Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تحذير من تعريض أفراد الأسرة الضعفاء لكورونا في عيد الميلاد

خبراء بريطانيون ينبّهون من ارتفاع معدل دخول المصابين إلى المستشفيات في المملكة المتحدة إذ يسبب كارثة لـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية" المتهالكة أصلاً

الأطباء يدعون إلى الالتزام التام بالماسك لمنع العدوى (غيتي)

في المملكة المتحدة، تم تحذير العائدين إلى بلدهم ومنازلهم في فترة عيد الميلاد من المخاطر التي يضعها كورونا على أفراد الأسرة الضعفاء صحياً، ذلك أنه من المتوقع دخول ما يزيد على 10 آلاف شخص في إنجلترا إلى المستشفيات بسبب الفيروس بحلول نهاية العام.

وجاء ذلك في وقت كشفت أحدث الأرقام الصادرة عن "أن أتش أس إنغلاند" أنه خلال أسبوع سجل عدد مرضى كورونا في المستشفيات ارتفاعاً بلغ 22 في المئة. في 14 ديسمبر (كانون الأول)، بلغ عدد المصابين بالفيروس في المستشفيات ستة آلاف و720 مريضاً بعدما كان المعدل خمسة آلاف و501 في السابع منه، وفق بيانات صادرة عن هذه الهيئة الصحية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تحدث في هذا الشأن الدكتور دانيال غويال، طبيب متخصص بكورونا لدى "هيئة الخدمات الصحية الوطنية"، فقال إن الارتفاع في عدد إصابات كورونا التي تتلقى العلاج في المستشفيات "مقلق جداً"، محذراً من أن العدد المتزايد من الحالات يذكي "أسوأ أزمة رعاية صحية شهدناها على الإطلاق".

وعلمت "اندبندنت" من الدكتور غويال أن "جزءاً من القلق الأكبر مرده إلى عدد المرضى الذين يصابون بكورونا في أجنحة المستشفيات، إذ يصاب الأشخاص بعدوى كورونا في المستشفى، ثم يتأخر السماح لهم في العودة إلى المنزل، ما يفاقم العبء على الخدمة الصحية. يطرح هذا الواقع سؤالاً عن السبب وراء عدم قيامنا بأي خطوة مهمة لمحاولة خفض انتقال العدوى".

وقال الدكتور غويال إنه في الفترة ما قبل عيد الميلاد، لا بد من توجيه رسائل قوية تتعلق بالصحة العامة حول فوائد ارتداء الكمامة في المناطق العامة والأماكن المزدحمة. وأضاف أن على الناس أن يأخذوا في الاعتبار ارتداء الأقنعة الواقية في تجمعات عيد الميلاد التي يحضرها أفراد الأسرة الضعفاء صحياً والمعرضون أكثر من غيرهم للخطر.

وللمرة الأولى منذ بدء الجائحة، تجاوز عدد مرضى الإنفلونزا في مستشفيات إنجلترا عدد مرضى كورونا فيها. وتشير الأرقام إلى أن معدل دخول مصابي الإنفلونزا إلى المستشفيات بلغ 6.8 أشخاص لكل مئة ألف شخص في الأسبوع المنتهي في 11 ديسمبر، في مقابل 6.6 أشخاص لكل مئة ألف بالنسبة إلى مرضى كورونا.

بينما يرتفع الرقمان كلاهما حالياً، قفز معدل دخول مرضى الإنفلونزا إلى المستشفيات بشكل حاد على أساس أسبوعي، إذ تضاعف تقريباً من 3.9 لكل مئة ألف شخص، بينما يرتفع معدل قبول مصابي كورونا"في المستشفيات بشكل أبطأ.

وتمثل الأرقام المذكورة المؤشر الأحدث على أن الإنفلونزا صارت أكثر انتشاراً بين السكان. والآن، ترتفع حالات الدخول إلى المستشفيات بين صفوف مصابي الإنفلونزا بمعدل أعلى من أي أسبوع خلال فصول الشتاء الأربعة السابقة، وفق بيانات نشرتها "وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة" (UKHSA).

وسجل معدل الدخول إلى المستشفيات أعلى مستوى بين من يبلغون 85 سنة فما فوق، مع 23.1 شخص لكل مئة ألف شخص، بزيادة أسبوعية عن 10.7 شخص. كذلك شهد معدل دخول الأطفال في الفئة العمرية بين 4 سنوات وما دون قفزة كبيرة مماثلة، مرتفعاً من 8.4 طفل إلى 20.7 طفل لكل مئة ألف طفل.

وتشير التقديرات إلى أن إصابات كورونا في إنجلترا تجاوزت المليون للمرة الأولى منذ نهاية أكتوبر (تشرين الأول)، فيما ارتفعت الحالات أيضاً في اسكتلندا وويلز.

وتوقعت الخبيرة في بحوث الأكتواريا أديل غرويير أنه في حال واصل معدل دخول المرضى إلى المستشفيات بسبب كورونا مساره الحالي، ربما سيبلغ أكثر من تسعة آلاف شخص بحلول عيد الميلاد، وما يزيد على 11 ألفاً بحلول نهاية العام.

وبينما استبعدت غرويير حدوث زيادة مطردة بالمعدل عينه، أوضحت أنها تبقى واردة. وفق هذا السيناريو، ربما تنفد الأسرة الشاغرة في مستشفيات إنجلترا بحلول 31 ديسمبر، ما يدفع "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" مضطرة إلى إلغاء الإجراءات الطبية غير العاجلة من أجل توفير مساحة للمرضى.

ستيوارت ماكدونالد، شريك ومؤسس في "أل سي بي للتحليلات الصحية" و"فريق الاستجابة الأكتوارية لكورونا"، توقع أيضاً أن يرتفع عدد حالات الدخول إلى المستشفى بسبب كورونا إلى ما يربو على 10 آلاف قبل نهاية العام، ما يتسبب في كارثة لـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية" المتهالكة أصلاً.

وفق ماكدونالد لـ"اندبندنت"، "يتوافر حالياً عدد قليل جداً من الأسرة في المستشفيات في نظام صحي متهالك أصلاً. إن وقت انتظار سيارات الإسعاف والدخول إلى قسم الحوادث والطوارئ يكشف عن مأزق كبير في النظام. في ما يتعلق بـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية" التي تعاني فعلاً عدم توافر الأسرة، يمثل كل سرير إضافي يشغله مريض كورونا مشكلة."

كذلك أشار ماكدونالد إلى مشكلة تتمثل في التقاط المرضى كورونا في المستشفى، والتي قال الباحثون إنها تشكل حوالى ثلث إصابات الفيروس في البلاد.

وقال البروفيسور عظيم مجيد، رئيس قسم الصحة العامة في "إمبريال كوليدج لندن"، إن المملكة المتحدة تواجه حالياً تهديداً مزدوجاً يطرحه كورونا و"الإنفلونزا" مجتمعين، مشجعاً الناس على أخذ التطعيمات ضد الفيروسين كليهما.

وأضاف أنه على رغم أنه من غير المحتمل أن يقلص الناس خططهم الاحتفالية وسط ارتفاع حالات دخول المستشفى، إلا أنه ينبغي عليهم التفكير في إجراء فحص الكشف عن الفيروس قبل أن يزوروا أفراد الأسرة المسنين في عيد الميلاد.

عموماً، بلغ إجمالي عدد الإصابات التي كشفتها الفحوص المنزلية في المملكة المتحدة نحو 1.3 مليون شخص في الأسبوع المنتهي في 5 ديسمبر، وفق "المكتب الوطني للإحصاءات".

وقال الدكتور جيمي لوبيز برنال، استشاري علم الأوبئة للتحصين والإجراءات المضادة لدى "وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة" إننا "نشهد ارتفاعاً في إصابات الإنفلونزا وكورونا وغيرهما من فيروسات الشتاء، وذلك نتيجة اجتماع الناس أكثر في الأماكن الداخلية. تعد حالات دخول مرضى كورونا إلى المستشفيات الأعلى في صفوف الفئات العمرية الأكبر سناً، لذا من المهم جداً أن يتقدم كل من يستوفي شروط التطعيم لأخذ الجرعات المعززة.

"صحيح أن "كورونا- 19" والإنفلونزا قد يتسببا بعدوى خفيفة بالنسبة إلى كثيرين، ولكن يجب ألا ننسى أن في مقدورهما أن يؤديا إلى مضاعفات صحية شديدة أو حتى الموت للأشخاص الأكثر ضعفاً في مجتمعاتنا"، ختم الدكتور برنال.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة