج الانتخابات المزورة وآخر من يقبل بتشريع رئاسة خليفة محمد ولد عبد العزيز".

 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وذهب البعض إلى القول إن لا معنى للحوار مع حكومة مغادرة، ووصفه البعض بـ"المتسرّع وغير المدروس". وكتب المدون والأكاديمي الشيخ سيدي عبد الله "إذا كان من حوار للمستقبل فيجب أن يكون مع نظام الرئيس محمد ولد الغزواني... أما عزيز فلا قيمة لحوار معه في ظرف عشرين يوماً، بعدما أمضى عشر سنوات في شيطنة وتخوين وتسفيه وظلم معارضيه".

أما المدون حبيب الله ولد أحمد فكتب "ميل المرشح السابق بيرام إلى السلم الأهلي ورفضه أن يستخدم في عنف غير وطني ليس جديداً". وأشار حبيب الله إلى ضرورة التماسك ورص الصفوف لضمان وحدة موريتانيا واستقرارها كدولة وكيان.

وأكد الوزير السابق والكاتب محمد ولد أمين دعمه حواراً سياسياً يشارك فيه اعبيد ومن يعملون على شاكلته. وقال "أدعم مشروع الحوار الوطني، وأعتقد أن دخول اعبيد المطبخ السياسي أمر سيلقي بظلاله إيجاباً على مستقبل موريتانيا".

"تناقض"

الكاتب والملحق الإعلامي في الرئاسة الموريتانية سيدي محمد ولد ابه وصف الحوار مع الحقوقي المثير للجدل اعبيد بأنه مضيعة للوقت وسخر ولد ابه في تدوينة له من عدم اعتراف المعارضة بالنتائج ودعوتها إلى حوار مع نظام "يرفضون الاعتراف بالنتائج ويدعون إلى الحوار... مع من؟ مع من يرفضون الاعتراف بفوزه".

الرئيس السابق لحزب التجمع الموريتاني للإصلاح والتنمية الإسلامي المعارض محمد جميل منصور، عبّر عن رأية وعلى نحو قد يخالف توجهات حزبه "الانتخابات إما مزورة فلا يصلح الحوار مبرراً لقبولها، وإما مقبولة فلا يصلح ربط الاعتراف بها بحوار أو غيره".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي