Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وزير الطاقة السعودي: تحركات "أوبك+" أثبتت صحتها وهي بعيدة عن السياسة

الأمير عبدالعزيز بن سلمان: لن يكون مفاجئاً إذا عادت قضية "البراميل المفقودة" للظهور في أوائل 2023

في اجتماع الرابع من ديسمبر 2022، قرر تحالف "أوبك+" التمسك بأهدافه المتعلقة بإنتاج النفط (اندبندنت عربية)

قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، إن "قرار تحالف أوبك+ في أعقاب أزمة أوكرانيا تبين أنه القرار الصحيح"، مؤكداً أن "التحالف لا يقوم بتسيس قراراته إنما يعتمد على أساسات السوق فقط".

وأوضح الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أن "التحالف يبقي الشؤون السياسية خارج تحليلاته وتوقعاته لأوضاع السوق"، مضيفاً، "نركز فقط على أساسات السوق، وهذا يمكننا من تقييم الأوضاع بموضوعية أكثر، وبشكل أكثر وضوحاً، وهذا بدوره يعزز مصداقيتنا".

وأضاف الوزير وفق ما جاء في مقابلة مع وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" "في بداية الأزمة الأوكرانية، توقع البعض فقدان كميات كبيرة من الإمدادات، تفوق ثلاثة ملايين برميل يومياً، مما أثار المخاوف وأسهم في حدوث تقلبات حادة في الأسواق في تلك الظروف، اتهم (أوبك+) بعدم الاستجابة للأزمة في الوقت المناسب، لكن النقص المتوقع في الإمدادات لم يتحقق". 

التمسك بخطط الإنتاج

وفي اجتماع الرابع من ديسمبر (كانون الأول) 2022، قرر تحالف "أوبك+" التمسك بأهدافه المتعلقة بإنتاج النفط، بينما تكافح أسواق النفط لتقييم تأثير تباطؤ الاقتصاد الصيني على الطلب وتداعيات قرار مجموعة السبع وضع سقف سعري للنفط الروسي على العرض.

وفي الخامس من أكتوبر (تشرين الأول)، أعلن تحالف "أوبك+" الذي تقوده السعودية وروسيا، خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يومياً اعتباراً من نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، إلا أن القرار واجه غضباً من الدول الغربية في مقدمتهم الولايات المتحدة.

صحة قرار "أوبك+"

وأشار وزير الطاقة السعودي إلى أنه "جرى انتقاد قرار تحالف (أوبك+) الذي اتخذه بخفض الإنتاج بشكل حاد في أكتوبر. ووُصف القرار بأنه محفوف بالمخاطر و’مؤسف’، وكانت هناك تلميحات بأن وراءه دوافع سياسية، وأنه قد يدفع الاقتصاد العالمي إلى الركود ويضر الدول النامية"، مستدركاً "لكن تبين مرة أخرى أن قرار (أوبك+) كان القرار الصحيح لدعم استقرار السوق البترولية وصناعة البترول".

وبين الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أن "المشكلة تكمن في أن تسييس الإحصاءات والتوقعات، واستخدامها للتشكيك في صدقية نحالف (أوبك+) ودوره في استقرار السوق، يؤدي إلى استثارة المستهلكين، ويسبب إرباكاً في السوق، ويقود إلى حدوث اختلالات وتفسيرات خاطئة، تسهم جميعها في اضطرابات لا مبرر لها في السوق".

لغز البراميل المفقودة

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد الوزير أن "هناك معلومات غير دقيقة موجودة بشكل يكاد يكون دائماً في بعض التوقعات، ففي الوقت الذي حافظ فيه تحالف (أوبك+) على الأرقام المتعلقة بالطلب لعام 2021، واستمرت بعض الجهات في تقليل تقديرات الطلب، التاريخية والحالية، بشكل كبير، ونتج عن ذلك اختلافات يشار إليها عادة بـ’لغز البراميل المفقودة’، وفي ما بعد اضطرت هذه الجهات إلى تصحيح تلك الاختلافات في بداية عام 2022، وذلك برفع تقديرات مستوى الطلب"، مضيفاً "لن يكون الأمر مفاجئاً إذا عادت قضية "البراميل المفقودة" إلى الظهور في أوائل عام 2023م، مواكبة لنفس النمط المتمثل في التقليل من تقديرات الطلب مرة أخرى للعام الحالي".

تسييس التوقعات

وتابع الوزير السعودي "في نهاية المطاف، تسييس الإحصاءات والتوقعات بلا موضوعية، يأتي غالباً بنتائج عكسية ويؤدي إلى فقدان الصدقية، إذ تعرضت السوق خلال السنوات الماضية لعدد من الصدمات الحادة، ولولا النهج القائم على المبادرة والإجراءات الاستباقية، الذي تبناها تحالف أوبك+، لتسببت تلك الصدمات في فوضى في أسواق البترول، مثلما شهدته أسواق الطاقة الأخرى، حتى قبل الأزمة الأوكرانية".

وقال "ليس لدى (أوبك+) خيار سوى أن تظل مبادرة واستباقية أمام الأوضاع العديدة التي تتسبب في حال عدم اليقين في السوق، وهذه ليست مهمة سهلة، بخاصة أن السوق تميل إلى المبالغة في رد الفعل تجاه الأخبار، سلبياً وإيجابياً".

وأضاف الأمير عبدالعزيز "قد رأينا كثيراً من التدخلات التي لا تتصف بالحكمة في أسواق الطاقة"، مستدركاً "لكن، لا بد لي من أن أكرر هنا أن تقييم (أوبك+) الموضوعي للأسواق، ونهجه الاستباقي، والتماسك داخل المجموعة، يجعله في موضع أفضل وأقدر على الإسهام في تعزيز استقرار السوق".

الصدقية أساس الثقة

وقال الوزير "في جميع المجالات الاقتصادية، بدءاً بالأمور المالية ووصولاً إلى التجارة في السلع، تعد الصدقية مكوناً رئيساً لبناء الثقة التي تؤدي إلى استقرار الأسواق. فمن دون الصدقية تكون الأسواق أشد تقلباً وأقل جاذبية لجميع فئات المتعاملين فيها. وسوق البترول ليست مختلفة عن هذا"، مؤكداً "نحن في (أوبك+)، لن نتردد في التعامل مع أي وضع تشهده السوق، ونحن ندرك أنه كلما زادت مصداقيتنا، أصبحت مهمتنا في تحقيق الاستقرار في الأسواق أسهل، وكلما حققنا مزيداً من الاستقرار، تمكنا من تعزيز مصداقيتنا وكسب اعتراف الآخرين بها، وهذه بلا شك، حلقة إيجابية يعمل ’أوبك+’ للحفاظ عليها، من خلال التحليل الموضوعي ذي الجودة العالية، والاستمرار في التركيز على أساسات السوق".

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز