أعلنت وكالة الأنباء الوطنية الصومالية، الأربعاء 21 ديسمبر (كانون الأول)، استسلام قيادي بارز في "حركة الشباب" رفقة ثلاثة من زملائه.
ويأتي استسلام هذا القيادي ورفاقه في ظل تزايد الضغوط التي تتعرض لها الحركة نتيجة الحملة العسكرية التي تقودها القوات المسلحة الفيدرالية والقوات الرديفة لها وسط وجنوب البلاد.
وأوضحت وكالة الأنباء الوطنية الصومالية (سونا) أن القيادي يدعى "معلم حذيفة" وجاء استسلامه استجابة لدعوة الحكومة الفيدرالية الصومالية قيادات وعناصر الحركة إلى الاستسلام في مقابل الحصول على العفو العام وإعادة التأهيل ليغيروا سلوكهم، بحسب تعبير الوكالة.
أشد المطلوبين خطراً
وأشارت مصادر إلى أن محمد علي حسن إلياس المعروف بـ "معلم حذيفة" كان واحداً من أشد القياديين المطلوبين خطراً خلال الآونة الأخيرة، وجاء استسلامه نتيجة العمليات العسكرية المكثفة التي تنفذها الحكومة الصومالية في منطقة شبيلي الوسطى، إذ تعرضت قواته للتدمير خلال عمليات الأسبوع الماضي مما دفعه للجوء إلى الوعود الحكومية بالحصول على العفو العام.
وأكدت قيادات عسكرية في الجيش الوطني الصومالي ترحيبها باستسلام القيادي ورفاقه، مؤكدة أهمية سياسة "العفو في مقابل الاستسلام" التي اعتبرتها "ناجعة في تحييد متمردي حركة الشباب"، بحسب قولها.
وأوضحت إحصاءات نشرتها مصادر عسكرية رسمية صومالية مطلع الأسبوع أن عشرات الزعماء التقليديين المتعاطفين مع حركة الشباب أعلنوا انشقاقهم ولجوءهم إلى القوات الحكومية رفقة قياديين بارزين من الحركة المتمردة، نتيجة خسارتها مناطق واسعة كانت ضمن سيطرتها.
وفي الوقت ذاته أعلن الجيش الوطني الصومالي أسره ثمانية مقاتلين أثناء عمليات قادها بمشاركة القوات الأفريقية الانتقالية لحفظ السلام (أتميس) والقيادة الأفريقية في القوات المسلحة الأميركية (أفريكوم) إضافة إلى قوات محلية رديفة، وتمت إحالتهم بحسب الإجراء المتبع إلى المحاكم العسكرية.
50 قتيلاً من "الخوارج"
وجاء في بيان صادر عن قيادة الجيش الوطني الصومالي، السبت، أن عملية الجيش ضد المسلحين وقعت في قرية دار النعيم بإقليم شبيلي الأوسط في البلاد، كما شهدت القرية الواقعة على مشارف بلدة آدن يابال الاستراتيجية التي تم تحريرها أخيراً على بعد 217 كيلومتراً شمال العاصمة مقديشو، تصاعداً النشاط العسكري خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وجاء في البيان المقتضب للجيش عبر "تويتر" أن "الجيش الوطني الصومالي وبمساعدة السكان المحليين قتل نحو 50 من الخوارج في عملية بقرية دار النعيم في منطقة شبيلي الوسطى وقرى أخرى تابعة لمنطقة آدن يابال".
وتأتي العملية بعد يوم واحد من إعلان نائب وزير الإعلام الصومالي عبدالرحمن العدالة أن الجيش قتل ما لا يقل عن 88 من مقاتلي حركة الشباب في المنطقة نفسها خلال 48 ساعة.
مكافأة 30 ألف دولار
وفي غضون ذلك تعهد محافظ هيران بوسط الصومال علي جيتي عثمان بتقديم مكافأة قدرها 30 ألف دولار لأي مقاتل ينجح في قتل المتحدث باسم حركة الشباب علي محمود راجي، المعروف باسم علي طيري.
وقال جيتي في حديث له مع أفراد الأمن الصوماليين وميليشيات العشائر المحلية بعد زيارة قرى عدة على مشارف مدينة بلدوين عاصمة محافظة هيران، "إن الحكومة ستمنح مكافأة قدرها 10 آلاف دولار عن كل قتيل من مقاتلي الشباب".
ومع استمرار العمليات العسكرية التي أعلنها الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ضد حركة الشباب التي أطلق عليها اسم "الخوارج" إثر انتخابه للمرة الثانية لقيادة البلاد، فقد تم الإعلان عن سقوط مئات القتلى من مقاتلي الحركة، وشهد الأسبوع الماضي مقتل 150 عنصراً من مقاتليها ضمن مساعي القوات المسلحة الصومالية إلى تطهير ولايتي غلمدغ وهيرشبيلي الفيدراليتين من سيطرة الحركة التي استمرت لعقد ونصف.
المدربون في إريتريا
وفي سياق آخر، ومع انخراط مزيد من القوات التابعة للولايات الفيدرالية والمجتمعات المحلية في العمليات العسكرية، أعلن وزير الدفاع في الحكومة الفيدرالية الصومالية عبدالقادر محمد نور، الأربعاء، وصول أولى وحدات القوات الوطنية المتدربة في جمهورية إريتريا إلى العاصمة مقديشو.
وأشار نور إلى استكمال وصول بقية الوحدات الأخرى المقدرة بأكثر من 5 آلاف جندي خلال الأيام المقبلة، مؤكداً مواصلة العمليات العسكرية ضد الإرهابيين حتى يتم تطهير جميع محافظات الجمهورية منهم.