Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وفاة أسير فلسطيني يشعل الضفة وغزة بـ"طلقات الاحتجاج"

إضراب عام وتظاهرات مسلحة رفضاً لظروف وفاة قيادي في "فتح" بأحد مستشفيات إسرائيل

ذكر "نادي الأسير" أن ستة معتقلين فلسطينيين توفوا بالسرطان داخل السجون الإسرائيلية خلال السنوات العشر الماضية (أ ف ب)

ساد إضراب عام، الثلاثاء 20 ديسمبر (كانون الأول)، مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، ونظمت تظاهرات شارك فيها مسلحون احتجاجاً على ظروف وفاة أسير فلسطيني يقبع في السجون الإسرائيلية منذ 20 عاماً، وكان يعاني سرطان الرئة منذ نحو عام.

وأغلقت المحال التجارية أبوابها في مدن رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم في حين عاد طلاب المدارس أدراجهم في عديد من القرى والبلدات.

ونظمت مسيرات بمشاركة عشرات المسلحين الذين أطلقوا النار في الهواء، احتجاجاً على الظروف المحيطة بوفاة ناصر أبو حميد (50 سنة) في أحد المستشفيات الإسرائيلية.

سيرة الرمق الأخير

واعتقل أبو حميد الذي كان يعتبر من قادة حركة "فتح" الميدانيين من مخيم "الأمعري" عام 2002 عقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية المسلحة عام 2000، وحكم عليه بالسجن المؤبد سبع مرات أضيف إليها 50 عاماً بتهمة تنفيذ هجمات على أهداف إسرائيلية.

وخلال محاكمة القيادي في "فتح" مروان البرغوثي رفض أبو حميد أن يشهد في المحكمة ضده.

وأبو حميد واحد من خمسة أشقاء محكومين بالسجن المؤبد، إضافة إلى شقيق سادس قتل خلال اشتباك مع القوات الإسرائيلية عام 1994.

وهدمت إسرائيل بيوت هؤلاء فانتقلوا إلى بيوت أخرى تم هدمها. وبعد أن تدهورت حال أبو حميد الصحية سمح لأسرته ليلة الإثنين بزيارته في مستشفى داخل إسرائيل. ونقل عن أفرادها أن أبو حميد كان يلفط أنفاسه الأخيرة.

وقالت لطيفة أبو حميد والدة ناصر "الحمد لله تمكنا من زيارته لنقول له الوداع. لقد كان لقاء صعباً ولكن الحمد لله. كنا محظوظين لأننا رأيناه قبل وفاته وودعناه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جهتها، قالت مصلحة السجون الإسرائيلية إن "أسيراً أمنياً مريضاً ميؤوساً من شفائه تم نقله إلى مركز (شامير) الطبي اعتباراً من 19 ديسمبر (كانون الأول) توفي الثلاثاء، وتم علاج السجين عن كثب وبشكل منتظم من قبل الطاقم الطبي لمصلحة السجون والمؤسسات الخارجية".

وأضافت "حكم على السجين المولود عام 1971 وهو أعزب من سكان الضفة الغربية، بالسجن المؤبد بتهمة القتل العمد والأعمال العدائية الأمنية والشروع في القتل".

وتابعت "تم إلقاء القبض عليه خلال أبريل (نيسان) 2002. وكانت هذه رابع مرة يسجن فيها. وتم إخطار عائلته كالمعتاد، وسيجري التحقيق في الحادثة".

من جهتها اتهمت محافظة رام الله ليلى غنام إسرائيل بـ"ارتكاب جريمة قتل طبية".

ونعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة الفلسطينية محمد أشتية المعتقل ناصر أبو حميد محملين الجانب الإسرائيلي مسؤولية وفاته.

وأثار عباس قضية أبو حميد في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي.

ونعت حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية أبو حميد معتبرة أنه "أحد رموز الشعب الفلسطيني".

وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم في تصريح نشره موقعها "إن أبو حميد قاتل حتى الرمق الأخير، ومثل الشعب الفلسطيني".

ثالوث الأسر والمرض والوفاة

وذكر نادي الأسير الفلسطيني أن ستة معتقلين فلسطينيين توفوا بمرض السرطان داخل السجون الإسرائيلية خلال السنوات العشر الماضية، من بين 233 معتقلاً فلسطينياً توفوا داخل سجون تل أبيب منذ عام 1967.

وأشار نادي الأسير إلى أن إسرائيل تحتجز عشر الجثث لمعتقلين توفوا داخل سجونها.

وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ للصحافيين في بيت عائلة أبو حميد بمخيم "الأمعري" إنه تم الاتصال بجهات عربية وأميركية للتأثير في إسرائيل بهدف الإفراج عن جثمان القيادي المتوفى.

ويبلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية 4700 معتقل ومعتقلة، موزعين على 23 سجناً، من بينهم 150 قاصراً، بحسب معطيات نادي الأسير.

وبين هؤلاء 25 سجيناً تم اعتقالهم قبل "اتفاق أوسلو" 1993 التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل.

وبين المعتقلين الفلسطينيين أيضاً 552 صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد، إضافة إلى 835 معتقلاً إدارياً.

وقال نادي الأسير في بيان الثلاثاء إن "600 أسير يعانون أمراضاً مختلفة، منهم 24 على الأقل مصابون بمرض السرطان".

المزيد من الشرق الأوسط